لماذا ينجح الكوتشينغ؟ وكيف أصبح رائجاً جداً؟

blog-details

الكوتشينغ

تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن تعريف الكوتشينغ، وأبعاده الثلاثة، وفوائده. وسنتابع في هذا المقال الحديث عن نجاح الكوتشينغ والأمور التي يركز عليها والعوامل التي جعلته رائجاً جداً مؤخراً.

لماذا ينجح الكوتشينغ؟

يتطلع معظم الأفراد والقادة وفرق العمل والمنظمات إلى إحداث تغييرات وقفزات تجعلهم في موقع أفضل مما هم عليه اليوم، وبمجرد أن تبتسم لهم الحياة في لحظات مؤججة بالحماسة التي تدفعهم إلى التقدم، تداهمهم الصراعات والمعارك التي تدور ما بين الداخل والخارج؛ وفي خضم هذه المعارك تتضارب الأفكار وتتخبط المشاعر وتتغير التصرفات، فتغيب الابتسامة وتنطفئ الحماسة، وتختلف القرارات وتتغير الاتجاهات؛ ونتيجة لذلك لا يحدث التغيير المنشود، ويبقى بعضهم عالقين في نطاق ما لا يريدونه أن يحدث معهم، بدلاً مما يريدون أن يكونوا عليه.

إنَّ ما يحدث يكون أمراً بديهياً عندما لا نعرف "كيف حدث ذلك؟" و"لماذا حدث على وجه التحديد؟"؛ ولكن مع آندغرو توجد حلول تختصر الزمن والجهد وتحول الأحلام إلى واقع ملموس، ومن أبرز العوامل التي يتعامل معها الكوتشز المحترفين في آندغرو هي:

- التغيير الذي يبدأ اليوم، يمتد إلى الأبد:

التغيير الذي يدوم إلى الأبد ناتج عن الالتزام العميق والسير بخطى ثابتة باتجاه الأهداف المرسومة، وعن التعامل مع كل متغيرات الطريق ببراعة؛ وأياً كانت الأدوات المتوفرة لإحداث التغيير ودفع عجلة التطوير، فإنَّها بقدر ما تُمنح جهداً، تَمنح تميزاً وفاعلية. وعلى الرغم من ذلك فإنَّها لا تُعد حلاً جذرياً لإحداث التغييرات المطلوبة؛ وذلك لأنَّه بمجرد التقدم ستبدأ جولات المعارك الحقيقية ما بين الأفكار والمشاعر والسلوك، وتطفو التحديات على السطح، وحينها يتجلى دور آندغرو في توفير حلول تجعل التغيير الذي يبدأ اليوم يمتد إلى الأبد؛ ومن هنا أصبح الكوتشينغ هو تخصصنا الفريد والنوعي الذي يحقق الأهداف المرسومة على نحو سريع وفعال، سواء للأفراد أم القادة أم فرق العمل أم المنظمات.

إنَّ فريق الكوتشينغ لدى آندغرو قادر على رفع معدل نتائج التغيير، وتحويل الرؤى العظيمة والأهداف السامية إلى واقع ملموس في وقت قياسي.

- رؤية الأمور على ميزان الحقائق:

من أولى الأشياء التي لا بد أن يتعلمها كل شخص عن هذا العالم وما يدور فيه من أحداث هي أنَّه لا يوجد منظور واحد صحيح في أي موقف من مواقف الحياة؛ وإنَّما يأتي إدراك المواقف وفهمها من خلال منظورات عدة تكون جميعها صحيحة جزئياً، ومحدودة في الوقت نفسه؛ وهذه المنظورات المختلفة هي التي تحكم رؤية الأشخاص حين حدوث المواقف أو حين تفسيرها، ومنها ينتج الإدراك الذي يتصرف كل شخص على أساسه.

تأتي حلول الكوتشينغ التي توفرها آندغرو كأداة من أهم الأدوات التي تقدم للآخرين رؤية الأمور من زوايا مختلفة وبكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة؛ والكوتشز المحترفين لدينا يقدمون منظوراً فريداً من نوعه في رؤية الحقائق ومشاهدة الأمور من منظور علوي محايد لاستبصار الحقائق ورؤية النور في وسط الظلام.

- الانطلاقة من نموذج العالم الخاص بكل شخص:

عندما يرغب أي شخص في إحداث تغيير جديد؛ سواء باكتساب مهارة معينة أم بالانتقال إلى دور جديد في الحياة الشخصية أو المهنية، أم امتلاك أهداف طموحة للمستقبل أم أياً كان الهدف، فهو عادة ما يبدأ من حيث هو؛ أما الأدوات التي توفرها آندغرو فهي تضمن تحقيق النتائج العالية؛ إذ إنَّها توفر للمنظمات والأفراد والكوتشز المحترفين القائمين على تقديم الكوتشينغ أهم المعلومات عن الآخرين من حيث نقاط القوة والضعف (المعتقدات، والأفكار، والاستراتيجيات، والأهداف، والمهارات)، وتقدم فحصاً شاملاً ودقيقاً لتوضيح المكان الحالي وما يحتاج إلى التركيز فيه أكثر من غيره. وحصيلة كل ذلك؛ جلسات كوتشينغ مميزة للغاية تحقق نجاحاً هائلاً يُحدِث التغيير المطلوب، والذي يصبح جزءاً لا يتجزأ عندما يصطبغ الآخرون بما يريدونه فكرياً وشعورياً وسلوكياً. 

- صناعة المستقبل ابتداءً من اليوم:

عادة ما يحدث التغيير مع مرور الوقت، ولكن مع آندغرو ستصنعه المنظمات والأفراد في الوقت الذي يريدونه؛ ففي زحمة الحياة ومشاغلها من السهل أن يغيب عن النظر ما هو هام اليوم، سواء للأفراد أم فرق العمل أم المنظمات؛ ومن هنا تعد حلول الكوتشينغ التي يوفرها الكوتشز المحترفين في آندغرو حلولاً فعالة لصناعة التغيير في حينه، ومع الكوتشز سيبدأ التفكير بصوت عال، وسيتم اكتشاف الأفكار والخواطر بعدسات مختلفة، والتعبير عن المشاعر بحرية؛ ويرتفع الوعي بالأفكار والمشاعر والسلوكيات والعلاقات، وتتم معالجة تعقيدات العمل والحياة وامتلاك التوازن بينهما؛ أي وبكل بساطة، سيمتلك متلقي الكوتشينغ المرونة اللازمة للتنقل بين أدوار الحياة المختلفة، وذلك لضمان تحقيق النتائج العالية التي تختصر الوقت والجهد. 

- استخدام الأدوات الصحيحة بطريقة صحيحة، وفي المكان والزمان الصحيحين:

إنَّ أدوات وحلول آندغرو المعتمدة والدقيقة من أهم الأدوات الصحيحة التي ينطلق الآخرون منها بشكل صحيح، والتي تعد أدوات تطوير فعالة وممتازة للغاية؛ حيث تساهم في التطوير الشخصي للأفراد، وفي تطوير المهارات القيادية لمن يقع على عاتقه أدوار قيادية أو يطمح إلى خوضها، وتساهم في تطوير فرق العمل، وفي تطوير المنظمة ككل حتى يتم توظيف المواهب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وبرفقة الكوتشز المحترفين، يسير الجميع خطوة بخطوة نحو أهدافهم، ويتم توظيف المواهب والطاقات في المكان والزمان الصحيحين لحصادِ أعلى وأسمى نتائج التطوير.

لماذا أصبح الكوتشينغ رائجاً جداً؟

لقد أصبح الكوتشينغ رائجاً لأسباب عدة وهي:

  1. توفير خيارات أفضل: لقد سئم كثير من الناس من القيام بما يعتقدون أنَّه "يجب" عليهم القيام به، في الوقت الذي هم على استعداد للقيام بما "يريدون" القيام به؛ فهم يدركون أنَّهم دائماً ما يملكون الخيارات الأفضل، وكل ما عليهم هو اعتناقها والتصرف في ضوئها.
  2. لأنَّ كل شيء ممكن: يدرك الناس مقدار بساطة تحقيق شيء ما قد بدا لهم قبل سنوات عدة بعيد المنال؛ حيث يوفر الناس المزيد من الوقت والموارد للاستثمار في أنفسهم بهذا النوع من النمو؛ إذ يرون فوائد ذلك على الأمد الطويل، فلا يوجد ما هو مستحيل اليوم، فالمستحيل يأخذ وقتاً أطول من غيره فقط.
  3. إيجاد معنى أجمل للحياة: يبحث الأفراد اليوم عن معنى أعمق لحياتهم وعملهم، بينما تبحث الشركات عن طرائق مبتكرة لتنمية نفسها من الداخل إلى الخارج؛ وذلك بدءاً بأنفسهم وموظفيهم؛ وكلما اتصل الإنسان بجوهره، بدأ التصرف بما سيجعل العالم مكاناً مختلفاً عما هو عليه قبل قدومه.

كيف يختلف الكوتشينغ عن الاستشارات والتدريب والمنتورينغ والعلاج والتسهيل والكوتشينغ الرياضي ودعم الأصدقاء؟

- الاستشارات: تعالج المشكلات من خلال تشخيص الحالات ووصف الحلول؛ إذ إنَّها تفترض أنَّ المستشار هو الخبير الذي يقترح التغييرات على الآخرين لكي تكون في حسبانهم، فينفذوها.

- التدريب: يركز في مهارات ومحتوى محدد، وعادة ما يكون التدريب محدد بإطار زمني أقصر من الإطار الزمني للكوتشينغ، ويمكن أن يتم تقديم المحتوى لمجموعة أشخاص أو لشخص واحد بشكل شخصي أو افتراضي.

- المنتورينغ: يقع على الأغلب بين موظفين اثنين أعلى وأدنى بهدف التطوير الوظيفي؛ كما يتم التأكيد على الأهداف الخاصة بالمنظمة - الطريقة التي نقوم بها بالأمور هنا - ويُعتمد أسلوب النصيحة والتوجيه المباشر.

- العلاج: يركز في المشكلات والأمراض والشفاء، ويؤكد على فهم الماضي ومصادر المشاعر.

- التسهيل: يكون التركيز منصباً على الحل المباشر للمشكلة، أو على الفاعلية ذات الأمد الأطول، كما يساعد المجموعات على التفكير بعمق فيما يقومون به، وفي سبب قيامهم به.

- الكوتشينغ الرياضي: يتشارك الكوتشينغ مع الكوتشينغ الرياضي مبادئ عدة؛ كالعمل الجماعي وتحقيق أقصى الإمكانات؛ ليكون العميل بذلك أفضل نسخة من نفسه؛ ولكن بخلاف الكوتشينغ الرياضي فإنَّ النتائج لا تعتمد على الربح أو الخسارة؛ إذ يركز الكوتشز في تعزيز مهارات عملائهم ابتداء من الجلسة الأولى؛ ومن هذا المنطلق يستفيد العميل من أي قدر يتلقاه من الكوتشينغ.

- دعم الأصدقاء: إنَّه لمن الرائع امتلاك صديق داعم يؤمن بأهدافك في الحياة، ولكن هل يمكن لهذا الصديق أن يتمتع بالموضوعية وبعد النظر مثل الكوتش؟ فالكوتش هو محترف موثوق يعمل معك فيما يخص أهم جوانب حياتك أو عملك؛ حيث يساعدك على إدراك الحقيقة من وجهات نظر مختلفة بسبب المسافة العقلية والعاطفية والسلوكية التي توفرها العلاقة المهنية.

على ماذا يركز الكوتشينغ؟

يركز الكوتشز على أكثر الجوانب التي يحتاج إليها متلقي الكوتشينغ، وغالباً ما تدور حوارات الكوتشينغ وفق كفاءات محددة لا بد من توفرها في الكوتش المحترف؛ والكوتش بدوره يجب أن يتفوق فيها كي يلبي متطلبات الكوتشينغ بنجاح، وهذه الكفاءات الثلاث عشرة هي:

  • إيصال التعليمات: مساعدة الشخص الذي يقدم له الكوتشينغ على رؤية كيفية إنجاز المهمة، مع إيضاح المعايير التي يجب أداء المهمة وفقها، وتحديد زمانها ومكانها وكميتها وماهيتها.
  • وضع أهداف الأداء: التعاون مع الآخرين من أجل وضع أهداف قصيرة الأمد وأهداف بعيدة الأمد بالنسبة إلى أداء مهام محددة.
  • تقديم التغذية الراجعة: مراقبة أداء المهام بحرص ومشاركة الملاحظات بطريقة لبقة تتسم بالحكمة.
  • مكافأة التحسن: الاستعانة بوسائل متنوعة من أجل تزويد الآخرين بتعزيز إيجابي عندما يحرزون التقدم وإنجاز المهام المهمة.
  • معالجة حالات عدم النجاح: العمل مع الآخرين لتشجيعهم عندما لا تكون إنجازاتهم على قدر التوقعات.
  • معالجة المشكلات الشخصية: الإصغاء إلى الآخرين بتعاطف ودون إطلاق الأحكام، وتقديم الدعم العاطفي في المشكلات التي لا تتعلق بالعمل.
  • مواجهة الحالات الصعبة: معالجة الموضوعات غير المريحة التي تؤثر في إنجاز المهام.
  • الاستجابة للطلبات: استشارة الآخرين عندما تدعو الحاجة، والاستجابة للطلبات في الوقت المناسب.
  • المتابعة حتى النهاية: الوفاء بالتزاماتك، ومراقبة نتائج عملية الكوتشينغ وتقديم الدعم الإضافي عند الحاجة.
  • الإصغاء بغرض الفهم: إبداء الاهتمام بالآخرين والتعبير عن فهمك لهم.
  • تحفيز الآخرين: تشجيع الآخرين على الوصول إلى النتائج المطلوبة، وبث الحماسة والالتزام في نفوس الآخرين.
  • تقييم نقاط القوة والضعف: تحديد الأسباب العميقة لتراجع أداء الأفراد، وسبر أعماق المشكلات، ومراقبة الأشخاص والنشاطات بحماسة، وتحديد وتبيان المشكلات بفاعلية.
  • بناء الثقة والألفة: إبداء الاحترام للآخرين، والتصرف بنزاهة وأمانة، وبناء الروابط الإيجابية مع الآخرين بسهولة، وجعل الآخرين يشعرون بأنَّ اهتماماتهم ومساهماتهم ذات أهمية.

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

الكوتشينغ الإعلامي: كيف يساعد التدريب في تطوير الإعلاميين وزيادة التأثير؟

تَكثرُ اليوم المنصات والمحطات الإعلامية والبرامج الحوارية؛ مما يجعل تحديات الإعلام كثيرة، فكيف يُمكنك صناعة محتوى مميز، وإطلاق العنان لنفسك أمام الكاميرا؟ الكوتشينغ الإعلامي اليوم اقرأ المزيد

الكوتشينغ التنفيذي والتخطيط الاستراتيجي: تحويل الأفكار لنجاحات عملية

تخيَّل أنَّك تمتلك خريطة لكنَّك لا تعرف كيف تقرأها، أو لديك مركبة متطورة لكنَّك لا تعرف كيف تقودها. هذا بالضبط ما يحدث عندما يمتلك القادة اقرأ المزيد

كيف يحول الكوتشينغ الإعلامي البرامج المملة إلى ناجحة؟ دراسة حالة تأثير التدريب على المذيعين

عوامل نجاح الإعلام الآن مختلفة عن السابق؛ لأنَّ أسباب فشل البرامج عديدة، فالمنافسة قوية ووسائل الإعلام كثيرة. هذا ما يجعل الحاجة مُلحّة لاستخدام أحدث التقنيات، اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.