الكوتشينغ وتطوير المهارات المهنية: سر النجاح الوظيفي
الكوتشينغ المهني التواصل التوازن بين الحياة والعمل
هل تمتلك شهادة أكاديمية وشهادات مهنية متنوعة، ولكن لم تحصل على المنصب المناسب لقدراتك؟ هل تعتقد أنَّ الشركة التي تعمل بها لا تُقدّر قيمتك؟ أم أنَّك لا تعلم كيف تظهر قدراتك الحقيقة إلى الآن؟
قد تهتز ثقتك بنفسك إن لم تجد من يقدر مهاراتك وقيمتك، ولكن عليك أولاً تطوير المهارات المهنية وبناء المسار الوظيفي المميز ليتم تقديرك. لتحقيق ذلك يفضل أن تستعين بالكوتشينغ المهني، ولتعرف تأثير الكوتشينغ على التطور المهني تابع قراءة المقال.
الكوتشينغ لتطوير المهارات المهنية واكتشاف نقاط القوة
يبدأ تطوير المهارات المهنية باكتشاف نقاط القوة التي تميز الفرد، ويعزز الكوتشينغ هذا الاكتشاف من خلال:
1. طرح الأسئلة القوية
هذه الأسئلة تساعد الفرد على الوصول إلى مرحلة الوعي الذاتي؛ بحيث يتعرف إلى صفاته الحكيمة ومهاراته المميزة التي تساعد على تعزيز ثقته بنفسه، ولا يوجد نوع واحد للأسئلة فقد تكون مفتوحة أو فضولية أو استفزازية ليُخرِج الفرد معتقداته عن ذاته كافة. فمثلاً يسأله الكوتش عن أكثر اللحظات التي شعر فيها بالفخر خلال عمله، وعن كيفية قياسه لتقدمه، وما الأشياء التي تشعره بالنجاح، لأنَّ تلك الأسئلة تفتح باب التأمل الذاتي العميق.
2. استخدام تطبيق SWOT
يساعد هذا التطبيق على تحديد نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة أمامه والتحديات، وهذا التحليل يمكن أن يقوم به الفرد أو الفريق معاً.
3. طلب ردود الفعل
يطلب الكوتش من المتدرب أن يلتقي مع الأقران والأصدقاء أو زملاء العمل في جلسة تشبه جلسات الأصدقاء؛ ليوجه أسئلة لهم، ويمكن أن يقوم المتدرب بذلك دون وجود الكوتش، وتلك الأسئلة الموجهة لهم تُركّز حول: ميزات الفرد ولحظات نجاحه وإخفاقاته، وكيف تجاوز التحديات.
وعلى اختلاف الطرائق التي يتبعها الكوتش في اكتشاف نقاط القوة إلا أنَّها تؤدي جميعها لنتائج عظيمة وهي:
- زيادة الوعي بالميزات والمهارات ونقاط الضعف التي يجب تطويرها لتصبح نقاط قوة.
- تطوير استراتيجيات التغلب على التحديات؛ لأنَّ الثقة بالنفس تساعد على اكتشاف وجهات نظر مختلفة عن السابق.
- توفر الدافع إلى التطور المستمر لوجود إيمان بالقدرات.
تحسين المهارات الشخصية: التواصل والقيادة
يعتمد تأثير الكوتشينغ على التطور المهني على تنمية شخصية الفرد، وتعزيز المهارات اللازمة لزيادة بناء المسار الوظيفي المميز، وهي كالتالي:
1. تعزيز مهارة القيادة
الشخصية القيادية تتميز بالقدرة على التصرف الاستراتيجي في الأوقات الهامة، يساعد الكوتشينغ على تنمية التفكير المستقبلي والانفتاح الذهني، مما يُمكّن الفرد من اتخاذ قرارات حاسمة وصحيحة في الوقت المناسب.
2. التشجيع على التطور المستمر
يجب أن يكون التطور المهني عملية مستمرة، لذلك يعمل الكوتشينغ على مساعدة الفرد في تحديد الأهداف المهنية وتحديد المهارات اللازمة لها، والتحفيز للبدء بالعمل عليها والسعي لتطويرها باستمرار؛ ليتمكن من الوصول للهدف في الوقت المناسب ويعمل على تحقيق أهداف أخرى أيضاً.
3. تعزيز التواصل الفعال
يُعدُّ التواصل الفعال عنصراً أساسياً في نجاح المشاريع المهنية وفي الدور القيادي للمدير وبناء بيئة عمل متعاونة. لذلك، يعمل الكوتشينغ على تنمية مهارة الاستماع الفعال، واللطف في التعامل، وإظهار الاحترام والتحدث بفعالية بعيداً عن الحشو الزائد، مع استخدام الكلمات الذكية والجذابة، كما أنَّ التواصل الفعال يعدُّ أمراً ضرورياً للنجاح المهني والشخصي.
4. مهارة الإبداع
يعزز الكوتشينغ القدرة على التفكير خارج الصندوق من خلال استكشاف مجموعة من الاحتمالات ووضع حلول متنوعة للمشكلات، فضلاً عن تبنّي أفكار غير تقليدية للعمل و تجربة أساليب مختلفة. وتعتمد هذه المهارة على الانفتاح والاستعداد للتغيير بالإضافة للتغلب على الخوف من الفشل.
الكوتشينغ المهني: تحديد الأهداف وبناء المسار الوظيفي
الهدف من تطوير المهارات المهنية أن تتمكن من تحقيق أهدافك، ومن أهم المساعدات التي يقدمها الكوتشينغ هي تحديد الأهداف المهنية من خلال ما يلي:
1. اكتشاف الاهتمامات
يساعد الكوتشينغ على معرفة المجالات التي تهمك، ويفيد ذلك من يبحث عن العمل المناسب له أيضاً، وذلك من خلال طرح أسئلة تحفزك على التفكير في المستقبل، وتوضيح رؤيتك لحياتك المستقبلية.
2. تحديد الخطوات اللازمة
يساعد الكوتشينغ الفرد على تحديد الطريق نحو هدفه، وتحديد الموارد اللازمة، مثل الوقت المطلوب، والمهارات التي يحتاجها، وربما المال إذا كان يرغب في بدء مشروعه الخاص أو المشاركة في دورات تدريبية.
3. تحديد العقبات
يُحَصِّل الكوتشينغ نظرة شاملة عن حياتك المهنية، بالتالي يمكنه تحديد العقبات التي تواجهك، سواءً نقاط ضعفك التي تمنع تحقيق الهدف أو العقبات الخارجية، بالتالي يساعد على جعل الأهداف واقعية أكثر ويبعدك عن الأحلام غير القابلة للتحقيق.
4. تحديد استراتيجيات بناء المسار الوظيفي المستدام
كثيراً ما نجهل تلك الاستراتيجيات؛ لكنَّ الكوتشينغ يصنِّف بناء المسار الوظيفي المستدام من أهم الأهداف، بالتالي يحفزك نحو التعلم المستمر من خلال المشاركة في جميع النشاطات التي تعزز معارفك ضمن مجالك المهني، من ورشات عمل ودورات تدريبية، بالإضافة إلى الاستعداد للتكيف مع التغيرات في سوق العمل والتحلّي بالصبر، فلا يمكن زيادة الإنتاجية بين عشية وضحاها، مع التأكيد على ضرورة بناء شبكة مهنية قوية تفتح الأبواب أمامك لفرص جديدة ومناصب أعلى.
تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية
تَجنُّب الإرهاق الوظيفي الذي يسيطر على كثيرٍ منا يتم من خلال تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، والكوتشينغ يساعدك على ذلك من خلال ما يلي:
1. تحديد الأولويات في المنزل والعمل
بحيث يتم البدء بالأكثر أهمية، حيث لا تكون أولويات العمل أهم من أولويات المنزل؛ فالاستقرار العائلي ضروري أيضاً للنجاح في تطوير المهارات المهنية.
2. إدارة الوقت
من الضروري قبل أن تنام يومياً إعداد جدول بأوقات تنفيذ كل مهمة غداً؛ بحيث تصل لعملك في الوقت المحدد وتصل للمنزل في موعد الغداء، ثم تقوم بواجباتك الأخرى في موعدها.
3. العناية بالنفس
العقل السليم في الجسم السليم، لذا يجب الاهتمام بالجسد من خلال الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وتخصيص وقت يومي للرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، بالإضافة إلى تناول الطعام الصحي أيضاً؛ لتتمكن من القيام بعملك بطاقة عالية وتتعامل مع ضغوطات الحياة بمزاج جيد.
4. وضع الحدود
لا تسمح لزملاء العمل أو المدير باستغلالك، فتعملَ وقتاً إضافياً لتحصل على ميزات في عملك؛ لأنَّ النجاح المهني مبنيٌّ على تطوير المهارات المهنية فقط.
5. طلب المساعدة
لا تتردد في طلب مساعدة العائلة والأصدقاء عندما تشعر بالحاجة لذلك.
الشغف والالتزام: دور الكوتشينغ في تحفيز التطور المستمر
يعتمد تطوير المهارات المهنية على وجود الالتزام الكافي بخطة التعلم المستمر والسعي نحو تحقيق الأهداف، والكوتشينغ يساعدك في رحلة الالتزام من خلال:
1. المُساءلة
يحيط الكوتشينغ الفرد بإطار من المساءلة لضمان متابعته تنفيذ الخطة، حيث تكون الأهداف واضحة والعقبات والتحديات مفهومة، وبالتالي يصبح ما يحدث هي مسؤولية الفرد وحده.
2. المرونة
يزودك الكوتشينغ بأدوات واستراتيجيات تساعدك على مواجهة التغيرات وتطوير آليات التأقلم؛ مما يمكنك من التعافي بسرعة عند حدوث نكسة غير متوقعة. وأهم الأدوات: ممارسة اليقظة وتقبل عدم اليقين، وإدارة الضغوطات، ومراجعة الأفكار، وإعادة صياغتها عند الحاجة.
3. الدعم المعنوي
يقدم الكوتشينغ ما يحتاجه الفرد من دعم معنوي في لحظات الضعف، بتذكيره بالإنجازات والنجاحات وقدرته على تحقيق أهداف جديدة تمنحه دافعاً للاستمرار.
قصص نجاح في تطوير المهارات المهنية بالكوتشينغ
أُجريت مجموعة من الإحصائيات التي تُثبت أنَّ الكوتشينغ فعّال في تطوير المهارات المهنية، وإيصالك للأهداف التي طالما سعيت لتحقيقها، منها ما يلي:
- أثبت استطلاع أجرته مؤسسة بيزنس إنسايدر أنَّ 80% ممن استعانوا بالكوتشينغ المهني ازدادت ثقتهم بأنفسهم بنسبة عالية، و73% منهم أصبحت علاقاتهم ببيئة العمل ممتازة، و72% تحسنت مهارات الاتصال لديهم، وتلك العناصر أساسية لنجاح القيادة.
- بحسب ICF للتدريب العالمي، يستفيد قرابة 70% ممن اعتمدوا على التدريب في تحسين أدائهم في العمل بفضل التواصل الفعال والتطور المستمر في المهارات، كما ارتفعت ثقة نحو 80% من المتدربين بأنفسهم بنسبة عالية، وبصورة عامة، تمكّن 62% من المتدربين من تحسين فرصهم المهنية في فترة قصيرة. وفي دراسة أخرى، أظهرت النتائج أنَّ العلاقات تحسَّنت بنسبة 73%، ومهارات التواصل بنسبة 72%، وأداء العمل بنسبة 70%، والتوازن بين الحياة الشخصية والعمل بنسبة 67%، والحياة الصحية والعافية بنسبة 63%.
- يؤكَّد معهد أسبن في دراسة أجراها خلال 2022 أنَّ الكوتشينغ المهني ساعد الأفراد على التنقل بين الوظائف بفعالية عالية؛ مما ساهم في الوصول إلى مناصب مُرضية والحصول على وظيفة بأسرع وقت.
- أجرت المجلة الدولية للتدريب دراسة قائمة على المقارنة بين أشخاص استعانوا بالكوتشينغ وآخرين لم يستعينوا به، فكانت النتيجة أنَّ احتمال تَقدُّم مَن استعانوا بالكوتشينغ في حياتهم المهنية بلغ 70% خلال عام واحد فقط مقارنة بغيرهم.
في الختام
أصبح الكوتشينغ المهني ضرورياً في عالمنا المتسارع. لذلك، وضَّحنا في مقالنا دوره في تطوير المهارات المهنية من خلال اكتشاف نقاط القوة وتعزيزها، وتطوير مهارات التواصل والقيادة، بالإضافة إلى تحديد الأهداف المهنية وتحقيق التوازن بين الحياة والعمل.
كما تم تسليط الضوء على دوره في تعزيز الحماس والالتزام لتحقيق الأهداف المهنية، وذكرنا لك إحصائيات عدة تُظهر تأثير الكوتشينغ على التطور المهني؛ لتتمكن من اتخاذ أهم خطوة في حياتك المهنية وتحقق أهدافك.
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.