تطوير المهارات الوظيفية من خلال الكوتشينغ المهني

blog-details

الكوتشينغ المهني تطوير المهارات الوظيفية التعلم المستمر الإنتاجية

كنا نعتقد في الماضي أن الحصول على الشهادات الأكاديمية يكفي لتحقيق نجاح مهني عظيم إن تمكنا من مواجهة التحديات بقوة وإصرار على النجاح. لكن في الحقيقة، يحتاج الفرد دائماً إلى قوة تساعده على إطلاق العنان لقدراته الكامنة، ويمنحه الكوتشينغ تلك القوة؛ إذ يعزز ثقته بالنفس، ويساعده على بناء المهارات القيادية، ويوجهه دائماً نحو النمو والتعلّم المستمر؛ لأنّه أهم شروط النجاح المهني. سنتعرّف في مقالنا على دور الكوتشينغ في تطوير المهارات الوظيفية، فتابع القراءة.

الكوتشينغ المهني: أداة لتطوير المهارات الوظيفية

يعمل الكوتشينغ المهني على تطوير المهارات الوظيفية التي تضمن النجاح المهني، وهي المهارات التالية:

1. بناء المهارات القيادية

يساعد الكوتشينغ الأفراد على تحديد الأهداف وتحديد الموارد اللازمة لتنفيذها وتحديد استراتيجيات لتحقيقها.

2. مهارات التعلّم المستمر

تعتمد على تحديد نقاط القوة والضعف والمهارات اللازمة لتحقيق الأهداف ووضع خطط واستراتيجيات لتطويرها.

3. مهارات الإدارة

من خلال العمل على تطوير مهارات التنظيم والتفويض والتوجيه والرقابة والتقييم.

4. مهارات إدارة الوقت

التي تعتمد على تطوير القدرة على تحديد الأولويات وترتيبها بما يتوافق مع الأهداف المهنية والشخصية.

5. مهارات التواصل

من الاستماع الفعّال، والتحدث، والتواصل غير اللفظي للمساعدة في بناء بيئة عمل جيدة.

6. مهارات حل المشكلات

من تحديدها، وتحليلها، وتقييم الحلول ومهارات التفكير النقدي، واتخاذ القرارات، وتطوير حلول مبتكرة.

الكوتشينغ المهني

استراتيجيات عملية لتطبيق الكوتشينغ في مكان العمل

تُطوَّر المهارات الوظيفية ويُحسَّن الأداء الوظيفي من خلال الخطوات التي يتبعها الكوتشينغ المهني في بيئة العمل، وتتمثل بما يلي:

  1. بناء علاقة ثقة مع فريق العمل بحيث يتمكن من معرفة اهتمامات كل منهم والتحديات التي تواجهه ويستمع لوجهات نظره وآرائه حول العمل وكيفية تنفيذ المهام.
  2. تحديد نقاط ضعف كل موظف من خلال مساعدته على اكتشاف ذاته ومعرفة مخاوفه بهدف تحديد المهارات التي يجب تطويرها، وكذلك اكتشاف نقاط القوة التي يمكن استغلالها.
  3. مساعدة الموظفين على فهم أهداف الشركة ونظرتها المستقبلية ووضع أهداف فردية تتوافق مع الأهداف التنظيمية بهدف تحقيق التوازن بين حياة الموظف وعمله.
  4. متابعة أداء الموظفين من خلال وضع خطة عمل وتحديد الزمن اللازم لكل مهمة ومتابعة التقدم وإجراء تعديلات على الخطة في حال وجود ضرورة لذلك.
  5. خلق بيئة عمل داعمة ومتعاونة من خلال تعزيز التواصل الفعال بين أفراد الفريق وبين الموظفين والإدارة لتوفير الدعم المعنوي اللازم للموظفين وتحفيزهم على التعلّم المستمر وبذل قصارى الجهد.
  6. تقديم التغذية الراجعة البنّاءة التي تعتمد على التركيز على سلوك الموظفين وأثرهم على تقدم الشركة وتقديم اقتراحات تهدف لتحسين الأداء الوظيفي.

دور الكوتشينغ في تعزيز التعلّم المستمر

إنّ التعلّم والإنتاجية العالية مرتبطان ببعضهما البعض في ظل المنافسات الشديدة؛ حيث يساعد التعلّم المستمر على مواكبة التطورات في مجال العمل وتعزيز المهارات؛ ليتمكن الموظف من اختصار الوقت والجهد، وكذلك اكتساب مهارات جديدة تعزز ثقته بنفسه وتخرج طاقاته الكامنة، مما يساعده على الابتكار وإيجاد الحلول المناسبة.

كما يساعد التعلّم المستمر على التطور الشخصي للأفراد؛ حيث يصبح أكثر وعياً بذاته ليحدد القيم والمعتقدات التي تحكم حياته، والأهداف التي يسعى لتحقيقها.

أما دور الكوتشينغ المهني فهو التحفيز على التعلّم من خلال إعداد خطط تتضمن دورات تدريبية وورش عمل وكتب تساعد على تطوير المهارات الوظيفية، بحيث يتناسب كل منها مع قدراته، ومتابعة التقدم ضمن رحلته التعليمية وتقديم الدعم والتوجيه اللازمين ليكون أكثر إقبالاً على مواجهة التحديات والاستمرار بكسب الخبرات والمهارات، وكذلك الاحتفال بالإنجازات مهما كانت صغيرة.

تحقيق الأهداف المهنية باستخدام الكوتشينغ

يؤدي الكوتشينغ المهني دوراً حيوياً في تطوير المهارات الوظيفية بهدف تحقيق الأهداف المهنية والشخصية، وذلك من خلال الاستراتيجيات التالية:

  1. اكتشاف الذات عن طريق طرح الأسئلة المحفزة والعميقة التي تدعو الموظف ليفكر بنقاط قوته ومهاراته الفريدة والقيم التي توجهه وما هو طموحه خلال السنوات القادمة بهدف وضع الأهداف المناسبة للقدرات والطموحات معاً.
  2. تحليل الوضع الحالي ومعرفة نقاط الضعف عن طريق أدوات التحليل، مثل تحليل SWOT؛ ليتمكن الموظف من تحديد المهارات التي يجب تطويرها لتحقيق أهدافه.
  3. تحديد الأولويات وتقسيم الأهداف الكبيرة لأهداف صغيرة قابلة للتحقيق ووضع جدول زمني يتضمن كافة الموارد المطلوبة لإنجاز المهام.
  4. تقديم الدعم المعنوي لتعزيز الثقة بالنفس ليتمكن الموظف من معالجة خوفه والتغلب على التحديات والعقبات.
  5. متابعة تنفيذ الخطة والتأكد من السير على الطريق الصحيح وتصحيح الأخطاء إن وجدت.
  6. الحفاظ على توازن الحياة المهنية مع الحياة الشخصية لتحقيق نجاح متكامل.

استنتاجات الدراسات: تأثير الكوتشينغ في تطوير المهارات

أثبت الاتحاد الدولي للكوتشينغ ICF في دراساته أهمية الكوتشينغ في تطوير المهارات الوظيفية وتحسين الأداء؛ حيث تقول نتائج الاحصائيات أنّ 80% ممن خضعوا للكوتشينغ تحسنت ثقتهم بأنفسهم، و70% منهم تحسن أدائهم في العمل وقدرتهم على التواصل الفعّال، و99% منهم راضون للغاية عن التدريب، و96% مستعدون لإعادة التجربة، سواءٌ الأفراد أو الشركات، لما لاحظوه من تحسن في الإنتاجية.

كما يؤكد معهد رأس المال البشري أنّ 51% من الشركات التي تعتمد الكوتشينغ وتتبنى ثقافة التدريب تتفوق على غيرها من الشركات المنافسة في الربح والإيرادات و62% من الموظفين ضمنها مندمجين ومشاركين في ذلك النجاح نتيجة تطوير المهارات الوظيفية.

وأيضاً، تؤكد مجلة علم النفس التطبيقي أنّ الموظفين، ممن اعتمدوا على الكوتشينغ، حصلوا على ترقيات وتعويضات أعلى، ويشعروا برضاً عالٍ عن حياتهم المهنية لذلك لديهم التزام بها.

الكوتشينغ المهني

الشغف والالتزام: مفتاح تطوير المهارات الوظيفية

يعتمد تطوير المهارات الوظيفية على وجود الشغف والحماسة المهنية؛ لأنّها تمنح الإنسان قوة لمواجهة العقبات وصعوبة التعلم المستمر والالتزام بالمثابرة للوصول إلى الأهداف، ويتمثل دور الكوتشينغ كما يلي:

  • اكتشاف المشاعر الحقيقية للفرد السلبية والإيجابية ليفهم تأثيرها في سلوكه وتفكيره من خلال تحليل ردود الأفعال وفهم المحفزات التي تثير المشاعر.
  • تطوير قدرة الفرد على التحكم بالمشاعر السلبية كالقلق والغضب ومساعدته على تعلم التعبير عن المشاعر بطرق صحية دون عنف والعمل على تحويل المشاعر السلبية إلى أخرى إيجابية، كأن يصبح الفشل هو الحافز للتجربة والمحاولة من جديد.
  • تعزيز الذكاء العاطفي لبناء علاقات قوية مع زملاء العمل بالتالي التعاون وحل المشكلات سوياً والتعلّم من خبراتهم.
  • تعزيز القدرة على إدارة الضغوط في العمل بإدارة الوقت، وتحديد المهمّات وأوقات إنجازها، وممارسة تقنيات الاسترخاء لتعزيز الطاقة الإيجابية.

بناء شبكة دعم قوية من خلال الكوتشينغ

إنّ للشبكة الداعمة في العمل دور حيوي في تطوير المهارات الوظيفية ورفع الإنتاجية. لذلك، يعمل الكوتشينغ على بنائها من خلال تعزيز التعاون عن طريق ما يلي:

  • تطوير مهارات التواصل الفعال مثل الاستماع النشط والقدرة على التحدث والمبادرة لبناء علاقات صحية وتقبل وجهات النظر المختلفة عن طريق تبادل الأدواء وتعزيز التفاعل الإيجابي.
  • يعمل الكوتشينغ على تقريب أفراد الفريق بعضهم من بعض من خلال أنشطة جماعية تعزز التواصل بينهم، وتزيد من الثقة، وتخلق جو من التعاون.
  • تطوير مهارات إدارة الصراعات في بيئة العمل لحل المشكلات بطرق سليمة تضمن حقوق جميع الأطراف.
  • تحديد أدوار أعضاء الفريق وتوزيع المهمّات بعدل من خلال تنمية مهارات التفويض.
  • تشجيع الاحترام، وخاصةً عند تنوع فريق العمل، وتشجيع الاستفادة من تنوع الخبرات والثقافات.

أثر الكوتشينغ على الصحة النفسية وتحسين الأداء

لا يقتصر دور الكوتشينغ على تطوير المهارات الوظيفية؛ لأنّ دوره هام جداً في تعزيز الصحة النفسية مما يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي، وذلك من خلال ما يلي:

  1. تحديد مصادر التوتر في بيئة العمل من خلال السؤال عن أكثر المواقف التي تتسبب بسوء المزاج أو عن العلاقات التي تشعر الموظف بحالة غير مستقرة.
  2. تعليم الموظف كيفية التنفس العميق لتجديد الطاقة وكيفية التفكير الإيجابي بالتركيز على الإنجازات، مثلاً، وعلى اللحظات الجميلة التي تجمعه بفريق العمل ليتمكن من تخطي المواقف السيئة.
  3. تعزيز مهارات التواصل غير اللفظي والاستماع الفعّال ليتمكن من فهم زملائه، ويقدر التوتر والضغط الذي يعيشه الجميع، ويتمكن من فهم أفكارهم ووجهات نظرهم دون أن يحكم عليهم مسبقاً.
  4. توفير الأدوات اللازمة لزيادة الإنتاجية، بدلاً من التفكير بالتحديات والمعوقات الموجودة؛ فعندما تكون الحالة النفسية مستقرة، يركز الموظف على كيفية إنجاز عمله بدلاً من التفكير بالمشكلات التي تعيق ذلك.
  5. تحسين الأداء الفردي للموظفين الجدد، وذلك بمساعدة الكوتشينغ لهم على معرفة واجباتهم ومهمّاتهم بدقة؛ حيث يؤثر توضيح الرؤية في حالتهم النفسية إيجاباً.
  6. السماح للموظفين بالتعبير عن مخاوفهم بشأن التغيير وتعليمهم كيفية التكيف مع المتغيرات، بدلاً من التفكير السلبي حول المستقبل.

في الختام

يعمل الكوتشينغ المهني، من خلال الاستراتيجيات التي يتبعها في بيئة العمل، على تطوير المهارات الوظيفية – كما تحدثنا في مقالنا – وذلك من خلال ابتاع خطوات فعّالة لتطوير الأداء، والتحفيز على التعلّم المستمر، وبناء المهارات القيادية، وتعزيز الحماسة المهنية، وكذلك بناء بيئة عمل متعاونة وداعمة. لذلك، إنّ أثر الكوتشينغ في الحالة النفسية هام جداً، فلا تتردد واستعنْ به لتتمكن من تطوير المهارات الوظيفية والوصول إلى النجاح المهني.

المصادر

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

استراتيجيات فعّالة لتحقيق الأهداف بالكوتشينغ لنجاح سريع

الكوتشينغ من أبرز الأدوات التي تساعدك على بناء عقلية النجاح والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقاً، فالبحث المستمر عن طرائق للنمو والتطور هو أمر أساسي اليوم، ... اقرأ المزيد

الكوتشينغ للأمهات العاملات: توازن العمل والحياة الشخصية

تواجه الأمهات العاملات تحديات كبيرة في سعيهنّ لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. في عالم اليوم؛ حيث تتداخل المسؤوليات المهنية مع مطالب الأمومة، تجد أمّهات ... اقرأ المزيد

مهارات الكوتشينغ

يؤدي الكوتشينغ دوراً هاماً في حياة القادة والموظفين والشركات ككل، ببساطة؛ الكوتشينغ هو عملية تهدف إلى تحسين الأداء وتركز في الوقت الحاضر بدلاً من التركيز ... اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.