التوازن بين الحياة والعمل: الكوتشينغ المهني لتحقيق النجاح

blog-details

الكوتشينغ المهني زيادة الإنتاجية تقليل التوتر

يعدُّ تحقيق التوازن بين الحياة والعمل من أكثر التحديات انتشاراً في عالمنا المعاصر، فأحياناً يضيع الفرد بين مهامه المهنية وواجباته تجاه شريكه وتجاه أطفاله وتجاه نفسه أيضاً، وقد تكون ناجحاً في عملك ولكن تعاني من السمنة ولا تستطيع إيجاد وقت لممارسة الرياضة، وقد تكون صاحب شركة عالمية ولا تملك علاقة وطيدة مع زوجتك وأطفالك، فهذا النجاح ليس ما نسعى إليه؛ لأنَّ الجاح لا يتجزأ والانسجام بين الحياة والعمل ضروري؛ لذلك الكوتشينغ المهني ضروري، وعليك أن تعرف دوره في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

الكوتشينغ المهني: تعزيز الانسجام بين الحياة والعمل

يقلل التوازن بين الحياة والعمل مستوى التوتر والكآبة والإجهاد الذي يعيشه معظم الناس والذي يتسبب بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والقلق والاكتئاب وغيره، فبالتوازن نجد الوقت الكافي للقيام بالنشاطات المهنية والشخصية، فيتعزز التركيز خلال العمل، ممَّا يرفع من جودة الأداء ويزيد الإنتاجية ويساعد على الوصول لحالة الرضى الوظيفي والشخصي. يعزز تخصيص وقت للحياة الشخصية الشعور بالانتماء والدعم، ويساعد الكوتشينغ المهني على تحقيق التوازن بين الحياة والعمل من خلال ما يأتي:

  • تحديد الأولويات في الحياة المهنية والشخصية وترتيبها وفق أهميتها.
  • تعزيز مهارة إدارة الوقت وتنظيمه، وكيفية تحديد المهام العاجلة وغير العاجلة لتحديد وقت إنجاز كل منها والمدة التي تحتاجها.
  • تحديد أوقات العمل ووضع حدود تفصله عن الحياة الشخصية والالتزام بها.
  • ممارسة النشاطات المساعدة على التخلص من التوتر والطاقة السلبية، مثل اليوجا وتمرينات التنفس والرياضة والقراءة.
  • تقديم الدعم المعنوي والتوجيه المهني لمتابعة رحلة التنظيم وتحقيق التوازن.

استراتيجيات فعَّالة لإدارة الوقت وتقليل التوتر

يعلِّم الكوتشينغ الأفراد كيفية إدارة الوقت بهدف تحسين الأداء الوظيفي وتحقيق التوازن بين الحياة والعمل، وذلك باتباع الاستراتيجيات التالية:

  • تحديد الأهداف بوضوح وفرزها إلى أهداف طويلة الأجل وأهداف قصيرة الأجل، وتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة لتسهيل إدارتها، وذلك بعد تحديد المهام الهامَّة لتُنجَز أولاً.
  • وضع جدول زمني يتضمن كل مهمة والوقت المحدد لها وأوقات الاستراحة لتجنب التوتر، ويمكن استخدام أدوات إدارة الوقت، مثل التقويم وقوائم المهام.
  • تحديد أسباب المماطلة والتسويف وتجنبها، وكذلك مصادر التوتر في العمل والحياة الشخصية، ويساعد الكوتشينغ على تعلم قول "لا" لكل مهمة غير متوافقة مع الأولويات.
  • اتباع تقنيات الاسترخاء وتحديد وقت يومي لممارسة الرياضة لتحسين المزاج وتعزيز الإيجابية، والالتزام بالنوم الكافي والتغذية الصحية لضمان صحة الجسد والعقل.
  • مراجعة الأهداف والقيم بانتظام للتأكد من موافقة الأولويات الحالية لها ولتعديل خطة العمل إن اضطر الأمر لذلك.

الكوتشينغ المهني لتحقيق النجاح

الكوتشينغ المهني: دعم الأفراد في بناء روتين متوازن

يتطلب تحقيق التوازن بين الحياة والعمل وجود جدول زمني لِبناء روتين متوازن، ويساعد الكوتشينغ على إعداده من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • تحديد أهداف ذكية لتكون أساساً للجدول الزمني.
  • تحليل الوضع الحالي لتحديد التحديات والمعوقات الحالية وكيفية تخطيها.
  • توزيع المهام على مدار الشهر أو الأسبوع وتحديد الوقت اللازم لكلٍّ منها.
  • مراجعة التقدم للتأكد من الالتزام وتعديل الجدول عند اللزوم.
  • استخدام تطبيقات إدارة الوقت، مثل Google Calendar، وتطوير مهارات إدارته أيضاً.

تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية مع الحفاظ على التوازن

يساعد الكوتشينغ على تحقيق التوازن بين الحياة والعمل من خلال استراتيجيات تحسِّن الأداء الوظيفي دون المساس بالحياة الشخصية:

  • الوضوح في تحديد المهام، فبدلاً من أن تقول "أريد قضاء وقت أطول مع عائلتي" حدِّدْ في جدولك الزمني ساعتين لتناول العشاء مع العائلة واللعب مع الأطفال أو الخروج للتسلية.
  • تجنُّب الإرهاق من خلال تحديد أسباب الضغط في العمل والمنزل وتحديد كيفية مواجهتها، فمثلاً قد ينتج الضغط عن عدم النوم الكافي أو عدم ممارسة الهوايات.
  • تحسين التواصل مع الآخرين لتعزيز التعاون والاستقرار ضمن بيئة العمل ليتعلم الفرد من ملاحظات زملائه ويُقدِّم الملاحظات والأفكار البنَّاءة التيتسهِّل العمل.
  • يشجع الكوتش على التعلم المستمر والتطور؛ لأنَّه يجد طرائق أبسط للقيام بالمهام فيختصر الوقت والجهد ويجد وقتاً أكثر للحياة الشخصية.

تقارير منظمات دولية: أهمية التوازن بين الحياة والعمل

  • يؤكد الاتحاد الدولي للكوتشينغ ICF أنَّ برامج الكوتشينغ خفَّضَت التوتر النفسي من 3.35 إلى 2.92 خلال ثلاث أشهر، كما تحسَّنَت علاقات العملاء المستفيدين من الكوتشينغ بنسبة 73% والتوازن بين الحياة والعمل 67% والعافية والصحة النفسية 63% ومهارة التعامل مع الآخرين 71%.
  • عالَجَت عدد من المنظمات، مثل "عيادة كليفلاند" التوتر والإرهاق المنتشر بين موظفيها خلال جائحة كورونا، فحُقِّقَ التوازن بين الحياة والعمل من قِبل الموظفين، مما ساعد على الاحتفاظ أكثر بهم.
  • وجدت دراسة تابعة لمجلة Today Psychology أنَّ 58% من العملاء المستفيدين من الكوتشينغ تعافوا من التوتر والضغط النفسي، مما ساعد على الوصول إلى الرفاهية العامة.
  • تبيَّن في دراسة لهارفارد بيزنس ريفيو في 2009 أنَّ الكوتشينغ يساعد العملاء على تحقيق توازن عالٍ بين الحياة المهنية والشخصية.
  • قارَنَت مجلة علم النفس التطبيقي بين الموظفين ممَّن يخضعون للكوتشينغ وغيرهم، واستنتجَت أنَّ الموظفين مع التدريب يحصلون على ترقيات أكثر ويشعروا بالرضى الوظيفي والشخصي، ممَّا يجعل التزامهم بالحياة المهنية أعلى وهذا ما يضمن تقدمهم فيها.

الكوتشينغ المهني لتحقيق النجاح

الشغف والالتزام: عناصر لتحقيق التوازن المستدام

يعزز الكوتشينغ الشغف الوظيفي؛ لأنَّ دوره هام في تحقيق التوازن بين الحياة والعمل، وذلك من خلال ما يأتي:

  • مساعدة الفرد على اكتشاف ما يثير شغفه، ربما بتجربة وظائف مختلفة أو القيام بالمهام بطرائق وأوقات مختلفة.
  • تطوير المهارات في مجال شغفه لمساعدته على إخراج ميزاته وقدراته الكامنة.
  • تخصيص الوقت الكافي للهوايات ليجد في حياته ما يحفزه على الاستمرار.
  • تجنُّب الملل في العمل، فيمكن أن يخصص 5 دقائق للاستراحة كل نصف ساعة للتأمل والتنفس العميق، فيجدد الطاقة الإيجابية بذلك، ويمارس التقنيات التي تنمِّي اليقظة الذهنية، مثل اليوجا.
  • الاستمتاع بالعمل من خلال تنظيم مكان العمل وتهويته والمحافظة على نظافته ليشعر بالراحة وكأنَّ المكتب عالمه الخاص، فيحفِّز ذلك الإبداع الوظيفي.

أثر التوازن في الصحة النفسية والإبداع الوظيفي

يعزز التوازن بين الحياة والعمل صحة الإنسان النفسية، فيحقق ما يأتي:

  • تقليل الضغط الناتج عن تراكم المهام المهنية والشخصية.
  • يمنع الاحتراق النفسي نتيجة المزاج السيء وعدم القدرة على مشاركة من يحب اللحظات الحزينة أو الجميلة.
  • تعزيز الشعور بالرضى؛ لأنَّه يساعد الفرد على الوصول لأهدافه في الوقت المحدد.
  • توطيد العلاقات مع العائلة والأصدقاء ونجاح العلاقة العاطفية.
  • تعزيز صحة الجسد لوجود وقت كافي للنوم ووقت للرياضة والاسترخاء.
  • تعزيز الإبداع الوظيفي، فكل ما سبق يحفز على الابتكار والتجربة، مثل فتاة تعمل لساعات طويلة في عمل مكتبي لا تجد ضمنه الوقت لهوايتها المفضلة وهي الرسم، فتفقد شغفها في الحياة مع الوقت، ولكنَّها وجدت الوقت لكل مهمة ضمن عملها مع وجود الكوتشينغ، بالتالي انخفضت ساعات العمل وأصبحت فنانة لديها عدد من المعارض الفنية.

التحديات الحديثة: كيف يدعم الكوتشينغ المهني الأفراد؟

تعدُّ تحديات التوازن في العمل متعددة، وخاصة في ظل العمل عن بُعد الذي طمسَ الحدود بين الحياة الشخصية والمهنية وتسبَّب بعزلة كثيرٍ منَّا عن مجتمعاتهم المحيطة وعائلاتهم وزيادة الضغوطات النفسية وصعوبة بناء علاقات قوية مع الآخرين. يساعد الكوتشينغ المهني الأفراد على تخطي التحديات وتحقيق التوازن بين الحياة والعمل من خلال تعزيز مهارات إدارة الوقت والتوتر والتواصل الفعَّال بعد تحديد نوع التحديات، فمثلاً موظف يعمل عن بُعد يساعده الكوتشينغ على وضع حدود بين حياته الشخصية والعمل بتحديد مكان ووقت للعمل بمنعزل عن العائلة، وموظف يشعر بالعزلة في بيئة العمل يعلِّمه مهارات التواصل والمشاركة في النشاطات الاجتماعية، وآخر يشعر بالتوتر عندما تكثر الأعمال يعلِّمه تقنيات الاسترخاء.

في الختام

يحقق الكوتشينغ المهني بوصفه أداة فعَّالة التوازن بين الحياة والعمل من خلال الاستراتيجيات التي تحدد الأولويات وتُدير الوقت بكفاءة عالية، وقد تحدَّثنا عن دوره في تعزيز الشغف الوظيفي والإبداع الوظيفي، وبيَّنا أهمية الانسجام بين الحياة والعمل وتأثيره في الصحة النفسية، وذكرنا عدة إحصائيات تُظهر تأثير الكوتشينغ في الموظفين؛ لذلك استفد من تلك الاستراتيجيات وحقِّقْ أهدافك الشخصية والمهنية معاً لتحقق نجاحاً متكاملاً.

المصادر

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

استراتيجيات فعّالة لتحقيق الأهداف بالكوتشينغ لنجاح سريع

الكوتشينغ من أبرز الأدوات التي تساعدك على بناء عقلية النجاح والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقاً، فالبحث المستمر عن طرائق للنمو والتطور هو أمر أساسي اليوم، ... اقرأ المزيد

الكوتشينغ التنفيذي: رحلة تحوُّل القادة تجاه تحمل المسؤولية بثقة

ما الذي يميِّز القادة الاستثنائيين عن غيرهم؟ هل هو قدرتهم على اتخاذ قرارات جريئة، أم مرونتهم في مواجهة التحديات؟ أم يكمن السر في استعدادهم لتحمُّل ... اقرأ المزيد

الكوتشينغ للأبناء العصبيين: استراتيجيات فعَّالة لتحسين التوازن العاطفي

من الصعب على الآباء التعامل مع سلوك الأطفال العصبي والغاضب، فقد يكون من المحبط أن ترى طفلك غارقاً في نوبة غضب أو اضطراب، بينما تعجز ... اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.