كيف يعزز الكوتشينغ أداء مقدمي البرامج الحوارية؟ دراسة تأثير التدريب على لغة الجسد والصوت
مقدمي البرامج كوتشينغ الإعلام النجاح الإعلامي تطوير الإعلاميين التقديم التلفزيوني
يشهد المجال الإعلامي تغييرات جذرية تتطلب جهوداً مضاعفة لتحقيق التميز وإظهار الاحترافية، خاصة في ظل المنافسة الشديدة. لذلك، أصبحت الحاجة للكوتشينغ الإعلامي أكبر من أي وقت مضى، بهدف تدريب الإعلاميين على مواكبة التطورات، والتعامل مع الضغوطات، وتلبية توقعات الجمهور الذي أصبح أكثر وعياً وانتقائية. من هنا، يزداد الاهتمام بتطوير المذيعين ليكونوا أكثر كفاءة وجاذبية. لمعرفة أهمية الكوتشينغ أكثر في البرامج الحوارية وكيفية تدريب مقدمي البرامج، تابع القراءة.
ما هو الكوتشينغ الإعلامي؟ وكيف يؤثر على مقدمي البرامج؟
الكوتشينغ الإعلامي هو عملية التدريب التي تعمل على تحسين الأداء الإعلامي وخاصة تدريب مقدمي البرامج. ويؤثر التدريب على الإعلاميين بما يلي:
1. تطوير المهارات الأساسية
وهي مهارات التواصل الفعّال والتعامل مع الضغوطات وإدارة الوقت ومهارة الإلقاء وإعداد البرامج.
2. كيفية مواكبة التطورات
يعتمد تطوير الإعلاميين على مواكبتهم لما يجري حولهم؛ لذلك يساعدهم الكوتشينغ على كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا الحديثة ليقدموا للجمهور ما ينال رضاه.
3. تعزيز الثقة بالنفس
وهذه النقطة هامة جداً في تدريب مقدمي البرامج للتغلب على رهبة الكاميرا والإضاءة، والمخاوف المتعلقة بالحوارات المباشرة.
4. تحسين الأداء
يحدد الكوتشينغ نقاط القوة لتعزيزها، ونقاط الضعف لتحسينها وتجنب إظهارها أمام الكاميرا لتحقيق ظهور إعلامي مميز.
كيف يحسّن الكوتشينغ لغة الجسد لمقدمي البرامج الحوارية؟
لا يعتمد التواصل الإعلامي مع الجمهور على ما ينطقه من كلمات فقط، بل يعتمد أيضاً على لغة الجسد فهي تؤدي دوراً هاماً في التأثير في الجمهور، حيث تشير الدراسات إلى أنَّ 70% من الجمهور يتأثر بالانطباع الأول عن المذيع الذي تبنيه لغة جسده، لذلك يتضمن هذا التدريب مساعدة مقدمي البرامج على تحسين لغة الجسد من خلال ما يلي:
1. تعزيز الوعي الذاتي
يعمل الكوتشينغ على مساعدة المتدرب في اكتشاف نقاط قوته وضعفه وعاداته وحركاته الإيجابية والسلبية، ومن ثمَّ تحليلها للتركيز على الجيد منها وإيجاد بديل للسلبي.
2. تطوير لغة الجسد
يعمل الكوتشينغ على تدريب الإعلامي على كيفية الجلوس والوقوف والإيماءات التي يجب أن يصدرها في مواقف مختلفة؛ لتكون فعّالة في إيصال الفكرة.
3. التدريب على جميع المواقف
يعمل الكوتشينغ على وضع الإعلامي في مواقف متعددة، مثل اللقاءات التلفزيونية، وتقديم الندوات والحوارات بين أطراف مختلفة، والتفاعل مع الجمهور لرصد ردود الأفعال، ويقوم بتدريبه على كيفية استخدام لغة الجسد في كل منها.
4. تحسين التواصل غير اللفظي
يعمل الكوتشينغ على تحليل جوانب الاتصال البصري وتعبيرات الوجه للإعلامي، ويعلّمه كيفية التحكم بها والحركات المناسبة لكل موقف على حدة؛ لأنَّها ضرورية لبناء علاقة قوية مع الجمهور وإيصال الرسالة بوضوح.
تأثير الصوت والإلقاء على نجاح مقدمي البرامج الحوارية
يُعد التأثير الصوتي في الإعلام من جوانب تدريب مقدمي البرامج الهامة؛ لأنَّه من تقنيات الإلقاء، لذلك يعلّم الكوتشينغ الإعلاميين التحكم في الصوت والإلقاء من خلال:
1. التدريب على التنفس
يعلّم الكوتشينغ المُتدرَّب كيف يتنفس بطريقة صحيحة تساعده على التحكم في الصوت.
2. تمارين الإحماء
يُحسن الإحماء الصوتي مرونة الصوت ويجعل العضلات في حالة راحة.
3. النطق الواضح
يتم تدريب الإعلاميين على القراءة بصوت واضح، والتركيز على مخارج الحروف، ويمكن الاعتماد على تسجيل الصوت للتأكد من أماكن الضعف لتحسينها.
4. التنويع في نبرة الصوت
يمنح الكلام حيوية ويساعد على جذب انتباه الجمهور طوال الوقت.
5. الاعتماد على مدرب الصوت
يمكن أن يساعد في توجيه المتدربين للوصول إلى الجودة العالية في الصوت.
تؤكد الدراسات أنَّ الاستراتيجيات السابقة لتحسين الصوت هامة جداً، لأنَّ 85% من الإعلاميين ممن خضعوا للتدريب الصوتي لاحظوا تحسّناً في قدراتهم على جذب الجمهور.
تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الثقة والقدرة على إدارة الحوار الإعلامي
يؤدي الكوتشينغ دوراً هاماً في تعليم المتدربين تقنيات إدارة الحوار، بهدف بناء الثقة أمام الكاميرا، حيث تُعد من أهم استراتيجيات التقديم التلفزيوني، وذلك من خلال:
1. التقييم
لكي يمنح الكوتشينغ مهارات المذيع المحترف، يبدأ بتحليل أدائه لمعرفة نقاط القوة التي يمكن استغلالها وتحديد أهداف التدريب.
2. تطوير المهارات
يركز الكوتشينغ في تدريب مقدمي البرامج على مهارات التعامل مع المواقف الصعبة والضغوطات؛ كي لا يفقد المتدرب ثقته بنفسه خلالها فيصعب عليه جذب المتابعين والطرف المحاور لمتابعة النقاش.
3. تجنب النظر إلى السلبيات
يعمل الكوتشينغ على تغيير المعتقدات السابقة للمتدربين عن أنفسهم، مثل الخوف من الفشل أو انتقاد الآخرين أو عدم تقبل الرأي الآخر؛ ليتم استبدالها بمعتقدات إيجابية. يركز الكوتشينغ على هذه المعتقدات لتكون نقاط قوته في لحظات الضعف.
4. التدريب المستمر
يعلّم الكوتشنغ الإعلاميَّ كيفية تحسين مهاراته من خلال التدريب على المقابلات التلفزيونية والندوات وتصويرها؛ ليكتشف أماكن الخطأ فيصححها ويبحث عن فرص لتطويرها.
5. الاستلهام من الإعلاميين الناجحين
يشجع الكوتشينغ على متابعة نماذج مشهورة للتعلّم منهم كيفية التعامل في المواقف المختلفة.
أمثلة عن النماذج التي حققت نجاحاً ملحوظاً
- "كان أندرسون كوبر" الذي عمل كمراسل حربي. كان يشعر بالقلق والخوف في المواقف الخطيرة؛ لكن بسبب التدريب المستمر أصبح يتعامل بهدوء وثقة عالية في المواقف المختلفة ليصبح أحد أشهر الصحفيين في العالم.
- "روبين روبرتس" المذيعة الرياضية التي كانت تشعر بحاجة لتطوير نفسها في تقديم الأخبار. حصلت على تدريب مكثف لتصبح من أهم مذيعات الأخبار في الولايات المتحدة.
أهمية التفاعل البصري والتواصل غير اللفظي على إدارة الحوار الإعلامي
يتضمن تدريب مقدمي البرامج التنويه عن أهمية التفاعل البصري؛ لأنَّ التواصل الإعلامي الفعّال يعتمد عليه وعلى إشارات الجسد، حيث تشير الدراسات إلى أنَّ 60% من الضيوف يشعرون بالراحة أكثر عند التحدث مع مذيع لديه تواصل بصري جيّد. يتم تعزيز مهارة التواصل البصري من خلال ما يلي:
1. تمارين التواصل البصري
يُدرّب الكوتشينغ الإعلاميين على التواصل البصري مع شخص واحد ثُمَّ مع مجموعة أشخاص، ويدربهم على التواصل البصري أثناء الحركة والانتقال في الاستديو؛ من أجل تعليمهم كيفية نقل النظر بالتساوي.
2. تمارين الاسترخاء
يتم تعليم الإعلاميين كيفية التخلص من التوتر الذي يؤدي للتأثير السلبي على التفاعل البصري.
3. استخدام تقنيات الاتصال الحديثة
يتم تدريبهم على التواصل مع الكاميرا كأنَّها إنسان حقيقي، ويتم استخدام تقنيات الواقع الافتراضي لمحاكاة الواقع الحالي، والاستعانة بالمرآة ليراقب المتدرب نفسه أيضاً.
كيف يساعد الكوتشينغ في التعامل مع المواقف الصعبة والحوارات المحتدمة؟
يعمل الكوتشينغ على تدريب مقدمي البرامج على إدارة الأزمات الإعلامية، والتحكم في الحوار من خلال الاعتماد على الاستراتيجيات التالية:
1. تحليل الذات
الذي يتضمن فهم شخصية الإعلامي لمعرفة المحفزات التي تثير قلقه وغضبه؛ مما يؤدي إلى اكتشاف نقاط الضعف.
2. تطوير مهارات التفاوض
يتم التدريب على التعامل مع الضيوف الصعبين للوصول إلى حلول مُرضية لجميع الأطراف عند الاختلاف بالرأي، من خلال تعليمهم كيفية تقبّل الآخر والنظر للموضوعات من زوايا مختلفة.
3. إدارة الوقت
يركز الكوتشينغ على تدريب الإعلامي على كيفية استغلال الوقت المتاح بصورة صحيحة، بحيث يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبثقة عالية.
4. الحفاظ على الموقف الحيادي
يتم تدريب الإعلامي على كيفية التصرف التحدث بموضوعية خلال تغطية الأحداث وعدم التحيز لطرف واحد.
لكلِّ مقدم برامج أسلوبه الخاص في التعامل مع المواقف الصعبة، حيث يختلف التدريب تبعاً للشخصية. فمثلاً، تعتمد "وفاء الكيلاني" على الأسئلة المفتوحة لتشجيع الضيف على تقديم إجابات مُفصلة، بينما تركز "أوبرا وينفري" على خلق جوٍّ من الود متجنبة المواجهات المباشرة.
دور التدريب الإعلامي في تعزيز وضوح الرسالة الإعلامية وتأثيرها
يعمل الكوتشينغ على تدريب مقدمي البرامج على كيفية إيصال الرسائل الإعلامية القوية، حيث أكَّد 80% من الإعلاميين على أنَّ التدريب على الإقناع زاد من التأثير الإعلامي على الجمهور. وفيما يلي مهارات الإقناع للمذيعين:
1. فهم الجمهور المستهدف
يتم تدريب الإعلامي على فهم احتياجات الجمهور واهتماماته ومستوى معلوماته؛ ليصيغ الأسئلة التي تجذب انتباهه.
2. البدء من زاوية معينة
لإثارة اهتمام الجمهور، يجب الانطلاق من زاوية تلامس اهتماماتهم. فمثلاً، يمكن تناول موضوع التغير المناخي من الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي، وفقاً لطبيعة الجمهور المستهدف.
3. استخدام لغة واضحة
يتم تدريب الإعلاميين على توجيه أسئلة واضحة بعيدة عن الغموض؛ ليمنع الضيف من التهرب من الإجابة أو تغيير الموضوع. يساعد التدريب على التركيز على الأسئلة المفتوحة التي تشجع التعمق بالموضوع.
استراتيجيات تطبيق الكوتشينغ لتحسين أداء مقدمي البرامج الحوارية
تدريب مقدمي البرامج على تحسين الأداء في البرامج الحوارية يتم من خلال تعليمهم استراتيجيات التدريب الإعلامي التالية:
1. استغلال نقاط القوة
يمكن جعل البرنامج الحواري أكثر جاذبية من خلال تطوير المهارات التي تميز المذيع عن غيره واستغلالها.
2. تطوير مهارات الحوار
التي تشمل كيفية طرح الأسئلة بمهارة عالية، والاستماع الفعّال للضيف، والتواصل البصري، والذكاء في الإجابة، وانتقاء اللغة الواضحة في الحديث.
3. تحسين الأداء على الهواء المباشر
من خلال تعزيز الثقة بالنفس ومهارات الارتجال للتعامل مع المواقف غير المتوقعة بذكاء.
4. الحصول على تغذية راجعة
تساعد في تقييم الأداء لمعرفة التطور والتحسن، ومتابعة تعديل خطة تدريب مقدمي البرامج عند الحاجة.
على سبيل المثال، "فيصل القاسم" من أبرز مقدمي البرامج الحوارية، وقد حقق نجاحاً كبيراً بفضل أسلوبه الحواري الذي يتميز بالجرأة والإثارة. في المقابل، تميز الإعلامي "مارسيل غانم" بأسلوبه الرزين والهادئ في إدارة الحوار، ما منح برامجه طابعاً مميزاً.
في الختام
تدريب مقدمي البرامج له دور هام في تطوير الذات في الإعلام، وتحقيق النجاح الإعلامي والشهرة. لذلك، تحدثنا في مقالنا عن خطوات التدريب، مثل تعزيز الثقة بالنفس ومهارات التواصل البصري ولغة الجسد ومهارات الإقناع، حيث تشير الإحصائيات إلى أنَّ 92% من مقدمي البرامج الحوارية الناجحين يوصون بالتدريب الإعلامي المستمر.
المصادر
- What, How and Why: Asking Better Interview Questions | by Christian Sarna | Uh-oh! I’m a journalist | Medium
- Persuasion & Influence Coaching
- Some Unkind Truths About Mental Illness
- Pathos and Persuasion: Why Emotions Are Critical for Influencing Others - UNC Executive Development
- career-enhancing lessons for journalists | by Lekan Otufodunrin | Medium
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.