تحقيق النجاح الشخصي بالكوتشينغ: تجاوز العقبات وبناء التوازن
النجاح الشخصي كوتشينغ الحياة الثقة بالنفس إدارة التوتر
ظروف حياتنا مختلفة، وجميعنا يمرُّ بمراحل من الضياع وعدم اليقين وعدم القدرة على تحديد نقطة البداية للانطلاق نحو النجاح في الحياة الشخصية والمهنية. ربما ضياعنا ناتج عن الشعور بعدم القدرة على توظيف إمكاناتنا بالطريقة الصحيحة، بعضنا قادر على تجاوز تلك المرحلة بنفسه وبعضنا الآخر يبقى عالقاً فيها لسنوات أحياناً، وهنا تكمُن الحاجة لكوتشينغ الحياة. إن أردت تصميم الحياة المتوافقة مع تطلعاتك، تابع القراءة لتتعرف على كيفية تحقيق النجاح الشخصي بالكوتشينغ.
ما هو كوتشينغ الحياة؟ وكيف يُمكنه تغيير مسار حياتك؟
بإمكاننا تعريف كوتشينغ الحياة بأنَّه شريكك في تحقيق النجاح. تلك الشراكة تساعد على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية بأشكالها المختلفة، ولكن بشرط وجود تعاون ودعم حقيقي بين الكوتش والعملاء؛ لأنَّ تحقيق النجاح الشخصي عن طريق الكوتشينغ يعتمد على مساعدته لك في إجراء تغييرات إيجابية وجذرية في حياتك، حيث يتمكن من معرفة قدراتك الكامنة، ويحفّزك على استخدامها لتتمكن من تطوير ذاتك، وكأنَّه يضع الأدوات في يدك ويرشدك لطريقة استخدامها، ويقدم الدعم اللازم خلال الرحلة وهذا ما يجعل تأثير الكوتشينغ غير محدود.
العقبات اليومية: لماذا يصعب التغلب عليها بمفردنا؟
تحقيق النجاح الشخصي عن طريق الكوتشينغ يبدأ من مساعدته لك على تجاوز العقبات والتحديات اليومية التي تواجهك مثل:
- عدم القدرة على إدارة الوقت، وإنجاز المهام كافة في الوقت المطلوب.
- الفشل في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
- صعوبة التأقلم مع التغيرات في العمل أو في العلاقات الشخصية.
- صعوبة التواصل الفعال مع المحيط.
- عدم القدرة على الانضباط والالتزام بمواعيد العمل أو الدراسة أو النوم والاستيقاظ أو تناول الطعام مع العائلة.
- غياب الثقة بالنفس والخوف الذي يمنع الإنسان من خوض تجارب جديدة أو استغلال الفرص المتاحة.
وغالباً ستسأل نفسك عن السبب الذي يجعل كوتشينغ الحياة قادراً على مساعدتك في تجاوز تلك العقبات، بينما لم تتمكن من تجاوزها بنفسك على الرغم من معرفتك بها والسبب هو التالي:
- كوتشينغ الحياة يجعلك واعياً أكثر، فربما لديك أفكار ومعتقدات غير صحيحة عن نفسك والحياة، وبالتالي سيساعدك الكوتشينغ على اكتشاف الحقيقة.
- يصعب علينا أحياناً معرفة تأثير الآخرين على حياتنا، بينما الكوتشينغ يساعدك على فهم ذلك.
- كوتشينغ الحياة ينظر لحياتك من منظور آخر، فيتمكن من تحديد السلوكيات السلبية التي أدت إلى ظهور تلك العقبات في حياتك.
دور الكوتشينغ في فهم نقاط القوة والضعف الشخصية
تأثير الكوتشينغ على تطوير الذات يبدأ من فهم نقاط قوة الفرد وضعفه، فاكتشاف الذات وتقييمها من أساسيات تحقيق النجاح الشخصي بالكوتشينغ، وذلك من خلال ما يلي:
- الاستفسارات العميقة التي يوجِّهها الكوتشينغ، والتمارين التأملّية التي تسمح للفرد بالاقتراب من ذاته الحقيقية ومعرفة مخاوفه وتطلعاته.
- دخول الكوتشينغ لجوانب الحياة كافة من خلال طرح تساؤلاته التي تجعل الفرد يُدرك مواطن الخطأ والصواب وأسباب كل منها. فعلى سبيل المثال، قد يكون نجاحك في علاقتك مع العائلة والشريك ناتجاً عن تواصل فعال وثقة عالية، بينما قد ترجع صعوبة النجاح في دورك القيادي إلى التردد في اتخاذ القرارات.
استراتيجيات تحقيق النجاح الشخصي بالكوتشينغ لتجاوز العقبات اليومية
تحقيق النجاح الشخصي عن طريق الكوتشينغ يعتمد على مجموعة استراتيجيات تضمن تجاوز العقبات اليومية، وهي تمارين الاسترخاء التي يقوم بها الفرد خلال الجلسة منها:
- التنفس البطيء والعميق الذي يعزز الشعور بالهدوء.
- الاعتماد على شمّ روائح ممتعة قد تذكّره بالأوقات السعيدة، كرائحة اللافندر والليمون.
- الجلوس على كرسي مريح، والتخلص من الأشياء المزعجة كربطة العنق.
- يُمكنه التأمل من خلال التحديق في الطبيعة المحيطة أو في لوحة جميلة، أو بالاستماع إلى الموسيقى، أو بإغماض العينين وتخيل موقف جميل.
بناء خطة لتحقيق التوازن بين الحياة والعمل
تأثير الكوتشينغ يمتد ليشمل حياتك المهنية والشخصية؛ لذلك تحقيق النجاح الشخصي عن طريقه مبني على الخطة التالية:
- حَدِّد موعد النوم والاستيقاظ لضمان حصولك على ساعات نوم كافية.
- حَدِّد الأولويات في الحياة، فمثلاً عليك إيصال ابنك للمدرسة قبل الذهاب للعمل وبالتالي يجب عليك الاستيقاظ باكراً.
- حَاوِل الوصول لعملك في الوقت المحدد.
- قَسِّم مهامك الكبيرة لعدة مهام صغيرة، وحَدِّد موعد تسليم كل منها، واخرج من العمل في الوقت المحدد؛ أي ضَع حدوداً ولا تسمح للمدير أو الزملاء باستغلالك.
- اُحرُص على تناول الطعام مع العائلة في الوقت المحدد.
- اُطلُب المساعدة من الأسرة والأصدقاء عند الضرورة.
- خَصِّص وقتاً للعب مع الأطفال أو للخروج مع الأصدقاء مثلاً.
- قُم بالرياضة وتقنيات الاسترخاء يومياً.
- كافِئ نفسك عند إنجاز الأهداف اليومية.
كيف تعزز الثقة بالنفس لتجاوز التحديات؟
دور الكوتشينغ في تعزيز الثقة بالنفس يبدأ بتحديد المشكلات والتحديات التي تمنعك من توظيف مهاراتك بطريقة مناسبة، وأهم خطوات تعزيز هذه المهارة ما يلي:
- اِبتعد عن المقارنة مع الآخرين، بل يجب أن تُركز على الأمور الإيجابية التي تمتلكها والمهارات التي تميزك عن الآخرين.
- اِفتخر بما وصلت إليه من إنجازات، وتذكَّر التحديات التي تغلَّبت عليها كلما واجهتك صعوبة أو شعرت بالإحباط.
- اِهتم بصحتك الجسدية وبتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة؛ لتعزيز الأفكار الإيجابية حول النفس.
- اُرفُض الأشياء التي لا تحبها، فالأهم إرضاء نفسك لا إرضاء الآخرين.
- سَجِّل نقاط قوتك ومميزاتك، وضَعْها في مكان تراه دائماً.
- تَجَّنب كثرة لوم النفس عند الفشل؛ لأنَّه حالة طبيعية يجب تقبّلها والتعلم منها تجنباً لتكرار الأخطاء.
- تحدَّث عن ذاتك بإيجابية دائماً.
- تَقرَّب من الأشخاص الإيجابيين والواثقين للحصول على دعم كافٍ منهم.
التواصل الفعال: أساس بناء علاقات متوازنة وصحية
نحتاج التواصل الفعال من أجل تحقيق النجاح الشخصي بالكوتشينغ، لذلك تعتمد الجلسات على تزويد الفرد بأدوات التواصل الفعال وتعليمه كيفية استخدامها، مثل:
- مارِس الاستماع الفعّال بأن تنتبه جيداً لكل ما يقوله الآخرون، وتُظهر استماعك من خلال توجيه النظر للمتحدث؛ فلا تنظر لهاتفك أو للتلفاز مثلاً، واِستخدم كلمات، مثل "أعتقد أنِّي فهمتك" وقُم بالإيماء برأسك للأمام قليلاً.
- وجِّه الأسئلة الواضحة التي تحفّز المتحدث على توضيح أفكاره وأظهِر اهتمامك بها.
- لا تنتقد أو تُعبّر عن رأيك قبل أن تمنح المتحدث فرصة لإنهاء كلامه.
- كُن لطيفاً في سلوكك كأن تُحيّي زملاء العمل وتبتسم لهم، وتسأل عن حال صديقك، وتمدح من يقوم بتصرف إيجابي، وتُهنِّئ مَن حقَّق إنجازاً.
- لا تَرفع صوتك فيدل ذلك على قلة الاحترام، ولا تخفضه فيدل ذلك على انعدام الثقة بالنفس، بل تَحدَّث بصوت مسموع ونبرة مناسبة.
- اِبتعد عن الحشو في كلامك سواءً بالكلمات الزائدة، مثل: "يعني، بصراحة، مثلاً" أو الحشو الصوتي، مثل: "ممم، همم، أوو"، لأنَّها تقلل من قيمة حديثك.
تحقيق النجاح الشخصي بالكوتشينغ لتجاوز الخوف والشك
لا يمكن أن يكون دور الكوتشينغ في تعزيز الثقة بالنفس وتطوير الذات فعالاً إن لم يساعد على تجاوز الخوف والشك الناتج عن أفكار ذاتية غير منطقية، مثل الخوف من الفشل ومن الأوساخ ومن الغرباء. ويساعدك الكوتشينغ على تحويلها لأفكار إيجابية من خلال التقنيات التالية:
- توجيه الأسئلة القوية لذاتك؛ لمعرفة أسباب الخوف وعدم اليقين الحقيقية، فغالباً تنبع من قصة أو تجربة سابقة.
- تبنّي عقلية إيجابية من خلال تخيّل نتائج مختلفة، فبدلاً من أن تفكر أنَّ فشلك في المشروع هو النهاية، يُمكنك اعتباره فرصة من الحياة لك لتطور مهارة ولتتعلم شيئاً كنت غافلاً عنه.
- تحديد أهداف واقعية وعدم وضع خطط خيالية، كأن تتوقع مثلاً أن يزداد الإنتاج بنسبة معينة خلال الأشهر القادمة بناءً على تقارير تقيس تقدم شركتك، وليس بناءً على تمنياتك.
- تجريب حلول مختلفة للمشاكل، واِتخاذ أساليبَ مختلفة في الحياة والعمل للخروج من منطقة الراحة؛ فالتجريب يخرج قوتك الداخلية.
إعادة صياغة الأهداف لتحقيق توازن دائم
قد تكون صياغتك للأهداف خاطئة، وهذا سبب منطقي لفشلك؛ لذلك تحقيق النجاح الشخصي عن طريق الكوتشينغ مبني على صياغة أهداف متوازنة من خلال ما يلي:
- طرح أسئلة تساعد الفرد على اكتشاف شغفه وأحلامه على الأمد الطويل.
- تحديد العقبات المحتملة أمامه كي لا ينصدم بالواقع.
- تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة لزيادة فرصة تحقيقها.
- الأهداف الصغيرة يجب أن تكون محددة وقابلة للقياس والتحقيق، وذات صلة بتطلعات الفرد ومرتبطة بالوقت. مثلاً: أريد زيادة الإنتاج بنسبة 10% في نهاية العام.
- المتابعة ومراجعة الأهداف للبقاء على المسار الصحيح وقياس التقدم.
نتائج مستدامة: كيف يضمن كوتشينغ الحياة توازناً طويل الأمد؟
نرغب جميعنا بتحقيق نتائج مستدامة من خلال الكوتشينغ، ولكن يعتمد ذلك على التزام الفرد وجهده. إليك بعض الأمثلة عن أشخاص تمكّنوا من تحقيق النجاح الشخصي بالاعتماد على الكوتشينغ:
- بدأت كريستي أندروس رحلتها مع الكوتشينغ في العشرينيات من عمرها، حين كانت تعمل في وظيفة تحبها؛ لكنَّها كانت تفتقد علاقة عاطفية وتتطلع إلى تكوين أسرة. فتمكّنت بمساعدة الكوتشينغ من تحقيق التوازن بين النجاح المهني والشخصي معاً.
- فتاة استثمرت مالها لبدء مشروعها الخاص، ولكنَّها لم تتمكن من تحقيق النجاح. لجأت إلى الكوتشينغ؛ مما ساعدها على بذل أقصى جهدها وتحقيق النجاح في عملها، فباتت تجذب عملاء جدد. بالإضافة إلى ذلك، نجحت عاطفياً في العثور على الشريك المناسب.
- رائدة أعمال تمتلك شركة ويديرها فريق من الموظفين، بذلت جهداً كبيراً لاكتسابهم، ولكنَّها عندما حملت بتوأم، وهي أم لثلاثة أطفال، انتابها الخوف من الفشل وتفكك أسرتها وشركتها، مما أدى إلى شعورها بالإحباط. غير أنَّ تجربة الكوتشينغ كان لها أثر عميق، فساعدتها على أن تصبح مديرة ناجحة وربة أسرة مميزة.
في الختام
لا تسمح للخوف أو عدم اليقين من إضاعة سنوات حياتك سدىً، بل اِعتمد على كوتشينغ الحياة في وصولك إلى الأهداف. تحدثنا في مقالنا عن كيفية تحقيق النجاح الشخصي بالكوتشينغ من خلال دوره في تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس، وتأثير الكوتشينغ في تجاوز العقبات ووضع الأهداف المتوازنة، وذكرنا أمثلة محفزة، فلا تتردد بالاستثمار بنفسك.
المصادر
- WHAT ARE THE BENEFITS OF LIFE COACHING
- What is a Life Coach? Role, Type, & Benefit of Life Coaching
- The Power and Importance of Life Coaching in Transforming Lives and Fulfilling Dreams
- What techniques can a Life Coach use to help you overcome fear and uncertainty in your career?
- Goal Setting in Coaching: How to Help Clients Set Goals They Can Achieve
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.