كيف يعزز الكوتشينغ حماس الطلاب للتعلم: دراسة علمية مقارنة
كوتشينغ التعليم حماس الطلاب تحفيز
يُعد التعليم جزءاً أساسياً من حياة الإنسان، فهو عملية منظمة تهدف إلى تحقيق الأهداف وتنمية القوة الداخلية، وتعزيز ضبط النفس، وتنمية الذكاء، وترسيخ القيم الأخلاقية، وبناء الشخصية الراقية؛ إلى جانب تزويد الفرد بالمهارات التي يحتاجها لخدمة نفسه، ومجتمعه، ووطنه. مع تطور الزمن، أصبح من الضروري أن يمتلك الإنسان القدرة على المنافسة والاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل.
كما يُقال، "المعلم الجيد يشرح، والمعلم المتميز يُلهم"، فيصبح الأفراد أكثر قدرةً على النجاح عندما يجدون سبباً قوياً يدفعهم للاستمرار. اليوم، لم يَعُد يخفى على أحد دور الكوتشينغ بتعزيز حماس الطلاب للتعلُّم؛ إذ لا يقتصر دور الكوتش على إثارة حماس الطلاب، بل يمتد إلى مساعدتهم على اكتشاف إمكاناتهم الكامنة.
يوفر الكوتشينغ للطلاب البيئة التعليمية المناسبة والتي تسهم تشكيل حماس الطلاب ودافعيتهم للتعلم؛ إذ تؤثر العوامل المحيطة بهم في مستوى تحصيلهم الدراسي واستعدادهم لاكتساب المعرفة. إنّ كل من التحفيز والتشجيع من الأسرة، إلى جانب الظروف الملائمة في المدرسة والمجتمع، يسهمان في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم ودفعهم لتحقيق أهدافهم التعليمية.
مفهوم الكوتشينغ التعليمي وأهدافه
يُعد الكوتشينغ نشاطاً حوارياً يهدف إلى دعم الطلاب في التعلّم والتطور ومساعدتهم في تحقيق أقصى إمكاناتهم الأكاديمية والشخصية غير المستغلة من خلال زيادة الوعي الذاتي والشعور بالمسؤولية الشخصية؛ إذ يسهل الكوتش عملية التعلّم الذاتي للمستفيد عبر الأسئلة، والاستماع الفعّال، وإنشاء التحديات المناسبة، في بيئة داعمة ومشجعة.
ويتميّز الكوتشينغ عن التعليم التقليدي بكونه لا يعتمد على التدريس أو مشاركة الخبرات، بل يركّز على تمكين الأفراد من التعلّم الذاتي من خلال توفير بيئة تعليمية تدعم حماس الطلاب لتحقيق النمو الشخصي والتطور المستمر، فالكوتشينغ التعليمي يهدف إلى:
- زيادة الدافعية الداخلية وتعزيز الحافز الداخلي لدى الطلاب لتطوير مهاراتهم الذاتية.
- تعزيز الثقة بالنفس واستعدادهم لتقبل التحديات الأكاديمية والمشاركة الفعالة في العملية التعليمية.
- مساعدة الطلاب في تحديد أهداف تعليمية واضحة قصيرة وطويلة الأمد.
- تقديم الدعم العاطفي والتوجيه النفسي للتعامل مع التوتر الأكاديمي وفقدان رغبتهم في التعلّم.
- تشجيع الطلاب على اكتشاف قدراتهم ومهاراتهم وتعزيز شعورهم بالإنجاز وزيادة حماسهم لمواصلة التعلّم.
- تعزيز الوعي الذاتي ومساعدة الطلاب على فهم نقاط قوتهم وضعفهم وتحديد مجالات التحسين وتطوير مهاراتهم.
- تنمية مهارات التعلّم الذاتي وتمكينهم من الدراسة باستقلال وتحقيق أفضل النتائج.
- تحفيز الطلاب على تبني دوافع داخلية للتعلم وتقليل الاعتماد على العوامل الخارجية.
- تحسين مهارات إدارة الوقت وتحقيق أقصى استفادة من وقتهم الدراسي.
- تشجيع الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات باستقلال.
- تعليم استراتيجيات التعامل مع الفشل ومساعدة الطلاب على رؤية الفشل كفرصة للتعلم والنمو.
- تشجيع الطلاب على العمل بتعاون، وتعزيز تفاعلهم مع زملائهم.
- مساعدة الطلاب في إيجاد التوازن بين مسؤولياتهم الأكاديمية وحياتهم الشخصية.
مقارنة بين طرائق التدريس التقليدية والتعليم المدعوم بالكوتشينغ
في العقود الأخيرة، شهد التعليم تطوراً ملحوظاً في الأساليب المستخدمة لدعم وتحفيز الطلاب؛ إذ انتقل من التعليم التقليدي، الذي يعتمد اعتماداً رئيساً على المحاضرات والتوجيه من المعلمين في الفصل الدراسي، إلى التعليم بالكوتشينغ، الذي يركز على تقديم الدعم الفردي والتوجيه الشخصي للطلاب؛ ويزيد من حماسهم لمتابعة تعلُّمهم.
كما أظهرت عديدٌ من الدراسات دور الكوتشينغ بتعزيز حماس الطلاب للتعلم على سبيل المثال دراسة (Lehan et al. (2018 حول تأثير الكوتشينغ التعليمي في الاحتفاظ بالطلاب في برامج الدراسات العليا، وجدت أن الطلاب الذين تلقوا الكوتشينغ كانوا أكثر احتمالاً للبقاء في الكلية ومتابعة تعلمهم بنسبة 2.66 مرةً مقارنةً بالطلاب الذين لم يتلقوا هذا النوع من الدعم. بناءً على هذه الأدلة، فإنّ الكوتشينغ يظهر كأداة فعّالة تدعم النمو الأكاديمي وتزيد من دافعية الطلاب مقارنةً بالأساليب التقليدية التي تقتصر على التعليم الجماعي والروتيني وإليك نقاط الاختلاف بين النهجين:
المعيار |
طرائق التدريس التقليدية |
التعليم المدعوم بالكوتشينغ |
الدور الأساسي للمعلم/الكوتش |
المعلم هو المصدر الرئيس للمعرفة والمعلومات. |
الكوتش هو ميسر للتعلم يساعد الطلاب على التفكير واكتشاف المعرفة بأنفسهم. |
النهج التعليمي |
يعتمد على التلقين ونقل المعلومات من المعلم إلى الطالب. |
يعتمد على التوجيه الذاتي؛ إذ يتعلم الطلاب من خلال التفكير النقدي والحوار. |
مشاركة الطلاب |
الطلاب متلقّون سلبيون للمعلومات. |
الطلاب مشاركون نشطون في عملية التعلُّم من خلال التفاعل والمناقشات. |
التحفيز |
الحافز يعتمد على الدرجات والتقييمات الخارجية. |
التحفيز داخلي؛ إذ يشعر الطلاب بالمسؤولية عن تعلُّمهم، ويحددون أهدافهم الخاصة. |
التقييم |
يعتمد على الامتحانات والاختبارات التقليدية. |
يعتمد على التقييم المستمر، وتحليل تقدُّم الطالب، والتغذية الراجعة الفعالة. |
التعامل مع التحديات |
قد يواجه الطلاب صعوبةً في حل المشكلات بأنفسهم. |
يُدعَم الطلاب لتطوير استراتيجيات شخصية لحل المشكلات والتعامل مع الصعوبات. |
التوجيه العاطفي والنفسي |
محدود، ويركز أكثر على الأداء الأكاديمي فقط. |
يوفر دعماً نفسياً وعاطفياً لتعزيز الثقة بالنفس وتحفيز الطلاب على الاستمرار. |
المرونة في التوجيه |
صارم ويعتمد على منهج دراسي محدد مسبقاً. |
مرن ويأخذ في الحُسبان احتياجات كل طالب وأهدافه الفردية. |
أساليب التدريس |
المحاضرات، الحفظ، الواجبات التقليدية. |
الحوار، والأسئلة التحفيزية، والعصف الذهني، والتعلم القائم على المشروعات. |
التطبيق العملي |
محدود، يركز على الأمثلة النظرية والتطبيق داخل الفصل فقط. |
يعتمد على التعلّم العملي والتجارب الواقعية، مما يساعد في الفهم الأعمق للمعرفة. |
التأثير في حماس الطلاب |
قد يؤدي إلى الملل أو انخفاض الدافعية في بعض الأحيان. |
يزيد من حماس الطلاب من خلال التفاعل، وتحقيق الإنجازات، والشعور بالمسؤولية عن التعلّم. |
دراسات علمية حول تأثير الكوتشينغ في حماس الطلاب للتعلم
أثبتت الأبحاث العلمية دور الكوتشينغ بتعزيز حماس الطلاب للتعلم وتحسين أدائهم الأكاديمي. أظهرت الدراسات أنّ 85% من الطلاب الذين خضعوا لجلسات كوتشينغ شهدوا زيادة في حماسهم للتعلم، كما أشارت الأبحاث إلى أنّ الكوتشينغ يعزز من الصلابة النفسية؛ إذ أظهر 72% من الطلاب قدرة أعلى على مواجهة التحديات الدراسية.
بالإضافة إلى وجود دراسة أخرى أجرتها American Educational Research Association، أثبتت تقليل مستويات الإجهاد وتحسين التفاعل مع المعلمين بنسبة 60%. من الدراسات الأكاديمية الأخرى، نذكر مايلي:
1. (Capstick et al. (2019
أجرى كل من (Capstick, D., Henson, B., & McPherson) دراسةً بعنوان: (Impact of Academic Coaching on Academic Performance and Retention at a University).
وقد وجدت أنّ الكوتشينغ ساهم في زيادة حماس الطلاب وأسهم في الاحتفاظ بهم ومتابعة تعلُّمهم بنسبة 18.1%. من جهة أخرى، حصلت زيادة في المعدل التراكمي الدراسي الفصلي مقارنةً بالطلاب الذين لم يتلقوا الكوتشينغ.
2. Alzen et al.(2021)
أجرى كل من (Alzen, J., Beasley, A., & Miller, C) دراسةً بعنوان: (The Impact of Academic Coaching on Academic Performance and Retention)؛ إذ أظهرت زيادةً في حماس الطلاب للتعلم، وزيادةً في معدلات الاحتفاظ بالطلاب بنسبة 10%.
كما أظهرت معدلات الطلاب الدراسية تحسُّناً ملحوظاً بمقدار 0.3 للفصل الدراسي للطلاب الذين حضروا جلسات كوتشينغ واحدة على الأقل. أمّا بالنسبة للطلاب الذين حضروا ثلاث جلسات على الأقل، فكانت الزيادة بمقدار 0.5 بالمقارنة مع الطلاب الذين لم يخضعوا لأيّة جلسة.
آراء وتجارب الطلاب في البيئات التعليمية المعتمدة على الكوتشينغ
في إحدى المدارس الثانوية في جنوب إيطاليا، قررت المعلمة "صوفيا ليوني"، التي تتمتع بخبرة واسعة في تدريس اللغة الإنجليزية وتطبيق تقنيات الكوتشينغ، إثبات دور الكوتشينغ بتعزيز حماس الطلاب للتعلُّم. في البداية، أظهر الطلاب اهتماماً ضعيفاً في التعلم، وكانوا يركزون على الحفظ دون فهم عميق للمفاهيم، مما أثّر في قدرتهم على التعبير عن أنفسهم وفهم المواد الدراسية جيداً. كان هناك حاجة ملحّة لتغيير هذه العقلية وتحفيز الطلاب على المشاركة الفعّالة في تعلمهم.
كانت تقنية التصوُّر إحدى الأدوات الرئيسة التي استخدمتها المعلمة؛ إذ شجّعت الطلاب على تصوُّر أهدافهم الدراسية، ومن ثَمّ كتابة هذه الأهداف على ورق. من خلال هذه الطريقة، ازداد تركيز الطلاب على ما يرغبون في تحقيقه وجعل الأهداف أكثر وضوحاً وواقعيةً. كما شجّعت الطلاب على إنشاء "لوحة رؤية" تشمل صوراً تمثّل أهدافهم وأماكن يرغبون في زيارتها، أو مهارات يرغبون في تعلُّمها. جعلتهم هذه الأنشطة يشعرون بأنّ لديهم خطة واضحة للمستقبل وأداة لتحقيقها.
أظهر الطلاب الذين شاركوا في هذه الأنشطة تغيُّرات ملحوظة في حماسهم تجاه الدراسة. كم شعر أحد الطلاب، الذين كانوا يوصفون في البداية بالطالب "الفاشل" و"المشاغب"، بتغيير كبير في نفسه. من خلال الكوتشينغ، مُنِح هذا الطالب الفرصة ليكون مسؤولاً عن أهدافه الخاصة، وفي النهاية نجح في اجتياز الامتحانات النهائية. لكنّه لم يقتصر النجاح فقط على الدرجات، بل كانت الأهمية في اكتساب هذا الطالب القدرة على تحديد الأهداف، وتطوير مهارات العمل الجاد، والإيمان بقدراته الشخصية.
في أثناء استعراض آراء الطلاب عن الكوتشينغ، أبدى عديدٌ منهم استحساناً لهذه الأساليب. قال أحدهم: "لم أكن أصدّق أنّ بإمكاني تحقيق أهدافي، لكن بعد أن وضعتُ خططاً واضحةً، ورأيت كيف يمكنني تحقيقها، تغيرت نظرتي تماماً". وأضاف طالب آخر: "الكوتشينغ ساعدني على أن أكون أكثر وعياً بما أريده، كما جعلني أشعر بأنّني هامّ وأستطيع التغيير".
استراتيجيات تطبيق الكوتشينغ لتعزيز حماس الطلاب في الفصول الدراسية
يَظهر دور الكوتشينغ بتعزيز حماس الطلاب للتعلم جليّاً في دراسات عديدة تناولت تأثيره الإيجابي. وفقاً لدراسة من جامعة هارفارد، أظهرت النتائج أنّ الطلاب الذين شاركوا في برنامج كوتشينغ للتطوير الشخصي، أظهروا زيادة بنسبة 50% في حماسهم ورغبتهم في المشاركة في الأنشطة التعليمية خارج الصف. تشير هذه النتائج إلى أنّ الدعم الشخصي والتوجيه الصحيح، يمكن أن يزيد بصورة كبيرة من حماس الطلاب في استكشاف تعلمهم خارج الفصل الدراسي. من استراتيجيات الكوتشينغ لزيادة حماس الطلاب، نذكر ما يلي:
1. ربط التعلم بالعالم الحقيقي
استخدام أمثلة حية من الحياة الواقعية، مثل القصص أو دراسات الحالة من خارج الصف. يمكنك أيضاً ربط الدروس بموضوعات معروفة للطلاب، مثل الأحداث الجارية أو تجارب الحياة اليومية.
2. التفاعل مع اهتمامات الطلاب
لترسيخ دور الكوتشينغ بتعزيز حماس الطلاب للتعلم يجب عليك اكتشاف اهتمامات الطلاب، من خلال إجراء محادثات بسيطة أو استبيانات حول ما يحبون فعله خارج المدرسة وبناءً على هذه الاهتمامات، يمكن دمج الأنشطة التعليمية التي تتوافق مع اهتماماتهم ما يؤدي إلى تحسين جودة التعليم.
3. ملء "الوقت الضائع"
في الفترات القصيرة بين الأنشطة أو أثناء الانتظار، يمكن تنفيذ أنشطة بسيطة، ولكن فعّالة للحفاظ على انتباه الطلاب، مثل نشاط "فكر، شارك، شارك"، أو كتابة سريعة حول الأسئلة المطروحة في الدرس.
4. استخدام العمل الجماعي والتعاون
قسم الطلاب إلى مجموعات صغيرة لتنفيذ أنشطة تعليمية وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الآراء والأفكار.
5. تشجيع الطلاب على تقديم أعمالهم
خصص وقت في الصف ليعرض الطلاب أعمالهم أمام زملائهم، سواء كان ذلك في شكل تقديمات جماعية أو فردية. هذا يعزز من شعور الطلاب بالمسؤولية.
6. إعطاء الطلاب صوتاً في العملية التعليمية
استمع إلى آراء الطلاب حول كيفية تنظيم الدروس وإشراكهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعلم.
7. استخدام الوسائط المتنوعة
مثل مقاطع الفيديو، التسجيلات الصوتية، أو التطبيقات التعليمية في الدروس.
8. إعطاء الطلاب حرية الاختيار والمشاركة
اسمح للطلاب باختيار الأنشطة التي يفضلونها، سواءٌ كانت العمل الجماعي أو الأنشطة الفردية. كذلك، يمكن إشراكهم في اتخاذ قرارات حول أساليب التقييم أو المناقشات.
9. تحديد الأهداف بوضوح
ساعد الطلاب في تحديد أهداف تعلم واضحة ومحددة منذ بداية الدرس. يمكن أن يتم ذلك من خلال الأنشطة التي تحفز الطلاب على التفكير في ما يريدون تحقيقه وتحديد أهداف شخصية لهم.
10. إلهام الفضول لدى الطلاب
اطرح أسئلة مثيرة ومحفزة في بداية الدرس لجعل الطلاب يتساءلون حول الموضوع المطروح.
11. السماح بوقت للتفكير
امنح الطلاب وقتاً كافياً للتفكير قبل الرد على الأسئلة أو بعد الأنشطة.
12. الاحتفال بالإنجازات دائماً
شجع الطلاب من خلال الاحتفال بأي إنجاز مهما كان صغيراً.
13. كن شخصياً مع طلابك
أظهر اهتماماً شخصياً بهم. يمكن أن تتعرف على اهتماماتهم وهواياتهم، وتتحدث معهم عنها بصورة غير رسمية؛ إذ يساعد هذا في خلق بيئة تعليمية دافئة وداعمة.
14. التعلم القائم على الألعاب
يمكن تحويل بعض الأنشطة إلى ألعاب تعليمية تحفز الطلاب على التعلم بطريقة ممتعة. على سبيل المثال، يمكن تحويل مراجعة المفاهيم الرياضية إلى لعبة تنافسية بين الفرق.
15. إجراء مقابلات مع الطلاب
يمكن إجراء مقابلات فردية مع الطلاب لمعرفة تقدمهم في التعلم وفهم مشاعرهم تجاه المادة الدراسية.
دراسة حالة: استخدام الكوتشينغ لتعزيز حماس الطلاب في جامعة النرويج للعلوم والتكنولوجيا
تُعد جامعة النرويج للعلوم والتكنولوجيا واحدةً من المؤسسات التعليمية الرائدة التي تسعى دائماً لتحسين بيئة التعلم وزيادة حماس الطلاب تجاه التعليم، من خلال تبني أساليب متقدمة مثل الكوتشينغ، تمكنت الجامعة من تعزيز دافعية الطلاب وتحفيزهم على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية.
1. خلفية الدراسة
أُجريت هذه الدراسة في جامعة النرويج للعلوم والتكنولوجيا (NTNU) في مقرر اختياري يُدرس في السنة الثالثة أو الرابعة من برنامج الماجستير في التكنولوجيا البحرية. هدف الدراسة كان معرفة دور الكوتشينغ بتعزيز حماس الطلاب وكيف يمكن لتوجيههم الشخصي أن يسهم في تحسين أدائهم الأكاديمي.
2. منهجية البحث
اختير مقرر "علم المحيطات TMR 4230"، الذي يدرس ضمن برنامج الماجستير في التكنولوجيا البحرية، والذي يضم تسعة طلاب فقط، وأُجريت مقابلات فردية مع الطلاب بهدف فهم أساليب تعلمهم وتحديد طرائق تحفيزهم. خلال هذه المقابلات، اكتشف الباحثون أنّ هذه الجلسات لم تكن مجرد وسيلة لفهم استراتيجيات التعلم، بل وسيلة ساعدت الطلاب في تحسين وعيهم الذاتي بأساليب تعلمهم.
3. التحديات
1.3. تحديات الأداء الأكاديمي
أظهر الطلاب الأقل أداءً أنهم يواجهون صعوبة في التركيز على الجوانب الأساسية في التعلم، مما أدى إلى تدنّي نتائجهم في الامتحانات.
2.3. عدم الوعي بمستوى المعرفة
قُرابة 37% من الطلاب في هذه الدراسة، لم يكونوا مدركين لنقص مهاراتهم ومعرفتهم، وهو ما أدى إلى فشلهم في الاختبارات.
4. النتائج
1.4. أثر الكوتشينغ في الطلاب
أبدى الطلاب الذين استفادوا من جلسات الكوتشينغ تحسُّناً ملحوظاً في تركيزهم ودافعيتهم؛ إذ بدأت استراتيجيات تعلمهم تتسم بالفعالية الأكبر بعد تلقي الإرشاد الشخصي.
2.4. الاستفادة المحدودة من المحاضرات التقليدية
على الرغم من وجود دعم أكاديمي من المحاضرات والتمارين، 50% من وقت التوجيه الأكاديمي لم يُستخدم، بينما تم تخصيص أقل من 10% من الوقت لعمل الكوتشينغ الفردي.
5. آراء الطلاب حول الكوتشينغ
أبدى خمسة من أصل ثمانية طلاب تحسناً ملحوظاً بعد تلقي التوجيه، مشيرين إلى أنّ التركيز على التوجيه الشخصي بدلاً من مجرد الحضور للمحاضرات، كان أكثر فعاليةً بالنسبة لهم.
نصائح للمعلمين: كيفية دمج الكوتشينغ في العملية التعليمية اليومية
إنّ دمج استراتيجيات الكوتشينغ في العملية التعليمية اليومية وسيلتك الحقيقة لتعزيز حماس الطلاب للتعلم. من خلال تفعيل دور الكوتشينغ يمكن للمعلمين توفير بيئة تعليمية تشجع الطلاب على المشاركة بفعالية. نذكر بعض الطرائق العملية للمعلمين حول كيفية دمج الكوتشينغ في صفوفهم اليومية:
- توجيه الطلاب لتحديد أهدافهم التعليمية والشخصية في بداية العام.
- جعل الفصل الدراسي بيئة آمنة ومرحبة؛ إذ يشعر الطلاب بالراحة في التعبير عن أنفسهم ومشاركة أفكارهم.
- تقديم ملاحظات مستمرة وواقعية، تركز على النجاحات وتعزز من نقاط القوة. بدلاً من التركيز على الأخطاء.
- استخدام أساليب التحفيز الداخلي والخارجي.
- استخدام أساليب، مثل التفكير الجماعي والتعلم التعاوني وحل المشكلات حيث يمكن للطلاب أن يتعاونوا ويشجعون بعضهم البعض.
- اعتماد على أساليب متنوعة تناسب احتياجات الطلاب المختلفة، مثل الألعاب التعليمية، والتعلم بالأنشطة التفاعلية، والتعلم الرقمي.
- تنظيم جلسات كوتشينغ فردية أو جماعية
- اعتماد على التقييم المستمر لمعرفة تقدم الطلاب نحو أهدافهم.
- تشجيع الطلاب على أن يصبحوا "مدربين" لزملائهم.
في الختام
لا يمكن إنكار دور الكوتشينغ في تعزيز حماس الطلاب للتعلم؛ إذ يساهم في رفع مستوى الدافعية، تعزيز الثقة بالنفس، وتحفيز الطلاب على المشاركة الفعّالة في الأنشطة التعليمية. من خلال تبني أساليب كوتشينغ فعّالة، يستطيع المعلمون بناء بيئة تعليمية تشجع على التفكير النقدي والتعلم المستقل ويسهم في استعداد الطلاب للانخراط في دراستهم وتحقيق أهدافهم الشخصية والأكاديمية.
إذا كنت معلما، فإنّ تبني أسلوب الكوتشينغ في فصلك الدراسي يمكن أن يكون له تأثير بالغ في تحفيز الطلاب وتحقيق نتائج إيجابية. لا تتردد في استخدام أساليب الكوتشينغ، وتذكّر أنّ الطلاب بحاجة إلى الدعم والإلهام ليكتشفوا إمكاناتهم الكامنة.
المصادر
- The influence of students' environment on students' learning motivation
- COACHING IN EDUCATION
- STUDENT–CENTRED LEARNING: WHAT DOES IT MEAN FOR STUDENTS AND LECTURERS?
- Evaluating the Effectiveness of Academic Coaching for College Students
- Teaching as Coaching: A case study of awareness and learning in engineering education
- Case Studies & Interviews
- 20 Student Engagement Strategies for a Captivating Classroom
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.