استراتيجيات الكوتشينغ للأطفال النشطين لتحسين التركيز والسلوك

blog-details

كوتشينغ التربية بيئة تعليمية صعوبات التعلم فرط الحركة التركيز

تخيل أنك تحاول قراءة كتاب وسط حفل صاخب؛ حيث تتداخل الأصوات من كل اتجاه، وتشتت الإضاءات المتحركة انتباهك باستمرار، ويقاطعك أحدهم كل بضع دقائق. بالنسبة للطفل النشط أو المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، فإنّ محاولة التركيز خلال يومه العادي تشبه هذا السيناريو، مما يفسر الصعوبات التي يواجهها في الانتباه، وتذكر المعلومات، والتحكم في اندفاعه، ويجعل من تنفيذ المهام اليومية تحدياً مستمراً له ولأبنائه.

إذا كنت أباً لطفل يعاني من فرط النشاط أو ضعف التركيز أو طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، فمن المحتمل أنك اختبرت لحظات من الإحباط عند محاولة مساعدته على إنهاء واجباته المدرسية أو إنجاز المهام المنزلية.

قد يبدو الأمر وكأنّ الحلول المتاحة غير كافية، لكنّ الخبر السار هو أنّك قادر على مساعدة طفلك على تحسين تركيزه وسلوكه؛ بل وتعزيز ثقته بنفسه أيضاً والحل هو الاستعانة بالكوتشينغ للأطفال النشطين، فالأطفال النشطون لديهم طاقة مذهلة يمكن توجيهها إيجاباً، من خلال استخدام تقنيات الكوتشينغ للأطفال وبناء بيئة تعليمية داعمة بدلاً من الشعور بالإحباط من تشتتهم أو حركتهم المستمرة، وتحويل هذه السمات إلى قوة تعزز من تركيزهم وتحسن سلوكهم.

الكوتشينغ للأطفال ذوي صعوبات التعلم: فهم التحديات

صعوبات التعلم هي مصطلح يُستخدم للإشارة إلى مجموعة من المشاكل التي يواجهها الطفل في مجالات معينة من التعلم، مثل القراءة، أو الكتابة، أو الرياضيات، أو حتى التركيز. قد تكون هذه الصعوبات غير مرئية للآخرين، وقد يخطئ البعض في تفسيرها على أنّها قلة اهتمام أو كسل، لكنّ الحقيقة هي أنّ الطفل قد يعاني من عائق داخلي يحول دون أداء المهام الدراسية بصورة طبيعية.

حيث يساعد كوتشينغ التربية للأطفال النشطين الآباء والمعلمين في تحديد صعوبات التعلم عند الأطفال ونوعها ومن ثم اتخاذ الخطوات الصحيحة للتعامل معها، ومن خلال جلسات الكوتشينغ يتمكن المدرب من:

1. التقييم الدقيق للمشاكل

تحديد أنماط سلوك الطفل وتقييم الأداء في مجالات مثل التركيز، والمعالجة الحسية، والذاكرة، والاندفاع.

2. التعرف على أنواع صعوبات التعلم المختلفة

من خلال تقنيات الكوتشينغ للأطفال، يمكن تحديد العلامات الدالة على أحد هذه الصعوبات، ونذكر منها التالية:

3. الديسلكسيا (صعوبة في القراءة)

صعوبة في فهم الكلمات أو ربط الأصوات بالحروف.

4. الديسكالكوليا (صعوبة في الرياضيات)

صعوبة في فهم المفاهيم الرياضية أو إجراء العمليات الحسابية.

5. الديسجرافيا (صعوبة في الكتابة)

صعوبة في الكتابة الصحيحة أو تنظيم الأفكار.

6. صعوبات في الانتباه (ADHD)

صعوبة في التركيز لفترات طويلة والتنقل بين المهام بسرعة دون إتمامها.

7. الاستماع للطفل على انفراد

يُشجَّع الكوتشينغ للأطفال النشطين الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره حول ما يواجهه في الدراسة؛ حيث يستطيع المدرب تحديد العوامل التي قد تؤثر على الأداء الأكاديمي للطفل.

بعد تحديد نوع صعوبة التعلم، يعمل الكوتش مع الطفل ومع إشراك الأسرة في دعم التعلم لتطوير استراتيجيات مخصصة مناسبة. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في القراءة (الديسلكسيا)، يمكن أن يتعاون الأهل مع الكوتشينغ لتوفير بيئة هادئة وخالية من المشتتات، واستخدام الكتب الملونة والجذابة لتحفيز الاهتمام، ودمج أساليب متعددة الحواس مثل القراءة بصوت عالٍ مع تتبع الكلمات بالإصبع واستخدام بطاقات الكلمات والصور وغيرها.

لا يقتصر الكوتشينغ فقط على الطفل؛ بل يمتد أيضاً إلى الوالدين والمعلمين. يمكن للمدرب تقديم إرشادات لأسرة الطفل حول كيفية توفير بيئة تعليمية أكثر دعماً بما في ذلك توفير أوقات للراحة، وتعديل أساليب التدريس، ومراقبة تقدم الطفل بانتظام.

الكوتشينغ للأطفال النشطين لتحسين التركيز والسلوك

تحسين التركيز والانتباه للأطفال ذوي الفرط الحركة

يُعد الكوتشينغ للأطفال النشطين أداةً فعّالةً في تحسين التركيز والانتباه لدى الأطفال، ووفقاً لدراسة منشورة في International Journal of Environmental Research and Public Health (2020)، أُجريت تجربة على 82 طالباً في المرحلة الابتدائية؛ حيث خضعت مجموعة التجربة لتدريب على الانتباه المركّز لمدة 12 أسبوعاً.

أظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في الانتباه المركّز والانتباه الانتقائي إلى جانب تحسن عام في مهارات الانتباه كما أفاد 54.15% من الأطفال بتحسن في قدرتهم على التركيز خلال الدروس، بينما لاحظ 29.1% تحسناً في جودة النوم. تؤكد هذه النتائج أنّ استراتيجيات الكوتشينغ تساهم في علاج فرط الحركة عند الأطفال وتحسين التركيز للأطفال النشطين، ومن أهمها:

1. تعليم الأطفال إمكانية تغيير عقولهم

من الهامّ أن يفهم الأطفال أنّهم يستطيعون تحسين قدرتهم على التركيز. يجب أن يدركوا أنّ الدماغ مثل العضلة؛ يمكن تدريبه ليكون أقوى، ويشمل هذا تعزيز منطقة التركيز في الدماغ وتجنب الأشياء التي تستهلك طاقته مثل التبديل المستمر بين الأنشطة.

2. التدريب المنتظم على التركيز وتنظيم الطاقة الزائدة لدى الأطفال

مثل أي مهارة، يحتاج الأطفال إلى ممارسة التركيز باستمرار مع تنظيم طاقاتهم الزائدة. يمكن البدء بتركيزهم على شيء واحد لفترات قصيرة، ثم تدريجياً زيادة الوقت مع الممارسة اليومية. يساعد هذا في بناء "قوة الانتباه" وتنظيم فائض الطاقة لديهم وتحويلها إلى تركيز يسهم في تجاوز صعوبات التعلم عند الأطفال.

3. تحديد ما يعنيه التركيز

يحدد الكوتشينغ للأطفال النشطين الأنشطة التي يُطلب منهم القيام بها، مثل حل مسألة رياضية أو الاستماع إلى قصة دون مقاطعة.

4. إنشاء بيئة منظمة

يتأكد الكوتشينغ من إشراك الأسرة في دعم التعلم وبناء بيئة تعليمية داعمة هادئة يكون الأطفال فيها بعيدين عن المشتتات مثل الهواتف أو التلفاز.

5. ممارسة التمارين البدنية المنتظمة

يعمل الكوتشينغ على تصميم البرامج التي تتضمن دمج الأنشطة الحركية مثل القفز أو المشي القصير لتفريغ الطاقة الزائدة ضمن برامج التعلم للتحكم في فرط الحركة عند الأطفال.

6. استخدام الوقت بانتظام

يحدد الكوتشينغ للأطفال النشطين أوقاتاً مخصصة لكل نشاط، فيمكن للأطفال أن يعملوا على مهمة لمدة 10 دقائق ثم يأخذوا استراحة قصيرة.

7. التصور الإيجابي والاسترخاء

تساهم تقنيتا التصور الإيجابي والاسترخاء في تحسين التركيز للأطفال النشطين، ومن خلال الجمع بينهما يمكن للأطفال الذين يعانون من ADHD أن يتخيلوا أنفسهم وهم يديرون تركيزهم في الفصل أو يواجهون المواقف الصعبة بروح هادئة.

8. الأنشطة التي تتطلب الصبر والمثابرة

مثل الجلوس على كرسي أو إكمال الألغاز، تساعد الأطفال على تقوية قدرتهم على التحكم في تشتت انتباههم. يمكن للأهل بالتعاون مع الكوتش قياس الوقت الذي يستغرقه الطفل لإتمام المهمة، ومع الممارسة المتكررة، سيبدأ تركيز الطفل بالتحسن.

أيضاً، يمكن استخدام ألعاب تعتمد على التسلسل والتركيز مثل ترتيب العملات، والأنشطة الحركية، مثل لعبة كرة المجداف لتعزيز الاستقرار العاطفي والتركيز.

الكوتشينغ للأطفال النشطين لتحسين التركيز والسلوك

الكوتشينغ: بناء بيئة تعليمية داعمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

الكوتشينغ هو عملية إرشادية فردية تهدف إلى دعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال توفير بيئة تعليمية داعمة ومرنة تعزّز من قدرتهم على استكشاف إمكاناتهم، وتنمية مهارات التواصل للأطفال، والتكيُّف مع التحديات الأكاديمية والاجتماعية.

تؤكد الدراسات فعاليته؛ حيث أظهرت الإحصاءات أنّ 70% من المعلمين الذين تلقوا تدريباً في الكوتشينغ لاحظوا تحسناً كبيراً في قدرتهم على دعم هؤلاء الأطفال. كما سجل الطلاب الذين حصلوا على دعم من معلمين مدربين بالكوتشينغ تحسناً بنسبة 50% في مهاراتهم الأكاديمية مقارنةً بأقرانهم الذين لم يتلقوا هذا النوع من الدعم. وعليه، يعمل الكوتشينغ على:

1. تخصيص أساليب التدريس

تكييف أساليب التعليم بناءً على قدرات الطفل الفردية. على سبيل المثال، يمكن للأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة استخدام برامج حاسوبية تدعم القراءة.

2. تقنيات متعددة الحواس

استخدام طرائق تعليم متعددة الحواس مثل الصور، والأصوات، والنماذج الحركية للمساعدة في تعلم المفاهيم المختلفة والتحفيز الإيجابي لبناء الثقة بالنفس.

3. تقنيات التنظيم وإدارة الوقت

يساعد على تعلم كيفية تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يمكنهم إنجازها تدريجياً.

4. تعزيز الثقة بالنفس

يشجع على النجاح في مهام صغيرة أولاً، ثم بناء الثقة تدريجياً من خلال مواجهة تحديات أكبر.

5. التركيز على التعلم التفاعلي

الألعاب التعليمية، والأنشطة الجماعية، والأنشطة العملية التي تتطلب المشاركة الفعّالة.

6. التقييم المستمر والتكيُّف مع الاحتياجات الفردية

يتابع الكوتش تقدم الأطفال بانتظام، ويقدم تغذية راجعة بناءة. وبناءً على التقييمات المستمرة، يجري تعديل استراتيجيات التعليم لتناسب تقدّم الطفل وتحدياته بصورة أفضل.

7. تعزيز الدعم الأسري والمدرسي

من خلال تعاون الأهل مع الكوتشينغ لتطوير خطة تعليمية فردية تأخذ في الاعتبار احتياجات الطفل الخاصة.

التعامل مع السلوكات الحركية الزائدة: تقنيات فعّالة للكوتشينغ

يُعد فرط الحركة عند الأطفال وتشتت الانتباه (ADHD) من الحالات التي يشيع تشخيصها بين الأطفال. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة ووفقاً لاستطلاع وطني للآباء باستخدام بيانات عام 2022، قُدِّر أنّ 7 ملايين طفل أمريكي، تتراوح أعمارهم بين 3 و17، عاماً قد شُخّصوا بهذا الاضطراب؛ أي ما يعادل 11.4% من هذه الفئة العمرية.

أظهرت البيانات بصورة مفاجئة أيضاً أنّه في عام 2022، شُخّص مليون طفل إضافي مقارنةً بعام 2016، مما يعكس زيادة ملحوظة في الحالات المُبَلَّغ عنها. في ضوء هذه الإحصاءات، يصبح من الهامّ البحث عن طرائق فعّالة لدعم الأطفال الذين يعانون من ADHD، وتعاون الأهل مع الكوتشينغ للأطفال النشطين هو الوسيلة الأضمن لمساعدتهم على التكيُّف والتعامل مع تحدياتهم اليومية وتنظيم طاقاتهم وتوجيهها إيجاباً، وذلك من خلال أساليب عديدة للكوتشينغ، ومنها:

1. تحويل الحركة إلى نشاط هادف

يمكن التوجيه إلى ممارسة أنشطة جسدية، مثل الرياضة، والتمارين الحركية، واليوغا، لمساعدتهم على تنظيم الطاقة الزائدة لدى الأطفال بطريقة مفيدة.

2. تقنيات التنفس واليقظة الذهنية

يمكن تعليم الأطفال تمارين التنفس العميق والتأمل البسيط؛ فهي من تقنيات الكوتشينغ للأطفال التي تساعدهم في تهدئة أنفسهم، وتقليل توترهم، وتحسين تركيزهم، وخاصةً للأطفال النشطين.

3. إدخال فترات راحة نشطة

بدلاً من إجبار الطفل على الجلوس لفترات طويلة، يمكن دمج فترات قصيرة من الحركة (مثل القفز أو المشي) بين الأنشطة التعليمية للحفاظ على انتباههم.

4. وضع روتين ثابت ومنظم

يساعد الأطفال على معرفة ما هو متوقع منهم ويقلل شعورهم بالارتباك ويعزز التحفيز الإيجابي لبناء الثقة بالنفس.

5. استخدام استراتيجيات التعزيز الإيجابي

مكافأة الطفل عند التزامه بالهدوء والتركيز يعزز من السلوكات المرغوبة ويقلل من النشاط المفرط.

6. توفير أدوات حسية مهدئة

أغلب قصص نجاح الكوتشينغ للأطفال تؤكد على استخدام أدوات، مثل كرات التوتر، والوسائد الحسية، والموسيقى الهادئة، التي يمكن أن تساعد الأطفال في تهدئة أنفسهم دون الحاجة إلى الحركة المفرطة.

الكوتشينغ للأطفال النشطين لتحسين التركيز والسلوك

التركيز على التحفيز الإيجابي لبناء الثقة بالنفس

أظهرت دراسة وصفية مفتوحة أجريت في مدريد، إسبانيا، أنّ الكوتشينغ يمكن أن يكون علاجاً تكميلياً فعّالاً للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).

حيث شملت الدراسة 49 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً، وقُيِّم تأثير خمس جلسات كوتشينغ مجانية على تطورهم السلوكي باستخدام وخلصت النتائج إلى أن 79.6% من الأطفال أظهروا تحسناً سريرياً، مع انخفاض متوسط الأعراض بنسبة 34.6%، كما استمرت هذه التحسينات لمدة ستة أشهر بعد انتهاء الجلسات.

إضافةً إلى ذلك؛ بلغ مستوى الرضا 7.8 من 10، وأوصى 95.9% من الأهالي بهذا العلاج لأسر أخرى.

تسلّط هذه النتائج الضوء على الدور المحوري للكوتشينغ في تحسين المهارات العاطفية والسلوكية لدى الأطفال المصابين بفرط الحركة لاسيما الثقة بالنفس، الكوتشينغ للأطفال النشطين يسهم في التحفيز الإيجابي لبناء الثقة بالنفس من خلال:

1. إدارة نوبات الغضب

يتعلم بالكوتشينغ استراتيجيات التهدئة الذاتية، مثل التنفس العميق، والتعبير الصحي عن المشاعر، والتعامل مع مسببات الغضب بطريقة إيجابية.

2. تكوين صداقات

تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي مثل الاستماع الفعّال، واحترام حدود الآخرين، والتواصل بأسلوب ودّي.

3. التفوق في المدرسة

تحسين مهارات الدراسة من خلال تقسيم المهام، واستخدام تقنيات التذكر، وتطبيق أساليب تنظيمية فعّالة.

4. بناء الثقة بالنفس

تعزيز الشعور بالإنجاز من خلال التركيز على النجاحات وتغيير النظرة إلى التحديات باعتبارها فرصاً للتعلم.

5. زيادة الاستقلالية

تنمية مهارات التخطيط واتخاذ القرار، مما يساعد على إنجاز المهام اليومية دون الحاجة إلى توجيه مستمر.

6. تحسين التركيز

استخدام استراتيجيات مثل تقسيم المهام، وتقليل المشتتات، وتعزيز الدافع الذاتي للحفاظ على الانتباه.

7. تحسين إدارة الوقت

تعلم تقدير الزمن اللازم للمهام، واستخدام الجداول الزمنية، وتطبيق تقنيات إدارة الأولويات لإنجاز المهام بفعالية.

8. تعليم مهارات التأقلم مع التحديات

تعزيز القدرة على التعامل مع الفشل والإحباط من خلال تحليل المشكلات، والبحث عن حلول، والمحافظة على عقلية إيجابية.

9. تعزيز مهارات التواصل للأطفال

تطوير القدرة على التعبير بوضوح، والتحكم في نبرة الصوت ولغة الجسد، واحترام أدوار الحديث في المحادثات.

الكوتشينغ في تحسين مهارات التواصل للأطفال ذوي الفرط الحركي وصعوبات التعلم

في دراسة نُشرت في "مجلة كلية التربية الخاصة" عام 2024، طُبّق برنامج قائم على الوسائط المتعددة بهدف تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى عينة من الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه. أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التطبيقين القبلي والبعدي لصالح التطبيق البعدي، مما يدل على فعالية البرنامج في تحسين مهارات التواصل الاجتماعي لدى هؤلاء الأطفال.

من خلال جلسات الكوتشينغ، يتعلم الأطفال كيفية التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بوضوح، سواءٌ من خلال الكلمات أو الإشارات غير اللفظية مثل تعابير الوجه ولغة الجسد. كما يُشجَّعون على المشاركة الاجتماعية الفعّالة من خلال أساليب عديدة تسهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وتحسين تفاعلهم مع الآخرين مثل:

1. التمثيل واللعب التفاعلي

تمثيل مواقف مثل طلب المساعدة من معلم، أو دعوة صديق للعب.

2. التعزيز الإيجابي والمكافآت

منح الطفل نجمة أو مديحاً شفهياً عند بدء محادثة مع زميله أو مشاركة ألعابه مع الآخرين.

3. بناء بيئة اجتماعية داعمة

إشراك الطفل في فريق رياضي أو نشاط فني يسمح له بالتفاعل مع الأطفال الآخرين بطريقة طبيعية.

4. التدريب على مهارات المحادثة

تعليمه كيفية تقديم نفسه، طرح أسئلة مثل "ما لعبتك المفضلة؟"، أو استخدام عبارات مثل "شكراً" و"من فضلك".

5. تمارين التحكم في الانفعالات

استخدام تمارين التنفس العميق أو العد التنازلي من 10 إلى 1 قبل الرد في موقف اجتماعي صعب.

6. سرد القصص والتعلم من التجارب

قراءة قصص عن شخصيات خجولة تعلمت كيف تتفاعل مع الآخرين، ثم مناقشة كيف يمكن تطبيق ذلك في الحياة الواقعية.

7. تحديد أدوار قيادية في الأنشطة

تعيين الطفل كمسؤول عن توزيع الأدوات في الفصل أو قائد لفريق أثناء لعبة جماعية.

الكوتشينغ للأطفال النشطين لتحسين التركيز والسلوك

دور الأهل في دعم الأطفال ذوي صعوبات التعلم والفرط الحركي

يتطلب الأطفال وجود بيئة عاطفية أكاديمية تتسم بالتفهم والدعم المستمر، وبما أنّ الأهل هم أول من يلاحظ التحديات اليومية التي يواجهها الطفل في المنزل، لذا من الضروري إشراك الأسرة في دعم التعلم لدى أطفالهم لتحقيق أفضل النتائج. يهدف التوجيه الأسري إلى خلق بيئة داعمة في المنزل تكمل ما يُعلَّم خلال جلسات الكوتشينغ.

ويمكن للأهل التعاون مع المدربين من خلال:

1. مشاركة الملاحظات

تبادل المعلومات حول سلوك الطفل وكيفية تفاعله مع استراتيجيات الكوتشينغ في المنزل.

2. تطبيق الاستراتيجيات المشتركة

مثل استخدام تقنيات التحكم في الانفعالات أو تعزيز السلوكات الإيجابية في المنزل.

3. الاستمرارية والمتابعة

متابعة تقدم الطفل ومواصلة الدعم والتشجيع على تطبيق المهارات التي تُعلَّم في جلسات الكوتشينغ، مما يساهم في تحسين الوضع العاطفي والأكاديمي للطفل.

4. الاستماع بتركيز

منح الطفل الوقت والاهتمام الكامل عند التحدث لإشعاره بالقيمة.

5. الرد الإيجابي

تشجيع الطفل على التعبير عن نفسه بصورة بنّاءة، وتقديم حلول أو خيارات بديلة لمشاكلهم بدلاً من اللوم أو النقد السلبي. مثل: "ماذا يمكننا أن نفعل لنجعل المرة القادمة أسهل؟".

6. استخدام التعزيز الإيجابي

مثل المكافأة أو الثناء عند القيام بتصرف اجتماعي جيد أو إظهار تحسين في سلوكه الأكاديمي.

التوجيه الأسري: استراتيجيات لدعم الأطفال في بيئة المنزل

ظهور نتائج الكوتشينغ على صعوبات التعلم الأطفال تحتاج إشراك الأسرة في دعم التعلم وممارسة لتحقيق التقدم المرغوب، فالتوجيه الأسري يسهم في توفير بيئة منزلية داعمة تُحسن من قدرتهم على التركيز والتفاعل الإيجابي مع التحديات الأكاديمية والسلوكية. يتم ذلك من خلال:

1. توفير مساحة مخصصة للدراسة

إنشاء زاوية هادئة خالية من المشتتات مثل التلفاز أو الضوضاء، مع استخدام أدوات تنظيمية مثل التقويمات والجداول اليومية.

2. ضبط الروتين اليومي

تحديد أوقات منتظمة للنوم، والدراسة، واللعب، مما يساعد الطفل على الشعور بالاستقرار والالتزام.

3. استخدام وسائل بصرية وتحفيزية

مثل الجداول الملونة، والمخططات السلوكية، والمكافآت الصغيرة عند إتمام المهام، مما يشجع الطفل على الاستمرار في العمل.

4. الاهتمام بالتغذية والنشاط البدني

اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز العقل وتقليل التوتر وزيادة التركيز.

5. التواصل المستمر مع المعلمين

متابعة تقدم الطفل في المدرسة والتنسيق مع المعلمين لوضع استراتيجيات تعليمية مناسبة.

6. المشاركة في الواجبات الدراسية

تقديم المساعدة بطريقة تشجيعية بدلاً من التوبيخ، وتحفيز الطفل على التفكير الذاتي بدلاً من إعطائه الإجابات مباشرةً.

7. استخدام طرائق تعليمية مرنة وممتعة

مثل التعلم من خلال اللعب، والتطبيقات التفاعلية، ورواية القصص.

8. تعزيز الاستقلالية

تشجيع الطفل على اتخاذ قرارات صغيرة وتحمل مسؤولية دراسته بطريقة تدريجية.

الكوتشينغ للأطفال النشطين لتحسين التركيز والسلوك

الكوتشينغ والنتائج المحققة: قصص نجاح حقيقية

أظهرت الأبحاث والدراسات الحديثة أنّ الكوتشينغ يُعد أداةً فعّالةً في مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم؛ حيث يساهم في تحسين مهاراتهم الأكاديمية والتنظيمية والعاطفية. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد (2020)، شهد الأطفال الذين تلقوا كوتشينغ تحسنتاً بنسبة 30% في أدائهم في الرياضيات والقراءة، كما أكدت دراسة من جامعة كولومبيا (2018) أنّ الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) تمكنوا من تطوير مهارات تنظيمية أفضل وتحقيق تحسن بنسبة 40% في إدارة مهامهم اليومية بفضل جلسات الكوتشينغ.

على المستوى العاطفي، أظهرت دراسة أجرتها "Learning Disabilities Association of America" (2017) أنّ 80% من الأطفال الذين تلقوا كوتشينغ لتحسين مهاراتهم التنفيذية أصبحوا أكثر قدرة على إتمام واجباتهم في الوقت المحدد.

تشير هذه النتائج إلى أنّ الكوتشينغ هو نهج شامل يساعد الأطفال للتغلب على صعوبات التعلم وتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة. في ما يلي، بعض الحالات التي حققت نجاحاً بالاعتماد على الكوتشينغ للأطفال النشطين:

دراسة حالة: جاك وتحسن سلوكه من خلال الكوتشينغ

جاك هو طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، ويعيش في تورونتو. كان يواجه صعوبات كبيرة في التركيز، والتحكم في سلوكه، والتفاعل الاجتماعي. على الرغم من ذكائه وإمكاناته الأكاديمية العالية، كان يجد صعوبة في الجلوس بهدوء داخل الفصل، والاستماع إلى التعليمات، ومقاومة الرغبة في مقاطعة الآخرين. كما كان يعاني من مشكلات في اتباع الروتين اليومي، والانفعالية الزائدة، وصعوبة النوم، مما أثر على أدائه الدراسي وعلاقاته.

ومن خلال برنامج كوتشينغ مخصص، وُجِّه جاك نحو استراتيجيات فعّالة لإدارة انتباهه وسلوكه، وتحسين تركيزه وتفاعله بإيجابية مع زملائه ومعلميه. كما تعززت ثقته بنفسه من خلال تقنيات دعم الذات والتغذية الراجعة الإيجابية. بمرور الوقت، أظهر جاك تحسناً ملحوظاً في اتباع التوجيهات، والتحكم بنوبات الغضب، والتعامل مع الإحباط بطرائق أكثر نضجاً مما انعكس إيجاباً على أدائه الدراسي وحياته الاجتماعية.

دراسة حالة: نانسي ودور الكوتشينغ في علاج صعوبات التعلم

نانسي هي فتاة في الـ13 من عمرها تدرس في الصف الثامن وتعيش مع والداتها في تورونتو. تواجه نانسي العديد من التحديات في حياتها الدراسية والاجتماعية، وعلى الرغم من أنّها تستمتع بالفنون والحرف اليدوية وتشارك في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّها تعاني من تقلبات مزاجية شديدة، كالغضب والإحباط ويصعب عليها التعامل مع هذه العواطف. منذ بداية دراستها، واجهت صعوبة في إتمام واجباتها المدرسية؛ حيث تجد صعوبةً في التركيز، والتنظيم، وفي الفهم القرائي والمفردات.

إضافةً إلى ذلك، تشعر بالضغط لتحقيق التوقعات في المدرسة والمنزل ويزداد قلقها وتوترها عند التحدث أمام الجمهور أو التعامل مع أشخاص جدد. تعاني نانسي أيضاً من صعوبة في تكوين صداقات؛ حيث ترغب في المشاركة الاجتماعية لكنّها لا تبادر بذلك، وازدادت مشاعر القلق لديها بشأن المدرسة؛ حيث تصف نفسها بأنّها "تكره المدرسة" وتعاني من صعوبة في إتمام المهام بسبب تشتت تركيزها المستمر.

علاوةً على ذلك، تشعر بضغوط إضافية نتيجة للمقارنة المستمرة مع شقيقتها الكبرى المتفوقة أكاديمياً، مما يزيد من حديثها السلبي عن نفسها ويؤثر سلباً على صورتها الذاتية.

قصة نانسي هي إحدى قصص نجاح الكوتشينغ للأطفال، فمن خلال جلسات الكوتشينغ تم:

1. تنمية الوعي الذاتي وتعزيز الثقة بالنفس

جرى العمل مع نانسي لفهم مشاعرها وتعزيز وعيها بذاتها ومساعدتها على تحديد مصادر القلق والتعامل معها بطريقة إيجابية.

2. تحسين مهارات التركيز والتنظيم

دُرِّبت على استراتيجيات مثل تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة وتطبيق تقنيات إدارة الوقت، مثل استخدام المؤقت البصري والتطبيقات الرقمية لمساعدتها على التركيز أثناء الدراسة.

3. تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي

شُجِّعت نانسي على اتخاذ خطوات صغيرة لتكوين صداقات جديدة، مثل البدء بمحادثات بسيطة أو المشاركة في أنشطة جماعية تتناسب مع اهتماماتها.

4. التعامل مع القلق المدرسي

استُخدمت تقنيات، مثل التنفس العميق والتصور الذهني، لمساعدتها في التعامل مع الخوف من التحدث أمام الآخرين والقلق من العروض التقديمية.

يبرز من نتائج الكوتشينغ على صعوبات التعلم عند نانسي تحسن قدرتها على التركيز وإكمال مهامها بصورة أكثر كفاءةً. كما أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع القلق المدرسي وتكوين صداقات جديدة بثقة أكبر وتمكنت من تحسين نظرتها إلى ذاتها وتقليل الحديث السلبي عن نفسها والشعور بالرضا عن إنجازاتها الشخصية.

في الختام

يعدُّ الكوتشينغ للأطفال النشطين أداةٌ قويةٌ وفعّالةٌ في التعامل مع صعوبات التعلم وفرط الحركة؛ حيث يساعد الأطفال في تعزيز مهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية بصورة ملحوظة.

فمن خلال تقنيات موجّهة تركز على تحسين التركيز، وتنظيم الوقت، وإدارة العواطف، وتطوير مهارات التواصل، يتمكن الأطفال من التغلب على التحديات التي تواجههم في بيئاتهم التعليمية والاجتماعية.

ويُعتَبر الكوتشينغ نهجاً مبتكراً لأنّه يعزز الوعي الذاتي والثقة بالنفس ويمكّن الأطفال من تحقيق إمكاناتهم الحقيقية والتفاعل بإيجابية مع محيطهم، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم الأكاديمية والاجتماعية على الأمد الطويل.

المصادر

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

كيف يعزز الكوتشينغ مهارات الكوتش ويزيد تأثيره؟

ربما بدأ الكوتشينغ كمجموعة من الأدوات والتقنيات لمساعدة العملاء في تحسين المهارات القيادية والتطوير الشخصي والمهني، ولكن التطورات والتغيرات السريعة في عالمنا جعلت الكوتش بحاجة ... اقرأ المزيد

الكوتشينغ المهني: مفتاح تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية في العمل

هل تساءَلت يوماً كيف يمكن أن يحقق الكوتشينغ المهني تأثيراً كبيراً في حياتك المهنية؟ كيف يمكن لكوتش مهني محترف أن يساعدك على تحسين أدائك وزيادة ... اقرأ المزيد

كيف تصبح كوتشاً محترفاً؟ تحديد الاختصاص والجمهور المستهدف

يبرز الكوتشينغ مع ازدياد تحديات الحياة وتعقيداتها بوصفه أداة قوية للنمو والتطور ومواجهة تحديات النجاح في مختلف مجالات الحياة، وقد حقق تأثيراً كبيراً في حياة ... اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.