الكوتشينغ وسلوك الأبناء العنيدين: استراتيجيات للتغيير الإيجابي
الكوتشينغ كوتشينغ التربية سلوك الأبناء سلوك إيجابي الأبناء العنيدين
يواجه الآباء تحديات مختلفة أثناء تربية أبنائهم، فلا يمكن تطبيق أسلوب التربية ذاته على جميع الأطفال لأن كل طفل يحمل صفات خاصة به، ولا يمكن توقُّع ردود الأفعال أو كيفية التعبير عن العواطف؛ خاصةً عند الغضب والحزن، ولا يمكن تطبيق النصائح التي تسمعها من الآخرين على أطفالك؛ خاصةً، إن كان طفلك عنيداً. لذلك، سنتحدث في مقالنا هذا عن الكوتشينغ وسلوك الأبناء العنيدين، فتابع القراءة لتتعرف إلى استراتيجيات تقليل العناد والتعامل مع الأزمات التربوية.
الكوتشينغ: فهم جذور العناد لدى الأبناء
حقق الكوتشينغ وسلوك الأبناء العنيدين نجاحاً باهراً، لأنّه ساعد الآباء في فهم الأسباب الكامنة وراء ذلك السلوك بالاعتماد على الطرائق التالية:
1. شرح العلاقة بين مرحلة النمو والعناد
العناد في الطفولة والمراهقة هو أكثر أنواع العناد الذي يعاني منها الآباء. يوضح الكوتشينغ لهم أنّ هذا السلوك يعتبر أحياناً جزء طبيعي من مرحلة النمو هذه، لأن الطفل، مثلاً، يريد أن يجرب ما يراه أمامه ويصرّ عليه غير مدركٍ ما الخطأ في الأمر. أما في مرحلة المراهقة، فيسعى الأبناء إلى الاستقلالية وإثبات النفس، مما يسبب العناد. ويعتمد تغيير سلوك الأبناء العنيدين على فهم أسباب السلوك بصورة أساسي.
2. التواصل الفعّال
يعلّم الكوتشينغ الآباء كيفية التواصل الفعّال مع أبنائهم، ليتمكنوا من فهم مشاعرهم وأفكارهم بالتالي تحسين العلاقة بين الآباء والأبناء.
3. تحليل السلوك وربطه بالأسباب
تساعد السلوكات التي يؤديها الأبناء في فهم الأسباب الكامنة وراء العناد، فقد يكون الإبن بحاجة للحنان نتيجة التوتر في الأسرة أو المدرسة، وربما يعاني من مشكلة صحية فيعبر عن توتره بالعناد.
4. التفاعل مع سلوكيات الأبناء
من تقنيات الكوتشينغ في تقليل العناد تعليم الآباء كيفية التفاعل مع أبنائهم والتوجه الإيجابي بدلاً من العقاب، وذلك بالحديث مع الأبناء، وتعليمهم مهارات لحل مشكلاتهم، والتركيز على الإيجابيات في حياتهم وكيفية إدارة مشاعرهم، وتحمل المسؤوليات، والاعتراف بالأخطاء، وتجنب الكذب.
استراتيجيات تربوية لتقليل العناد
يعتمد الكوتشينغ للتعامل مع سلوك الأبناء العنيدين على استراتيجيات التوجيه الإيجابي لتقليل العناد، وأهمّها ما يلي:
1. المساعدة في فهم سلوك الطفل
يساعد الكوتشينغ الآباء في توجيه النظر عن السلوك الظاهري للابن العنيد والتركيز على لغة الجسد التي تساعد الآباء في فهم الحالة النفسية والعاطفية للأبناء.
2. تعزيز السلوك الإيجابي
يُعد الثناء والمديح من طرائق تعزيز سلوك الطفل الإيجابية، ولكن يمكن للآباء تحديد المكافآت المناسبة بالطريقة المناسبة.
3. الصبر
لا يتم تغيير سلوك الأبناء العنيدين بسهولة، لذلك يساعد الكوتشينغ الآباء في التحلي بالصبر ليتمكنوا من التعامل مع أبنائهم.
4. تحفيز الأبناء على التعاون
يعلّم الكوتشينغ الآباء كيفية تحفيز أبنائهم للتعاون من خلال إشراكهم في اتخاذ القرارات، وطلب المساعدة منهم في أداء بعض المهام المناسبة لأعمارهم دون فرض الأوامر عليهم. فلا تقل "يجب أن تساعدني في ترتيب المنزل"، بل يجب أن تقول "هل يمكنك مساعدتي في الترتيب؟".
الكوتشينغ في تعزيز التواصل مع الأبناء العنيدين
تضمن خطة الكوتشينغ تعليم الآباء كيفية التواصل الفعّال مع أبنائهم من خلال الاستراتيجيات التالية:
1. الاستماع الفعّال
يعلّم الكوتشينغ الآباء كيف يستمعون إلى أبنائهم في مختلف الظروف من خلال التركيز والسماح لهم بالتحدث بحرية، وطرح الأسئلة المفتوحة التي تشير إلى رغبتهم بفهم الابن بدقة، وتلخيص ما قاله، فعندما يشعر الولد بأنّ والديه مستعدان لسماعه يصبح أكثر انفتاحاً، ويسهُل التواصل معه.
2. تعبير الآباء عن مشاعرهم
كي يتم بناء الدافع الداخلي لدى الأبناء على التواصل الفعّال، يجب على الآباء أولاً التعبير عن مشاعرهم السلبية عندما لا يطيعهم الأبناء أو لا يستمعون لنصائحهم، ليفعل الأبناء ذلك عندما يشعرون بمشاعر سلبية.
3. التفاوض
يعمل الكوتشينغ على مساعدة الآباء في التفاوض مع أبنائهم عند حدوث مشكلات، ليحلّوها بطريقة سليمة بعيداً عن التهديد وإلقاء اللوم، وبذلك يصبح الأبناء أكثر قدرة على التعاون مستقبلاً؛ بحيث يصل الآباء والأبناء إلى حلول مشتركة دائماً.
التحفيز الإيجابي: كيفية بناء الدافع الداخلي لدى الأبناء
يُعد بناء الدافع الداخلي لدى الأبناء أمراً ضرورياً أيضاً في خطة الكوتشينغ وسلوك الأبناء العنيدين، وذلك لتعديل سلوكهم؛ إذ يتم من خلال توجيه الآباء لتعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم كما يلي:
1. تشجيعهم على الاستقلال
يوجه الكوتشينغ الآباء ليسمحوا للأبناء بارتكاب بالأخطاء، وعدم منعهم من التجارب الجديدة بحجة الخوف عليهم؛ بل تقديم النصائح والإرشادات ليبقوا على المسار الصحيح، ويفكروا جيداً قبل اتخاذ القرارات ويتخذوا الأفضل منها.
2. تعزيز نقاط قوتهم
يساعد الكوتشينغ على تحديد نقاط قوة أبنائهم ليتمكنوا من التركيز عليها وتعزيزها، فيشعروا بامتلاك كفاءات وقدرات مميزة.
3. تجنّب مقارنتهم بالآخرين
يساعد الكوتشينغ الآباء في عدم مقارنة أبنائهم بالآخرين مهما كانوا مميزين، فالأفضل اكتشاف مميزات أبنائهم لكي لا يشعروا بعدم الكفاءة ويؤثر ذلك على ثقتهم بأنفسهم.
4. التحدث إليهم بلغة إيجابية
لا تقل لابنك "أنت عنيد، ولا يمكنك التغيّر"، بل أخبره أنّك مؤمن بقدرته على التغيير ليشعر بأنّه قادر على النمو والتحسّن ويخرج أفضل ما لديه.
كيفية التعامل مع المواقف الصعبة :نصائح للآباء
يساعد الكوتشينغ في مواجهة سلوك الأبناء العنيدين من خلال تقديم نصائح للآباء ليتمكنوا من مواجهة المواقف الصعبة بحكمة، منها ما يلي:
1. الهدوء أثناء حدوث الموقف
يعلّم الكوتشينغ الآباء تجنب ردود الفعل السريعة من خلال أخد نفس عميق وبطيء حين يشعرون أنّهم سيفقدون أعصابهم، ثمّ العدّ إلى العشرة ليفكروا جيداً قبل التصرف. كما يمكن أن يفيد تغيير البيئة في منح الطفل بعض الوقت ليهدأ أيضاً.
2. الهدوء بعد الموقف
يعلّم الكوتشينغ الآباء أداء تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا، والتحدث مع الشريك للوصول إلى حل مختلف مستقبلاً.
3. تعليم الأبناء كيفية مواجهة المواقف الصعبة
يُعد سلوك الآباء قدوة للأبناء، لذلك، يركز الكوتشينغ على كيفية إظهار الآباء للصبر أمام أبنائهم وإخبارهم بكيفية تطبيق تلك الاستراتيجيات كلما تعرضوا لموقف مزعج.
الكوتشينغ: كيف يمكن استخدام المكافآت لتشجيع التغيير الإيجابي؟
يُعد استخدام المكافآت ضمن خطة الكوتشينغ لتغييرسلوك الأبناء العنيدين أمراً ضرورياً؛ ويوضح كيفية استخدامها من خلال ما يلي:
- توضيح شروط المكافأة وكيفية ربطها بالسلوك الإيجابي.
- تحديد المكافآت المعنوية والمادية.
- اختيار مكافآت مناسبة لعمر الأبناء.
- تحديد الأهداف التي يجب تحقيقها ومتابعة التقدم وتعديها عند الحاجة.
التعامل مع تحديات العناد في مراحل عمرية مختلفة
تختلف استراتيجيات الكوتشينغ مع سلوك الأبناء العنيدين باختلاف المراحل العمرية وفق ما يلي:
1. في مرحلة الطفولة المبكرة
يركز الكوتشينغ على تدريب الآباء لبناء العلاقة القوية مع الأبناء باستخدام التوجيه الإيجابي، والتشجيع على الاستقلالية، والمكافأة على السلوك الجيد، والمرونة في التعامل معهم.
2. في مرحلة المراهقة
يؤكد الكوتشينغ على ضرورة الاحترام المتبادل، والتواصل الفعّال، وتعزيز المسؤولية ووضع الحدود الواضحة للمراهق.
قصص نجاح: كيف ساعد الكوتشينغ العائلات في التعامل مع الأبناء العنيدين
تؤكد قصص نجاح الكوتشينغ مع الأبناء العنيدين على أنّ تغيير سلوكهم يعتمد على التعاطف، والتواصل الفعّال، وتعزيز الإيجابيات، كما يوضح كتاب "تربية الطفل العنيد"، للمؤلفين ريكس فورهاند ونيكولاس لونج، الذي حظى بأهمية كبيرة لما قدمه من استراتيجيات تقليل العناد. وقد أيّدته دراسة مونتريال التجريبية، التي تحدثت عن معالجة المشاكل السلوكية لأطفال لديهم عناد، وعدوانية، ونشاط مفرط؛ إذ أكدت على أنّ التدخل المبكر في مرحلة الطفولة من شأنه تحقيق نتائج مذهلة، فالتجربة أثبتت أنّ كل دولار يُصرف في سبيل تدريب طفل بعمر 8 أعوام، عاد بحوالي 11 دولار عندما بلغ من العمر 39 عام.
من قصص الكوتشينغ وسلوك الأبناء العنيدين، هناك قصة لعائلة لديها طفل بعمر السابعة، يتصف بالعناد الشديد لدرجة رفضه الذهاب للمدرسة. بفضل الكوتشينغ تم تحديد الأسباب التي أدّت إلى ذلك، وهي الرغبة بالاستقلالية، واتبعت العائلة تقنيات الكوتشينغ في تقليل العناد، فتمكن الطفل من التغلب على السلوك العنيد وأصبح متعاوناً. كما يوجد مثال آخر عن عائلة أخرى لديها ابنة بعمر 15عام، تتحدى والديها باستمرار، وترفض الالتزام بقواعد المنزل إلى أن قرر والداها الاستعانة بالكوتشينغ ليتمكنوا من فهم وجهات نظرها، فنجحوا في التقرّب منها وتفهمها، وبناء علاقة جيدة معها لتصبح أكثر تعاوناً واستقراراً بمرور الزمن.
في الختام
يصنّف الكوتشينغ من التجارب الناجحة في تغيير سلوك الأبناء صعبي المراس، لذلك وضّحنا في مقالنا استراتيجيات تقليل العناد لمساعدة الآباء على معرفة أسباب العناد، والتواصل الفعّال مع الأبناء، وتعزيز السلوك الإيجابي، بدلاً من العقاب، وذكرنا بعض الأمثلة لتأخذ خطوة إيجابية نحو مساعدة ابنك في التخلص من عناده، فتضمن حياة مستقبلية مستقرة له بمساعدة الكوتشينغ.
المصادر
- How Coaching Children in Social Skills Yields Tremendous Individual and Social Benefits
- The Impact of Childhood Social Skills and Self-Control Training on Economic and Noneconomic Outcomes: Evidence from a Randomized Experiment Using Administrative Data
- Parent & Child Coaching - The Outcomes
- Understanding the lived experiences of families with Extended Family Members: a phenomenological study
- Exploring the Role of Extended Family in Child Rearing Practices Across Different Cultures
- How To Coach Your Child To Better Behaviour
- Coaching Flexibility To The Overly Rigid Child
- 7 Parenting tips for a stubborn child
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.