دور الكوتشينغ في العائلات الممتدة لتعزيز التعاون والتناغم الأسري

blog-details

كوتشينغ التربية التناغم الأسري التفاعل الأسري

إنّ العائلات الممتدة نمط من العلاقات الأسرية التي تجمع بين عدة أجيال تعيش معاً أو تحافظ على روابط قوية تتجاوز الأسرة التقليدية المكونة من الأب والأم والأبناء. قد تضم هذه العائلات الجدود، الأعمام، العمات، الأخوال والخالات، بالإضافة إلى الأبناء والأحفاد، لتوفر شبكة دعم واسعة تساهم في تعزيز الروابط العاطفية والاجتماعية بين أفراد الأسرة؛ حيث يتشارك الأفراد مسؤوليات رعاية الأطفال ومساندة بعضهم لبعض، خلال الأوقات الصعبة.

على الرغم من تلك الفوائد إلا أنّه قد تنشأ تحديات تتعلق بالتواصل والتفاهم بسبب الفجوات بين الأجيال واختلاف التجارب الحياتية، لكن مع تزايد انتشار كوتشينغ الحياة (Life Coaching)، الذي يهدف إلى مساعدة الأفراد على تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية، لاحظ الخبراء أن نفس الأدوات والأساليب المستخدمة في تطوير الأفراد يمكن أن تُطبّق أيضاً داخل العائلات.

هكذا، بدأ الكوتشينغ في العائلات الممتدة يأخذ مكانه كنهج جديد لمساعدة العائلات على التعامل مع تحدياتها، سواء كانت صراعات بين الأجيال، أو اختلافات في القيم، أو سوء تفاهم، أو ضغوط الحياة اليومية، وتمكينها من تحقيق التواصل بين أفراد العائلة وفهم احتياجات بعضهم لبعض، وتعزيز التناغم الأسري.

الكوتشينغ في العائلات الممتدة: فهم الأدوار المتشابكة

العائلات الممتدة أشبه بشبكة معقدة من العلاقات؛ حيث يجتمع الأجداد، والأعمام، والأخوال، والعمّات، والأبناء، والأحفاد، ولكل منهم دوره وتأثيره في حياة الطفل. في مثل هذه العائلات، قد تصبح الحدود بين الأدوار غير واضحة، وخاصةً عندما تتداخل المسؤوليات المتعلقة بتربية الأبناء، سواء من خلال تقديم الدعم العاطفي، أو المشاركة في الرعاية اليومية، أو حتى التدخل في القرارات والطرائق التربوية.

الكوتشينغ في العائلات الممتدة يمكن أن يساعد في حل هذه المشكلة وفك التشابك، فهو يساعد أفراد العائلة على فهم أدوارهم بوضوح، ويضمن أن كل شخص يدرك مسؤولياته دون أن يشعر بالإقصاء أو التدخل المفرط. الهدف ليس فرض قيود أو الحد من تواصل الأجيال؛ بل إيجاد توازن بين الخصوصية والدعم الأسري من خلال كوتشينغ التربية، يمكن مساعدة الأجداد والأقارب على دعم الوالدين بطريقة تتناغم مع أسلوبهم التربوي، بحيث يشعر الجميع بالتقدير دون أن يكون هناك تعارُض في القيم أو المبادئ التربوية، من خلال مجموعة من الأساليب، منها:

1. الاستماع النشط

يتعلم أفراد العائلة أن يعبّروا عن أنفسهم بوضوح ويسمعون وجهات نظر الآخرين دون أحكام مسبقة أو انتقادات، هذا يساعد على تقليل سوء الفهم وتعزيز التواصل بين أفراد العائلة وتحديد دور كل منهم بدقة.

2. تحديد الأدوار بوضوح

توضيح الحدود بين الأدوار المختلفة لكل فرد في العائلة يساعد على تقليل الالتباس حول من المسؤول عن ماذا، وكيف يمكن أن يتعاون الجميع دون أن يتعدى أحد على مسؤوليات الآخر.

3. وضع اتفاقيات أسرية

من خلال الكوتشينغ في العائلات الممتدة، يمكن للأسر وضع اتفاقيات مشتركة تحدد كيف سيتم توزيع المسؤوليات، مثل رعاية الأطفال أو اتخاذ قرارات تربوية.

4. تعليم مهارات التواصل

يشمل ذلك استخدام الأسئلة المفتوحة، والتحدث بلغة مشاعر، و الاستماع الفعّال. عندما يكتسب الأفراد هذه المهارات، يسهّل عليهم فهم وجهات نظر بعضهم لبعض، وفك الأدوار المتشابكة في العائلات الممتدة.

5. تقنيات التفاوض

تعليم أفراد العائلة مهارات التفاوض لحل الخلافات، هذه المهارات تساعدهم على التوصل إلى حلول مرضية للجميع، مع احترام الحدود والأدوار.

6. التعاطف والتفهم

عندما يشعر الأفراد بأنّهم محترمون ومفهومون، يمكنهم فهم الفروق والتكيُّف بصورة أفضل مع الأدوار المختلفة التي يؤدونها.

7. التركيز على الحلول بدلاً من المشكلات

لا يركز الكوتشينغ على المشكلات؛ بل يشجع على البحث عن حلول مشتركة تتناسب مع أدوار كل فرد في العائلة. هذا يساعد في تخفيف الضغط الناتج عن الأدوار المتشابكة في العائلات الممتدة ويحفز التعاون بدلاً من الصراع.

8. جلسات عائلية دورية

إجراء اجتماعات أسرية منتظمة لمراجعة الأدوار ومعالجة أي مشكلات قد تطرأ.

9. تعزيز التفاهم بين الأجيال

من خلال الكوتشينغ في العائلات الممتدة، يمكن تعزيز التفاهم بين الأجيال المختلفة من خلال ورش العمل أو الأنشطة العائلية؛ حيث تُعلّم الأجيال الأكبر كيفية فهم تحديات الأجيال الأصغر والعكس.

دور الكوتشينغ في العائلات الممتدة لتعزيز التعاون والتناغم الأسري

الحفاظ على الخصوصية في العائلات الممتدة

يعيش أفراد الأسرة، في العائلات الممتدة، في بيئة مشتركة تجمع الأجيال المختلفة، قد تنشأ تحديات متعددة في ما يتعلق بالحفاظ على الخصوصية أحد الجوانب الأساسية لراحة الأفراد و توازنهم النفسي، سواء كانوا آباءً أو أطفالاً، فيواجه الآباء مشاكل تتعلق بالحد من التدخلات في حياتهم الشخصية من أفراد الأسرة الآخرين. أما الأطفال، فيمكن أن يعانوا من غياب الحدود الواضحة التي تحمي خصوصيتهم، مثل مراقبة سلوكهم أو الوصول إلى معلوماتهم الخاصة دون إذن.

تتراوح هذه المشاكل بين تدخلات غير مرغوب فيها في حياتهم اليومية، وصولاً إلى عدم احترام المساحة الشخصية، مما يؤدي إلى شعورهم بفقدان السيطرة على حياتهم الخاصة. يمتلك الكوتشينغ في العائلات الممتدة الحلول لمشكلات الخصوصية، من حيث:

دعم الآباء للحفاظ على خصوصيتهم

1. تطوير مهارات وضع الحدود الصحية

يساعد الكوتشينغ في العائلات الممتدة الآباء على توضيح الحدود بطريقة حازمة، ولكن محترمة، من خلال التدريب على استخدام عبارات، مثل: "نقدّر دعمكم، ولكنّنا نفضل اتخاذ هذا القرار بأنفسنا، ومن الهامّ أن نحدد الطريقة التي تناسب عائلتنا في تربية الأطفال".

2. تدريب الآباء على مهارات التواصل

لتوضيح احتياجاتهم بطريقة واضحة وتقليل سوء الفهم والصراعات العائلية

3. التدريب على إدارة المشاعر

التدريب على إدارة المشاعر والضغوط العائلية وتعزيز التعاون الأسري من خلال أساليب، مثل: إعادة تأطير الأفكار السلبية، أو تخصيص وقت للرعاية الذاتية.

4. تمكين الآباء من اتخاذ قراراتهم بثقة

تمكين الآباء من اتخاذ قراراتهم بثقة وتشجيعهم على امتلاك قراراتهم التربوية وعدم الشعور بالذنب تجاه وضع حدود مع الأجداد أو الأقارب.

5. استخدام الكوتشينغ لتغيير العقلية

استخدام الكوتشينغ لتغيير العقلية من "يجب أن أرضي الجميع" إلى "من حقي أن أضع حدوداً تناسب أسرتي".

6. تحديد القيم الأساسية التي يريد الآباء الحفاظ عليها

يساعد الكوتشينغ الآباء على تحديد القيم التربوية الأساسية التي يعتقدون أنّها هامّة في تربية أطفالهم والتأكّد من أنّ جميع أفراد العائلة يتفقون عليها.

دور الكوتشينغ في العائلات الممتدة لتعزيز التعاون والتناغم الأسري

دعم الأطفال للحفاظ على خصوصيتهم

1. تعليم مهارات وضع الحدود

توجيه الأبناء في العائلات الممتدة إلى كيفية وضع حدود واضحة مع الأجداد والأقارب بطريقة محترمة والتعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم بلباقة، مثل قول "أريد بعض الوقت بمفردي الآن".

2. تعزيز الثقة بالنفس

تعزيز قدرة الأطفال على اتخاذ قرارات بشأن حياتهم الشخصية حتى يشعرون بالأمان عند الحفاظ على مساحتهم الخاصة.

3. تشجيع التواصل المفتوح مع الآباء

يعلم الكوتشينغ الأطفال كيف يشرحون للآباء والأجداد متى يشعرون بأنّ خصوصيتهم مهددة، وكيف يمكن للأهل التدخُّل لحمايتهم بلطف دون تعارض مع العلاقات العائلية.

4. احترام الخصوصية الرقمية

في العصر الرقمي، يوضح الكوتشينغ في العائلات الممتدة للأطفال أهمية الحفاظ على بياناتهم الشخصية وعدم مشاركتها بسهولة على وسائل التواصل الاجتماعي.

5. تشجيع التوازن بين المشاركة والعزلة

يعزز الكوتشينغ فهم الأطفال لأهمية التوازن بين الخصوصي والدعم الأسري أي بين التفاعل الاجتماعي والاحتفاظ بالوقت الخاص بهم و يساعدهم على بناء قدراتهم في إدارة علاقاتهم العائلية مع الحفاظ على مساحتهم الشخصية.

الكوتشينغ: دور التوجيه في تعزيز التعاون بين أفراد العائلة

وفقاً لدراسة أجرتها جامعة ميامي عام 2015، شهدت 75% من الأسر التي استخدمت الكوتشينغ في العائلات الممتدة تحسناً ملحوظاً في جودة التواصل بين أفرادها، بينما أفاد 68% من المشاركين في استطلاع الجمعية الوطنية للكوتشينغ (2017) بأنّ مهارات التواصل داخل أسرهم قد تطورت إلى حدٍّ كبير. تؤكد هذه الإحصاءات أنّ الكوتشينغ يمكن أن يكون أداة فعالة لتعزيز التناغم الأسري وتحديد دور الأجداد في تربية الأبناء:

1. تعزيز التواصل بين الأفراد

1.1. التواصل غير العنيف

تعتمد هذه الاستراتيجية على التعبير عن المشاعر والاحتياجات بطريقة صادقة دون اللجوء إلى النقد أو اللوم؛ إذ يجري من خلالها التحدُّث عن ما يشعر به الشخص بناءً على الموقف بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين.

2.1. الاستماع النشط

الاستماع الجيد دون مقاطعة أو محاولة للرد قبل أن ينهي الشخص كلامه.

3.1. التفكير الإيجابي

تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى المواقف الصعبة أو السلبية وتحويلها إلى فرص للنمو والتعلم.

4.1. التعبير عن الذات من خلال "أنا" بدلاً من "أنت"

 بدلاً من توجيه الاتهامات أو اللوم نحو الآخرين، يتم تشجيع الأفراد على التعبير عن مشاعرهم ورغباتهم باستخدام كلمة "أنا"، مثلاً: "أشعر بالإحباط" بدلاً من "أنت تثير إحباطي".

5.1. الاستفسار المفتوح

بدلاً من الأسئلة المغلقة التي تتطلب إجابات قصيرة أو محدودة، يُشجع على استخدام الأسئلة المفتوحة التي تشجع على التفكير العميق والتعبير الكامل.

6.1. التأكيد على القيم الأساسية

تشجيع الأفراد على التعبير عن أفكارهم وفقاً للقيم التي يؤمنون بها، مما يمنحهم الثقة بأنّهم يتحدثون بناءً على مبادئهم وليس بناءً على توقعات الآخرين.

دور الكوتشينغ في العائلات الممتدة لتعزيز التعاون والتناغم الأسري

2. حل النزاعات

1.2. استخدام "تقنية التسوية"

حيث تُحدّد النقاط المشتركة بين الأطراف المتنازعة، ومن ثَمّ العمل على إيجاد حلول وسطية ترضي الجميع.

2.2. التأكيد على الحلول بدلاً من اللوم

بدلاً من التركيز على من هو المخطئ، يُشجع الأفراد على إيجاد حلول عملية تساهم في إنهاء النزاع سلمياً.

3.2. جلسات فردية ومجموعات

يمكن استخدام الكوتشينغ لتمكين الأفراد من التعبير عن مشاعرهم في بيئة محايدة وتعزيز التناغم الأسري، سواء كانت الجلسات فردية أو جماعية.

4.2. تعزيز احترام الحدود

التدريب على احترام الحدود الشخصية للأفراد في العائلة وأهمية التوازن بين الاقتراب من الآخرين والحفاظ على خصوصيتهم.

3. زيادة تفاعل الأطفال مع الأجداد وباقي أفراد العائلة

1.3. جلسات توجيه خاصة للأطفال

يتم تدريب الأطفال على كيفية التفاعل مع أفراد الأسرة الأكبر سناً، باستخدام أساليب مرحة ومبسطة.

2.3. تعليم المهارات الاجتماعية

من خلال تقنيات مثل "التعاطف والتفاهم"، يمكن تطوير مهارات الأطفال الاجتماعية وتعليمهم كيفية فهم مشاعر الآخرين، وهو ما يساعد في تعزيز الروابط بين الأجيال.

3.3. الأنشطة العائلية المشتركة

تنظيم أنشطة تعاونية تشمل الأجداد والأحفاد (مثل الألعاب أو الطهي) مما يساهم في خلق تجارب مشتركة تعزز العلاقة بين الأجيال.

4. تعليم الأبناء كيفية إدارة العلاقات العائلية المختلفة

1.4. الاستماع النشط

تشجع أفراد الأسرة على استماع بعضهم لبعض بعناية، ودون مقاطعة أو حكم مسبق.

2.4. إعادة صياغة ماقيل

للتأكد من فهم مشاعر الشخص الآخر، مما يساعد في تعزيز التواصل الفعّال.

3.4. توجيه المشاعر

مساعدة الأفراد على التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية دون كبتها أو تجاهلها.

4.4. تقنية "ما وراء العاطف"

تحديد الأسباب العميقة وراء المشاعر، مثل القلق أو الغضب، بدلاً من التركيز فقط على السلوك الظاهر.

5.4. التدريب على الحلول

التركيز على تحديد الحلول بدلاً من الغرق في المشاكل.

6.4. التأكيد والتقدير

تشجيع أفراد الأسرة على تقدير مشاعر بعضهم لبعض.

7.4. تعليم الحدود الصحية

يساعد في منع التعدي على المساحات الشخصية ويعزز الاحترام المتبادل

8.4. التفاوض

ليم أفراد الأسرة كيفية التفاوض بفعالية للتوصل إلى حلول وسط ترضي الجميع.

9.4. إدارة الوقت العائلي

تنظيم وقت أفراد العائلة بما يُوازن بين العمل، والأنشطة الشخصية، والوقت العائلي.

دور الكوتشينغ في العائلات الممتدة لتعزيز التعاون والتناغم الأسري

إدارة التحديات العاطفية في العائلات الممتدة

قد يواجه الأفراد في العائلات الممتدة مشاعر متضاربة نتيجة تداخل الأدوار والمسؤوليات وانعدام التوازن بين الخصوصية والدعم الأسري و بمجمله يؤدي إلى التوتر والإحباط، وأحياناً إلى الشعور بالذنب أو العداء. ربما يؤثر هذا الضغط النفسي في العلاقات الأسرية ويزيد من التحديات العاطفية، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين قد يشعرون بالإهمال بسبب تعدد الشخصيات المؤثرة في حياتهم.

الكوتشينغ في العائلات الممتدة يوفر مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر دون خوف من الحكم، وعن طريق استخدام أساليبه المتطورة التي تخفف التوتر وتعزيز التناغم الأسري من مثل: الاستماع النشط، وتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية، وبناء عقلية النجاح، وتمكين تقنيات إدارة التوتر، ووضع الحدود العاطفية وغيرها. وفقاً لدراسات حديثة، فإنّ 65% من العائلات التي تبنت تقنيات الكوتشينغ أبلغت عن انخفاض التوتر العاطفي، بينما أظهرت 72% من الأطفال في هذه الأسر تحسناً في تواصلهم العاطفي.

وضمن إطار إدارة التحديات العاطفية في العائلات الممتدة. تشير دراسة للجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) عام 2019 إلى أنّ الأطفال الذين يحصلون على توجيه واضح حول احترام الخصوصية، لديهم قدرة أعلى بنسبة 45% على بناء علاقات إيجابية داخل الأسرة. كما تشير دراسة أخرى أجرتها جامعة هارفارد عام 2021 إلى أنّ 80% من الأطفال الذين خضعوا لجلسات كوتشينغ أسرية حول احترام الحدود، أصبحوا أكثر قدرةً على إدارة علاقاتهم الأسرية بصورة صحية مقارنةً بغيرهم. لتحقيق ذلك، يمكن اتباع إستراتيجيات فعّالة مثل:

1. النمذجة السلوكية

عندما يرى الأطفال والديهم يحترمون خصوصية الآخرين، يتعلمون ذلك من خلال المشاهدة والتقليد.

2. الحوار المفتوح

تشجيع الأطفال على مناقشة مشاعرهم حول الحدود الشخصية، مما يساعدهم على فهم أسبابها وأهميتها.

3. وضع القواعد الأسرية

تحديد قواعد واضحة تحترم خصوصية كل فرد، مثل الاستئذان قبل دخول الغرف المغلقة.

4. التشجيع الإيجابي

تعزيز السلوكات الإيجابية بمكافآت معنوية مثل الإشادة والتقدير، مما يعزز رغبة الطفل في احترام الحدود.

5. إشراك الأطفال في وضع القواعد

عندما يكون للأطفال دور في وضع القواعد الأسرية، يكونون أكثر التزاماً بها.

6. تعليم مهارات التعاطف

تدريب الأطفال على فهم مشاعر الآخرين، مما يجعلهم أكثر وعياً بأهمية احترام الحدود الشخصية.

تطوير التعاون بين الآباء والأجداد لتربية الأبناء

يُعد تحديد الأدوار بوضوح من الخطوات الأساسية في ضمان تعاون فعّال بين الآباء والأجداد دون أن تتداخل الأدوار أو تؤدي إلى نزاعات، ومن الهامّ أن يتفقوا مسبقاً على كيفية تقديم الدعم دون تجاوز الحدود. على سبيل المثال:

  • الأدوار التربوية: غالباً ما يكون الآباء هم المسؤولين الرئيسين عن التربية اليومية للأطفال، في حين أنّ الأجداد يمكنهم تقديم الدعم العاطفي أو رعاية الأطفال مؤقتاً.
  • الاستقلالية: يجب أن يدرك الأجداد أنّ الآباء قد يفضلون اتخاذ القرارات بأنفسهم، وخاصةً في ما يتعلق بالقيم والمعتقدات التربوية. في المقابل، يمكن أن يساعد الأجداد بتقديم مشورة قائمة على الخبرة ولكن مع احترام استقلالية الآباء.

ومن من أجل ضمان عمل جميع الأفراد من أجل مصلحة الطفل، يجب أن يكون التعاون مستنداً إلى ما هو أفضل للطفل وليس إلى الأجندات الشخصية؛ إذ يشجّع الكوتشينغ في العائلات الممتدة على:

  • التعاون لبناء بيئة آمنة للأطفال من الناحية الجسدية والعاطفية.
  • وجود التفاعلات الصحية وتعزيز التعاون الأسري.

دور الكوتشينغ في العائلات الممتدة لتعزيز التعاون والتناغم الأسري

الكوتشينغ وتعزيز التناغم الأسري في العائلات الممتدة

لتعزيز التناغم الأسري يحتاج الآباء إلى استراتيجيات، من أهم هذه الاستراتيجيات استخدام الثناء المحدد والصادق؛ حيث يكون المدح واضحاً ومباشراً، مثل قول: "أنا فخور بك لأنّك أنهيت واجبك دون تذكير"، بدلاً من مجاملات عامة.

كما يعد إنشاء أنظمة مكافآت فعالة أمراً أساسياً، بحيث تكون المكافآت واضحة ومتوازنة بين الامتيازات غير المادية مثل وقت إضافي للعب أو اختيار نشاط عائلي، بدلاً من الاعتماد على المكافآت المادية فقط.

إلى جانب ذلك، فإنّ تهيئة بيئة إيجابية داخل المنزل تعزز من التواصل بين أفراد العائلة؛ حيث يسود جو من اللطف والاحترام ويصبح الأطفال أكثر تقبلاً واستجابة لهذا الأسلوب. لضمان نجاح هذه الاستراتيجيات، فمن الهامّ تحقيق توازن بين المدح اللفظي والمكافآت المادية، مع الالتزام بخطة تعزيز أسرية واضحة.

دراسات وأبحاث: تأثير التوجيه الأسري في العائلات الممتدة

في العائلات الممتدة، قد تنشأ خلافات بسبب اختلاف القيم بين الأجيال، مما يؤثر في التوازن العائلي، ويُعد حل النزاعات الأسرية بالكوتشينغ من أحدث الطرائق لتجاوز العقبات وبناء علاقات قوية وتوجيه الأبناء في العائلات الممتدة، وقد أثبتت ذلك دراسات كثيرة، منها:

1. دراسة Longo et al

إنّها دراسة أجراها Longo et al ونُشرت في Journal of Psychosociological Research in Family and Culture في العدد 2:4 لعام 2024، بعنوان: "دور الأسرة الممتدة في ممارسات تربية الأطفال عبر الثقافات المختلفة"، كان الهدف منها فهم كيفية مساهمة أفراد الأسرة الممتدة في تربية الأطفال وتأثير هذه الممارسات في نمو الأطفال وديناميكيات الأسرة، وقد أظهرت النتائج ما يلي:

1.1. المشاركة اليومية

قدم أفراد الأسرة الممتدة دعماً كبيراً في المسؤوليات اليومية لتربية الأطفال.

2.1. المعتقدات الثقافية

كان للمعتقدات الثقافية تأثير قوي في ممارسات تربية الأطفال؛ حيث كانت الأسرة الممتدة تؤدي دوراً هامّاً في نقل التقاليد والقيم.

3.1. الاختلافات بين الأسرة النووية والممتدة

تمت مقارنة أدوار الأسرة النووية مع الأسرة الممتدة في تربية الأطفال.

4.1. التجارب الشخصية

تم تسليط الضوء على الفوائد والتحديات التي تنشأ من مشاركة الأسرة الممتدة، مثل أهمية الدعم العاطفي وصعوبة إدارة النزاعات والفجوات بين الأجيال.

أكدت الدراسة على أهمية دور الأسرة الممتدة في تربية الأطفال، داعيةً إلى ضرورة معالجة التحديات، مثل النزاعات الثقافية والفجوات بين الأجيال.

2. دراسة (Hakoyama & Malonebeach (2013

حملت الدراسة عنوان "تأثير القرب الجغرافي في العلاقة بين الأجداد والأحفاد"، ونُشرت في مجلة دراسات الأسرة والتواصل (Journal of Family and Communication Studies). هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف كيف يؤثر القرب الجغرافي بين الأجداد والأحفاد في جودة العلاقة بينهم، ومدى تفاعلهم المنتظم وأضحت نتائجها:

  • الأجداد الذين يعيشون على بُعد أقل من 50 ميلاً من أحفادهم يتمتعون بعلاقات أقوى وتفاعل أكثر انتظاماً.
  • القرب الجغرافي يعزز التواصل العائلي لأنّه يتيح مزيداً من التفاعل المباشر والأنشطة المشتركة.
  • النتائج تدعم نظرية التضامن بين الأجيال، التي تفترض أنّ القرب الجغرافي يعزز التفاعل العاطفي والعملي بين أفراد العائلة الممتدة.

3. دراسة (Kovacs (2012 وAllen & Huff (2014)

حملت الدراسة عنوان "التوجيه الأسري: عملية قائمة على القوة والتركيز على الحلول لتعزيز العلاقات الأسرية وتحقيق الأهداف"، ونُشرت في مجلة مراجعة العلوم الأسرية (Family Science Review). هدفت الدراسة إلى استكشاف فعالية الكوتشينغ الأسري القائم على الحلول في تحسين العلاقات داخل الأسرة وتعزيز التعاون والتواصل بين أفرادها وقد أظهرت نتائج الدراسة ما يلي:

  • الكوتشينغ الأسري يساهم في تعزيز التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة من خلال بناء بيئة داعمة تعزز من التفاهم المتبادل.
  • عملية الكوتشينغ تساعد في تحديد أهداف واضحة للأسر وتحقيقها جماعياً، مما يعزز من التعاون بين الأفراد.
  • يُظهر الكوتشينغ الأسري تأثيراً إيجابياً في تحسين العلاقات الأسرية؛ حيث يركز على تقوية القوى الشخصية للأفراد والتوجه نحو الحلول العملية للتحديات الأسرية.
  • تدعم نتائج الدراسة فكرة أنّ الكوتشينغ الأسري يعزز التفاعل الإيجابي، ويقوّي الروابط الأسرية من خلال التعاون والتواصل الفعّال.

في الختام

إنّ الكوتشينغ في العائلات الممتدة أداةٌ قويةٌ لتعزيز التفاعل الأسري، من خلال توفير بيئة آمنة ومحترمة، يساعد الكوتشينغ الأفراد في تطوير مهارات التواصل الفعّال ويعزز من تقاربهم العاطفي، مع الحفاظ على احترام الخصوصية والحدود الشخصية. كما يساهم في تمكين أفراد العائلة من فهم أدوارهم ومسؤولياتهم فهماً أفضل، وتحديد دور الأجداد في تربية الأبناء، مما يؤدي إلى علاقات أكثر توازناً ودعمااًمتبادلاً. مع هذه الفوائد الواضحة، فإنّ استخدام الكوتشينغ في العائلات الممتدة يُعد خطوةً هامّةً نحو تعزيز الروابط العائلية والحفاظ على استقرارها، وبالتالي يجب على مزيدٍ من العائلات التفكير في استخدامه كأداة لتطوير تفاعلاتهم اليومية وتعزيزها.

المصادر

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

كيف يزيد الكوتشينغ من دافعية الطلاب للتعلُّم بنسبة 30%: تحليل مستنِد إلى الأبحاث

في زحام الحياة اليومية، وبين أروقة الفصول الدراسية التي تملؤها التحديات، يقف المعلمون وأولياء الأمور أمام معضلة كبيرة: كيف نحفز الطلاب ليصبحوا شغوفين بالتعلُّم، مدفوعين ... اقرأ المزيد

التفويض الإداري الفعال ودور الكوتشينغ التنفيذي في تطويره

كيف يمكن للتفويض الإداري الفعَّال أن يحسِّن الأداء القيادي ويحقِّق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات؟ وما هو دور الكوتشينغ التنفيذي في تعزيز مهارات التفويض لدى القادة؟ يتطلب ... اقرأ المزيد

قوة الكوتشينغ في تحفيز المتدربين وتعزيز مهارات الإقناع

هل تساءلت يوماً كيف يمكن للمدربين تحويل المتدربين من مجرد متلقين للمعلومات إلى شركاء نشطين في عملية التعلم؟ ما السر الذي يمكن أن يجعل تحفيز ... اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.