كيف يزيد الكوتشينغ من دافعية الطلاب للتعلُّم بنسبة 30%: تحليل مستنِد إلى الأبحاث

blog-details

كوتشينغ التعليم الكوتشينغ في التعليم دافعية الطلاب

في زحام الحياة اليومية، وبين أروقة الفصول الدراسية التي تملؤها التحديات، يقف المعلمون وأولياء الأمور أمام معضلة كبيرة: كيف نحفز الطلاب ليصبحوا شغوفين بالتعلُّم، مدفوعين برغبة ذاتية لتحقيق التفوق؟

في الحقيقة دافعية التعلُّم تعتبر من العوامل الأساسية التي تؤثر في نجاح العملية التعليمية، فهي تشكل المحرك الرئيس الذي يدفع الطلاب للسعي وراء المعرفة والمثابرة لتحقيق أهدافهم الأكاديمية.

في السياق ذاته، تُظهر الدراسات أنّ الطلاب الذين يمتلكون دافعية عالية، يحققون نتائج أكاديمية أفضل، ويظهرون مستوى أعلى من التفاعل والمشاركة داخل الفصول الدراسية، مما يمكّنهم من الاستفادة القصوى من الفرص التعليمية المتاحة. في المقابل، عندما تكون دافعية الطلاب منخفضة، يتراجع أداؤهم الأكاديمي، ويواجهون صعوبة في الفهم، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط الذي يؤثر سلباً في تجربتهم التعليمية وفي تعلُّمهم ككُل.

بالنظر إلى تأثير الكوتشينغ في دافعية الطلاب، حسب الأبحاث الأخيرة في هذا المجال، فإنّ استخدام استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم يمكن أن يكون الحل المثالي لتلك المعضلة؛ إذ يتجاوز أساليب التدريس التقليدية ويقدم نهجاً متكاملاً لتطوير الطلاب، من خلال التركيز على تحديد الأهداف، وتنظيم الوقت، وتطوير مهارات الدراسة، والاهتمام بالرفاهية العاطفية. يساعد الكوتش الطلاب على أخذ زمام المبادرة في مسيرتهم التعليمية والتغلب على التحديات التي قد تواجههم.

مفهوم الكوتشينغ التعليمي وأهدافه

يُعد الكوتشينغ التعليمي أحد الأساليب الحديثة المتّبعة في التعليم أخيراً، وقد أظهرت الدراسات أنّ تأثير الكوتشينغ العميق في دافعية الطلاب وانعكاس استخدامه إيجاباً على تحصيلهم الدراسي. كما أشارت بعض الأبحاث أنّ تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية، يؤدي إلى زيادة دافعية الطلاب بنسبة 30% مما يجعلهم أكثر انخراطاً في عملية التعلُّم وأكثر قدرةً على تحقيق أهدافهم الأكاديمية.

تعريف الكوتشينغ التعليمي

يُعرِّف جون ويتيمور (Whitmore (2009، أحد مؤسسي الكوتشينغ، في كتابه بعنوان "التدريب من أجل الأداء: تعزيز إمكانات الإنسان وغاياته"، بأنّ الكوتشينغ في التعليم هو: "إطلاق العنان لإمكانات الأفراد لزيادة أدائهم إلى أقصى حد"؛ إذ ينظر إليه كتدخل تحفيزي يهدف إلى تمكين المتعلِّم من تحمُّل مسؤولية تعديل سلوكه أو أنماط تفكيره لتحقيق نتائج أفضل. يتمحور الكوتشينغ حول مساعدة الأفراد على التعلُّم بدلاًمن تعليمهم، مما يجعله مختلفاً عن التدريس التقليدي. بهذا المعنى، يساهم الكوتشينغ في توسيع أساليب المعلمين عبر تبني نهج غير مباشر يعزز دافعية الطلاب ويدعم التعلُّم الذاتي لديهم.

هناك بعض الفروق بين الكوتشينغ والإرشاد، فعلى الرغم من أنّ كلاهما يرتبط بالآخر، إلا أنّ الفرق الأساسي يكمن في كيفية نقل المعرفة. الإرشاد يركز على نقل المعرفة من شخص أكثر خبرةً إلى شخص أقل خبرة، أما الكوتشينغ، فيهدف إلى تحفيز المتعلِّم لاكتشاف قدراته الخاصة من خلال التفكير الذاتي واتخاذ قراراته الخاصة لتحقيق أهدافه. بالتالي، على الرغم من تعزيز كل من الكوتشينغ والإرشاد لعملية التعلُّم، إلا أنّ لكل منهما أسلوباً ونهجاً مختلفاً في تحقيق ذلك.

أهداف الكوتشينغ في تطوير دافعية الطلاب

  • مساعدة الطلاب على إيجاد معنى شخصي في عملية التعلُّم، مما يجعلهم أكثر رغبةً في تحقيق النجاح الأكاديمي.
  • تمكين الطلاب من تحمُّل مسؤولية تعلُّمهم واتخاذ قراراتهم بأنفسهم، بدلاً من الاعتماد الكامل على المعلم.
  • تعليم الطلاب كيفية وضع أهداف واضحة وقابلة للتحقيق.
  • تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالكفاءة.
  • غرس عقلية النمو وتشجيع الطلاب على رؤية الفشل كفرصة للتعلُّم والنمو.
  • تحفيز الفضول وزيادة شغفهم بالتعلُّم.
  • تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والتعامل مع التحديات الأكاديمية والحياتية.
  • خلق بيئة تعليمية إيجابية وداعمة تساعد الطلاب على الشعور بالأمان النفسي، مما يعزز رغبتهم في التعلُّم.
  • مساعدة الطلاب على تطوير مهارات الحوار والتفاعل مع الآخرين، مما يعزز تعلُّمهم في بيئات جماعية.
  • تحسين القدرة على إدارة الوقت والتخطيطوتحقيق التوازن بين الدراسة والأنشطة الأخرى.
  • مساعدة الطلاب في بناء أملهم في النجاح وتحديد الأهداف التي تجعلهم يتحمسون للعمل الجاد لتحقيقها.
  • تعزيز مشاركة الطلاب في الصفوف الدراسية وتبني مواقف إيجابية تجاه التعلُّم.
  • الحد من القلق والإجهادواستخدام استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم للتعامل مع الضغوط النفسية والإجهاد المرتبط بالدراسة.
  • تحسين الأداء الأكاديمي وتحفيزهم لبذل جهد أكبر.

كيف يزيد الكوتشينغ من دافعية الطلاب للتعلُّم

دراسات علمية حول تأثير الكوتشينغ في دافعية الطلاب

تشير دراسات حول الكوتشينغ وزيادة الرغبة في التعلُّم أنّ الكوتشينغ يُعد من أكثر الأساليب فاعليةً في تعزيز دافعية الطلاب نحو التعلُّم؛ إذ أظهرت بعض الدراسات زيادة دافعية التعلُّم بنسبة 30%بينما وجدت دراسات أخرى نسباً أعلى من ذلك. على سبيل المثال، وفقاً لإحصاءات نشرها الاتحاد العالمي للكوتشينغ (ICF)، أفاد 64.4% من الأفراد الذين خضعوا لجلسات كوتشينغ بأنّهم أحرزوا تقدماً ملحوظاً في تحديد أهدافهم الشخصية والمهنية.

يعكس هذا الدور الحيوي للكوتشينغ في تحفيز الطلاب على زيادة التزامهم بالعملية التعليمية وبذل مزيدٍ من الجهد لتحقيق النجاح الأكاديمي. في ما يلي، نستعرض بعض الدراسات التي تناولت هذا الموضوع:

1. دراسة 2008 (Roussis & Wells): العوامل النفسية المتنبئة بأعراض التوتر - ما وراء الإدراك، والتحكم في التفكير، وأنواع القلق

سلّطت هذه الدراسة الضوء على العلاقة بين العوامل النفسية والقلق الأكاديمي، مع التركيز على تأثير الكوتشينغ في دافعية الطلاب وتقليل التفكير السلبي، شملت العينة طلاباً يعانون من مستويات مختلفة من القلق؛ إذ قِيست مؤشرات القلق والتفكير السلبي لديهم قبل تلقيهم جلسات كوتشينغ معرفي سلوكي وبعدها، والذي ركّز على تطوير استراتيجيات للتحكم في التفكير السلبي وتعزيز المرونة العقلية. كشفت النتائج، ما يلي:

  • انخفاض مستويات القلق لدى الطلاب الذين تلقوا جلسات الكوتشينغ مقارنة بالمجموعة الضابطة
  • تقليل التفكير السلبي: تبيّن أنّ تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الشغف بالتعلُّم، ساهمت في تحسين قدرة الطلاب على السيطرة على الأفكار السلبية والمقلقة المتعلّقة بالدراسة.
  • زيادة الدافعية الأكاديمية: نتيجة لتقليل القلق وتحسين التفكير الإيجابي، زادت رغبة الطلاب في التعلُّم وأصبحوا أكثر انخراطاً في العملية التعليمية.
  • تحسن الأداء الأكاديمي: أظهرت مجموعة الطلاب الذين طُبِّق الكوتشينغ في فصولهم الدراسية،أداءً أكاديمياً أفضل مقارنةً بأقرانهم الذين لم يتلقوا أي تدخل.

2. دراسة (Madden et al (2011 بعنوان "الكوتشينغ كأداة لتعزيز دافعية الطلاب وتحقيق الأمل"

تركزت على تأثير الكوتشينغ على تعزيز دافعية الطلاب في المدارس الابتدائية؛ إذ طُبِّقت تقنيات الكوتشينغ مع طلاب ذكور في مرحلة التعليم الابتدائي بهدف استكشاف كيفية تأثير الكوتشينغ في دافعيتهم، وكذلك قدرته على تعزيز الأمل لديهم بشأن تحقيق أهدافهم الأكاديمية.

طبّق المدرّب جلسات كوتشينغ فردية وجماعية مع الطلاب، وشملت الأساليب المستخدمة في الكوتشينغ تقنيات لتحفيز التفكير الإيجابي، وتنمية الأمل، وتعزيز الشعور بالمسؤولية. كما ركزت الجلسات على مساعدة الطلاب في تحديد أهداف أكاديمية قابلة للتحقيق، والتعامل مع التحديات التي قد يواجهونها خلال مسيرتهم الدراسية. أظهرت النتائج، ما يلي:

  • زيادة في المشاركة الدراسية: وأصبح الطلاب أكثر حماساً للمشاركة في الحصص والمناقشات الصفية.
  • تحسن في الأمل والتفاؤل: حيث أكد الطلاب الذين شاركوا في البرنامج على شعورهم المتزايد بالأمل في قدرتهم على تحقيق الأهداف الأكاديمية وأظهروا تفاؤلاً أكبر بشأن مستقبلهم الدراسي وقدرتهم على النجاح بنسبة 25%.
  • تحسن في المهارات الأكاديمية عامةً: بنسبة 30%،وكان هذا التحسن مرتبطاً بزيادة في دافعيتهم ودعمهم الذاتي لتحقيق التفوق الأكاديمي.
  • زيادة المسؤولية الشخصية: إذ تطور لدى الطلاب، الذين استخدموا تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الشغف بالتعلُّم، شعور أكبر بالمسؤولية تجاه تعلُّمهم وأهدافهم الدراسية. كما أظهروا تحسناً في قدرتهم على اتخاذ المبادرة والعمل المستقل لتحقيق أهدافهم.

3. دراسة (Short et al (2010 بعنوان: الكوتشينغ بين الأقران في تقليل الضغط وتعزيز دافعية الطلاب

تناولت تأثير أسلوب الكوتشينغ بين الأقران على طلاب الجامعات قبل فترة الامتحانات. في هذه الدراسة، طُبِّقت أساليب الكوتشينغ في الفصول الدراسية وتدريب الطلاب عليها، مثل نموذج TGROW، ثم قُسّموا ليُدرّب بعضهم بعضاً. أظهرت النتائج أنّ الطلاب الذين خضعوا لجلسات الكوتشينغ بين الأقران شهدوا انخفاضاً ملحوظاً في مستويات الضغط بنسبة 20% مقارنةً بالطلاب الذين لم يخضعوا لهذا النوع من الكوتشينغ.

كما أظهرت الدراسة أنّ للكوتشينغ بين الأقران تأثير إيجابي في تعزيز دافعية الطلاب للنجاح الأكاديمي؛ إذ ساعد في تحفيزهم على العمل بجدية أكبر واستعداد أفضل للامتحانات. كانت هذه الزيادة في الدافعية واضحة في تحسن الأداء الأكاديمي للطلاب خلال فترة الامتحانات، مما يعكس أهمية هذا النوع من الكوتشينغ في تعزيز نجاح الطلاب في بيئة أكاديمية تحت ضغط.

كيف يزيد الكوتشينغ من دافعية الطلاب للتعلُّم

مقارنة بين دافعية الطلاب قبل وبعد تطبيق استراتيجيات الكوتشينغ

تُعد دافعية التعلُّم للطلاب أحد العوامل الأساسية المؤثرة في تحقيق نجاحهم الأكاديمي وتحقيقهم لأهدافهم التعليمية. لذا، جاء اهتمام دراساتٍ عديدة بتطبيق استراتيجيات الكوتشينغ كأداة فعّالة لزيادة هذه الدافعية. في هذه الفقرة، سنتناول مقارنةً بين دافعية الطلاب قبل وبعد الكوتشينغ؛ إذ توضح هذه المقارنة تأثير الكوتشينغ في دافعية الطلاب وزيادة اهتمامهم بالتعلُّم:

العامل

قبل تطبيق الكوتشينغ

بعد تطبيق الكوتشينغ

الاحصائيات

مستوى القلق

يعاني الطلاب يعانون من مستويات قلق مرتفعة بشأن الدراسة.

انخفاض ملحوظ في مستويات القلق لدى الطلاب.

لوحظ في دراسة Green et al (2007)، انخفاض بنسبة 30% في مستويات القلق بعد تطبيق الكوتشينغ.

الدافعية الأكاديمية

أبدى الطلاب قلة اهتمام أو قلة مشاركة في الأنشطة الأكاديمية.

زيادة ملحوظة في مستوى الدافعية نحو الدراسة والنجاح الأكاديمي.

وفقاً لدراسات الاتحاد العالمي للكوتشينغ ICF، فإنّ 62.4% من الأفراد الذين خضعوا لجلسات كوتشينغ، حققوا تقدمُّاً ملحوظاً في أهدافهم.

المشاركة الدراسية

كان الطلاب أقل مشاركةً في الصفوف والأنشطة الأكاديمية.

زيادة كبيرة في المشاركة الأكاديمية والتفاعل مع المعلمين.

أظهرت دراسة Madden et al (2011) زيادةً في مشاركة الطلاب بعد تدريب الكوتشينغ.

التفاؤل والأمل

كان غالبية الطلاب يظهرون قلةً في التفاؤل حول تحقيق أهدافهم.

التحسُّن الواضح في التفاؤل والإيمان بتحقيق الأهداف الأكاديمية.

أظهرت دراسة Madden et al (2011) زيادةً في الأمل بنسبة 25% بعد تطبيق الكوتشينغ.

الضغط النفسي

مستويات الضغط مرتفعة بسبب التحديات الأكاديمية والمهنية.

انخفاض كبير في الضغط النفسي بسبب تقنيات الكوتشينغ.

أظهرت دراسة Short et al (2010) أنّ الطلاب الذين خضعوا للكوتشينغ بين الأقران، شهدوا قلةً في مستويات الضغط

بنسبة تصل إلى 20%.

الأداء الأكاديمي

أداء أكاديمي أقل من المتوقع مع صعوبة في التركيز والإنجاز.

تحسين ملحوظ في الأداء الأكاديمي والقدرة على التركيز.

أظهرت نتائج دراسة Madden et al (2011) تحسُّناً في المهارات الأكاديمية بنسبة 30% بعد الكوتشينغ.

القدرة على التعامل

مع التحديات

أظهر الطلاب صعوبةً في إدارة الضغوط والتحديات الدراسية.

قدرة أكبر على التعامل مع التحديات الأكاديمية والشخصية.

أظهرت دراسة Green et al (2007) تحسُّناً في مرونة الطلاب بنسبة 20% بعد تطبيق الكوتشينغ.

استراتيجيات الكوتشينغ لتعزيز دافعية الطلاب نحو التعلُّم

تُعد استراتيجيات الكوتشينغ في التعلُّم من الأدوات الفعّالة التي يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً في الفصول الدراسية؛ إذ تساهم في زيادة دافعية التعلُّم بنسبة 30% وربما تتجاوز ذلك بكثير، فهي تساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم، والعمل باستقلالية لتحقيق أهدافهم الأكاديمية. يتم ذلك من خلال توفير بيئة تعليمية داعمة تلبي احتياجاتهم النفسية والمعرفية، مما يعزز شغفهم بالتعلُّم المستمر. تشمل هذه الاستراتيجيات عدة أساليب فعّالة، مثل:

1. تحديد الأهداف

تعتمد هذه الاستراتيجية على مساعدة الطلاب في تحديد أهداف تعليمية واضحة وقابلة للتحقيق وجعل عملية التعلُّم أكثر تنظيماً وتحفيزاً؛ إذ يمكن للمعلم تخصيص وقت في بداية كل فصل دراسي لمساعدة الطلاب على وضع أهداف قصيرة الأمد وأهداف طويلة الأمد، وتشجيعهم على تتبُّع تقدمهم باستخدام سجلات أو مخططات مرئية.

2. نموذج TGROW

هو إطار عمل يستخدم في الكوتشينغ لتوجيه التفكير واتخاذ القرار عبر خطوات محددة تشمل تحديد الموضوع (Topic)، وتحديد الأهداف (Goal)، واستكشاف الواقع (Reality)، والتفكير في الخيارات (Options)، ووضع خطة للعمل (Way Forward). يمكن للمعلم تطبيق النموذج من خلال جلسات نقاش فردية أو جماعية؛ إذ يساعد الطلاب على التفكير في حلول لمشاكلهم الأكاديمية وتحديد خطوات عملية لتحسين أدائهم.

3. التعزيز الإيجابي

يشمل تقديم المديح والمكافآت لتحفيز الطلاب على تحقيق أهدافهم والاستمرار في بذل الجهد، يمكن للمعلمين استخدام شهادات التقدير، أو التعليقات الإيجابية، أو منح نقاط إضافية عند تحقيق تقدم ملحوظ، مما يسهم في تحسين دافعية الطلاب من خلال الكوتشينغ ويحفزهم على التعلُّم.

4. التوجيه الشخصي

هو نهج يركز على احتياجات كل طالب فردياً ويساعده على التغلب على تحدياته الأكاديمية والخاصة؛ إذ يمكن تخصيص جلسات إرشادية فردية؛ إذ يتحدث فيها المعلّم مع الطلاب حول صعوباتهم، ويوجههم نحو استراتيجيات تناسب أسلوب تعلُّمهم.

5. تقنيات التفكير الإيجابي

تهدف هذه التقنيات إلى تدريب الطلاب على تبنّي نظرة إيجابية تجاه التعلُّم والتعامل بنجاح مع التحديات بفعالية؛ إذ يمكن للمعلم استخدام تمارين الامتنان، وتشجيع الطلاب على تدوين النجاحات اليومية، أو توجيههم لاستخدام العبارات التحفيزية عند مواجهة صعوبات أكاديمية

6. التعلُّم النشط

تحليل تأثير الكوتشينغ في التحصيل الأكاديمي أثبت نجاح هذا الأسلوب الذي يعتمد على إشراك الطلاب في الأنشطة التعليمية بدلاً من الاعتماد على التلقين، مما يزيد من تفاعلهم مع المحتوى. يمكن للمعلم استخدام أساليب، مثل العصف الذهني، والتعلُّم القائم على المشروعات، والعمل الجماعي لحل المشكلات؛ إذ يصبح الطلاب مشاركين فاعلين في عملية التعلُّم.

7. إدارة الضغط

تهدف هذه التقنية إلى مساعدة الطلاب في التعامل مع الضغوط الدراسية بطرائق صحية، مما يقلل من القلق ويزيد من تركيزهم؛ إذ يمكن للمعلم تخصيص وقت لتعليم الطلاب تمارين التنفس العميق، أو استخدام فترات استراحة قصيرة أثناء الدروس لممارسة التأمل والاسترخاء

8. التغذية الراجعة البنّاءة

تهدف إلى مساعدة الطلاب على تحسين أدائهم من خلال تقديم تعليقات دقيقة وبطريقة تشجعهم على التطور وزيادة الدافعية للتعلُّم؛ إذ يمكن تقديم التغذية الراجعة على شكل تعليقات مكتوبة أو مناقشات فردية، مع التركيز على نقاط القوة والمجالات التي تحتاج إلى تحسين بطريقة إيجابية

9. التعلُّم القائم على التحدي

يشجع الطلاب على حل المشكلات والتفكير النقدي من خلال مواجهة تحديات أكاديمية حقيقية، يمكن تكليف الطلاب بمشاريع أو أسئلة تتطلب البحث والتفكير، مما يحفزهم على المشاركة بفعالية وبذل مزيدٍ من الجهد.

كيف يزيد الكوتشينغ من دافعية الطلاب للتعلُّم

دراسة حالة: تطبيق الكوتشينغ في مدرسة وزيادة دافعية الطلاب

في ظل التحديات التي يواجهها المعلمون في تحفيز الطلاب وتشجيعهم على الانخراط في العملية التعليمية، بدأت مدارس عديدٌ في تطبيق استراتيجيات الكوتشينغ بوصفها أداةً فعّالةً لتعزيز دافعية الطلاب وزيادة مشاركتهم؛ إذ إنّ دراسة حالة عن الكوتشينغ ودافعية الطلاب، تتيح لنا الفرصة لفهم تأثير تطبيق هذا الأسلوب التربوي في الفصول الدراسية عملياً، وكيف يمكن أن يؤثر إيجاباً في سلوكات الطلاب وتحفيزهم. في ما يلي، بعض الأمثلة:

1. دراسة حالة عن الكوتشينغ ودافعية الطلاب في مدارس ثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية:

أجرى بالدراسة كل من (Suzy Green وStephen Palmer وJosephine Rynsaardt) في عام 2007 حول تطبيق أبحاث علم النفس الإيجابي في التعليم وتأثير الكوتشينغ في دافعية الطلاب"، حملت الدراسة عنوان "Evidence-based life coaching for senior high school students: Building hardiness and hope"

ركزت على كيفية استخدام تحسين دافعية الطلاب من خلال الكوتشينغ المعتمد على الأدلة في المرحلة الثانوية، وذلك من خلال بناء الصلابة النفسية ورفع المعنويات وتعزيز الأمل لديهم. إليك تفاصيل الدراسة وأهدافها، بالإضافة إلى منهجيتها ونتائجها:

منهجية الدراسة

  • المشاركون: شملت الدراسة مجموعة من طلاب المدارس الثانوية (طلاب في الصفوف العليا)، واختير الطلاب المشاركون بناءً على استعدادهم للتفاعل مع تدخلات الكوتشينغ.
  • التدخل: طُبِّقت تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الشغف بالتعلُّم، مثل تحديد الأهداف، وتحفيز التفكير الإيجابي، وتوجيه الطلاب حول كيفية مواجهة الضغوط، وتحقيق التوازن بين الدراسة والحياة.
  • المدة: طُبّق برنامج الكوتشينغ على مدة عدة جلسات مع الطلاب، وركز على توفير بيئة داعمة تساعدهم على التعلُّم والتطور الشخصي.

النتائج التي تم الوصول إليها

  • زيادة الصلابة النفسية: أظهرت نتائج الدراسة أنّالطلاب الذين شاركوا في برنامج الكوتشينغ أظهروا مستوى أعلى من الصلابة النفسية بنسبة 20% أي أنّهم أصبحوا أكثر قدرةً على التعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة إيجاباً.
  • تعزيز الأمل والتفاؤل: كان من أبرز النتائج تحسن مستويات الأمل بين الطلاب، كانت لديهم نظرة أكثر تفاؤلاً تجاه المستقبل، مما ساعد في تحفيزهم للعمل نحو تحقيق أهدافهم.
  • تحسين الأداء الأكاديمي والدافعية: تحليل تأثير الكوتشينغ في التحصيل الأكاديمي والدافعية أظهر تحسناً في مستويات الدافعية الأكاديمية للطلاب الذين شاركوا في الكوتشينغ حيثأصبحوا أكثر استعداداً للبذل والعطاء في الدراسة.

الدروس المستفادة

تشير الدروس المستفادة من دراسة (Green et al. (2007 حول تأثير الكوتشينغ في دافعية التعلُّم، إلى أنّ الكوتشينغ يمكن أن يكون أداةً فعّالةً في تعزيز جوانب الصحة النفسية لدى الطلاب، مثل الصلابة النفسية والأمل، ويساهم إسهاماً كبيراً في تحسين دافعيتهم ونتائجهم الأكاديمية.

تتماشى هذه الفكرة مع نظرية الأمل التي تؤكد أنّ الأمل يعزز السلوكات الإيجابية والنشاط. بالتالي، يزيد من احتمالية النجاح. كما تدعم نظرية الصلابة النفسية القائلة بأنّ الأشخاص الذين يمتلكون هذه الصلابة، قادرون على التعامل مع التحديات والضغوط بصورة أفضل.

من خلال تعزيز هذه الجوانب النفسية، يمكن للكوتشينغ تحفيز الطلاب على التفوق الأكاديمي، وهو ما يبرز أهمية الاستثمار في الدعم النفسي للطلاب كجزء أساسي من استراتيجيات تعزيز الأداء الأكاديمي.

2. دراسة حالة عن الكوتشينغ ودافعية الطلاب حول تطوير المهارات الشخصية في مدارس المملكة المتحدة

أجرى الدراسة (van Nieuwerburgh et al. (2012 ودرّب طلاب الصف الثاني عشر الثانوي على مهارات الكوتشينغ وتقنيات GROW بواسطة اختصاصي علم النفس التعليمي، ومن ثم تكليفهم بمهمة مساعدة طلاب الصف 11 من خلال الكوتشينغ.

النتائج

  • زادت دافعية الطلاب من خلال مهارات الكوتشينغ التي دُرِّبوا عليها، والتي شملت تحديد الأهداف والتفاعل الإيجابي بين الأقران.
  • ساعد الكوتشينغ في تعزيز المهارات الشخصية، مثل التواصل وحل المشكلات، وحسن أدائهم الأكاديمي والعلاقات الاجتماعية.
  • تحسين الأداء الأكاديمي؛ إذ تمكنوا من تحديد أهدافهم والتخطيط لتحقيقها بفعالية.
  • خلق بيئة دعم متبادلة بين الطلاب وبناء علاقات اجتماعية أقوى، وتحفيزهم للتعاون وتحسين مستوى الانضباط المدرسي.
  • تحسين السلوك والدافعية: ساعد الكوتشينغ بين الأقران في تحسين سلوك الطلاب وزيادة حافزهم نحو التعلُّم؛ إذ أصبح لديهم توجيه واضح وأدوات فعّالة لإدارة تحدياتهم الأكاديمية والشخصية.

كيف يزيد الكوتشينغ من دافعية الطلاب للتعلُّم

نصائح للمعلمين: كيفية دمج الكوتشينغ في العملية التعليمية اليومية

في ما يلي، مجموعة من النصائح العملية للمعلمين حول كيفية دمج تقنيات الكوتشينغ في العملية التعليمية اليومية. من خلال هذه النصائح، يمكن للمعلمين خلق بيئة صفية تشجع على الاستقلالية، والمسؤولية، والتحفيز الذاتي، وبناء جيل من الطلاب الذين يتحملون مسؤولية تعلُّمهم ويحققون إمكاناتهم الكاملة. تشمل هذه النصائح:

1. تبنّي عقلية الكوتش

يجب تبنّي نهج يشجع على التوجيه بدلاً من التلقين، وعَدّ الطلاب شركاء في عملية التعلُّم، مع التركيز على تطوير استقلاليتهم.

2. بناء علاقات قوية

يزيد الشعور بالدعم والتقدير من استعداد الطالب للمشاركة بفاعلية. يمكن للمعلم بناء علاقات قوية من خلال الاستماع الفعّال، وإظهار الاهتمام الحقيقي بتجارب الطلاب وأفكارهم، وتشجيع بيئة منفتحة للحوار. كما يمكن تخصيص وقت للقاءات فردية أو أنشطة جماعية تعزز التفاعل بين الطلاب والمعلم، وتسهم في بناء الثقة والشعور بالأمان داخل الفصل الدراسي.

3. تعزيز شعور الانتماء

يعزز الشعور بالانتماء إلى البيئة الصفية تأثير الكوتشينغ في دافعية الطلاب حيث يشعرون بأنّهم جزء من مجتمع داعم. يمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع العمل الجماعي، وتعزيز التعاون بين الطلاب، والاحتفاء بإنجازاتهم. كما يمكن للمعلم تخصيص لحظات في الحصة الدراسية للاعتراف بمجهودات الطلاب وتشجيعهم حتى يشعر الطلاب بأنّهم مُرحَّبٌ بهم ومُقدَّرين.

4. تعزيز الاهتمام والانخراط في المهام

كلّما زاد ارتباط الطلاب بالمادة الدراسية، زادت دافعيتهم نحو التعلُّم. يمكن للمعلم تحقيق ذلك باستخدام استراتيجيات تفاعلية، مثل التعلُّم القائم على المشروعات، والألعاب التعليمية، والأنشطة العملية التي تثير الفضول.

5. إبراز أهمية وأثر التعلُّم

عندما يدرك الطلاب قيمة ما يتعلَّمونه وكيفية تطبيقه في حياتهم، تزداد رغبتهم في التعلُّم. يمكن للمعلم توضيح أهمية المادة من خلال ربطها بأمثلة من الواقع، أو قصص نجاح ملهمة، أو مناقشة كيفية استخدام المعرفة المكتسبة في المستقبل.

6. الارتباط بأهداف الطلاب وقيمهم وهوياتهم

إنّ لكل طالب أهداف وقيم وهويات مختلفة، وعندما يرى أنّ التعلُّم يتماشى مع هذه الجوانب، فإنّه يصبح أكثر تحفيزاً. يمكن للمعلم دعم ذلك من خلال تشجيع الطلاب على تحديد أهدافهم الشخصية وربطها بالمهام الدراسية. كما أنّ منحهم الفرصة لاختيار مشاريع تتناسب مع اهتماماتهم يساعدهم على الشعور بأنّ التعلُّم ذو صلة مباشرة بحياتهم.

7. تحديد أهداف مناسبة وتوفير تعليقات منتظمة

تساعد الأهداف الواضحة والقابلة للتحقيق الطلاب على التركيز وزيادة دافعيتهم. يمكن للمعلم مساعدة الطلاب على وضع أهداف ذكية (SMART) تتّسم بالتحديد، والقابلية للقياس، والتحقيق، والارتباط بالواقع، وتحديد إطار زمني. تقديم تعليقات مستمرة وإيجابية يساعدهم في فهم نقاط القوة والتحسين، مما يعزز رغبتهم في التقدم.

8. توفير فرص للتعلُّم التعاوني

يعزز التفاعل الاجتماعي داخل الفصل الحافز ويجعل التعلُّم أكثر متعةً، يمكن للمعلم استخدام استراتيجيات، مثل التعلُّم القائم على المشروعات، والعمل في مجموعات، والتعلُّم بالأقران؛ إذ يتبادل الطلاب الأفكار ويتعاونون لحل المشكلات.

9. تعليم مفهوم التحفيز بوضوح

من الهامّ، لزيادة تأثير الكوتشينغ في دافعية الطلاب، أن يفهموا الفرق بين التحفيز الداخلي (الرغبة الذاتية في التعلُّم) والتحفيز الخارجي (مثل المكافآت والدرجات). يمكن للمعلم تشجيع الطلاب على اكتشاف دوافعهم الداخلية من خلال مناقشات مفتوحة حول أهمية التعلُّم، وربط الدراسة بأحلامهم المستقبلية، وتعليمهم استراتيجيات الحفاظ على التحفيز، مثل الاحتفال بالإنجازات الصغيرة والتغلب على التحديات بإيجابية.

10. تطوير عقلية النمو

يجب تعليم الطلاب أنّه يمكن تنمية الذكاء والمقدرات بالممارسة، والجهد، وإعادة صياغة الأخطاء كفرص للتعلُّم بدلاً من عدّها إخفاقات.

11. إشراك أولياء الأمور والمجتمع في العملية

يجب توعية الأهالي بأهمية الكوتشينغ ودوره في تحفيز الدافعية، بالإضافة إلى تقديم استراتيجيات يمكن للأهالي استخدامها لدعم أبنائهم في المنزل.

في الختام

أصبح تأثير الكوتشينغ في دافعية الطلاب للتعلُّم واضحاً في بيئات التعليم الحديثة؛ إذ يساهم إسهاماً كبيراً في تعزيز الحافز الذاتي لدى الطلاب ويؤدي إلى تحسن أدائهم الأكاديمي وزيادة رغبتهم في التعلُّم. في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الطلاب اليوم، مثل قلة التركيز وضغط الإنجاز الأكاديمي، أصبح اللجوء إلى الكوتشينغ أداةً ضروريةً لدعمهم في بناء مهارات التفكير الإيجابي، وتحقيق الأهداف بوضوح، وتعزيز الثقة بالنفس.

لا يقتصر دمج تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية فقط على تحسين نتائج التعلُّم، بل يساعد أيضاً في بناء جيل من الطلاب المستقلين الذين يمتلكون القدرة على التحفيز الذاتي والتعامل مع التحديات بفعالية. لذا، يعد الاستثمار في أساليب الكوتشينغ داخل الفصول الدراسية اليوم ضرورة وليس خياراً، لضمان بيئة تعليمية تحفّز الفضول والرغبة المستمرة في اكتساب المعرفة.

المصادر

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

تحسين التواصل بين الأزواج: أساليب فعالة لتعزيز الحوار والألفة

يعد التواصل بين الأزواج أحد أهم الركائز التي يقوم عليها الزواج الناجح، حيث يساعد الزوجين على فهم احتياجات بعضهما البعض وبناء علاقة قائمة على الاحترام ... اقرأ المزيد

تطوير القيادة عن طريق الكوتشينغ: مفتاح نجاح القادة

كل شخص - بصرف النظر عن مستوى نجاحه - يحتاج إلى مَن يُرشده ويساعده على تحسين أدائه، فوجود "كوتش" يراقب عملك، ويقدم نصائح صادقة أصبح ... اقرأ المزيد

استراتيجيات الكوتشينغ المهني لتحفيز الإبداع والتخطيط الفعَّال

تحتاج المؤسسات في عالمنا اليوم إلى قوة محفِّزة ومبدعة لتثبت تميزها بين كثير من الشركات المناسبة، وقد تكون بيئة العمل غير محفزة ولكنَّ موظفاً واحداً ... اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.