كيف يحول الكوتشينغ الإعلامي البرامج المملة إلى ناجحة؟ دراسة حالة تأثير التدريب على المذيعين

blog-details

كوتشينغ الإعلام تدريب الإعلاميين الكوتشينغ الإعلامي

عوامل نجاح الإعلام الآن مختلفة عن السابق؛ لأنَّ أسباب فشل البرامج عديدة، فالمنافسة قوية ووسائل الإعلام كثيرة. هذا ما يجعل الحاجة مُلحّة لاستخدام أحدث التقنيات، بالإضافة إلى المحتوى المبتكر لتقديم الموضوعات بطريقة جديدة، كما أنَّ الترويج الفعّال له دور كبير في نجاح البرامج. ويمكن أن تضمن نجاح المحتوى التلفزيوني بالاستعانة بالكوتشينغ الإعلامي، ولتعرف دوره في تحسين البرامج التلفزيونية وتطوير الأداء الإعلامي تابع القراءة.

ما هو الكوتشينغ الإعلامي؟ وكيف يغيّر قواعد اللعبة في البرامج التلفزيونية؟

يمكن تعريف الكوتشينغ الإعلامي بأنَّه أحد أشكال التدريب الهادف إلى تحسين أداء المذيعين والمتحدثين الرسميين والشخصيات العامة والمديرين التنفيذيين؛ لتمكينهم من التعامل بمرونة وحِرفية مع اللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات الصحفية. يسهم هذا التدريب في إنجاح البرامج الحوارية والارتقاء بالمحتوى التلفزيوني عامة؛ مما يجعله ضرورة أساسية للإعلاميين والشركات الكبرى. ويشمل التدريب الإعلامي الجوانب التالية:

  1. تطوير مهارات التواصل الفعّال اللفظي وغير اللفظي.
  2. تعزيز ثقة الإعلامي بنفسه للتغلب على رهبة الكاميرا من أجل أن يقدم أفضل أداء.
  3. التدريب على مشاركة الجمهور والتعامل معه بطريقة جذابة للحصول على دعمه.
  4. تقديم محتوى بجودة عالية من خلال تطوير مهارات البحث والصياغة ونقل الخبر، وتحليل المعلومات وطرح الأسئلة القوية على الضيوف.

كيف يؤثر تدريب المذيعين على جاذبية البرامج الحوارية؟

تدريب مقدمي البرامج أحد عوامل تحسين البرامج التلفزيونية؛ لأنَّ المذيع يؤدي الدور الرئيسي في البرامج، فالكاريزما تجعل المذيع محطَّ أنظار المشاهدين، فيتمكن من خلال الحوار القوي التأثير على الجمهور وتوصيل رسالته بقوة. تبيّن الإحصائيات أنَّ 78% من المشاهدين ينجذبون إلى البرامج التي يتمتع مذيعوها بكاريزما قوية، بالإضافة إلى أنَّ التفاعل الإعلامي الذي يقوم به المذيع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي يخلق علاقة بين المشاهدين والبرنامج، فيزيد من مشاركتهم بطرح الأسئلة والتعبير عن الرأي؛ لذلك يعمل الكوتشينغ على تطوير مهارات التقديم لدى المذيعين، أهمها:

  • تحسين لغة الجسد، مثل طريقة الجلوس والوقوف ونبرة الصوت والتواصل غير اللفظي.
  • تدريب المقدمين على الهدوء وضبط النفس، وخاصة عند التعامل مع الضيوف الصعبين.
  • تطوير طاقة الحماس والطاقة الإيجابية لزيادة جذب الجمهور.
  • تحسين مهارات الاستماع الفعّال.

الكوتشينغ الإعلامي

دراسة حالة: كيف تحوّل برنامجاً تلفزيونياً مُملّاً إلى برنامج ناجح بعد تطبيق الكوتشينغ الإعلامي؟

يعتمد نجاح البرامج الحوارية على كوتشينغ الإعلام، حيث يساعد على تحويل البرنامج الممل إلى برنامج مشوّق وناجح. تثبت ذلك دراسة حالة تلفزيونية من الحالات الناجحة، فمثلاً "توني روبنز" هو مدرب ومؤلّف تحفيزي أمريكي، حقق نجاحات مهنية هامة نتيجة قدرته على تحفيز الآخرين وإقناعهم، ومن ثمَّ قام بتدريب الناس على التأثير والإقناع.

وبدأت أيضاً "سافانا غوثري" مسيرتها الإعلامية كمراسلة قانونية لا تمتلك كثيراً من مهارات الإلقاء، تدربت بطريقة مكثفة وأصبحت من أشهر الإعلاميات في الولايات المتحدة، وشاركت في البرنامج الصباحي الشهير "Today".

ومن البرامج التي ظهر فيها تأثير التدريب على نسبة المشاهدة "the voice" الذي ساعد فيه الكوتشينغ المتسابقين على التأثير بالجمهور وإقناعهم بمواهبهم، وكذلك "American Idol" الذي ساعد فيه الكوتشينغ على نجاح العديد من المتسابقين، مثل "كاري أندروود"، وبرنامج "X Factor" أيضاً الذي ضمَّ أشهر المواهب في المملكة المتحدة، وقد ساهم الكوتشينغ الإعلامي في نجاح مشاركين عدة، مثل "ليونا لويس".

كيف يساعد الكوتشينغ في تحسين أداء المذيعين وزيادة تفاعل الجمهور؟

يعتمد تحسين البرامج التلفزيونية على تطور أداء المذيعين وإشراك الجمهور؛ لذلك يساعد الكوتشينغ الإعلاميين على تعلّم تقنيات التفاعل التلفزيوني، وهي:

1. فهم الجمهور المُستهدف

يعلّم كوتشينغ الإعلام كيفية فهم المُقدم لاحتياجات الجمهور وميوله واهتماماته؛ ليتمكن من تحديد الرسالة التي يجب أن تصل له بصورة تتناسب مع مفاهيمه وقدراته.

2. تحسين طريقة الكلام

يساعد الكوتشينغ على تجريب أساليب عدة للتحدث؛ ليتمكن المُقدم من استخدام أفضلها، كما يُدربه على النطق الصحيح وكيفية إيصال الفكرة باختصار من خلال استخدام كلمات قوية لجذب الجمهور والتأثير به.

3. التغلّب على المخاوف

يعمل الكوتشينغ على كسر حاجز الخوف بالتدريب المستمر، بحيث يتمكَّن المُقدم من التغلب على رهبة الكاميرا ورهبة التحدث أمام الجمهور، والتوتر من ردود الأفعال؛ مما يتيح له التواصل بطريقة صحيحة مع الجمهور.

4. تعزيز النظرة الإيجابية

يساعد الكوتشينغ على توجيه التركيز نحو الجوانب الإيجابية ونقاط القوة؛ ليتمكن الإعلامي من استغلالها بصورة صحيحة في التواصل والإلقاء.

5. استخدام وسائل التواصل المختلفة

ويشمل ذلك تدريب الإعلامي على استخدام الوسائل القديمة كالراديو والحديثة كالفيس بوك؛ ليتمكن من بناء علاقة قوية مع الجمهور.

6. التدريب المستمر

ويشمل تطوير لغة الجسد والحفاظ على الهدوء وضبط الأعصاب للاستمرار في التقدم والنجاح، فالبرامج التي تُطبق استراتيجيات تدريبية لمذيعيها تشهد زيادة نسبة التفاعل بمعدل 40%.

الكوتشينغ الإعلامي

أهمية التدريب على لغة الجسد والتحكم في نبرة الصوت لإنجاح البرامج

يعمل الكوتشينغ على تطوير لغة الجسد الإعلامية بهدف تحسين البرامج التلفزيونية، وذلك من خلال الخطوات التالية:

1. تحسين نبرة الصوت

يتم ذلك بتحليل الصوت أولاً، ثم التدريب على النبرة المناسبة لكل محتوى ليكون معبّراً أكثر، ومقدار السرعة التي تجعل الكلام مفهوماً، وكذلك اختيار طبقة الصوت المناسبة مع الحرص على استخدام نبرة صوت متنوعة؛ لأنَّ التغيير يلفت انتباه الجمهور.

2. التدريب على الحركات

يتم تدريب الإعلامي على الوقوف الصحيح والمتوازن؛ بحيث يكون الظهر مستقيماً والأكتاف للخلف، وعند التحرك يجب ألا تكون الحركات مفاجئة ومفرطة، بل طبيعية وهادفة.

3. التواصل غير اللفظي

يتم تدريب الإعلامي على التواصل بالعين بطريقة مناسبة، وعلى استخدام تعابير الوجه الملائمة للمحتوى، أمّا الإيماءات يجب أن تكون طبيعية ولها معنى، حيث تشير الإحصائيات إلى أنَّ 65% من الجمهور يتفاعل مع لغة الجسد أكثر من المحتوى اللفظي للمذيع.

استراتيجيات فعالة لتحويل البرنامج من مُملّ إلى مشوّق باستخدام الكوتشينغ

يساعد الكوتشينغ على تطبيق استراتيجيات التقديم التلفزيوني، وتعزيز التشويق في الإعلام بهدف تحسين البرامج التلفزيونية.

كيف يساعد الكوتشينغ في تعزيز التشويق في الإعلام؟

يعزز الكوتشينع التشويق في الإعلام من خلال:

1. دراسة البرنامج وتقييمه

يبدأ تحسين المحتوى الإعلامي من دراسة الوضع الحالي لتحديد نقاط ضعف البرنامج ونقاط قوته.

2. تقديم محتوى مُبتكر

يتم التركيز على تقديم المحتوى بطريقة مختلفة عن البرامج المنافسة، بهدف زيادة تفاعل الجمهور وتقديم قضايا متعلقة بالوقت الحالي، بالإضافة إلى عناصر مشوقة، مثل التحديات والمفاجآت والهدايا، أو الضيوف الاستثنائيين.

3. تدريب مقدمي البرامج

يتم تدريبهم على إجراء المقابلات والحوارات القوية وتقديم الأخبار بطريقة جديدة، وكيفية تعزيز الحضور والتفاعل مع الجمهور والإجابة على استفساراتهم.

4. استخدام تقنيات حديثة

من أجل التصوير والإخراج، وكذلك المؤثرات الصوتية لخلق جو لطيف.

5. الترويج

يتم عن طريق الإعلانات على وسائل إعلامية عدة ووسائل التواصل الاجتماعي.

أمثلة عن برامج مشوّقة

برنامج "معكم منى الشاذلي"، يتم فيه اختيار موضوعات هامة تلامس حياة الجمهور اليومية، ويستضيف ضيوفاً متنوعين مع إتاحة فرصة التفاعل المباشر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية. يتميز البرنامج أيضاً بفقراته الترفيهية، سواء الغنائية أو الكوميدية التي تخفف من حدة الموضوعات الجادة. وتعتمد منى الشاذلي أسلوباً حوارياً سلساً، إلى جانب إخراج احترافي وديكور وإضاءة مريحة؛ مما جعله من أفضل البرامج التي طبقت قواعد تحسين المحتوى التلفزيوني.

الكوتشينغ الإعلامي

كيف يؤثر الكوتشينغ الإعلامي على أسلوب الحوار والأسئلة المطروحة في البرنامج؟

يساعد الكوتشينغ الإعلامي على تحسين البرامج التلفزيونية من خلال تحسين الحوار التلفزيوني وتعليم فن طرح الأسئلة من خلال ما يلي:

  • تعليم الإعلامي كيفية التعبير عن أفكاره بثقة وبلغة مناسبة بعيداً عن الغموض.
  • تعلم كيفية الرد والتعامل مع الآراء المختلفة.
  • التوازن في الحوار وعدم التحيّز، والسماح للضيف بالتعبير عن رأيه المخالف بحرية.
  • التعرّف على الضيف جيداً لفهم توجهاته السياسية والاجتماعية، وهدفه من الظهور الإعلامي؛ ليتمكن المذيع من توجيه الأسئلة المناسبة له التي يحتاج الجمهور أن يعرف إجابتها.
  • خلق بيئة مريحة بعيداً عن الغضب والتوتر، والتأكد من أنَّ الضيوف بحالة جيدة.
  • تعزيز القدرة على الارتجال للتعامل مع المواقف المفاجئة بحكمة.
  • وضع خطة لتوجيه الأسئلة بطريقة متسلسلة لتنظيم وقت البرنامج، وللمحافظة على موضوع اللقاء الرئيسي ومنع إضاعة الوقت.
  • الاستمرار في التدريب والتطوير في أسلوب طرح الأسئلة؛ لأنَّ الإحصائيات تشير إلى أنَّ البرامج التي تعتمد على أسئلة مدروسة تشهد زيادة في مشاركة الجمهور بنسبة 55%.

كيف يمكن لمنتجي البرامج الإعلامية تطبيق استراتيجيات الكوتشينغ لتحسين المحتوى؟

دور المنتج الإعلامي في تحسين البرامج التلفزيونية هام؛ لأنَّ البرامج هي ورشة عمل متكاملة، لذلك يعمل الكوتشينغ على تطبيق استراتيجيات تطوير البرامج التلفزيونية، وهي:

  1. تحديد الرسالة الرئيسية التي يرغب البرنامج في إيصالها.
  2. تقديم محتوى لا يشبه البرامج الأخرى، بحيث يرى المشاهد الموضوعات من زوايا جديدة.
  3. تطوير كاريزما المقدمين وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
  4. تحديد أسلوب البرنامج المميز في طرح أفكاره.
  5. تحسين المحتوى البصري، وتقديم صور جذابة باستخدام كاميرات ذات جودة عالية، وتقنيات إضاءة حديثة.
  6. اختيار موسيقى ومؤثرات صوتية مناسبة ومميزة.
  7. استخدام مونتاج سريع ومشوق.
  8. اختيار طرائق لمشاركة الجمهور في الحوار والرد على أسئلتهم.

من البرامج المشهورة التي أعادت ابتكار نفسها برنامج: "Top Gear" الذي كان مجرد برنامج متخصص بالسيارات في عام 1977؛ ولكن في عام 2002 تم إطلاقه بطريقة مبتكرة وبوجود شخصيات مشهورة، مثل "ريتشارد هاموند" و"جيمس ماي"، وتم دمج الكوميديا والتحديات المجنونة والتقييمات الجريئة للسيارات في البرنامج، واستضافوا نجوماً مشهورين، وتم التفاعل مع الجمهور عن طريق "فيس بوك" و"تويتر" فأصبح من أشهر البرامج عالمياً.

في الختام

الكوتشينغ الإعلامي ضروري لتحسين البرامج التلفزيونية، حيث يعمل على تدريب المقدمين؛ لأنَّ نجاح الإعلاميين ضروري لنجاح البرامج. وقد وضحنا ذلك في مقالنا "استراتيجيات تحويل البرامج المملة لبرامج شيّقة"، وذكرنا أمثلة تؤكد على أهمية التدريب المستمر، حيث تشير الإحصائيات إلى أنَّ 90% من البرامج التلفزيونية الناجحة تستثمر في تدريب مقدميها بصورة دورية.

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

كوتشينغ التربية: تحسين العلاقة مع الأبناء وتحقيق نتائج فعَّالة

تعدُّ التربية تجربة مليئة بالتحديات واللحظات الجميلة في آن واحد، فقد يشعر الآباء والأمهات أحياناً بالضياع أو التردد بشأن الطريقة الأفضل لتربية أطفالهم، خاصة مع اقرأ المزيد

ما هو الكوتشينغ؟ وبماذا يختلف عن المنتورينغ والتعليم والاستشارة؟

الكوتشينغ ببساطة هو عملية تهدف إلى تحسين الأداء وتركز في الوقت الحاضر بدلاً من التركيز في الماضي البعيد أو المستقبل. في حين أنَّه يوجد العديد اقرأ المزيد

دور الكوتشينغ المهني في تحقيق الترقيات وبناء مسارك الوظيفي

يطمح العديد من الموظفين إلى الترقي في مناصبهم الوظيفية ويبذلون في سبيل ذلك كثيراً من الجهود، ولكن في بعض الأحيان لا تكون هذه الجهود وحدها اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.