دور الكوتشينغ في تحسين تركيز الطلاب المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD): استراتيجيات فعّالة ونصائح للمعلمين
ADHD تحسين تركيز الطلاب كوتشنيغ التعليم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يُشخَّص قرابة 5% من الأطفال في سِنِّ المدرسة عالمياً باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وهو اضطراب عصبي تطوري غالباً ما يستمر حتى مرحلة البلوغ، ويتميز المصابون به بصعوبة في التركيز والانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، مما يجعل من الصعب عليهم متابعة الدروس، وإنجاز الواجبات المدرسية، وإدارة وقتهم وترتيب أولوياتهم بكفاءة، كما قد يواجهون تحديات سلوكية داخل الفصل، مثل مقاطعة زملائهم أو صعوبة الجلوس بهدوء، مما يؤثر في أدائهم الأكاديمي وعلاقاتهم الاجتماعية.
يمثِّل ADHD تحدياً للمعلمين الذين يحتاجون إلى تطوير استراتيجيات تعليمية تساعد هؤلاء الطلاب على التعلم بفعالية، مثل تقسيم المهام، وإدارة الوقت، وخلق بيئة تعليمية محفزة ومنظمة. تؤدي صعوبة التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال المصابين بهذا الاضطراب إلى العزلة أو سلوكات غير ملائمة، مما يستدعي دعماً إضافياً من المعلمين وأولياء الأمور والمتخصصين، ورغم ما قد يسببه هذا الاضطراب من إحباط وإرهاق، فيجب أن ندرك أنَّه لا يرتبط بالذكاء أو القدرات؛ بل هو حالة بيولوجية عصبية تتطلب دعماً متخصصاً، ويعد تحسين تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD من خلال الكوتشينغ أحدث الاتجاهات التربوية، فهو يوفر نهجاً مخصصاً يساعد الأفراد المصابين به على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتنمية مهاراتهم التنظيمية، والتعامل مع التوتر بمرونة، ويمكنهم من النجاح أكاديمياً واجتماعياً وعيش حياة أكثر توازناً وإشباعاً.
ما هو الكوتشينغ التعليمي؟ وكيف يدعم الطلاب المصابين بـ ADHD؟
يساعد الكوتشينغ التعليمي بوصفه نهجاً توجيهياً الطلاب على تحسين مهاراتهم الأكاديمية والشخصية من خلال الإرشاد المستمر والتحفيز؛ إذ يعزز هذا الأسلوب مهارات التفكير النقدي وتنظيم الوقت وبناء الثقة بالنفس، وتحفيز التعلم الذاتي، فيتغلبون على التحديات الدراسية وينظمون أولوياتهم، مما يزيد من قدرتهم على التركيز والإنتاجية.
يطبِّق الكوتشينغ تقنيات تعليمية لتحسين تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD، مثل استخدام تقنيات إدارة الوقت والتركيز لتعزيز الإنتاجية وتقليل التشتت، بالإضافة إلى تمرينات اليقظة الذهنية للتحكم في المشاعر والاندفاعية، كما يعزز الكوتشينغ مهارات التواصل ويبني علاقات إيجابية، ويشجع على نمط حياة صحي يشمل النوم الجيد والتغذية المتوازنة، بالتالي يُنشِئ من خلال استراتيجيات الكوتشينغ لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه روتيناً منظماً ويُحسن قدرتهم على التركيز ويحقق النجاح في حياتهم الأكاديمية والمهنية والاجتماعية ويمنحهم القدرة على استثمار إمكاناتهم جيداً.
استعراض الأبحاث: فعالية الكوتشينغ في تحسين تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD
يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) في الأداء الأكاديمي للطلاب الكبار والصغار على حدٍّ سواء، فتشير الإحصائيات إلى أنَّ نسبة انتشار ADHD بين طلاب الجامعات تتراوح بين 2% و8%، مع احتمال أن تكون النسبة الفعلية أعلى بسبب نقص التشخيص، كما يستمر 40% إلى 60% من الأفراد الذين شُخِّصوا في الطفولة في مواجهة أعراض أو إعاقات مرتبطة بالاضطراب خلال مرحلة البلوغ.
ظهر الكوتشينغ في ظل هذا الانتشار الكبير بوصفه أداة تحسن تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD، فأظهرت أكثر من 19 دراسة حديثة حول الكوتشينغ وADHD حدوث تحسن في أعراض الاضطراب والوظائف التنفيذية المرتبطة به من بين هذه الدراسات:
1. دراسة: تأثير الكوتشينغ بالأقران في الطلاب الجامعيين المصابين بـ ADHD
أجرت Susan Zwart وMary Kallemeyn دراسة شبه تجريبية عام 2001 شملت 22 طالباً جامعياً مصابين بـ ADHD، يعاني بعضهم أيضاً من صعوبات تعلم (LD)، فطُبِّق نموذج الكوتشينغ بالأقران وقورِنَت نتائجه بمجموعة ضابطة من 20 طالباً، أظهرت النتائج فعالية الكوتشينغ في تعزيز الانتباه وتحسين الثقة بالنفس وأداء الطلاب في جميع المقاييس الفرعية لمقياس استراتيجيات التعلم (LASSI)، وعند إعادة ضبط المجموعة الضابطة، لتصبح أكثر تجانساً مع المجموعة المستهدفة، استمر التحسن في 5 من 6 مقاييس فرعية، باستثناء مقياس الموقف (Attitude).
2. دراسة: تأثير الكوتشينغ بين الأقران لتحسين العلاقات الاجتماعية لطلاب ADHD
أجرى Dawn Plumer وGary Stoner في عام 2005 دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية حول تأثير الكوتشينغ بين الأقران في العلاقات الاجتماعية لطلاب المدارس المصابين بـ ADHD، ففي البداية، طُبِّق الكوتشينغ في الفصول الدراسية بين الأقران لتحسين مهارات التهجئة لدى الأطفال، وشاركوا في نشاطات صفية دون أي تفاعل اجتماعي في ساحة اللعب. أُضيف عنصر الكوتشينغ بين الأقران، فتلقى الطلاب ملاحظات وتذكيرات حول أهدافهم، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في علاقاتهم الاجتماعية، ليس فقط داخل الصف، ولكن أيضاً خلال فترات الاستراحة والغداء، كما حفَّز الكوتشينغ دافعيتهم الأكاديمية من خلال تحديد الأهداف وتلقي التعليقات المستمرة.
3. دراسة تأثير الواجبات بين الجلسات (BSAs) في عملية الكوتشينغ لطلاب الجامعات المصابين بـ ADHD
تناولت دراسة (Prevatt et al. 2011) تأثير الواجبات بين الجلسات (Between-Session Assignments - BSAs) في عملية الكوتشينغ لطلاب الجامعات المصابين بـ (ADHD)، مسلطة الضوء على دور هذه النشاطات في إدارة أعراض ADHD في البيئة التعليمية وتعزيز الأداء الأكاديمي والسلوكي. تضمنت المهام المطلوبة من الطلاب وضع مخطط دراسي، وتنظيم أوقات الدراسة اليومية، وتجميع المصادر لمشروعاتهم البحثية.
وأظهرت النتائج أنَّ الطلاب الذين التزموا بهذه النشاطات، حققوا تحسناً ملحوظاً في التركيز، واستخدموا استراتيجيات اختبار أكثر فاعلية، مما ساعدهم على التكيف مع المتطلبات الأكاديمية، كما تبيَّن أنَّ الامتثال للواجبات بين الجلسات، لم يختلف كثيراً بين المهام المكتوبة والشفهية، ولكنَّ من تلقوا تعليمات مكتوبة استغرقوا وقتاً أطول في التنفيذ، وأكدت تقييمات المدربين أنَّ التزام الطلاب بهذه النشاطات، كان له تأثير إيجابي في أدائهم الأكاديمي ورفاههم النفسي.
استراتيجيات الكوتشينغ لتعزيز تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD
يُقدَّر أنَّ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) يؤثر في نسبة تتراوح بين 5% و7% من الأطفال والمراهقين حول العالم، وتختلف معدلات الانتشار هذه بناءً على المعايير التشخيصية المستخدمة والمناطق الجغرافية.
ففي إسبانيا مثلاً، تُقدَّر النسبة بـ6.8% بين الأشخاص دون سن 18 عاماً، وفي المملكة المتحدة، تتراوح النسبة بين 9.6% و15.9% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عاماً، وفي الولايات المتحدة.
وأظهر مسح أُجريَ عام 2023 أنَّ 6 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عاماً شُخِّصوا بـADHD ونظراً لتلك الأعداد الكبيرة أصبح موضوع إدارة أعراض ADHD في البيئة التعليمية بواسطة الكوتشينغ من أكثر الموضوعات بحثاً في التعليم وحُدِّدَت مجموعة من استراتيجيات الكوتشينغ التي تُطبَّق للحصول على أفضل النتائج:
1. تحديد التوقعات الإيجابية بوضوح
يجب توضيح السلوكات المتوقعة بإيجابية بدلاً من التركيز على ما يجب فعله من أجل تحسين تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD؛ إذ يساعد هذا النهج الطلاب على إدراك ما هو متوقع منهم، مما يسهل عليهم اتباع التعليمات ويجعلهم أكثر قدرة على ضبط تصرفاتهم وتحقيق النجاح.
2. التوجيه من خلال التعزيز الإيجابي
يجب تقديم المديح الفوري والتعزيز الإيجابي عند تحقيق الطالب لأي تقدم، حتى لو كان بسيطاً، فتًستخدَم أنظمة المكافآت، مثل النقاط أو الامتيازات لتعزيز السلوك الإيجابي.
3. التقسيم إلى خطوات صغيرة وتحديد أهداف قابلة للتحقيق
يعد التقسيم إلى خطوات من التقنيات التعليمية المُستخدَمة في الكوتشينغ لتحسين تركيز الطلاب، بالتالي يسهل على الطالب إدارتها، مع تقديم توجيه مستمر عند الانتقال من خطوة إلى أخرى، فيقل التشتت والارتباك، مما يساعد الطلاب على الشعور بالإنجاز عند إتمام كل خطوة، ويجعلهم أكثر تنظيماً في تعاملهم مع المهام الأكاديمية.
4. إشراك الطلاب في تطوير استراتيجيات إدارة الوقت
تُستخدَم تطبيقات إدارة المهام، مثل "Google Keep" أو "Todoist"، لمساعدة الطلاب على تتبع واجباتهم المدرسية، كما تُستخدَم مؤقتات تقنية "البومودورو" لتحفيزهم على العمل ضمن فترات زمنية محددة، بالتالي يتحسن تركيز الطلاب المصابين ويتحكمون في وقتهم ويحدُّون من شعورهم بالإرهاق من المهام الكبيرة.
5. التعلم القائم على الحركة
تُدمَج النشاطات الحركية داخل الدروس وتُستخدَم أدوات حسية تزيد التركيز والانتباه عند تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية؛ إذ تفرِّغ النشاطات التعليمية الحركية الطاقة الزائدة، مما يقلل من التشتيت ويزيد من قدرتهم على الاستمرار في المهام لفترات أطول.
6. التوجيه الفردي والدعم الشخصي
يجب تخصيص وقت منتظم لجلسات فردية مع الطلاب لتقديم الدعم والتوجيه حول كيفية التعامل مع التحديات الأكاديمية والسلوكية، بالتالي يؤدي المعلم أو المستشار التربوي دور المدرب (Coach) لمساعدة الطلاب على تطوير استراتيجيات للتعامل مع التشتت وإدارة الذات، فيُمنحون شعوراً بالأمان والاهتمام الشخصي، مما يجعلهم أكثر قدرة على التعبير عن تحدياتهم وتطوير استراتيجيات فعالة لإدارتها.
7. استخدام الخطط السلوكية الفردية (BIP)
يجب تطوير خطة سلوكية مخصصة بالتعاون مع الأخصائيين التربويين وأولياء الأمور، تتضمن استراتيجيات واضحة لتحسين سلوك الطالب وتحقيق أهدافه الشخصية.
8. استراتيجيات تعزيز الذاكرة
تعليم تقنيات، مثل تكرار المعلومات أو استخدام الخدع البصرية لتعزيز الذاكرة قصيرة الأمد.
9. إعداد بيئة دراسية مناسبة
تحسين بيئة الدراسة لتكون خالية من المشتتات، مثل استخدام سماعات عزل الصوت أو العمل في أماكن هادئة.
نصائح عملية للمعلمين: كيفية تطبيق الكوتشينغ بفعالية في الفصول الدراسية
وفقاً لدراسة نشرتها جمعية علم النفس الأمريكية (APA)، فإنَّ الطلاب المصابين بـ ADHD الذين تلقوا توجيهاً فردياً باستخدام الكوتشينغ، أظهروا زيادة بنسبة 30% في قدرتهم على إدارة المهام اليومية، وهنا بعض النصائح للمعلمين لدعم الطلاب المصابين بـ ADHD حول كيفية تطبيق الكوتشينغ بفعالية في الفصول الدراسية لضمان بيئة تعليمية داعمة لجميع الطلاب.
1. أنشِئ روتيناً يومياً واضحاً وقواعد ثابتة
يحتاج الطلاب المصابون بفرط الحركة إلى بيئة منظمة وواضحة لمساعدتهم على التكيف مع التوقعات الصفية، مما يحسن تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD، وإليك بعض النصائح هنا:
- حدِّد جدولاً يومياً ثابتاً، مثل أوقات البداية والنهاية لكل درس، ووقت الاستراحة، والانتقال بين النشاطات.
- استخدِمْ لوحات عرض للجدول، أو بطاقات ملونة، أو جداول إلكترونية ليسهل على الطلاب متابعتها.
- استخدِمْ إشارات صوتية أو بصرية للانتقالات، مثل جرس صغير أو مؤقت مرئي، أو عبارات تحفيزية لتنبيه الطلاب إلى تغييرات الجدول.
- وضِّحْ القواعد الصفية وضَعْها في مكان بارز واستخدِمْ لغة بسيطة وسهلة الفهم، وادعمها بالصور التوضيحية عند الحاجة.
- تعلَّمْ القواعد من خلال التكرار والممارسة.
2. ادمج النشاط البدني في الدروس اليومية
يجب إدراج نشاطات جسدية، وحركية تساعدهم على تصريف طاقاتهم بإيجابية داخل الفصل، مثل:
1.2. التعلم بالمحطات
تقسيم الفصل إلى محطات تعليمية مختلفة، فينتقل الطلاب من محطة إلى أخرى بعد وقت محدد، ففي درس الرياضيات، يمكن أن تحتوي كل محطة على تمرين مختلف مثل الجمع أو الطرح، أو حل المسائل الحسابية باستخدام المكعبات.
2.2. استخدام القفزات الحركية لحل الأسئلة
ضع أسئلة على بطاقات وضعها على الأرض أو ثبتها على الحائط، وعلى الطالب القفز إلى البطاقة الصحيحة عند الإجابة.
3.2. التعلم باستخدام "المشي في القراءة"
وزِّعْ أجزاء من نص تعليمي في أماكن مختلفة في الفصل، واطلب من الطلاب المشي إلى كل نقطة لقراءة جزء من النص.
4.2. استخدام التمرينات الرياضية بوصفها أداة تعليمية
ادفع بالطلاب للقيام بحركات جسدية مرتبطة بمفاهيم الدرس، مثل القفز عند الإجابة الصحيحة، أو التصفيق عند العد.
5.2. سباقات البحث عن المعلومات
أخفِ بطاقات تعليمية حول الفصل، واطلب من الطلاب العثور عليها والإجابة عن الأسئلة المرتبطة بها.
6.2. الكتابة على السبورة في التنقل
اطلب من الطلاب حل مسائل على السبورة في التنقل بين محطات مختلفة، مما يسمح لهم بالتحرك في الكتابة والتفكير.
7.2. رياضة الدماغ
نفِّذْ تمرينات جسدية خفيفة تُستخدم لتحفيز الدماغ وزيادة الانتباه، مثل لمس الكوع للركبة المعاكسة، أو مد اليدين مع حركات إيقاعية.
3. عزِّز اليقظة الذهنية لمساعدة الطلاب على التركيز
خصِّصْ دقائق يومية لتمرينات التنفس العميق أو التأمل القصير، أو كتابة اليوميات لمساعدة الطلاب على التركيز وتصفية أذهانهم قبل الدرس؛ إذ تثبِّت تقنيات اليقظة الذهنية فعالية الكوتشينغ في تعزيز الانتباه.
4. شجِّعْ الطلاب على مراقبة أنفسهم وتقييم تقدمهم
لكي تحسن تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD عليك مساعدتهم ومدهم بالطرائق والأساليب التي تقيِّم أداءهم بأنفسهم وتدفعهم باتجاه تحمل المسؤولية عن تعلمهم:
- استخدام جداول التقييم الذاتي وتقديم بطاقات أو نماذج يومية، فيسجل الطلاب سلوكهم ومستوى إنجازهم في المهام المطلوبة.
- كتابة اليوميات الأكاديمية وتخصيص دفتر ملاحظات يدوِّن فيه الطلاب أهدافهم اليومية أو الأسبوعية، وما حققوه منها، وما يمكن تحسينه.
- تطبيق استراتيجيات التقييم الذاتي المرئي، مثل استخدام إشارات الألوان (أحمر: بحاجة للمساعدة، أصفر: بحاجة لبعض الدعم، أخضر: فهمت بالكامل).
- تحديد أهداف صغيرة وقابلة للقياس ومساعدة الطلاب على وضع أهداف محددة لأنفسهم، مثل التركيز لمدة 10 دقائق متواصلة، وإنهاء مهمة معينة في وقت محدد.
- ممارسة التفكير التأملي وتخصيص وقت لمناقشة الأسئلة التأملية، مثل: "ما الذي نجحت في تحقيقه اليوم؟" و"كيف يمكنني تحسين أدائي غداً؟
5. استفِدْ من التكنولوجيا لدعم التعلم
استخدِمْ تطبيقات تنظيم الوقت، مثل Google Keep أو Todoist، وبرامج التعلم التفاعلي التي توفر ملاحظات فورية، مثل Kahoot وQuizlet.
6. قدِّم التغذية الراجعة الفورية والتعزيز الإيجابي
يستجيب الطلاب المصابون بفرط الحركة للمكافآت الفورية والتعزيز المستمر بدلاً من العقوبات أو التوجيهات السلبية، مما يحسن تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD ويزيد دافعيتهم للتعلم؛ لذا استخدِم التعزيز اللفظي المباشر، مثل "أحسنت، لقد أنجزت المهمة بسرعة"، أو أنظمة النقاط والمكافآت عند تحقيق أهداف سلوكية محددة.
7. عزِّزْ الدعم الاجتماعي والتفاعل بين الطلاب
يستفيد الطلاب من العمل ضمن مجموعات صغيرة تدعم التفاعل الإيجابي بينهم وبين زملائهم، وهي من أهم نصائح المعلمين لدعم الطلاب المصابين بـ ADHD؛ إذ أكَّدت دراسات حول الكوتشينغ وADHD أهمية العمل الجماعي للتعامل الصحيح مع هذا الاضطراب والتغلب على الآثار السلبية التي يمكن أن ينتجها عند الطلاب كالعزلة الاجتماعية، وبعض الأساليب لتحقيق ذلك:
1.7. التعلم التعاوني
قسِّمْ الطلاب إلى مجموعات صغيرة، فيعملون معاً لحل مشكلة أو إنجاز مهمة تعليمية، وحدِّدْ أدواراً لكل طالب داخل المجموعة (مثل القائد، والمسجل، والمنظم، والمراجع) لتعزيز المسؤولية والمشاركة.
2.7. جلسات التأمل الجماعي
شجِّع الطلاب على مناقشة تجربتهم في العمل مع الفريق، واطرح أسئلة مثل: "كيف تعاونتم؟"، "ما الذي نجح؟"، "ما الذي يمكن تحسينه؟".
3.7. التعلم القائم على المشروعات
كلِّفْ الطلاب بمشروعات جماعية طويلة الأمد تحفِّز التعاون، مثل إعداد عرض تقديمي أو إنشاء نموذج علمي.
4.7. استخدام استراتيجيات التعلم بالأقران
اصنع أزواجاً من الطلاب، فيساعد أحدهم الآخر على إنجاز المهام أو تحسين مهارات معيَّنة.
8. تواصَلْ بانتظام مع أولياء الأمور
استخدِمْ دفاتر الملاحظات بين المعلم والوالدين، أو أرسِلْ تحديثات أسبوعية من خلال البريد الإلكتروني حول تقدم الطفل وسلوكه، مع اقتراحات حول كيفية دعمه في المنزل، هذا هام جداً إذا كنت ترغب في تحسين تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD.
9. اعمَل مع متخصصي ADHD لتوفير دعم إضافي
قد يحتاج بعض الطلاب إلى تدخلات أكثر تخصصاً، ومن المفيد التعاون مع مختصي التربية أو المعالجين السلوكيين لوضع استراتيجيات أكثر فاعلية ومحاولة تحسين تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD ومساعدتهم على النجاح في بيئة التعلم، ويمكنك جدولة اجتماعات دورية مع مختصي ADHD لمناقشة التحديات التي يواجهها الطلاب، واطلب نصائح حول طرائق التكيف الفردية لكل طالب.
10. استخدِمْ أدوات وموارد تعليمية تساعدك على تنفيذ استراتيجيات الكوتشينغ بنجاح
1.10. الكتب
يوجد عدد من الكتب القيِّمة التي تساعد المعلمين وأولياء الأمور على فهم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وتقديم الدعم المناسب للطلاب المصابين به.
- كتاب "Driven to Distraction" من تأليف Edward Hallowell وJohn Ratey.
- كتاب"The ADHD Advantage" تأليف Dale Archer.
2.10. المواقع الإلكترونية والمنظمات المتخصصة
- موقع CHADD: موقع (CHADD Children and Adults with Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder) هو منظمة غير ربحية تقدم الدعم والمعلومات الموثوقة حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) للأطفال والبالغين وأولياء الأمور والمعلمين والمهنيين الصحيين، فهو يوفر موارد تعليمية وأبحاثاً حول أفضل ممارسات تحسين تركيز الطلاب المصابين بـ
- موقعADDitude Magazine: يحتوي على مقالات، وخطط دروس، ونصائح عملية لإدارة الفصول الدراسية وتحسين تركيز الطلاب المصابين ADHD، يمكن زيارة الموقع من خلال الرابط التالي additudemag.com.
دراسة حالة: تطبيق الكوتشينغ لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الطالب فريد
يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) في تحصيل الطلاب وسلوكهم داخل الفصول الدراسية، ونسلط الضوء على حالة الطالب فريد، الذي يعاني من أعراض ADHD، وكيف حسن تطبيق الكوتشينغ بوصفه نهجاً علاجياً قدرته على التركيز، ونظَّم سلوكه، وعزز مهاراته التعليمية والاجتماعية.
خلفية فريد والتحديات التي يعاني منها
يعاني فريد طالب المدرسة من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، ويتميز بسلوكات، مثل عدم الانتباه، والاندفاع، والمقاطعة المستمرة لحديث زملائه والمعلمين، كما أنَّه يواجه صعوبة في إكمال الواجبات المدرسية، رغم أنَّ الإجابات التي يكتبها صحيحة، وتظهر عليه علامات عدم القدرة على التحكم في استجابته للمواقف المختلفة، مما قد يؤثر في تفاعلاته الاجتماعية داخل الفصل.
التدخل العلاجي من خلال الكوتشينغ
صُمِّمَت خطة كوتشينغ مخصصة لفريد لتحسين تركيزه، وتقليل اندفاعيته، وتطوير مهاراته التنظيمية والأكاديمية، وتضمنت الخطة الاستراتيجيات التالية:
1. التقييم السلوكي الشامل
أُجري تقييم وظيفي للسلوك لتحديد المحفزات التي تؤدي إلى تصرفاته، وكذلك الآثار التي تعزز استمراره في هذه السلوكات، وشارك في التقييم المعلمون، والاختصاصيون، ووالدا فريد، لفهم المسببات ووضع خطة لمعالجتها.
2. بيئة تعليمية داعمة
خُصِّص مكان جلوس هادئ في الصف بعيداً عن مصادر الإلهاء، بجانب معلم أو طالب منظم يمكنه أن يكون نموذجاً إيجابياً له، كما قُدِّمت تعليمات مكتوبة وشفهية خطوة بخطوة لفهم المهام بوضوح واستخدام مؤقت زمني لتنظيم وقته في إنجاز المهام وتوفير وقت إضافي لإنجاز الواجبات والاختبارات، مع التركيز على جودة الإجابات بدلاً من عدد الأسئلة المكتملة.
3. تطوير مهارات الانتباه والتركيز
استُخدمت تقنيات التجزئة من خلال تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة تُنجَز بسهولة، فيتشجَّع من خلال استخدام المؤشرات البصرية، مثل وضع خط تحت المعلومات الهامة أو استخدام إشارات مرجعية في القراءة، وتقديمتعزيز إيجابي عند إكمال المهام، مثل إعطائه مكافآت صغيرة أو الثناء على جهوده.
4. الحد من السلوكات الاندفاعية
عُلِّم استراتيجية التوقف والتفكير قبل التحدث، من خلال تمرينات عملية، مثل العد إلى ثلاثة قبل الاستجابة وزُوِّد بفرص للتحدث بتنظيم، مثل تخصيص وقت محدد في الحصة لمشاركته أفكاره واستخدام إشارات غير لفظية من المعلم لتذكيره عندما يكون على وشك مقاطعة الآخرين.
5. تنمية المهارات التنظيمية والأكاديمية
سوعِد على إنشاء مخطط دراسي يومي يحدد أوقاته للواجبات المدرسية، والاستراحات، والنشاطات الأخرى.
6. إشراك الأسرة في الخطة العلاجية
قُدِّم جدول أسبوعي مرئي في المنزل يحتوي على المهام والنشاطات المتوقعة ووُحِّدَت أماكن حفظ الأدوات المدرسية في المنزل لتقليل الإلهاء وتعزيز التنظيم وتطبيق نظام مكافآت وعواقب واضح لتحفيزه على الالتزام بالسلوكات الإيجابية.
نتائج التطبيق بعد 8 أسابيع
- زيادة التركيز في المهام الصفية وإكمال أكبر عدد من الواجبات.
- انخفاض المقاطعات اللفظية خلال الدروس وزيادة قدرته على انتظار دوره في الحديث.
- تحسن التفاعل الاجتماعي، فأصبح أكثر احتراماً لزملائه وأقل إصداراً للتعليقات غير اللائقة.
- تحسن التنظيم الذاتي، فأصبح يستخدم دفتر التخطيط والمذكرات بانتظام لمتابعة مهامه.
الدروس المستفادة
يعد تحسين تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD أمراً ممكناً، وهذا ما أثبتته حاله " فريد" وذلك من خلال نهج متكامل يجمع بين التقييم السلوكي، واستراتيجيات الكوتشينغ، والدعم الأسري. أظهر فريد تحسناُ ملحوظاُ بفضل بيئة تعليمية مهيأة، وأدوات مساعدة، وتقنيات تعزيز الانتباه وضبط السلوك.
في الختام
يعد الكوتشينغ أداة فعالة في تحسين تركيز الطلاب المصابين بـ ADHD، وقد أثبتت عدة دراسات حول الكوتشينغ وADHD أنَّ توجيه الطلاب من خلال استراتيجيات فردية، مثل تقسيم المهام، والتعزيز الإيجابي، والتوجيه السلوكي، يُحدث تحسناً ملحوظاً في أدائهم الأكاديمي وسلوكهم الاجتماعي؛ لذا ننصح المعلمين بتطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية لدعم هؤلاء الطلاب وتعزيز فرص نجاحهم، وخلق بيئة تعليمية أكثر تفاعلاً وشمولية للجميع.
المصادر
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.