الكوتشينغ للأمهات العاملات: توازن العمل والحياة الشخصية

blog-details

كوتشينغ التربية الأمهات العاملات تحسين الإنتاجية الصحة النفسية

تواجه الأمهات العاملات تحديات كبيرة في سعيهنّ لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. في عالم اليوم؛ حيث تتداخل المسؤوليات المهنية مع مطالب الأمومة، تجد أمّهات عديدات أنفسهنّ غارقات في بحر من التوتر والضغط. وفقاً لتقرير (2020) McKinsey & Company، أظهر أنّ واحدةً من كل أربع نساء، تفكر في ترك وظيفتها أو تقليص التزاماتها المهنية بسبب هذه الضغوط. تأثرت الأمهات خاصةً خلال جائحة COVID-19؛ إذ زادت مسؤوليات رعاية الأطفال والتعليم المنزلي، مما انعكس سلباً على أدائهنّ الوظيفي.

هذه التحديات ليست جديدة، فقد أظهرت دراسة (2018) HRAsia أنّ 75% من الأمهات العاملات يغادرن وظائفهنّ بسبب عدم توفر بيئة عمل مرنة. رغم المبادرات المتزايدة لدعم الأمهات في مكان العمل، فإنّ تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يبقى حلماً بعيد المنال للعديد منهن، لكن ماذا لو كان هناك أداة تساعد الأمهات العاملات في التكيف مع هذه الضغوط والتغلب على العقبات التي تعترض طريقهن؟

نتحدث هنا عن الكوتشينغ للأمهات العاملات كحل فعّال و أداة عملية تمنح الأمهات إستراتيجيات تساعدهنّ على إدارة الوقت، وتقليل التوتر، والتعامل بذكاء مع متطلبات العمل والحياة الشخصية، ليشعرن بمزيد من التوازن والراحة في حياتهنّ.

الكوتشينغ: التعامل مع التحديات النفسية للأمهات العاملات

يتوقف النجاح الشخصي والمهني للأمهات على مقدراتهنّ على مواجهة التحديات النفسية والذهنية التي تعيق تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة Harvard، أظهرت النتائج أنّ قُرابة 70% من الأمهات العاملات يعانين من مستويات مرتفعة من التوتر بسبب محاولتهنّ التوازن بين حياتهنّ المهنية والعائلية. يمكن أن يقدم الكوتشينغ للأمهات، في هذا السياق، العاملات كثيراً من الحلول لتخفيف التوتر وتعزيز التركيز والهدوء والتعامل مع الإجهاد الذهني والبدني:

1. تحديد الأولويات وتنظيم الوقت

الكوتشينغ يساعد الأمهات في تحديد المهام الأكثر أهمية في العمل والمنزل و تخصيص وقت لكل مَهمّة والتركيز على الإنجاز، يستخدم في ذلك تقنيات مثل قوائم المهام أو تطبيقات تنظيم الوقت.

2. تعلم قول "لا"

من الهامّ أن تتعلم الأمهات قول "لا" لبعض المهام أو الالتزامات التي قد تؤدي إلى زيادة الضغط النفسي، الكوتشينغ للأمهات العاملات يساعدهنّ في ذلك وفي تقليص الالتزامات غير الضرورية للحفاظ على الطاقة والتركيز وتحقيق الرفاهية الشخصية والعاطفية.

3. الحصول على دعم اجتماعي

بناء شبكة دعم للأمهات العاملات من الأصدقاء أو العائلة بمساعدة الكوتشينغ حيث يمنحهنّ الوسائل لبناء تلك الشبكة التي سوف تخفف من العبء الثقيل عليهنّ.

4. الراحة والاهتمام بالنفس

لمواجهة التحديات النفسية للأمهات العاملات يساعدهنّ الكوتشينغ على تخصيص وقت لأنفسهن، حتى لو كان قليلاً، للراحة أو لممارسة الهوايات، من أجل تجديد طاقتهم الذهنية والجسدية. الراحة لا تعني دائما النوم؛ بل لحظات للاسترخاء والابتعاد عن الضغوط.

5. التواصل الفعّال مع الزملاء

يمكن للأمهات تحسين مهارات التواصل الفعّال مع الزملاء والمديرين من خلال الكوتشينغ؛ حيث يساهم التحدث بصراحة عن التحديات التي يواجهنها في خلق بيئة عمل مرنة تدعم التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتؤدي إلى تحسين بيئة العمل عموماً.

6. الكوتشينغ والدعم المهني

يوفر الكوتشينغ إستراتيجيات عملية لتحديد الأهداف الشخصية، وإدارة الضغوط، ومساعد الأمهات على زيادة الثقة بأنفسهنّ، والتعامل مع التحديات بطريقة أكثر إيجابيةً وفعالية.

الكوتشينغ للأمهات العاملات

فصل الأدوار بين العمل والمنزل باستخدام الكوتشينغ

في دراسة سوندا ريشان (2014)، التي نُشرت في مجلة أكاديمية متخصصة في قضايا الأمومة والعمل، اكتُشف عبء العمل المفرط الذي تعاني منه الأمهات العاملات، وكيف يؤثر في حياتهنّ حيث أظهرت الدراسة أن 67% من الأمهات العاملات يشعرن بعبء عمل مفرط ويواجهن تحديات كبيرة في التوفيق بين مهام العمل، ورعاية الأطفال، والحياة الاجتماعية.

بدأت الحلول في الظهور مع زيادة الاعتماد على الكوتشينغ للأمهات العاملات، أداة مساعدة الأمهات على الفصل بين أدوارهنّ المختلفة. من خلال تقنيات الكوتشينغ، يمكن للأمهات تعلُّم كيفية تحديد أولوياتهنّ بصورة أكثر فاعليةً، وتطوير إستراتيجيات ذهنية تساعدهنّ في "فصل" المهام بين العمل والمنزل؛ ليكون لديهنّ وقت ذهني وبدني مخصص لكل دور. نذكر من تلك الإستراتيجيات التي يستخدمها الكوتشينغ لتحقيق قصص نجاح الأمهات، ما يلي:

1. إستراتيجيات الكوتشينغ لمساعدة الأمهات على الفصل الذهني بين العمل والحياة الشخصية

الفصل الذهني بين العمل والحياة الشخصية هو أحد أكبر التحديات التي تواجه الأمهات العاملات. غالباً ما يجدن أنفسهنّ يفكرن في مسؤوليات المنزل أثناء العمل، أو يشعرن بالتوتر بشأن العمل أثناء قضاء الوقت مع العائلة. وفقاً لدراسة (Kremer (2016، النساء يواجهن صراعاً بين العمل والأسرة أكثر من الرجال، مما يؤدي إلى التوتر والإرهاق.

حيث يساعد الكوتشينغ للأمهات العاملات على تطوير مهارات العمل الفعّالة، مثل: تحديد الأولويات، وإدارة الوقت، ووضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية.

ومن خلال تقنيات مثل "التبديل الذهني"، يمكن للأمهات تعلم كيفية الانتقال من نمط التفكير في العمل إلى نمط التفكير العائلي بسلاسة. على سبيل المثال، يمكن أن يكون هناك روتين انتقالي بعد العمل، مثل المشي أو الاستماع إلى الموسيقى، لمساعدة العقل على التكيف مع الوضع الجديد.

1.1. التبديل الذهني

تقنية تساعد الأمهات على الانتقال الذهني بين أدوارهنّ المختلفة. يمكن تحقيق ذلك بإنشاء طقوس انتقالية، مثل المشي بعد العمل، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو ممارسة التنفس العميق.

2.1. تحديد الأولويات بوضوح

بتحديد المهام الأكثر أهميةً، سواء في العمل أو في المنزل، والتعامل معها بطريقة منظمة لتقليل الشعور بالإرهاق والضغط.

3.1. وضع حدود واضحة

مثل عدم الرد على رسائل العمل بعد ساعات معينة، أو تخصيص مكان معين للعمل داخل المنزل لتجنب التداخل مع وقت العائلة.

4.1. تطبيق تقنيات العناية الذاتية للأمهات

ممارسة أنشطة مثل التأمل، التمارين الرياضية، أو حتى قراءة كتاب مفضل، مما يعزز التوازن النفسي ويمنع الإرهاق

5.1. إعادة برمجة العقلية

يساعد الكوتشينغ الأمهات على تغيير طريقة تفكيرهنّ حول التوازن بين العمل والحياة الشخصية، من خلال التركيز على جودة الوقت وليس كميته، وتقبل أن الكمال غير مطلوب في كل جانب من جوانب الحياة.

6.1. وضع أهداف واقعية

يساعد الكوتشينغ الأمهات على وضع أهداف قابلة للتحقيق في كل من العمل والحياة الشخصية، مما يقلل من الشعور بالإحباط والإرهاق.

2. إستراتيجيات الكوتشينغ لمساعدة الأمهات في الفصل بين مهام العمل والتزامات الأسرة

تشير الدراسات أن الأمهات يواجهن صعوبة كبيرة في التوفيق بين مهام العمل، والرعاية الأسرية، والحياة الاجتماعية. هذا العبء يؤدي إلى شعورهنّ بالإرهاق والتوتر المستمر، لذا يوفر الكوتشينغ للأمهات العاملات إستراتيجيات فعّالة لتسهيل الفصل بين الأدوار وتحقيق الرفاهية الشخصية والعاطفية، ومنها:

1.2. إستراتيجيات التخطيط المسبق

مثل تحضير الوجبات مسبقاً، وتنظيم جدول الأطفال والمهام الأسبوعية،بهدف التقليل من ضغوط القرارات اللحظية.

2.2. التفويض وطلب المساعدة

تعليم الأمهات أهمية عدم أداء كل شيء بمفردهن؛ بل تفويض بعض المهام للزوج، أو أفراد الأسرة، أو حتى زملاء العمل.

3.2. تنظيم الوقت

استخدام تقنيات إدارة الوقت، مثل تقنية "بومودورو" أو تقسيم المهام إلى فترات محددة،مما يسمح لهنّ بالتفرغ من أجل تعزيز التواصل العاطفي مع الأسرة.

4.2. التفويض و الاستعانة بالمساعدة

تفويض بعض المهام للزوج أو أفراد الأسرة أو حتى زملاء العمل.

الكوتشينغ في تعزيز صحة الأمهات العاطفية والنفسية

تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي يشاركن في جلسات الكوتشينغ يحققن زيادة ملحوظة في تقدير الذات تصل إلى 33%، مما يؤثر إيجابياً في حياتهنّ العاطفية، والنفسية، والمهنية. يعود ذلك إلى أنّ الكوتشينغ يطور مهارات العمل الفعّالة للأمهات العاملات ويمنحهنّ أدوات فعّالة تساعدهنّ على إدارة التوتر، وتعزيز الثقة بالنفس، والتعامل مع الضغوط اليومية، مثل:

1. تقنية التنفس الواعي

يمكن للأمهات ممارسة التنفس العميق في أي وقت من اليوم، سواء أثناء العمل أو قبل التفاعل مع الأطفال. هذه التقنية تساعد على تقليل مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) وتحفيز الاسترخاء.

2. التأمل القصير

تخصيص بضع دقائق في اليوم للتأمل و التخلص من التوتر. يمكن استخدام تطبيقات التأمل أو ببساطة الجلوس في مكان هادئ، مع التركيز على التنفس حتى لو كانت هذه الجلسات قصيرة (5-10 دقائق)، يمكن أن تكون فعّالة للغاية.

3. إدارة الوقت بطريقة مرنة

الاستراحات القصيرة بين المهام وسيلة لتجديد النشاط

4. التمارين البدنية البسيطة

مثل المشي السريع أو اليوغا، تعتبر وسيلة ممتازة للتخلص من التوتر وزيادة التركيز.

5. التواصل المفتوح

التحدث عن المشاعر مع الشريك أو الزملاء يمكن أن يساعد على تعزيز التواصل العاطفي مع الأسرة.

6. استخدام أسلوب القبول

تعلم كيفية قبول الأمور التي لا يمكن تغييرها بدلاً من القلق بشأن الأمور الخارجة عن السيطرة.

7. تطبيق مفهوم "المرونة العقلية"

تدريب العقل على التكيف مع التغيرات والضغوط اليومية، من أجل ضمان تحقيق النجاح الشخصي والمهني للأمهات.

8. التحفيز الذاتي من خلال التأكيدات الإيجابية

التأكيدات الإيجابية مثل "أنا أستحق الراحة".

9. تعزيز التفكير الإيجابي وإعادة صياغة الأفكار السلبية

يعمل الكوتشينغ للأمهات العاملات على إعادة برمجة العقل للتخلص من أنماط التفكير السلبي، ومساعدة الأمهات لرؤية أنفسهنّ بصورة أكثر إيجابية.

10. بناء عادات داعمة للصحة النفسية

من خلال التوجيه المستمر، يساعد الكوتشينغ الأمهات على تبني عادات تعزز ثقتهنّ بأنفسهنّ، مثل الاحتفال بالنجاحات الصغيرة، والتواصل الإيجابي مع الذات، وتحديد الإنجازات اليومية.

الكوتشينغ للأمهات العاملات

تحقيق الإنتاجية في العمل دون التأثير في الأسرة

تواجه عديدٌ من الأمهات تحديات في الحفاظ على مسيرتهنّ المهنية بعد الإنجاب؛ حيث أظهر استطلاع لمركز بيو Pew Research Center للأبحاث أنّ 42% من الأمهات اللواتي أخذن إجازة أمومة شعرن بأن ذلك أثر سلباً في تقدمهنّ المهني.

كما كشفت دراسة لمعهد أبحاث سياسة المرأة أنّ الأمهات يكسبن أقل من النساء غير الأمهات، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل التعليم والخبرة.

وهذه التحديات تؤكد الحاجة إلى إستراتيجيات دعم فعّالة، مثل الكوتشينغ، الذي يساعد الأمهات على تحقيق الإنتاجية في العمل دون التأثير في الأسرة، من خلال تطوير مهارات العمل الفعّالة للأمهات، مثل:

  • إدارة الوقت وتحقيق التوازن بين العمل والحياة من خلال تحديد الأولويات وإنشاء خطط واضحة لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة بكفاءة.
  • تطوير المهارات المهنية والتخطيط الوظيفي عن طريق توجيه الكوتش الأمهات لتحديد نقاط قوتهنّ وتطوير مهارات القيادة والتفاوض لتعزيز فرصهنّ في الترقيات والنمو المهني.
  • إدارة التوتر وتعزيز الرفاهية النفسية بممارسة تقنيات التعامل مع الضغوط، ووضع حدود واضحة بين العمل والأسرة، وتخصيص وقت للرعاية الذاتية.
  • التعامل مع الشعور بالذنب والشك الذاتي يساعد الكوتش الأمهات على تغيير التفكير السلبي، وتعزيز الثقة بالنفس، وتطوير عقلية إيجابية تجاه دورهنّ المهني والأسري.

التوجيه الأسري: الحفاظ على علاقات صحية مع الأسرة

يُعد الكوتشينغ الأسري أداةً أساسيةً تساعد الأمهات على تطوير إستراتيجيات تقوية العلاقات الأسرية وتحقيق التوازن داخل الأسرة، الدراسات المتعلقة بالدعم الأسري تؤكد أهمية هذه الإستراتيجيات.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة (Frone (2003 أنّ الدعم الأسري يخفف ضغوط التوازن بين العمل والحياة من خلال توفير دعم عاطفي ومساعدة عملية.

كما بيّنت دراسة (2023) Mordi et al أنّ الدعم الأسري له تأثير كبير في رفاهية الأمهات العاملات وتحقيق توازن مستدام بين العمل والحياة:

1. تعزيز التواصل العاطفي مع الأسرة

يُعد تعزيز التواصل العاطفي مع الأسرة أحد أهمّ جوانب الكوتشينغ للأمهات العاملات هو ، عندما تكون الأمهات مشغولات في العمل، قد يشعرون أحياناً بأنّهم لا يملكون الوقت الكافي للتفاعل العاطفي مع أطفالهم أو شركائهم.

مع ذلك، يمكن استخدام تقنيات مثل "التواصل غير اللفظي" و"الاستماع الفعّال" لتقوية العلاقة العاطفية، فمثلاً تخصيص لحظات صغيرة للتفاعل مع الأطفال أو الحديث مع الزوج/ة بانتظام عن تحديات العمل يمكن أن يساعد على تخفيف الضغط العاطفي ويوفر الدعم المتبادل.

2. إستراتيجيات الكوتشينغ لمساعدة الأمهات على تعزيز العلاقات في الأسرة

  • تدريب الأمهات على استخدام أساليب التواصل المفتوح والصادق مع أفراد الأسرة، مما يسهم في فهم احتياجات الآخرين فهماً أفضل، ويعزز التفاهم المتبادل.
  • تعليم الأمهات كيفية التعبير عن مشاعرهنّ بصدق ودون خوف من الحكم.
  • مساعدة الأمهات في تخصيص وقت متوازن بين العمل والأسرة، من خلال تحديد أولويات واضحة ووضع جدول زمني مرن يضمن الاهتمام بالعلاقات الأسرية.
  • تشجيع الأمهات على الاستماع الجيد لما يشاركه أفراد الأسرة من مشاعر واحتياجات، مما يعزز التواصل ويقوي العلاقات.
  • دعم الأمهات في ممارسة العناية الذاتية، بما في ذلك التأمل والتمارين الرياضية، لتقليل التوتر وتعزيز الطاقة الإيجابية التي تنعكس على التفاعل مع أفراد الأسرة.
  • مساعدة الأمهات في تغيير الأفكار السلبية التي قد تؤثر في علاقاتهنّ الأسرية وإعادة صياغتها بطريقة تعزز التوازن الأسري.
  • تعليم الأمهات كيفية تخصيص وقت ممتع مع أفراد الأسرة دون مشتتات، مثل تناول وجبات معاً أو القيام بأنشطة مشتركة، لتعزيز الروابط الأسرية.
  • تدريب الأمهات على تقنيات حل النزاعات التي تساعد في تجنب التصعيد والبحث عن حلول وسط تحقق مصلحة الجميع.
  • توجيه الأمهات لتعزيز التعاون مع الشريك في تربية الأطفال والمهام المنزلية، مما يقلل الضغط ويقوي العلاقة بين الزوجين.

الكوتشينغ في بناء شبكة دعم للأمهات العاملات

في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها الأمهات العاملات، يصبح بناء شبكة دعم للأمهات العاملات عاملاً حاسماً في تعزيز قدراتهنّ على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. يسهم الكوتشينغ للأمهات العاملات في تمكينهنّ من تطوير إستراتيجيات فعّالة لطلب المساعدة وقبولها، وبناء علاقات داعمة في الأسرة، ومكان العمل، والمجتمع.

فمن خلال جلسات الكوتشينغ، يمكن:

  • تعليم الأمهات العاملات كيفية التعرف على احتياجاتهنّ الفعلية والتعبير عنها بوضوح.
  • تدريبهنّ على تغيير القناعات السلبية حول طلب المساعدة، مثل الاعتقاد بأنّ طلب المساعدة ضعف.
  • تشجيع الأمهات على الانضمام إلى مجموعات دعم مهنية أو مجتمعية.
  • تدريبهنّ على مهارات التواصل الفعّال وبناء الثقة مع الزملاء والعائلة.
  • تطوير إستراتيجيات لإدارة العلاقات بحيث تصبح أكثر دعماً وإيجابية.
  • تطبيق ممارسات مثل التصور الإيجابي وتقنيات اليقظة الذهنية لتعزيز الثقة بالنفس.
  • مساعدة الأمهات على التعرف على نجاحاتهنّ السابقة واستخدامها كمصدر قوة للتعامل مع التحديات الجديدة.
  • التركيز على تعزيز المثابرة (لتجاوز العقبات وتحقيق توازن مستدام.
  • تشجيع الأمهات على البحث عن مرشدات ناجحات في مجالهنّ والتعلم منهنّ.
  • تسليط الضوء على قصص نجاح أمهات أخريات نجحن في تحقيق التوازن بين العمل والحياة.
  • مساعدة الأمهات على تطوير إستراتيجيات للحصول على دعم من زملاء العمل والمديرين.
  • تقديم إستراتيجيات للتفاوض على ترتيبات عمل أكثر مرونة.
  • تعزيز ثقافة التعاون وتقسيم الأعباء بين أفراد الفريق في العمل.

تحقيق النجاح الشخصي والمهني للأمهات العاملات

يجب أن يكون لدى الأمهات العاملات خطة مفصّلة تشمل تحديد الأولويات، والتوازن بين المسؤوليات المهنية والأسرية، وكذلك التأكد من تخصيص وقت للاهتمام بالنفس، وذلك لوضع أهداف واضحة لتحقيق النجاح الشخصي والمهني.

على سبيل المثال، يمكنهنّ تحديد أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق على الأمد القصير، مثل تحسين مهارات العمل أو تحسين روتين العناية بالأطفال. إنّ هذه الأهداف يجب أن تكون محددة وقابلة للقياس ومرنة بما يكفي لتناسب متطلبات الحياة اليومية. يمكن للأمهات العاملات الشعور بالإنجاز والتوازن عندما ينجحن في دمج هذه الأهداف مع حياتهنّ، ويتمكنّ من تحقيق الرفاهية الشخصية والعاطفية.

كما أن دعم الأسرة له دور كبير في ذلك؛ حيث تظهر دراسة Allen et al., 2000 أنّ الدعم الأسري يساعد في تقليل الصراع بين العمل والحياة الشخصية و يساهم في تحسين توازن الحياة وزيادة الرضا الوظيفي والشخصي.

الإستراتيجيات الناجحة التي يمكن تعلمها من قصص الأمهات العاملات

ظهر قصص نجاح الأمهات العاملات الملهمة القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية من خلال الكوتشينغ. فمن خلال تبني إستراتيجيات تقوية العلاقات الأسرية وتطوير مهارات العمل الفعّالة للأمهات استطعن تعزيز ثقتهنّ بأنفسهنّ وإدارة أوقاتهنّ بكفاءة؛ بل أيضاً تقوية العلاقات الأسرية وتحقيق شعور أعمق بالإنجاز.

ونقدّم قصة السيدة "أليسا"، كمثال وقدوة لضرورة الاستعانة بالكوتشينغ لمواجهة الضغوط اليومية وتحقيق التوازن الذي يطمحن إليه:

  • أليسا هي أم عاملة لديها طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، وتعمل في وظيفة مرهقة تتطلب منها حضور اجتماعات دورية مع المدير التنفيذي لشركتها. رغم كفاءتها العالية في عملها، لاحظت أنّها تشعر بتوتر شديد قبل الاجتماعات مع المدير التنفيذي، مما أثّر في أدائها خلال هذه الاجتماعات. كانت تفقد تركيزها، تتحدث بسرعة، وتشعر بعدم الارتياح، الأمر الذي جعلها غير قادرة على إيصال أفكارها بثقة كما تفعل مع زملائها الآخرين.
  • عندما لجأت أليسا إلى الكوتشينغ، كان هدفها الأساسي هو فهم سبب توترها المتزايد في هذه الاجتماعات، وكيف يمكنها تحسين أدائها وزيادة ثقتها بنفسها. خلال الجلسات، عملت مع المدرب على تفكيك أنماط تفكيرها واستكشاف المشاعر المرتبطة بها.
  • من خلال الأسئلة العميقة التي طرحها المدرب، أدركت أليسا أنّ اعتقادها بأنّ المدير التنفيذي لا يهتم بما تقوله كان السبب وراء شعورها بالإحباط والشك في نفسها قبل الاجتماعات و انعكس سلباً على أدائها. عندما بدأت في إعادة النظر في صحة هذا الاعتقاد، لاحظت من خلال تجربتها أنّ المدير التنفيذي كان يطلب حضورها باستمرار ويطرح أسئلة حول عملها، مما يعني أنّه يقدّر مساهمتها أكثر مما كانت تعتقد. ساعدها هذا الإدراك على تبني فكرة جديدة أكثر إيجابية، مفادها أنّها تمتلك المعرفة الكافية، وأنّ صوتها هامّ في الاجتماعات. إضافةً إلى ذلك، تعلمت ألا تنظر إلى التوتر على أنّه علامة ضعف؛ بل كاستجابة طبيعية يمكنها التعامل معها بدلاً من مقاومتها، وبدعم من مدربها، وضعت خطةً عمليةً لتحسين أدائها، تضمنت التحضير المسبق للأفكار، والتركيز على النقاط الأساسية، واستخدام تقنيات التنفس العميق، بالإضافة إلى تكرار عبارات إيجابية لتعزيز ثقتها بنفسها، مثل "أنا مستعدة ومؤهلة لهذا الاجتماع".
  • بعد عدة جلسات، لاحظت إليسا تحسناً ملحوظاً في طريقة تعاملها مع الاجتماعات. أصبحت أكثر هدوءاً وثقةً، ولم تعدْ تفسر توترها على أنّه دليل على عدم كفاءتها. تمكّنا، في اجتماعها التالي مع المدير التنفيذي، من التعبير عن أفكارها بوضوح، وشعرت بأنّها أكثر تحكماً في الموقف.
  • حالة إليسا توضح كيف يمكن للكوتشينغ أن يساعد الأمهات العاملات ليس فقط على تحقيق التوازن بين العمل والحياة، ولكن أيضا على تحسين أدائهنّ المهني وتحقيق الرفاهية الشخصية والعاطفية.

في الختام

إذا كنتِ أماً عاملة تسعين لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية لكنّك تجدين صعوبة في مواجهة التحديات النفسية والضغوط اليومية، فلا تقلقي. الكوتشينغ للأمهات العاملات يمكن أن يكون المفتاح لخلق حياة أكثر توازناً ورضا. فهو يمنحك الأدوات وتقنيات العناية الذاتية للأمهات ويساعدك على إعادة ترتيب الأولويات وإدارة وقتك بفعالية. مما يتيح لكِ النجاح في حياتك المهنية دون إهمال رفاهيتك الشخصية.

إذا كنتِ ترغبين في استعادة قوتك الداخلية وتحقيق التوازن الذي تطمحين إليه، فالكوتشينغ قد يكون الحل الأمثل لكِ.

المصادر

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

الذكاء العاطفي والكوتشينغ: أدوات فعَّالة لتحقيق النجاح الشخصي وجودة الحياة

قد يكون الذكاء العاطفي في عالم اليوم بنفس أهمية معدل الذكاء (IQ) وهذه حقيقة قد تغيِّر قواعد حياتك، ففي حين يقيس معدل الذكاء القدرات العقلية ... اقرأ المزيد

الكوتشينغ التنفيذي والتخطيط الاستراتيجي: تحويل الأفكار لنجاحات عملية

تخيَّل أنَّك تمتلك خريطة لكنَّك لا تعرف كيف تقرأها، أو لديك مركبة متطورة لكنَّك لا تعرف كيف تقودها. هذا بالضبط ما يحدث عندما يمتلك القادة ... اقرأ المزيد

نصائح كوتشينغ للمديرين

الإدارة ليست مهمَّة سهلةً؛ إذ يجب عليك تقديم الكوتشينغ لفريق كامل يتكوَّن من العديد من الأعضاء، ولكلٍّ منهم نقاط قوته وضعفه الفريدة، وللحصول على أفضل ... اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.