دور الكوتشينغ في تسريع فهم الطلاب: تحليل علمي مع أمثلة تطبيقية
الكوتشينغ في التعليم التعليم الكوتشينغ
أصبح تسريع فهم الطلاب في ظل تطور تكنولوجيا المعلومات وطرائق التعليم هدفاً رئيساً يسعى إليه المعلمون لتحقيق تحصيل أكاديمي متميز، فكلما استوعب الطالب المفاهيم والمعلومات بسرعة وعمق، زادت فرصه في التفوق الأكاديمي، ولكن كيف يمكن للطلاب تجاوز العوائق التي قد تؤثر في سرعة فهمهم؟ وكيف يسرِّع الكوتشينغ هذه العملية ويحقق نتائج ملموسة؟
حيث يعزز تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية قدرة الطلاب على استيعاب المواد الدراسية بسرعة أكبر، فهو أداة فعَّالة لرفع التحصيل الأكاديمي، وتطوير مهارات التفكير النقدي، وزيادة الثقة بالنفس، فضلاً عن تحفيز الطلاب على التركيز على مسارات تعلمهم الشخصية.
مفهوم الكوتشينغ التعليمي وأهدافه
ظهرَ مفهوم الكوتشينغ التعليمي في تسعينيات القرن الماضي بوصفه أداة لدعم المعلمين والطلاب في بيئات التعلم المختلفة، وقدَّم في البداية الدعم للمعلمين من خلال مشرفين يوفرون لهم تغذية راجعة لتحسين ممارساتهم التعليمية، ولكنَّه توسَّع مع مرور الوقت ليشمل الطلاب أيضاً، وقد أظهرت دراسة أجراها مركز التعليم في نيوزيلندا عام 2017 تأثير الكوتشينغ في سرعة فهم الطلاب، فهو يُحسن مهارات الاستيعاب لديهم. أفاد 85٪ من المعلمين الذين استخدموا برامج كوتشينغ بزيادة ملحوظة في تحصيل الطلاب، فتحسن مستوى الفهم والاستيعاب لديهم بنسبة 30٪، مما يثبت فعالية تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية.
تعريف الكوتشينغ في السياق التعليمي
يعدُّ كوتشينغ التعليم عملية تفاعلية تساعد الطلاب لتحقيق أفضل أداء أكاديمي من خلال توجيه فردي يطور مهارات التفكير والفهم؛ إذ يقدِّم هذا الأسلوب دعماً مستمراً من قبل معلم أو مدرب (كوتش) يحدد للطلاب نقاط قوتهم وتحدياتهم الأكاديمية، ثم يضع استراتيجيات تعلم مخصصة لتعزيز قدرتهم على الاستيعاب والتحصيل.
أهداف الكوتشينغ في تطوير مهارات الفهم والاستيعاب
تتحفز الدافعية الداخلية ويُصبح التعلم أكثر ارتباطاً بأهداف الطالب واهتماماته الشخصية من خلال الأهداف الآتية:
- تنمية مهارات إدارة الوقت وتنظيم الدراسة و تحسين الإنتاجية الأكاديمية من خلال استخدام استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم.
- بناء الثقة بالنفس وتطوير القدرة على التعامل مع التحديات وتقليل القلق الأكاديمي وتعزيز المرونة الذهنية.
- تحسين الاستيعاب من خلال أساليب تعلم مخصصة، مثل الخرائط الذهنية والتكرار الفعَّال.
- تعزيز التواصل الفعَّال والتفاعل داخل الفصل الدراسي وتشجيع الطلاب على المشاركة النشطة والاستماع الفعَّال.
- تحليل المعلومات بدلاً من الحفظ وفهم الأسباب والنتائج لتعزيز الفهم العميق.
- تعزيز الاستقلالية والمسؤولية في التعلم وحث الطلاب على اكتشاف أساليبهم الخاصة في الفهم وإدارة دراستهم.
- إنشاء بيئة داعمة وابتكار استراتيجيات تعليمية وتسريع فهم الطلاب باستخدام الكوتشينغ.
دراسات علمية حول تأثير الكوتشينغ في سرعة فهم الطلاب
أظهرت دراسات حول تأثير الكوتشينغ في سرعة فهم الطلاب وتحسين الاستيعاب دوره الكبير في زيادة فهم الطلاب وتعزيز قدرتهم وتحقيق التفوق الأكاديمي.
حيث تبيَّن من خلال دراسة أجرتها "جمعية الكوتشينغ التعليمية" أنَّ 85% من الطلاب الذين تلقوا جلسات كوتشينغ شخصية، شهدوا تحسناً ملحوظاً في فهم المفاهيم الدراسية خلال فترة زمنية قصيرة، كما أظهرت دراسة أخرى نُشرَت في "مجلة التعليم والتعلم" أنَّ الطلاب الذين شاركوا في برامج كوتشينغ موجَّهة، استوعبوا المواد الدراسية بنسبة 30% أسرع مقارنة بالطلاب الذين لم يتلقوا هذا النوع من الدعم.
هذا وأظهرت نتائج تحليل بيانات من برامج كوتشينغ على مستوى المدارس الثانوية أنَّ 70% من الطلاب الذين استفادوا من الكوتشينغ، أظهروا تحسناً في درجاتهم بنسبة تتراوح بين 10% و20%، وتشير هذه الأرقام بوضوح إلى التأثير الإيجابي للكوتشينغ في تسريع فهم الطلاب وتحسين عملية التعلم.
وفيما يأتي بعض الدراسات حول الكوتشينغ وتحسين الاستيعاب:
دراسة: التأثير التدريجي للكوتشينغ المعرفي في تنفيذ المعلمين للمهارات الجديدة
حلَّلَت هذه الدراسة التي قام بها كل من Joyce & Showers عام 1987 تأثير الكوتشينغ في قدرة المعلمين في تطبيق مهارات تدريسية جديدة داخل الفصول الدراسية، وتوصَّلت الدراسة عند تحليل تأثير الكوتشينغ في الأداء الأكاديمي إلى النتائج التالية:
- أدى تطبيق مفهوم نظري فقط إلى معدل تنفيذ قدره 5%.
- زاد التنفيذ إلى 10% عند تقديم المفهوم مع الكوتشينغ.
- ارتفع التنفيذ إلى 20% عند إضافة تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الاستيعاب.
- وصل التنفيذ إلى 25% عند نقديم تغذية راجعة في الممارسة.
- ارتفعَ معدل التنفيذ إلى 90% عند استخدام الكوتشينغ المعرفي مع النظرية والعرض والتطبيق والتغذية الراجعة، مما يعكس دور الكوتشينغ في تحسين استيعاب المعلمين والطلاب.
دراسة: Knight وتطبيق نموذج "The Big Four" في الكوتشينغ التعليمي (2007-2009)
طوَّر Jim Knight المتخصص في الكوتشينغ التعليمي نموذج "The Big Four" بوصفه إطاراً شاملاً لتحسين التدريس من خلال الكوتشينغ، فهو يركز على أربعة مجالات رئيسة تؤثر في جودة التدريس والتعلم، وهي:
1. الإدارة الصفية
يشمل هذا المحور استراتيجيات تنظيم الفصل، وضبط سلوك الطلاب، وخلق بيئة تعليمية فعالة.
2. تخطيط المحتوى
إعداد خطط دراسيةواضحة ومنظمة تستند إلى الأهداف التعليمية.
3. التدريس المباشر
تقديم المحتوى بأساليب تدريسية واضحة تعتمد على التفاعل مع الطلاب وتحفيز التفكير النقدي لديهم.
4. التقويم
يؤكد النموذج أهمية التقويم المستمر لقياس مدى استيعاب الطلاب وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم.
يظهر تسريع فهم الطلاب باستخدام الكوتشينغ بوضوح في نتائج تطبيق نموذج "The Big Four"؛ إذ تُخلَق من خلال هذه الجوانب الأربعة بيئة تعليمية أكثر كفاءة تعزز من استيعاب الطلاب وفهمهم، فعندما يتبنى المعلمون استراتيجيات واضحة لهذه الجوانب، يصبح الطلاب أكثر قدرة على استيعاب المعلومات وتسريع فهمهم لها.
دراسة: تأثير الكوتشينغ التعليمي في تنفيذ استراتيجيات القراءة المشتركة في صفوف رياض الأطفال
كشفت الدراسة التي قام بها (Dillard 2018) تأثير الكوتشينغ التعليمي في تطبيق استراتيجيات القراءة المشتركة في صفوف رياض الأطفال وتحليل كيفية تحسين فهم الطلاب للمواد المقروءة من خلال دعم المعلمين وتوفير تدريب مستمر.
خلصت الدراسة إلى وجود تأثير الكوتشينغ في سرعة فهم الطلاب من جهة تحسين أدائهم الأكاديمي، وذلك من خلال توفير التوجيه الشخصي والدعم المستمر. حيث يعزز الكوتشينغ الفهم العميق للمفاهيم الدراسية ويُحسن قدرة الطلاب على استيعاب المعلومات بسرعة أكبر.
مقارنة بين أداء الطلاب مع ودون دعم الكوتشينغ
تشير الدراسات الحديثة التي أجرت مقارنة بين التعليم التقليدي والكوتشينغ إلى الفروق الواضحة في أداء الطلاب الذين يتلقون دعم الكوتشينغ، مقارنة بأولئك الذين لا يحصلون عليه. وحُللَ في دراسة الدكتور "ريتشارد جونسون" (2009) تأثير الكوتشينغ في أداء الطلاب في مدارس ابتدائية ومتوسطة، وأظهرت الدراسة أنَّ الطلاب الذين شاركوا في جلسات كوتشينغ، كان لديهم قدرة أكبر على فهم المواد الدراسية بسرعة وعمق، مقارنة بالطلاب الذين لم يتلقوا هذا النوع من الدعم.
هذا وكشفت الدراسة أنَّ هؤلاء الطلاب، شهدوا زيادة ملحوظة في درجاتهم بنسبة تصل إلى 15%، وهذه النتائج توضح الفارق بين التعليم التقليدي الذي يقتصر غالباً على التدريس المباشر، وبين الكوتشينغ الذي يقدم دعماً شخصياً مستمراً ويسرِّع الفهم ويعزز الأداء الأكاديمي:
معيار |
مع دعم الكوتشينغ |
دون دعم الكوتشينغ |
التحفيز والمشاركة |
زيادة في التحفيز والمشاركة الفعَّالة في الدروس |
انخفاض في المشاركة، قلة الحافز. |
إدارة الوقت |
تحسين في تنظيم الوقت وترتيب الأولويات. |
صعوبة في إدارة الوقت، وتأجيل المهام. |
التركيز والانتباه |
تحسين التركيز والانتباه في الصف وفي الدراسة. |
قلة التركيز والتشتت في الدراسة. |
التعامل مع الضغوطات |
قدرة أفضل على التعامل مع الضغوطات الدراسية. |
شعور بالضغط والإرهاق، صعوبة في التعامل معه. |
التحصيل الأكاديمي |
تحسن ملحوظ في الدرجات والإنجاز الأكاديمي. |
انخفاض في الأداء الأكاديمي والدرجات. |
الاستقلالية |
تعزيز استقلالية الطلاب في اتخاذ القرارات. |
اعتمادية أكبر على المعلمين أو الأهل |
اختلاف في مستويات الاستيعاب |
قدرة على التكيف مع أساليب تعليمية مختلفة وتقديم دعم مخصص للمستوى الفردي. |
صعوبة في فهم المواد بسبب نقص الدعم المخصص للمستوى الفردي. |
استراتيجيات الكوتشينغ لتعزيز سرعة الفهم لدى الطلاب
يعد الكوتشينغ أحد الأساليب التعليمية الفعَّالة والهامة في تعزيز سرعة فهم الطلاب للمفاهيم الدراسية، فقد أظهرت دراسة "هاينز وبيترسون" (2012) التي أجريت في المدارس الثانوية في الولايات المتحدة أنَّ تأثير الكوتشينغ في سرعة فهم الطلاب، لا يحسن مهارات التفكير النقدي؛ بل يطور القدرة على فهم المعلومات المعقدة واستيعابها بسرعة، فحسَّن الطلاب الذين استفادوا من برامج الكوتشينغ قدرتهم على فهم المفاهيم المعقدة بنسبة 20% مقارنة بزملائهم الذين لم يتلقوا هذا النوع من الدعم،.
وفيما يأتي الاستراتيجيات التي تُطبَّق في الفصل الدراسي:
1. الاستماع النشط
هو القدرة على التركيز الكامل على حديث الطالب، وفهم رسالته، والاستجابة بوعي لتعزيز الحوار التعليمي، تبني هذه الاستراتيجية الثقة بين الطالب والمعلم، وتحسن قدرة الطالب على التعبير عن أفكاره بحرية، مما يزيد من وضوح الفهم ويمكن تطبيقها بسهولة من خلال:
- إعادة صياغة الفكرة التي يخبرك أو يشاركبها الطالب والتأكيد عليها بسؤال، مثل: هل فهمتك فهماً صحيحاً؟ أم هل تقصد كذا أمكذا؟
- استخدام لغة الجسد، مثل التواصل البصري والإيماء بالرأس لإظهار الاهتمام.
- تجنُّب المقاطعة، والسماح للطالب بإكمال فكرته قبل تقديم أي تعليق.
2. تقنيات طرح الأسئلة (الاستفسار)
تطرح أسئلة تحفيزية تساعد الطلاب على التفكير بعمق وتحليل المعلومات، بدلاً من تلقيها تلقياً سلبياً، فهي تحفز التفكير النقدي، وتشجع على التعلم الذاتي، وتساعد الطلاب على بناء استنتاجاتهم الخاصة، وتُطبَّق من خلال:
- الأسئلة المفتوحة: تتطلب من الشخص التفكير وإعطاء إجابة مفصلة أو توضيحية.
- الأسئلة الاستكشافية: تستكشف المواقف أو الموضوعات بعمق أكبر من خلال جمع معلومات إضافية أو فهم أفضل، وتكشف الأبعاد الجديدة أو التفاصيل غير المعروفة.
- الأسئلة العاكسة: تساعد الشخص على التفكير في تجاربه أو مشاعره وتقييمها من منظور آخر.
3. تحديد أهداف SMART
تعد من تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الاستيعاب وتحديد الأهداف لتكون قابلة للقياس والتحقيق، وذات صلة ومحددة زمنياً، وتوفر خارطة طريق واضحة لتحقيق النجاح الأكاديمي، مثل:
- يضع الطالب هدفاً إذا عانى الطالب في القراءة: "قراءة 5 صفحات يومياَ من كتاب يختاره، وزيادة العدد تدريجياَ إلى 10 صفحات خلال شهر.
- يحدَّد الهدف من خلال مهارات التحدث: "إلقاء عرض تقديمي مدته دقيقتان أمام زملاء الصف، ثم زيادته إلى 5 دقائق مع تحسين لغة الجسد.
4. التغذية الراجعة البنَّاءة
تقديم ملاحظات واضحة ومباشرة حول أداء الطالب بطريقة تشجعه على التحسين دون إحباطه وتوجهه إلى كيفية تحسين مستواه بطريقة إيجابية، مثل: أحببت طريقة استخدامك للغة الجسد، ولكن حافظ على تواصل بصري أطول مع زملائك.
5. التوجيه والإرشاد الشخصي
تقديم الدعم الفردي للطلاب وتوجيههم لمصادر تساعدهم على التعلم بفعالية، وهو من أكثر الاستراتيجيات التي تُظهر تأثير الكوتشينغ في سرعة فهم الطلاب، فتبني علاقة قوية بين الطالب والمدرس، وتحفز الطالب على مواجهة التحديات بثقة، تُطبَّق عن طريق:
- إجراء جلسات فردية أسبوعية مع كل طالب لمناقشة تقدمه وأية صعوبات يواجهها.
- توجيه الطلاب إلى مصادر تعليمية إضافية، مثل الكتب أو مقاطع الفيديو التعليمية لدعم تعلمهم.
- تشجيع الطلاب على المشاركة في مجموعات الدراسة لممارسة التعلم التعاوني وتبادل المعرفة.
6. التعليم الجماعي والتعلم التعاوني
تشجيع الطلاب على العمل معاً في مجموعات صغيرة، فيفهم كل طالب الموضوع ويتبادل الأفكار ويوسِّع نطاق الفهم، بالتالي يتحسن استيعابهم من خلال الكوتشينغ.
7. التلخيص والمراجعة المنظمة
أكَّدت الدراسات التي حلَّلَت تأثير الكوتشينغ في الأداء الأكاديمي أهمية تشجيع الطلاب على تلخيص ما تعلموه في نهاية الدرس لترسيخ المعلومات؛ لذا في نهاية الدرس، يمكن للمدرب أن يطلب من الطلاب كتابة ملخص سريع للنقاط الرئيسة التي تعلموها.
دراسة حالة: تطبيق الكوتشينغ في مدرسة وتحسين سرعة فهم الطلاب
أصبح من الضروري في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الطلاب في مسارهم التعليمي تبنِّي أساليب مبتكرة تحسن الأداء الأكاديمي وتعزز قدرات التعلم لديهم، وأحد الأساليب الحديثة التي أثبتت فعاليتها في هذا السياق هو تطبيق الكوتشينغ التعليمي، الذي يعزز قدرات الطلاب في فهم واستيعاب المحتوى التعليمي بسرعة وكفاءة، وفيما يأتي دراسة حالة عن الكوتشينغ وسرعة فهم الطلاب في مدرسة كروكستيث الابتدائية بالمملكة المتحدة:
تعاونَت كارين ماكبرايد، مديرة المدرسة مع شركة Developing Potential من أجل تعزيز ثقافة الكوتشينغ داخل المدرسة لتحسين أداء المعلمين، وزيادة فهم الطلاب، وتعزيز استقلاليتهم في التعلم وتم ما يأتي:
1. التدريب الأولي للمعلمين والموظفين
نُظِّمَت ورشات عمل تدريبية لجميع أعضاء الطاقم التعليمي لتعريفهم بالكوتشينغ بوصفه أداة لتطوير الأداء الشخصي والمهني، مما ساعدهم على تحسين طرائق التواصل مع الطلاب وتعزيز بيئة تعليمية داعمة.
2. تطوير القادة المتوسطين
دُرِّب القادة المتوسطين على استخدام الكوتشينغ في دعم مشروعات تطوير العملية التعليمية، مما انعكس على تحسين أساليب التدريس وزيادة تفاعل الطلاب مع المواد الدراسية.
3. إشراك الطلاب في الكوتشينغ
وسِّعَت المبادرة لتشمل طلاب الصفين الخامس والسادس، فتلقوا تدريباً على مهارات الكوتشينغ لتطوير التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي.
4. تحسين دور مساعدي المعلمين
روجِعَت أهداف مساعدي المعلمين وحُدِّدَت مهاراتهم الأساسية، ثم طُلب منهم تقديم جلسات تدريبية في مجالات تخصصهم، مما حسَّن دعمهم للطلاب وزاد تفاعلهم داخل الفصول الدراسية.
أظهرت النتائج تحسين استيعاب الطلاب من خلال الكوتشينغ، فقد كان له تأثير كبير في تسريع فهمهم وزيادة استيعابهم، وخُلِقَت من خلال تطبيقه في الفصول الدراسية بيئة تعليمية تشجع على التفاعل والمشاركة وتساعد الطلاب على التفاعل مع المواد الدراسية، كما عزز استقلالية الطلاب وطوَّر مهاراتهم في التفكير النقدي والتحليل، خصيصاً في الصفين الخامس والسادس التي ركزت عليهما الدراسة.
حيث حسَّن استخدام استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم العلاقة بين المعلمين والطلاب، فأصبح الطلاب أكثر راحة في طرح الأسئلة والتعبير عن آرائهم بفضل مهارات الاستماع والتوجيه التي اكتسبها المعلمون، فانعكست هذه التحسينات على نتائج الطلاب الأكاديمية، وشهدوا تحسناً في أدائهم في الاختبارات والواجبات، كما عزز دمج الكوتشينغ في ثقافة المدرسة جودة التدريس وزاد فهم الطلاب.
نصائح للمعلمين: كيفية دمج الكوتشينغ في العملية التعليمية اليومية
نقول بعد المقارنة بين التعليم التقليدي والكوتشينغ إنَّ دمج الكوتشينغ في العملية التعليمية اليومية من أفضل الأساليب التي يمكن أن تطوِّر فهم الطلاب وتحفزهم على التعلم بفعالية، فيُقدِّم الكوتشينغ للمعلمين الدعم الفردي والتوجيه المستمر الذي يحتاجه كل طالب لتحسين أدائه وتعزيز مهاراته الشخصية والأكاديمية.
وإليك مجموعة من النصائح لمساعدتك على نجاح تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية:
1. تعرف على احتياجات الطلاب الفردية
اعرف نقاط القوة والضعف لدى كل طالب من خلال الملاحظات والتقييمات المستمرة، واستخدِمْ وسائل، مثل المحادثات الفردية أو الاستبيانات.
2. حدد أهدافاً واضحة
تعاون مع الطلاب لتحديد أهداف قصيرة وطويلة الأمد،وقابلة للقياس ويمكن تحقيقها ضمن فترة زمنية معقولة.
3. جهز بيئة تعليمية داعمة
قدم بيئة مفتوحة وآمنة تشجع الطلاب على التعبير عن أنفسهم بحرية دون خوف من الانتقاد.
4. استخدم أسئلة محفزة للتفكير
استخدم أسئلة تحفز الطلاب على التفكير وتوجِّههم لاكتشاف الحلول بأنفسهم، بدلاً من إعطاء الإجابات مباشرة.
5. شجع على التحصيل الذاتي
علم الطلاب وضع خطط عمل للوصول إليها.
6. قيم وتابع باستمرار
راقب تقدم الطلاب بانتظام وقيِّم مدى تحقيقهم لأهدافهم.
7. استخدم الموارد والتدريبات المتاحة
مثل الدورات التدريبية المفيدة، "Coaching for Educators" على موقع Coursera ودورة "The Art of Coaching" على منصة Edutopia التي تطبِّق أساليب الكوتشينغ في الفصول الدراسية،وهناك كتب موصى بها، مثل "The Coaching Habit" من تأليفMichael Bungay Stanier، الذي يقدم استراتيجيات عملية لدمج الكوتشينغ في الحياة اليومية، و"Teach Like a Champion" من تأليفDoug Lemov، الذي يركز على تقنيات التعليم المتقدمة ويشمل بعض المفاهيم المتعلقة بالكوتشينغ.
في الختام
نرى بوضوح أنَّ تأثير الكوتشينغ في سرعة فهم الطلاب له دور كبير في تعزيز قدرتهم على استيعاب المعلومات بسرعة وبفعالية، فيوجِّه الكوتشينغ الطلاب تجاه استراتيجيات تعلُّم مبتكَرة تزيد فهمهم وتطور مهاراتهم.
تحسِّن دعوتنا لتطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية العملية التعليمية وتهيِّئ الطلاب لمستقبل أكاديمي مشرق، بالتالي يجب أن تكون هذه الأساليب جزءاً من كل فصل دراسي، ليحقق كل طالب أقصى إمكانياته في بيئة تعليمية مثمرة.
المصادر
- The Art of Coaching: How to Enhance Existing Skills and Knowledge
- Instructional Coaching Strategies: 7 Smart Tips for Success
- How Coaching in Schools Improves Outcomes & Culture
- Impact of Coaching in Education
- Developing intercultural teachers: The Mumbai Global Experience Project
- A Descriptive Analysis of an Instructional Coaching Process and Its Impact on Student Reading Learning Outcomes
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.