الكوتشينغ للأبناء العصبيين: استراتيجيات فعَّالة لتحسين التوازن العاطفي

blog-details

الكوتشينغ في تربية الأبناء العصبيين تربية الأبناء

من الصعب على الآباء التعامل مع سلوك الأطفال العصبي والغاضب، فقد يكون من المحبط أن ترى طفلك غارقاً في نوبة غضب أو اضطراب، بينما تعجز عن مساعدته، فيمكن لهذه التصرفات أن تكون محيِّرة ومجهدة، لكنَّها في الأساس تُعبِّر عن مشاعر معقدة، مثل الإحباط أو عدم القدرة على التعبير عن أنفسهم، يعجز الأطفال مع تطورهم عن التعامل مع هذه المشاعر بطريقة ناضجة، ما يؤدي إلى سلوكات عدوانية قد تكون مدمِّرة أحياناً.

تعلِّم الاستعانة بطرائق التوجيه غير التقليدية؛ أي الكوتشينغ للأبناء العصبيين الأطفال كيفية التعامل مع هذه المشاعر تعاملاً صحيحاً، فيوفِّر الكوتشينغ تقنيات تهدئة الغضب عند الأطفال ويمنحهم الأدوات الضرورية ليتعلموا كيفية إدارة مشاعرهم وتقليل نوبات الغضب وتحسين تفاعلاتهم اليومية بطريقة تبني شخصية الطفل بصحة وتحوِّل كل لحظة صعبة إلى فرصة لتطوير مهاراتهم العاطفية والاجتماعية.

الكوتشينغ ودوره في فهم مشاعر الأبناء العصبيين

يعزز كوتشينغ التربية الانضباط الذاتي للأطفال العصبيين ويتعامل مع مشاعرهم بطريقة صحيحة من خلال عدة استراتيجيات فعَّالة، فهو يُعلم الأطفال كيفية التعرف على مشاعرهم، مثل الغضب أو الإحباط، والتمييز بينها وبين التصرفات الناتجة عنها، ومن ثم يعلمهم كيفية التعبير عن مشاعرهم بالكلمات بدلاً من التصرف العدواني أو الهائج، ويمنحهم تقنيات الاسترخاء التي تهدِّئ لهم أنفسهم قبل أن يفقدوا السيطرة على مشاعرهم، ويعلمهم كيفية مواجهة المواقف المزعجة بهدوء من خلال التفكير المنطقي واختيار ردود فعل مناسبة، وتعديل سلوكهم بما يناسب الموقف؛ إذ لا يقدِّم الكوتشينغ للأبناء العصبيين النصائح للآبناء؛ بل يساعد الآباء على الكشف عن سلوكات الغضب لدى أطفالهم وتحديد أسبابها من خلال:

1. تحديد الأسباب النفسية والعاطفية

يساعد الكوتشينغ للأبناء العصبيين الآباء على التعرف على الأسباب النفسية والعاطفية الكامنة وراء السلوك العصبي، فمن خلال الفحص الدقيق للحالة النفسية للطفل، يُحدَّد ما إذا كان الطفل يمر بمشاعر القلق أو الحزن أو شعور بالضغط، بالتالي تُحدَّد أسبابه الدقيقة، هل هو ناتج عن التوتر المدرسي أم المشكلات الاجتماعية أم تغيرات هرمونية أم غير ذلك.

2. تعزيز مهارات التواصل

يعدُّ تعزيز مهارات التواصل مع الأبناء العصبيين والعمل على بناء علاقة قائمة على الثقة والاحترام مع أبنائهم من مهام الكوتشينغ، وهذا يعني الانتباه للمشاعر والتجارب التي لا يكون الطفل قادراً على التعبير عنها بالكلمات.

3. تبنِّي أساليب إيجابية في التربية

تبنِّي أساليب تفاعل إيجابية، مثل ملاحظات بناءً بدلاً من اللوم.

4. التعرف على الحوافز البيئية

يفحص الكوتشينغ البيئة المحيطة بالطفل لتحديد الحوافز التي قد تشجع السلوكات المزعجة، فقد يتعلم الآباء أنَّ بعض السلوكات، مثل الصراخ أو الشتائم قد تؤدي إلى حصول الطفل على ما يريده.

5. تحليل العواقب

يساعد الكوتشينغ للأبناء العصبيين الآباء على فهم كيف أنَّ العواقب المترتبة على سلوك الطفل، قد تشجعه على تكرار هذه السلوكات، فإذا كوفئ الطفل بتجنب المواقف التي تثير قلقه (مثل تجنب حفلة عيد ميلاد)، قد يتعلم أنَّ السلوكات السلبية، تؤدي إلى نتائج إيجابية له.

6. فهم سلوكات الطفل

يوجه الكوتشينغ الآباء إلى كيفية التعامل مع السلوكات المزعجة عن طريق البحث في الدوافع العاطفية وراء التصرفات السلبية، وقد ينتج السلوك عن شعور بالقلق أو الخوف، وليس بسبب "سوء أخلاق" الطفل كما يعتقد الآباء.

7. تقديم استراتيجيات لتعديل السلوك

يساعد الكوتشينغ الآباء على تحديد وتطبيق استراتيجيات جديدة للتفاعل مع أطفالهم، ويزيل الحوافز السلبية، بالتالي يضيف عواقب ملائمة تساعد الطفل على فهم تأثير سلوكاته ونتائجها.

الكوتشينغ للأبناء العصبيين

تقنيات الكوتشينغ في تهدئة مشاعر الغضب لدى الأبناء

أسباب كثيرة قد تثير الغضب لدى الأطفال، لكن يوفر الكوتشينغ بالتعاون مع التوجيه الأسري للأبناء العصبيين الحل لمساعدتهم على إدارة مشاعرهم وتوجيههم لتفريغ عاطفتهم بطرائق إيجابية والسيطرة على انفعالاتهم بوعي دون اللجوء إلى السلوكات السلبية، وإليك استراتيجيات الكوتشينغ العملية التي يستخدمها الآباء في رحلتهم لِدعم التوازن العاطفي للأبناء العصبيين:

1. التعرف على محفزات الغضب

مساعدة الطفل على تحديد الأسباب التي تجعله يغضب، مثل الإرهاق أو الإحباط من عدم تحقيق العدالة، فيمكن استخدام أسئلة، مثل "لماذا أشعر بالغضب؟" لمساعدته على التفكير في المواقف التي تحفز هذه المشاعر.

2. تحليل المشاعر وفهمها

تشجيع الطفل على ملاحظة ما يحدث داخل جسمه وعقله عندما يغضب، وتعزيز وعيه الذاتي للتعرف على علامات الغضب المبكرة.

3. تمثيل الأدوار

التدرب على كيفية التعامل مع المواقف التي تثير غضبه من خلال تأدية الأدوار، واستخدام دمى أو تمثيل مواقف حياتية، مثل رفض مشاركة لعبة، ليجرِّب كيفية التعبير عن مشاعره بطريقة بنَّاءة.

4. مناقشة السيناريوهات والخيارات المتاحة

عرض مواقف قد تثير الغضب، ثم مناقشة ثلاثة خيارات مختلفة للاستجابة:

5. الخيار السلبي

التصرف بعدوانية أو كبت الغضب.

6. الخيار الإيجابي

التعبير عن المشاعر بوضوح، مثل التحدث مع شخص موثوق.

7. الخيار المتزن

استخدام استراتيجيات، مثل التهدئة قبل التفاعل.

8. إعادة هيكلة التفكير

المساعدة على إدارة السلوكات المفرطة للأطفال من خلال تطوير أنماط تفكير جديدة، مثل استبدال الأفكار السلبية بأخرى أكثر توازناً.

9. تقنيات التهدئة وضبط النفس

الحفاظ على التوازن العاطفي للأبناء العصبيين من خلال تعليمهم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو العد التنازلي، أو استخدام كرة الضغط.

10. اللعب والكتب بوصفهما أدوات تعليمية

اختيار واستخدام ألعاب وكتب تساعد الأطفال على استكشاف مشاعرهم، مثل: بطاقات تعلِّم الأطفال كيفية التحكم بغضبهم.

11. خلق بيئة داعمة وآمنة

توفير مساحة آمنة للطفل للتحدث عن مشاعره دون خوف من العقاب.

الكوتشينغ في تعزيز التوازن العاطفي للأبناء العصبيين

يعدُّ تعزيز التوازن العاطفي للأطفال العصبيين من التحديات الكبرى التي يواجهها عدد من الآباء والمربين، ولحسن الحظ، أصبح الكوتشينغ أكثر أداة تُستخدَم لتحسين قدرة الأطفال على التعامل مع مشاعر الغضب والتوتر، وتحقيق الاستقرار العاطفي، وفقاً لدراسة نشرتها Journal of Child and Family Studies، فإنَّ الأطفال الذين يتعرضون لتدريب عاطفي، يُظهرون تحسناً ملحوظاً في ضبط النفس وإدارة المشاعر مقارنة بأقرانهم الذين لا يتلقون هذا النوع من الدعم.

أظهرت دراسة أخرى نشرتها American Psychological Association أنَّ تفاعل الأطفال مع آبائهم من خلال التواصل العاطفي، يعزز قدرتهم على فهم مشاعرهم وتنظيم سلوكاتهم بفعالية؛ إذ يساعد الكوتشينغ للأبناء العصبيين الأطفال من خلال:

1. التعرف على المشاعر وتسميتها

يساعد الطفل على فهم مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحية و يمكِّنه من التعامل مع المواقف المختلفة بهدوء وثقة.

2. إعادة التأطير

يغيِّر طريقة تفكير الطفل حول المواقف التي تثير عصبيته، ويحوِّلها إلى فرص للتعلم والنمو بدلاً من الاستجابة السلبية.

3. تعليم الاسترخاء

استخدام تقنيات تهدئة الغضب عند الأطفال، مثل التنفس العميق والتمرينات الذهنية لتقليل الشعور بالقلق والعصبية وتعزيز الشعور بالهدوء.

4. تحديد روتين يومي ثابت

إنشاء جدول منتظم للنشاطات اليومية، مثل أوقات النوم والدراسة واللعب، يساعد الطفل على الشعور بالأمان والاستقرار.

5. ممارسة النشاط البدني

تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة أو النشاطات الحركية، والتي تخفف التوتر وتحسن المزاج وتعزز الصحة العاطفية والجسدية.

6. إعداد وقت مخصص للتواصل العاطفي

تخصيص وقت يومي للحديث مع الطفل عن يومه، ومشاعره، وما يزعجه، فإنَّ أفضل ما يمكن للآباء والمربين القيام به من أجل لإدارة السلوكات المفرطة للأطفال العصبيين وتعزيز قدرتهم على التعبير.

7. تنظيم الذات للآباء

يجب على الآباء تعلم إدارة مشاعرهم أولاً، فعندما يواجهون مشاعر الغضب أو الإحباط، يجب عليهم التوقف وأخذ وقت لأنفسهم قبل الرد، مما يساعدهم على قيادة الأبناء بالتعاطف والتفهم بدلاً من استخدام أساليب التأديب القاسية.

8. تعزيز التواصل العاطفي العميق

يعزز الكوتشينغ مهارات التواصل مع الأبناء العصبيين، بدلاً من السعي إلى الكمال في التربية، مما يجعلهم أكثر هدوءاً وتعاوناً.

9. تدريب الأطفال على الذكاء العاطفي

يُوجَّه الأطفال بدلاً من اللجوء إلى العقاب أو التهديدات وفي سبيل ضبط مشاعر الأبناء العصبيين لفهم مشاعرهم والتحكم فيها بطرائق بنَّاءة تعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات أخلاقية وانضباطهم الذاتي.

الكوتشينغ للأبناء العصبيين

كيفية التعامل مع التحديات اليومية في حياة الأبناء العصبية

يصبح التعامل مع نوبات العصبية والانفعالات العاطفية أمراً مرهقاً للوالدين في ظل الضغوطات اليومية والتحديات التي يواجهها الأطفال، بالتالي يقدِّم الكوتشينغ للأبناء العصبيين استراتيجيات تساعد الوالدين على إنشاء بيئة داعمة من شأنها تعزيز الانضباط الذاتي للأطفال العصبيين من خلال:

1. تحديد الأهداف

يساعد الكوتشينغ الطفل على وضع أهداف واضحة وقابلة للتحقيق تتناسب مع قدراته واهتماماته؛ إذ يعزز تقسيم الأهداف إلى خطوات صغيرة شعوره بالإنجاز ويبني ثقته بنفسه.

2. تعزيز الوعي الذاتي

تطوير فهم الطفل لمشاعره، ونقاط قوته، وضعفه، وقيمه يساعده على اتخاذ قرارات أفضل، وتحسين تواصله، وبناء علاقات صحية مع الآخرين.

3. ممارسة اليقظة الذهنية

يعلِّم الكوتشينغ تقنيات تهدئة الغضب عند الأطفال، مثل التنفس العميق، والتخيل الذهني، والتأمل.

4. التحدث الإيجابي مع الذات

يساعد الكوتشينغ للأبناء العصبيين الطفل على استبدال الأفكار السلبية بعبارات تحفيزية وإيجابية لبناء ثقته بنفسه وتعزيزها.

5. تنمية مهارات حل المشكلات

يطوِّر الطفل من خلال تعلم كيفية تقسيم المشكلات إلى أجزاء أصغر، وتقييم الحلول الممكنة شعوراً بالتحكم في حياته ويصبح أكثر مرونة في التعامل.

6. إيجاد مساحة هادئة

تخصيص زاوية في المنزل يمكن للطفل اللجوء إليها عندما يشعر بالغضب أو التوتر.

7. الابتعاد عن الصراخ والعقاب القاسي

تساعد الاستجابة الهادئة والتواصل الفعَّال الطفل على التحكم في مشاعره.

8. تعزيز التواصل العاطفي

قضاء وقت يومي للحديث مع الطفل حول مشاعره ومخاوفه دون إصدار الأحكام.

9. تشجيع النشاطات الإبداعية

الرسم، والموسيقى، واللعب الحركي تساعد الطفل على تفريغ طاقته بطريقة إيجابية.

10. تفهم سبب السلوك

غالباً ما تكون السلوكات العصبية استجابة لمشاعر غير مفهومة؛ لذا من المفيد التحدث مع الطفل لفهم دوافعه.

11. وضع قواعد واضحة وثابتة

يوضِّح التوجيه الأسري للأبناء العصبيين القواعد السلوكية بطريقة هادئة وإيجابية، والالتزام بها باستمرار.

12. استخدام التعزيز الإيجابي

مكافأة الطفل على تحكمه في مشاعره أو تعامله مع المواقف بهدوء، لتعزيز السلوك الإيجابي.

13. تدريب الطفل على بدائل صحية

يوجَّه لاستخدام الكلمات أو اللجوء إلى نشاطات تهدئة، مثل التنفس العميق، بدلاً من الصراخ أو الضرب.

14. وضع روتين يومي منظم

للنجاح في إدارة السلوكات المفرطة للأطفال وتحديد أوقات ثابتة للنوم، والدراسة، والطعام، واللعب، لتعزيز الشعور بالاستقرار والتقليل من التوتر الناتج عن عدم التوقع.

15. القدوة الحسنة

إظهار كيفية التعامل مع المشاعر السلبية بهدوء أمام الطفل، فيكتسب استراتيجيات إدارة المشاعر من خلال تقليد سلوك الوالدين.

16. التأكد من تلبية الاحتياجات الأساسية

يكون السبب وراء العصبية الجوع أو قلة النوم، أو الإرهاق؛ إذ يحدُّ التأكد من تلبية هذه الاحتياجات من نوبات الغضب.

الكوتشينغ في تحسين مهارات التواصل مع الأبناء العصبيين

تشير الدراسات إلى أنَّ الأطفال الذين يعانون من مشكلات سلوكية، مثل العدوانية والتمرد واضطراب التحدي المعارض (ODD)، يواجهون نقصاً في مهارات حل المشكلات الاجتماعية (Dodge & Coie, 1987; Kendall, 1993)، مما يجعل تواصلهم مع الآخرين أكثر تعقيداً، أظهرت الأبحاث أنَّ ضعف تنظيم العواطف، يعدُّ أحد العوامل الأساسية وراء هذه السلوكات (Greene & Doyle, 1999)، وأنَّ تدريب الوالدين على دعم المشاعر، يمكن أن يساعد الأطفال على تطوير استراتيجيات تواصل أكثر فعالية (Gottman, Katz & Hooven, 1996).

يأتي هنا دور الكوتشينغ للأطفال العصبيين بوصفهم أداة فعالة لتحسين التواصل بين الآباء وأطفالهم، فيعلِّم الوالدين استراتيجيات تعزز قدرة الطفل على تنظيم عواطفه وتحسين تفاعلاته الاجتماعية مثل:

1. الاستماع النشط والتعاطف

يجب أن يُظهر الوالدان اهتماماً حقيقياً بمشاعر الطفل ويستمعون إليه دون مقاطعته أو التقليل من مشاعره، ويجب عليهم استخدام لغة جسد تُظهر الانفتاح والاهتمام، مثل الحفاظ على التواصل البصري أو الانحناء تجاه الطفل في الحديث.

2. استخدام أسلوب الأسئلة المفتوحة

تشجِّع الأسئلة المفتوحة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بعمق، بدلاً من طرح أسئلة "نعم/لا"؛ إذ يجب على الوالدين طرح أسئلة تسمح للطفل بالتحدث بحرية عن مشاعره، فبدلاً من السؤال "هل أنت غاضب؟" يمكن السؤال "ماذا شعرت عندما حدث ذلك؟"

3. تقديم الدعم العاطفي والتأكيد

يعزز الكوتشينغ مهارات التواصل مع الأبناء العصبيين، فمن الضروري أن يطمئن الوالدان بأنَّ مشاعر الطفل مقبولة ومفهومة، ويمكن أن يتم ذلك من خلال تقديم كلمات تشجيعية تدعم قدرة الطفل على التحكم في مشاعره والتأكيد أنَّه لا بأس في الشعور بالغضب، ولكن يجب تعلم كيفية التعامل مع تلك المشاعر تعاملاً صحياً.

4. تخصيص وقت للحوار المفتوح

يعزز هذا الثقة بين الطفل ووالديه، ويمكن أن يكون هذا الوقت جزءاً من الروتين اليومي، مثل التحدث مع الطفل قبل النوم أو بعد عودته من المدرسة.

5. تشجيع التعبير عن المشاعر من خلال الفن أو الكتابة

يجد الأطفال العصبيون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، وفي هذه الحالة نشجِّعهم على التعبير عن مشاعرهم من خلال الرسم أو الكتابة. هذا ينظم أفكارهم ومشاعرهم بطريقة غير مهددة.

6. التوجيه للانفتاح على الحلول

يساعد الوالدان الطفل بدلاً من التركيز على مشاعر الغضب فقط على التفكير في الحلول، فتعليم الطفل أنَّ كل مشكلة لها حل ممكن، يمكن أن يعزز قدرة الطفل على التفكير بهدوء وموضوعية عند مواجهة مواقف صعبة.

الكوتشينغ للأبناء العصبيين

تحقيق توازن سلوكي وصحي للأبناء العصبيين من خلال الكوتشينغ

يواجه عدد من الأطفال العصبيين صعوبة في تنظيم عواطفهم والتعامل مع التوتر، مما يؤدي إلى نوبات غضب وسلوكات غير متوازنة تؤثر في حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية، ووفقاً للدراسات فإنَّ اضطرابات السلوك تؤثر في نسبة ما بين 1% و13% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، مما يجعل الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لدعمهم أكثر إلحاحاً (Kessler et al., 2005)؛ إذ يعدُّ الكوتشينغ للأطفال العصبيين أحد الأدوات الفعالة التي تساعد الآباء على توجيه أطفالهم لِتحقيق توازن سلوكي وصحي، فيُشجع على:

  • استكشاف بدائل أكثر إيجابية عند مواجهة المواقف الصعبة، فذلك يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات سليمة بعيداً عن ردود الفعل العصبية أو العدوانية.
  • تعلم مهارات التهدئة الذاتية في لحظات التوتر، مثل تقنيات التنفس العميق أو إعادة التقييم الإيجابي للموقف.
  • التعبير عن مشاعرهم بأسلوب هادئ وغير تصادمي بدلاً من الانفعال والغضب.
  • وضع حدود واضحة ومتسقة لما هو مقبول وما هو غير مقبول.
  • تعليم الأطفال أهمية تبنِّي أسلوب حياة صحي سواء النوم الجيد أم التغذية السليمة، وأثره المباشر في سلوكهم وقدرتهم على التحكم في مشاعرهم.

الكوتشينغ في تطوير مهارات الانضباط الذاتي للأطفال العصبيين

تشير الأبحاث إلى أنَّ الكوتشينغ يعزز الانضباط الذاتي لدى الأطفال العصبيين، وأظهرت دراسة أنَّ تدريب الوالدين على دعم المشاعر، حسَّن قدرة الأطفال على إدارة انفعالاتهم وقلَّل السلوكات الاندفاعية، بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أخرى أنَّ تطبيق استراتيجيات الكوتشينغ في البيئة المدرسية، زادَ التركيز والانتباه لدى الطلاب بنسبة 20%، مما يعكس تحسناً في مهارات الانضباط الذاتي. تؤكد هذه النتائج فعالية الكوتشينغ بوصفها أداة لتعزيز الانضباط الذاتي لدى الأطفال العصبيين، وبعض أساليب الكوتشينغ هنا:

  • الاستماع الفعَّال واستخدام إشارات غير لفظية، مثل الاتصال البصري والابتسام، وتوجيه أسئلة تشجع الطفل على الانفتاح والتعبير عن نفسه بدلاً من الانسحاب أو التصرف بعصبية.
  • تعزيز قدرة الأطفال على التفاعل مع مشاعرهم من خلال تأكيد أنَّ جميع المشاعر، بما فيها المشاعر السلبية، هي مشاعر طبيعية، والسماح بالتعبير عن مشاعره دون الخوف من الحكم عليه.
  • تصنيف المشاعر من خلال تسمية المشاعر واستخدام أدوات، مثل "مخطط المشاعر" أو الحديث عن مشاعر الشخصيات في القصص يساعد الطفل على تسمية شعوره بدقة.
  • الهدوء، فالأطفال يتعلمون كثيراً من خلال ملاحظة سلوكات الكبار.
  • إنشاء مساحة آمنة وتوفير منطقة هادئة مع وسائد، وإضاءة ناعمة، وألعاب حسية يمكن أن يساعد الطفل على تنظيم مشاعره.

التوجيه الأسري في تربية الأبناء العصبيين: دعم الأهل في التحديات

يساعد التوجيه الأسري للأبناء العصبيين الأطفال على التعامل مع مشاعرهم تعاملاً صحياً ومتوازناً، فيبدأ هذا الدعم بتوفير بيئة آمنة يشعر فيها الطفل بأنَّه مسموع ومفهوم، مما يعزز ثقته بنفسه ويخفف من حدة انفعالاته ويتجنب اللجوء إلى السلوكات العدوانية.

يعدُّ إشراك الأهل في وضع الحلول خطوة هامة، فيمكنهم تعلم تقنيات إدارة الغضب، مثل التنفس العميق أو العد التنازلي، وتطبيقها مع أطفالهم لمساعدتهم على التكيف مع مشاعرهم السلبية، كما أنَّ تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية والعاطفية، يعزز قدرتهم على التعامل مع المواقف المختلفة بطرائق أكثر هدوءاً، مثل استخدام الكلمات بدلاً من الصراخ أو العنف للتعبير عن الغضب.

يعدُّ الأهل نماذج يُحتذى بها في التحكم في الانفعالات، فكلما أظهروا صبراً وتحملاً في التعامل مع تحديات أبنائهم، زادت قدرة الأطفال على تعلم ضبط النفس، كما أنَّ تشجيعهم على ممارسة النشاطات الهادئة، مثل الرياضة أو الفنون أو التأمل يقلل التوتر ويعزز التوازن العاطفي لديهم.

لا يقتصر التوجيه الأسري على المنزل فقط؛ بل يمتد إلى التعاون مع المدرسة لضمان تقديم دعم متكامل للطفل؛ إذ يعالج التواصل المستمر بين الأهل والمعلمين المشكلات السلوكية بطريقة متسقة تعزز من استقرار الطفل وتكيفه الاجتماعي، فمن خلال هذه الجهود المتكاملة، يصبح التوجيه الأسري للأطفال العصبيين أداة قوية في مساعدة الأطفال على تحقيق التوازن السلوكي والعاطفي، وتحسين جودة حياتهم وعلاقاتهم مع الآخرين.

قصص نجاح حقيقية: كيف ساعد الكوتشينغ الأبناء العصبيين على التغيير

هناك قصص نجاح ملهمة تبرز كيف يمكن للكوتشينغ أن يحدث تحولاً حقيقياً في حياة الأبناء الذين يعانون من العصبية. تُظهر قصص نجاح الكوتشينغ للأبناء العصبيين كيف يمكن أن تكون هذه التقنية أداة فعالة في تمكين الأطفال من التعبير عن مشاعرهم والتغلب على التوتر والعصبية، وتحسن تواصلهم مع محيطهم وترفع جودة حياتهم. نقدِّم هنا إحدى تلك القصص، قصة الصغير أحمد والتغلب على الانفعالات المفرط:

عانى أحمد بوصفه طفلاً يبلغ من العمر 8 سنوات من انفعالات شديدة وعصبية، وكان كثيراً ما ينفجر غضباً في المدرسة وفي المنزل بسبب أمور صغيرة، تلخَّصتت مشكلته الرئيسة في عدم قدرته على التعبير عن مشاعره أو التحكم في ردود فعله العاطفية في المواقف المحفزة أو عندما لا تسير الأمور كما يريد، فعندما بدأ أحمد في الجلسات مع مدرب الكوتشينغ للأطفال العصبيين (الكوتش)، عُمِلَ على عدة استراتيجيات أساسية:

1. تعليم تقنيات التنفس العميق

دُرِّب أحمد على التنفس العميق والهادئ عندما شعرَ بالغضب، فكان الكوتش يطلب منه أخذ نفس عميق، ثم العد حتى 5 قبل الرد على أي موقف محبط.

2. تعريفه بمشاعره

ساعده الكوتش على تعلم كيفية التعرف على مشاعره باستخدام "مخطط المشاعر"، وهو رسم بياني يحتوي على صور وأسماء للمشاعر المختلفة، بالتالي أتيحت لأحمد فرصة تسمية مشاعره تسمية صحيحة، مما مكنه من فهم سبب غضبه.

3. تحفيز أحمد على استخدام "كلمات مفتوحة"

شُجِّع أحمد على استخدام عبارات بدلاً من الغضب، مثل "أنا غاضب لأنني لم أحصل على ما أريد" أو "أشعر بالإحباط الآن".

4. إشراك الأسرة

أُشرِك والدَي أحمد في العملية عن طريق توفير استراتيجيات يومية لدعمه، مثل تخصيص وقت للاسترخاء أو النشاطات المهدئة في نهاية اليوم.

تعدُّ هذه القصة واحدة من قصص نجاح الكوتشينغ للأبناء العصبيين؛ لأنَّ أحمد حقق بعد استخدام الكوتشينغ نتائج إيجابية ملحوظة في التحكم في انفعالاته والتعامل مع مشاعره بهدوء، بالتالي عبَّر عن إحساسه بالغضب أو الإحباط بطريقة واضحة بدلاً من الانفجار العاطفي والصراخ أو التصرف بعدوانية، كما تحسن تفاعله مع أقرانه ومعلميه.

قلل المشكلات السلوكية التي كان يواجهها، فلم يعد يغضب بسهولة كما كان من قبل؛ بل أصبح قادراً على إدارة إحباطه بطريقة ناضجة، مما انعكس إيجاباً على ثقته بنفسه وعلاقاته بالآخرين.

في الختام

يعدُّ الكوتشينغ للأطفال العصبيين وسيلة المربين اليوم لضبط مشاعر الأبناء العصبيين ومساعدتهم على تجاوز تحدياتهم العاطفية والتصرفات المتقلبة، فمن خلال التقنيات والمهارات التي يكتسبها الأطفال في عملية الكوتشينغ، يتحكمون في مشاعرهم ويطورون أساليب تواصل أفضل مع الآخرين، فإذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع مشاعر عصبية لدى طفلك، لا تتردد في اللجوء إلى الكوتشينغ؛ إذ يمكن أن يكون الحل الفعَّال الذي يُحدِث تغييراً إيجابياً في حياة الطفل ويعزز من استقرار الأسرة عموماً.

المصادر

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

تطوير القيادة عن طريق الكوتشينغ: مفتاح نجاح القادة

كل شخص - بصرف النظر عن مستوى نجاحه - يحتاج إلى مَن يُرشده ويساعده على تحسين أدائه، فوجود "كوتش" يراقب عملك، ويقدم نصائح صادقة أصبح ... اقرأ المزيد

الكوتشينغ التعليمي: دليل شامل لتحسين أداء المعلمين وزيادة تحصيل الطلاب

تخيَّل لو لم يكن المعلم مجرد ناقل للمعرفة؛ بل مُرشِداً يُلهِم طلابه، ويساعدهم على التفكير، ويمكِّنهم من اكتشاف قدراتهم الحقيقية. هذا بالضبط ما يقدِّمه الكوتشينغ ... اقرأ المزيد

كيف يعزز الكوتشينغ الإعلامي مهارات الإقناع؟ استراتيجيات فعالة مدعومة بدراسات تطبيقية

لا يوصِل الإعلامي الناجح رسالته فقط؛ بل يزرعها في وعي جمهوره، وهنا يكمن الفارق بين التحدث والإقناع، فالكوتشينغ الإعلامي هو عملية منهجية تشكِّل طريقة تفكير ... اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.