الكوتشينغ: أداة لتحقيق النجاح الشخصي والمهني المتوازن
الكوتشينغ المهني المهارات الوظيفية النجاح الشخصي قصص نجاح
كثيراً ما نضيع بين أهدافنا الشخصية وأهدافنا المهنية ولا نستطيع تحقيق التوافق والتوازن بينهما فننجح بتحقيق إحداهما ونخفق في تحقيق الأخرى، لذلك أحياناً ينجح الفرد في الحياة المهنية ويفشل في الحياة الشخصية وحينها لا يشعر بطعم النجاح اللذيذ، وذلك ما يجعل الكوتشينغ ضرورة لتحقيق النجاح الشخصي والمهني فتلك الشراكة التفاعلية بين الكوتش والعميل ينتج عنها تطوير المسار المهني وزيادة الإنتاجية، وفي مقالنا توضيح لدور الكوتشينغ في تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية فتابع القراءة.
الكوتشينغ المهني: أساس تطوير المسار المهني
يعتبر الكوتشينغ أساس النجاح الشخصي والمهني لأنه يلعب دور حيوي في تعزيز المهارات الشخصية والمهنية من خلال ما يلي:
1. تحديد الأهداف المهنية
يعمل الكوتشينغ على اكتشاف شخصية الفرد ومساعدته على فهم نفسه وتحديد نقاط القوة والضعف والاهتمامات والميول والمعتقدات والقيم التي تحكم سلوكه والآمال والطموح ونظرته المستقبلية لحياته المهنية على المدى القصير والطويل، ومن ثم ترتيب تلك الأهداف لتكون محددة وقابلة للقياس والتحقيق وواقعية.
2. وضع خطط مهنية
يساعد الكوتشينغ على وضع خطط عمل بهدف تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية بشكل منفصل وبحيث تكون الخطط متوافقة مع بعضها البعض.
3. تطوير المهارات الشخصية والمهنية
يعمل الكوتشينغ على توجيه الفرد نحو تطوير مهاراته عبر دورات تدريبية وورش عمل أو قراءة الكتب مثلاً لتقدم له التوجيه المناسب نحو الأهداف وتدعمه في تحقيقها لأنها تعطيه الأدوات اللازمة للتغلب على التحديات التي تواجه طريقه.
استراتيجيات لتطوير المهارات الوظيفية وزيادة الإنتاجية
يعمل الكوتشينغ على تحقيق النجاح الشخصي والمهني من خلال تطوير أدواته وهي المهارات التي يحتاجها العميل بالشكل التالي:
1. الاستماع الفعّال
من أهم المهارات التي يجب امتلاكها وتضمن تعليم الفرد كيفية التركيز البصري مع المتحدث وإظهار لغة جسد ودية ومنفتحة ليمنح المتحدث الشعور بالراحة وكذلك تعليمه كيف يطلب من المتحدث المزيد من الشرح ليتأكد من الفهم الصحيح لما سمعه.
2. الأسئلة الفعّالة
يعلّم الكوتشينغ المتدربين كيفية طرح أسئلة مفتوحة وتحفيزية تشجع المتحدث على التعبير عن نفسه أكثر وكذلك الأسئلة الاستكشافية التي تجعل العلاقة مع الأخرين أعمق.
3. تغذية راجعة
يقدم الكوتشينغ تغذية راجعة بناءّة فمثلاً إن قام المتدرب بسلوك يعزز التواصل بينه وبين فريق العمل والإدارة فالمدرب يثني علة ذلك ويوضح أهمية تكراره.
4. توطيد العلاقة
يخلق ذلك البيئة الآمنة مع الآخرين لذلك يعزز الكوتشينغ التواصل والتحدث بشفافية وصدق واحترام لوجهات النظر المختلفة وكيفية دعمها أيضاً.
5. إدارة الوقت
من المهارات الضرورية لتحقيق الهداف الشخصية وزيادة الإنتاجية في العمل وذلك عبر تحديد الأولويات وترتيبها وتجنب التسويف واستخدام تقنيات إدارة الوقت.
6. استخدام التكنولوجيا
يساعد الكوتشينغ على تطوير الموظفين بتعليمهم ما يختصر الوقت والجهد كاستخدام تطبيقات لإدارة المهام أو برامج اتصال وأدوات تعاون عبر الإنترنت.
كيف تساهم الإرشادات المهنية في تطوير المسارات المستقبلية؟
الكوتشينغ المهني يلعب دور محوري في وضع خطط فعّالة طويلة المدى تضمن النجاح الشخصي والمهني، وذلك عبر ما يلي:
- تكوين رؤية مستقبلية لتوضيح الصورة أمام المتدرب ليكتشف ما يريده على المستوى الشخصي والمهني فيتم تحديد الأهداف بناءً على ذلك.
- وضع الخطط والاستراتيجيات المهنية المتضمنة لخطوات تنفيذ الأهداف وتحدد الموارد المتاحة واللازمة والزمن الذي يحتاجه كل هدف.
- وضع خطط لتطوير المهارات اللازمة لتحقيق الأهداف بعد تحديد الفجوات.
- تحديد التحديات والعقبات التي تواجه رحلة المتدرب ووضع استراتيجيات للتغلب عليها.
- متابعة التقدم وتعديل الخطط عند الحاجة لذلك.
يمكن لمدير تنفيذي مثلاً الاستفادة من الكوتشينغ في تطوير رؤيته الاستراتيجية للشركة وكيفية تحقيق النمو المستدام لها مما يضمن نموه والنجاح الشخصي والمهني، ورائد الأعمال يساعده الكوتشينغ على تحويل فكرة إلى مشروع وتحديد المهارات اللازمة لينفذها فريقه والوقت الملائم للعمل عليها، وكذلك الموظف الطموح يساعده الكوتشينغ بتحديد أهدافه المهنية ويشجعه على التعلّم المستمر لتطوير مهاراته ومواجهة التحديات ليحصل على الترقية في عمله.
الكوتشينغ المهني كأداة لتحفيز الأداء وإدارة التوتر
يعمل الكوتشينغ على تعزيز الحماس وإدارة التوتر لأنه يلعب دور في تحقيق النجاح الشخصي والمهني وذلك من خلال ما يلي:
- خلق بيئة العمل الإيجابية والداعمة التي يسودها التعاون وتقدير الجهود واحترام الآراء ووجهات النظر ودعم الأفكار المميزة بالتالي تعزيز العمل الجماعي.
- تطوير مهارات وكفاءات فريق العمل مما يمنحهم الثقة العالية بالنفس والتي تدفعهم لإخراج طاقاتهم الكامنة وبذل قصارى جهودهم لتحقيق نجاحات مميزة.
- توفير فرص للتطور مثل ورش العمل والدورات التدريبية لمواكبة كافة التطورات في مجال العمل.
- تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل من خلال إدارة الوقت وتحديد الأولويات ليبقى الموظف بحالة حماس دائماً للعمل.
- اتباع تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا والتنفس العميق لدورها في التخلص من الطاقة السلبية واستعادة التفاؤل والنظرة الإيجابية للحياة.
- التشجيع على اتباع نظام غذائي متوازن لضمان صحة الجسم والحصول على النوم الكافي وممارسة الرياضة لتحسين المزاج وتقليل التوتر.
الشغف والالتزام أدوات لتحقيق النجاح الوظيفي
يعمل الكوتشينغ على تعزيز الشغف الوظيفي لأنه الدافع للعمل وبذل الجهد في سبيل تحقيق النجاح الشخصي والمهني وذلك من خلال ما يلي:
- اكتشاف ما يحفز الموظف ويشعل شغفه تجاه الحياة والعمل خاصة.
- التركيز على الإيجابيات والإنجازات لأنها تعزز الشعور بالرضا الوظيفي والإنجاز وتدفعه للعمل وتحقيق المزيد من النجاحات.
- بناء علاقات إيجابية مع الآخرين والابتعاد عن الأشخاص السلبيين والمحبطين، ليجد من يقدم الدعم المعنوي له على التطور والابتكار.
- تخصيص وقت للأنشطة الاجتماعية والشخصية لتحسين التوازن بين الحياة والعمل مما يحسن الالتزام بالعمل.
- تعزيز التفاعل مع فريق العمل لخلق جو ممتع ولتبادل المعرفة والخبرات مما يعزز النمو الوظيفي والاجتماعي.
قصص نجاح: كيف ساعد الكوتشينغ المهني في تحقيق أهداف مهنية؟
حقق العديد من الأشخاص النجاح الشخصي والمهني من خلال التدريب المستمر مثل بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت الذي عُرف عنه حرصه على التعلّم المستمر بحضور الدورات التدريبية وورش العمل وقراءة كل ما يساهك في تطوير مهارات الإدارة والتكنولوجيا لديه وحقق شهرة ونجاح واسع، وأوبرا وينفري الإعلامية والمنتجة الأمريكية التي تعتبر من أكثر الشخصيات المهمة والمؤثرة في العالم تدربت كثيراً في مجالها المهني وحضرت دورات التحدث والإعلام واستمرت بتطوير مهاراتها إلى أن حصدت نجاح باهر.
أما عن الإحصائيات التي تؤكد أهمية الكوتشينغ في تعزيز الشغف الوظيفي وتطوير المسار المهني منها دراسات أجراها الاتحاد الدولي للكوتشينغ (ICF) بينت أن 70% من المتدربين شهدوا تحسن في العمل و80% زادت ثقتهم بأنفسهم و99% من الشركات والأفراد كانوا راضيين عن التجربة و96% مستعدين لتكرارها وأما عن تحسين العلاقات فكانت النسبة 73% ومهارات الاتصال 72% والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية 67%.
ودراسات أجرها معهد رأس المال البشري بينت أن التدريب أدى لرفع مستويات الإنتاجية والمشاركة لدى الموظفين و51% من المنظمات التي تتبنى ثقافة التدريب تتمتع بتحقيق إيرادات أعلى من منافسيها.
وكذلك بيّن المركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية (NCBL) أن تأثيرات الكوتشينغ الإيجابية على الحياة المهنية ناتجة عن التحسن في الصعيد العاطفي والعقلي أيضاً مما يضمن للمتدربين النجاح الشخصي والمهني.
الكوتشينغ المهني وخلق بيئة عمل صحية
يعزز الكوتشينغ الابتكار لدوره في خلق بيئة محفزة تدعم النجاح الشخصي والمهني وذلك من خلال ما يلي:
- تعليم المتدرب كيفية توسيع آفاقه وتخطي التفكير التقليدي وفتح الأبواب أمام التطورات والأفكار الجديدة.
- تشجيع التجربة وعدم الخوف من النتائج أو الفشل وتعزيز فكرة أن الفشل طبيعي وجزء لا يمكن فصله عن النجاح والتميز.
- تعزيز الثقة بالنفس من خلال تحويل النقد السلبي لحافز للتطور والتعلم.
- تشجيع التواصل مع الآخرين والاستفادة من أفكارهم وآرائهم لأن التنوع في الأفكار يغني عملية التعلم بالتالي يدعم التطور والابتكار.
- اتباع تقنيات تساعد على تطوير وتوليد الأفكار مثل العصف الذهني.
- الاحتفال بالإنجازات الصغيرة منها والكبيرة لأنها دافع نحو تحقيق إنجازات أهم.
في الختام
يواجه الكثير من الأفراد صعوبة في تحقيق النجاح الشخصي والمهني معاً لذلك تحدثنا في مقالنا عن دور الكوتشينغ المهم في ذلك من خلال استراتيجيات تطوير المهارات ووضع الخطط وتطوير المسار المهني وتعزيز الشغف الوظيفي وزيادة الالتزام بالعمل من خلال إدارة الوقت وتحديد الأولويات واتباع تقنيات الاسترخاء وذكرنا إحصائيات وأمثلة تثبت دور الكوتشينغ في تحقيق النجاح الشخصي والمهني لذلك حاول أن تحقق أهدافك بالاستعانة بالكوتشينغ وتحصل على نصيبك من النجاح والتفوق.
المصادر
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.