أساليب الكوتشينغ في التربية لتحقيق نتائج سريعة ومؤثرة

blog-details

تربية الأبناء كوتشينغ التربية الكوتشينغ

هل تعلم أنّ معظم الصفات السيئة التي يحملها الأشخاص ناتجة عن أساليب التربية الخاطئة التي طُبقت عليهم، وهذا ما يجعل الكثير من الناس تخشى تربية الأطفال، وربما تؤجل إنجابهم؛ لعدم القدرة على الإقدام على هذه التجربة. لكن اليوم، يمكنك تربية أطفالك بطريقة سليمة بالاستعانة بأفضل أساليب الكوتشينغ في التربية. لتتعرف إلى كوتشينغ التربية ودوره، تابع القراءة.

كوتشينغ التربية لتحديد أهداف تربوية فعّالة

كوتشينغ التربية هو عملية تدريب الوالدين أو أحدهما لتحقيق أهداف تربوية فعّالة؛ حيث تضمن أساليب الكوتشينغ في التربية الوصول إلى علاقات أسرية مستقرة سواءً في حال وجود مشكلات في تربية الأبناء أو في حال التأسيس لبناء علاقة أسرية جيدة. يعتمد التوجيه الفعّال في الكوتشينغ على تحديد الأهداف بناءً على ما تحتاجه الأسرة، لذلك يتم مناقشة الوالدين بالاستراتيجيات المتبعة في المنزل وكيفية التواصل مع الأبناء وتقديم الدعم النفسي لهم وكيفية وضع الأهداف، التي تعتمد على ما يلي:

1. توجيه الأسئلة المفتوحة

تعتمد أساليب الكوتشينغ في التربية على توجيه الأسئلة التي تفتح باب التفكير لدى الآباء. مثلاً، كيف تريد لابنك أن يصبح في المستقبل؟ وهنا تتفاوت الإجابات فمنهم من يرغب بأن يكون ابنه سعيد فقط، ومنهم من يشرح عن تصوراته لحياة ابنه المستقبلية؛ إذ ينبع الفرق بين الأشخاص من الاهتمام الذي يمنحه الآباء لأبنائهم، وساعات التحدث معهم، ومعرفة ميولهم وأفكارهم. الهدف من تلك الأسئلة ليس تحديد الآباء لمستقبل أبنائهم؛ بل التعرف على القيم والتوجيهات التي تساعدهم في وضع أبنائهم على المسار الصحيح لتحقيق أحلامهم.

2. تحديد الأولويات

ترتبط العلاقة الأسرية وتقنيات الكوتشينغ ببعضها، لذلك يتم توجيه الآباء ليجلسوا ويحددوا الأولويات في خطة التربية، مثل تحديد المهارات والقيم التي يجب أن يتم تعزيزها لدى الأبناء، مثل مهارات القيادة والمهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي وتعزيز الاستقلال واللطف وتنمية قدرات الطفل على المواجهة والتكيف مع المتغيرات وكيفية الاهتمام بالصحة البدنية والنفسية وتعليم التفكير المستقل للأبناء؛ لأن تحديد الأولويات التربوية يضع الآباء على الطريق الصحيح في التربية.

3. مساعدة الأبناء على تحديد الأهداف والأولويات باستقلال

تدعم أساليب الكوتشينغ في التربية قدرة الآباء على مساعدة أبنائهم في تحديد أهدافهم المستقلة ليتمكنوا من تحقيق النتائج التي يريدونها في الوقت المناسب من خلال تعليمهم الخطوات الأساسية لذلك، وهي التالية:

  • مساعدة الأبناء على التركيز على الأشياء الهامة من خلال سؤالهم عن أكثر الأشياء أهمية بالنسبة وتدوينها، وذلك بتوفير مساحة آمنة لهم للتحدث دون خوف من ردة فعل الوالدين.
  • تحديد العوائق التي قد تواجههم في طريق تحقيق أهدافهم ومناقشتهم حول كيفية التخلص منها.
  • مساعدة الطفل في تقسيم أهدافه الكبيرة لخطوات صغيرة؛ ليتمكن من متابعة تقدمه بنفسه.
  • وضع جدول زمني واقعي؛ لتحديد الموعد النهائي لتحقيق كل خطوة.
  • تحديد الموارد التي يحتاجها؛ لتحقيق أهدافه من كتب، أو دورات تدريبية، أو توجيهات يومية من الأهل والمعلمين.
  • تحديد المكافأة التي سيحصل عليها الطفل عند تحقيقه لهدفه.

كوتشينغ التربية

استراتيجيات تحفيز الأبناء بأقل جهد

تساعد أساليب الكوتشينغ في التربية في بقاء الأبناء متحفزين لمواجهة العقبات والتحديات بعزيمة عالية، وأهم استراتيجيات الكوتشينغ لمساعدة الأطفال ما يلي:

1. تعزيز العقلية الإيجابية

يجب الحرص على توسيع أفق الأطفال ليتمكن الطفل من تحويل التحديات إلى فرص للنمو، فيجد في كل تحدٍ يعترض طريقه فرصةً ليُخرج مهاراته ويثبت نفسه، وذلك بتعليمه أنّ النجاح يعتمد على التفكير بحلول المشاكل وليس التشاؤم، فيبقى الطفل متفائلاً في مختلف الظروف.

2. تطوير مهارات حل المشكلات

تُعد من أهم المهارات التي يعمل الكوتشينغ على تطويرها، من خلال تشجيع الطفل على رؤية المشكلة من عدة زوايا، وتشجيعه على النقاش، وتبادل الأفكار مع الآخرين، ومن ثمّ تولي مسؤولية إيجاد الحل الأنسب عبر التجريب.

3. تعزيز المرونة

وتتم من خلال تشجيع الطفل على تعديل خطته عند حدوث تغيرات مفاجئة؛ ليتمكن من التأقلم مع تغيرات الحياة.

4. تعزيز الالتزام

يعتمد تعليم الطفل كيفية الالتزام والبقاء متحفزاً على تذكيره دوماً بأهدافه سواءً بالتحدث عنها أو سؤاله عن تقدمه وتقديم الدعم له باستمرار.

تعزيز العلاقة الأسرية باستخدام الكوتشينغ

العلاقة الأسرية الصحيحة من أهم أهداف الكوتشينغ وتعزيزها يعتمد على أساليب الكوتشينغ في التربية وهي:

1. التواصل الفعّال

يعلّم الكوتشينغ الآباء كيفية التواصل الفعّال مع الأبناء فهو أساس العلاقة الناجحة وذلك بالاعتماد على الإصغاء الفعّال الذي يظهر فيه الآباء الاهتمام لما يتحدث فيه الابن، وذلك بالنظر إليه والسماح له بالتحدث بحرية دون مقاطعته وإصدار الأحكام قبل أن ينتهي من شرح أفكاره.

2. الانتباه إلى الفروقات بين الأجيال

اليوم، لا يمكن أن تمنع طفلك من استخدام التكنولوجيا، لذلك لا يمكن تطبيق أساليب التربية القديمة عليه، فكن إيجابياً عندما يتحدث ابنك عما يريده.

3. الحوار الفعّال

يُعتبر أساس التربية الصالحة، وشروطه ما يلي:

  • الاحترام المتبادل وتجنّب الاستهزاء.
  • تقبّل الاختلاف بالرأي والتشاور قبل اتخاذ القرارات المشتركة.
  • الهدوء والابتعاد عن الذم والتوبيخ.
  • الثقة بين أفراد الأسرة.
  • الاستماع الفعّال.

كوتشينغ التربية: تبسيط التوجيه لتحقيق نتائج سريعة

تُستاعد أساليب الكوتشينغ في التربية في تحسين الأبناء في مختلف مجالات الحيا، وتعتمد على ما يلي:

  • تحديد أهداف الأبناء، وتحدثنا عن ذلك سابقاً.
  • تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم بالاعتماد على التوجيه والانتقادات البنّاءة بدلاً من الذم، ومساعدتهم في التجريب والتعلم وتحمل المسؤولية.
  • طوير المهارات الأساسية مثل مهارات التواصل، وحل المشكلات، وكيفية إدارة الوقت، ويعتمد ذلك على القدوة الحسنة؛ لأن طفلك مرآة لك.
  • تعليم التفكير المستقل للأبناء، وذلك بمنح ابنك الخيارات بدلاً من فرض الرأي عليه، بدءاً من أبسط الأشياء مثل خيارات الملابس والطعام، واحترام اختياره، والإجابة على كافة أسئلته، وتشجيعه على التعبير عن رأيه، وتكليفه بمشاريع تحتاج التحليل، والبحث لتنمية مهارة التفكير النقدي لديه.

كوتشينغ التربية

تطبيق تقنيات تربوية لتحقيق نتائج ملموسة

لا تعتقد أنّ أساليب الكوتشينغ في التربية تجعل تربية الأبناء معقدة؛ بل تساعد في جعلها عملية بسيطة وذات فعالية عالية من خلال ما يلي:

  • تقديم الحب غير المشروط؛ لأنّه من أهم مفاتيح التربية البسيطة، فلا تعقد الأمور وركز على الأساسيات، ولا تحاول أن تكون مثالياً، فالهامّ هو تأمين البيئة الآمنة، والغذاء، والراحة لطفلك، والصبر على تصرفاته، والاستمتاع معه.
  • الصدق والبساطة في التحدث معه بعيداً عن الغموض والمجاملات.
  • الثناء على سلوكياته الجيدة وتحديد الأخطاء وكيفية إصلاحها بدلاً من معاقبته.
  • المرونة والتوقعات الواقعية، فلا ترسم أحلام وأهداف لا تناسب المرحلة العمرية لابنك.

قصص نجاح حقيقية لمدرين معتمدين في تربية الأبناء

عمل معهد تدريب الوالدين PCI على دعم تطور الوالدين المعرفي، والعاطفي، والاجتماعي؛ حيث يعتبر المعهد التربية نظاماً حياً ومتوافقاً مع احتياجات الأطفال، ويستخدام اللغة الإيجابية، ويتضمَّن قصص نجاح مدربين معتمدين. نجد من تلك القصص أمثلة للتدريب على التعامل مع اضطرابات النمو العصبي، واضطرابات الأكل، والسلوكات السيئة، ويتضمن التدريب جلسات مدتها من 15 إلى 60 دقيقة لتبسيط أسلوب التربية وأثبتت التجارب التأثير الإيجابي الكبير والسريع في تحسين سلوك الأطفال.

دراسات علمية: تأثير أساليب الكوتشينغ في تربية الأبناء

تشير الدراسات العلمية في كوتشينغ التربية إلى قدرة أساليب الكوتشينغ في التربية على تحقيق التحسن الملحوظ والسريع. وقد تحدث العالم النفسي المميز، جون غوتمان، في أبحاثه عن تأثير العلاقات الأسرية وسلوك الوالدين في سلوك الأطفال، وأكد على أنّ كوتشينغ التربية يسمح للآباء بفهم سلوكات الأطفال من خلال التركيز على استجاباتهم العاطفية. كما أكد أيضاً بحث أجراه سون ولي وروبرتس عام 2021، أنّ تدريب الوالدين على تقنيات داعمة، واستراتيجيات تركيز الحوار، وطريقة تواصل فعّالة، أدت إلى تحقيق تقدُّم سريع في مستوى الطفل. وفي دراسة أخرى لروبرتس وكيرتس عام 2019، دُرِسَت 76 حالة، ووُجِد أنّ الأطفال، ممن استعان آبائهم بكوتشينغ التربية، قد حققوا تقدماً سريعاً أكبر بكثير ممن لم يتلقى آبائهم التدريب.

تنمية مهارات القيادة لدى الأبناء

تُساعد تنمية مهارات القيادة لدى الأبناء مبكراً في نجاحهم مستقبلاً في الحياة الشخصية والمهنية؛ لأنها تعزز الشعور بالمسؤولية، وتزيد القدرة على العمل الجماعي، وتدعم التكيُّف مع المتغيرات، وتزيد التواصل الفعّال. في ما يلي أساليب الكوتشينغ في التربية:

  1. تعزيز استقلالية الأبناء.
  2. احترام قراراتهم وتصحيح الخاطئة.
  3. تنمية مهارات التواصل الإيجابي.
  4. تعزيز الثقة بالنفس.
  5. تعزيز المسؤولية.
  6. تشجيعه على التعاون مع الآخرين والمشاركة بالأنشطة الجماعية.
  7. القدوة الحسنة للأبناء.

التغلب على التحديات التربوية بأساليب فعّالة

يمكن تحويل صعوبات التربية إلى أمور بسيطة بواسطة أساليب الكوتشينغ في التربية، التي تعتمد على تحويل التحديات إلى فرص للنمو، وهي:

  • مساعدة الآباء في معرفة الأسباب وراء التحديات اليومية، التي قد تكون نتيجة مراحل النمو، أو الظروف المحيطة، أو طبيعة الطفل.
  • التركيز على السلوكيات الإيجابية بالطفل، وتعزيزها لتتغلب على سلبياته.
  • تغيير المفاهيم الخاطئة التي توارثناها عن التربية، واستبدالها بالأفكار الواقعية بعيداً عن المثالية.
  • التركيز على أنّ كل طفل له شخصيته الخاصة ولا يمكن تطبيق أسلوب التربية ذاته على الجميع، فلا تأخذ النصائح من جارك أو صديقك.
  • تحويل التحديات اليومية البسيطة إلى فرص نمو؛ مثلاً: لا يرضى الطفل أن يستحم، والحل هو السماح له باختيار الشامبو، والصابون، وألعاب الفقاعات، أو أنّه يأكل بصعوبة الطعام الصحي، فالحل هو مشاركته في إعداده ليتشجع على تذوقه.

في الختام

إنّ كوتشينغ التربية قادر على تحقيق أهداف تربوية فعّالة وتحويل التحديات إلى فرص. لذلك، تحدثنا في مقالنا عن أساليب الكوتشينغ في التربية، التي تساعد في تبسيط التوجيه، وتعزيز العلاقات الأسرية، وتحديد الأولويات التربوية، وكذلك تحفيز الأبناء لتحقيق أهدافهم، فهذه فرصة ثمينة لتربية الأبناء بطريقة تضمن المستقبل الجميل لهم.

المصادر

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

تأثير الكوتشينغ في تطوير مهارات المعلمين: تحليل علمي بالأرقام والإحصاءات

تُعدُّ مهنة التعليم من أكثر المهن تأثيراً في المجتمعات، فيعتمد نجاح الأجيال القادمة على جودة التدريس وكفاءة المعلمين، ومع تقدُّم أساليب التطوير المهني، أصبح تحسين اقرأ المزيد

الكوتشينغ القيادي: رحلة تطوير القادة وتعظيم نجاح المؤسسات الحديثة

ماذا لو لم يكن مفتاح نجاح المؤسسات الحديثة في الاستراتيجيات المعقَّدة أو التكنولوجيا المتطورة؛ بل في القادة أنفسهم؟ الكوتشينغ القيادي ليس مجرد تدريب أو استشارات اقرأ المزيد

خطوات تطوير المهارات الحياتية بالكوتشينغ لتحقيق التوازن والنجاح

هل تساءلت يوماً كيف يمكن لبعض الأشخاص تحقيق توازن استثنائي بين حياتهم المهنية والشخصية، بينما يبدو الأمر لبعضهم الآخر معادلة مستحيلة؟ يكمن السر في امتلاك اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.