استراتيجيات الكوتشينغ المهني لتحفيز الإبداع والتخطيط الفعَّال
الكوتشينغ الإبداع التخطيط الفعَّال التفكير الابتكاري
تحتاج المؤسسات في عالمنا اليوم إلى قوة محفِّزة ومبدعة لتثبت تميزها بين كثير من الشركات المناسبة، وقد تكون بيئة العمل غير محفزة ولكنَّ موظفاً واحداً يُشعل شرارة الإبداع في فريق العمل، ويدعو الجميع للمشاركة الفعَّالة في دفع الشركة للإبداع من خلال الاستعانة بالكوتشينغ لخوض رحلة التحويل تجاه الإبداع والتكيف مع التغيير وللتعرف على دور الكوتشينغ في الإبداع والتخطيط الفعَّال.
الكوتشينغ المهني: أداة لتعزيز الإبداع في بيئة العمل
يدفع الكوتشينغ الموظفين تجاه الإبداع والتخطيط الفعَّال من خلال مجموعة طرائق واستراتيجيات تُطبَّق في بيئة العمل:
- خلق بيئة آمنة تُشعِر الموظف بأنَّه قادر على التفكير خارج الصندوق وبصوت عالٍ، فلا يخاف من التجربة؛ لأنَّ الفشل جزء من النجاح.
- تعزيز الإبداع من خلال تعزيز التفكير النقدي وطرح أسئلة محفزة على الموظفين لاستكشاف وجهات نظرهم، مما يوسِّع آفاقهم ليروا المشكلات من زوايا مختلفة.
- توفير الأدوات والوسائل التي تحسِّن مهارات الموظفين، وذلك بعد تحديد المجالات التي يحتاجون إلى تطويرها، فتُنظَّم برامج التطوير المهني بوصفها دورات تدريبية تحل المشكلات بطرائق مبتكرة.
- تقديم نصائح وإرشادات وملاحظات بنَّاءة تساعد على الالتزام بخطط العمل.
استراتيجيات عملية للتخطيط الفعَّال من خلال الكوتشينغ المهني
ينتج تأثير الكوتشينغ في الإبداع عن الاستراتيجيات التي يطبقها لتحفيز الإبداع والتخطيط الفعَّال من خلال تحديد الأولويات والأهداف بالشكل التالي:
على المستوى الفردي
يساعد الكوتشينغ الموظف على اكتشاف أهدافه الشخصية والوظيفية والتقريب بينهما ليصبح من السهل تحليل المهام وتحديد الأهم لتُرتَّب ضمن جدول زمني، فتؤجَّل الأقل أهمية مثلاً ليتخلص من حالة التوتر والإرهاق وليمنح كل مهمة الزمن الكافي لإنجازها، بالإضافة إلى تحليل قدرات الفرد ليحدد أهدافاً ذكية تتناسب مع إمكانياته، وليضع خطة لتطوير المهارات الضعيفة والضرورية لتحقيق الأهداف.
على المستوى الجماعي
يوجِّه الكوتشينغ فريق العمل تجاه أهداف مشتركة من خلال التقريب بين أهدافهم وأهداف المؤسسة، ويساعد الفريق على تحديد مهامه وعلى توزيع المسؤوليات على أفراد الفريق. تتناسب كل مهمة مع قدرات الفرد، فيحل بذلك النزاعات الناتجة عن تحديد الأولويات والمهام، ويمكن أن يستخدم الكوتش تقنيات لتحديد الأهداف الجماعية وتوليد الأفكار المميزة لتعزيز الإبداع والتخطيط الفعَّال، مثل تقنيات العصف الذهني.
تعزيز مهارات التفكير الإبداعي باستخدام الكوتشينغ
يؤدي الكوتشينغ دوراً هاماً في تحفيز التفكير خارج الصندوق وتعزيز قدرات الإبداع والتخطيط الفعَّال من خلال تطبيق الأساليب التالية:
- طرح الأسئلة المفتوحة؛ لأنَّها تحفز الموظفين على التفكير العميق، مثل سؤالهم عن كيفية إنجاز مهمة برأيهم الشخصي، والطرائق التي يتعاملون بها مع مشكلة معيَّنة في حال كانوا أصحاب قرار.
- استراتيجية اكتشاف الموظف من خلال سؤاله مثلاً عن أسباب حماسه لشيء أو فكرة معيَّنة.
- استخدام استراتيجيات تحفِّز الإبداع والتخطيط الفعَّال، مثل الخرائط الذهنية والعصف الذهني والخيال الموجَّه الذي يصوِّر للفرد مستقبله والتفكير الجانبي الذي يولِّد أفكار غريبة وغير تقليدية.
استراتيجيات التكيف مع التغيير وتحقيق النجاح المستدام
يعد التكيف مع التغيير ضرورياً لتعزيز الإبداع والتخطيط الفعَّال؛ لذلك يعزز الكوتشينغ المهني التخطيط الديناميكي من خلال ما يأتي:
- تقييم الوضع الحالي باستخدام تحليل SWOT مثلاً الذي يحدد نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة والعقبات لتحديد المجالات التي تحتاج تغيير.
- تحديد أهداف ذكية SMART، وهي أهداف قابلة للتحقيق والقياس ومحددة وذات صلة ولها وقت نهائي لتنفيذها لتكون أهداف الأفراد والمؤسسات منطقية وواقعية.
- وضع خطط تنظم الخطوات وتحدد الأولويات مع توقع العقبات والتحديات ووضع خطط لمواجهتها، واستخدام تقنيات التصور بالنسبة للفرق والأفراد ليتخيلوا أنفسهم عند تحقيق الأهداف لتحفيزهم وتعزيز الثقة بالنفس.
- التزام الموظفين بالخطط المهنية من خلال المتابعة المستمرة وتقييم النتائج والتعامل مع الأخطاء بمرونة عالية للتكيف مع كافة التغيرات وتعديل الخطة وفق الحاجة.
دراسات وتقارير: تأثير التوجيه المهني في الإبداع والتخطيط الفعَّال
اعتمدت عدد من الشركات على الكوتشينغ لتحفيز الإبداع والتخطيط الفعَّال، مثل شركة "كوكاكولا آيسيسيك" التي استفادت من التدريب، فطورت قدرات القادة وعززت ثقافة الابتكار والتعلم المستمر والتفكير الاستراتيجي وإدارة الصراعات، وحققت تطوراً ونمواً مستداماً.
نذكر من الدراسات التي أثبتت دور الكوتشينغ في تعزيز الإبداع والتخطيط الفعَّال، بالتالي تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية دراسة لمنصة "فينجر برينت فور ساكسيس" أثبتت أنَّ الكوتشينغ يرفع الإنتاجية بنسبة 86%، وقالت منصة "جروث آيديا" إنَّ 70% من المستفيدين من الكوتشينغ شهدوا تحسناً واضحاً في الأداء. وبيَّنت مؤسسة غالوب خلال بحث أجرته أنَّ الكوتشينغ يخلق بيئة آمنة تُدمِج الموظفين بنسبة أكبر بقرابة 3.5 مرة وتلك البيئة محفزة للإبداع. كما بيَّن الاتحاد الدولي للكوتشينغ ICF أنَّ 80% من عملاء الكوتشينغ ارتفعت ثقتهم بأنفسهم و65% شهدوا تحسناً واضحاً في الأداء.
الشغف والالتزام: أساس الإبداع والتخطيط الفعَّال
يحتاج الإبداع والتخطيط الفعَّال حماساً وشغفاً وظيفياً عالٍ؛ لذلك يحفِّزه الكوتشينغ من خلال الأساليب التالية:
- جلسات فردية مع الموظفين ومساعدتهم على اكتشاف أنفسهم وتحديد أهدافهم واهتماماتهم وقيمهم المهنية والشخصية، ثم ربطها بأهداف المؤسسة والمجتمع المحيط بهم ليكون إبداعهم في العمل هو الوسيلة لنجاحهم الشخصي والمهني، مما يعزز حماسهم للعمل، وذلك باستخدام تقنيات، مثل الخرائط الذهنية التي توضح الروابط الموجودة بين الأهداف، فتنظِّمها من خلال رؤيتها بأفضل طريقة.
- مساعدة الموظفين على التغلب على المخاوف من خلال تحديدها وزرع فكرة أنَّ الفشل هو جزء من النجاح لتعزيز النظرة الإيجابية لديهم وليزيد حماسهم لإخراج الأفكار المميزة وابتكار حلول جديدة للمشكلات وتجربتها دون الخوف من الفشل.
- تقديم الدعم المعنوي والتوجيه المهني خلال العمل لمساعدتهم على البقاء بحالة الحماس، والاحتفال بالتقدم والنجاحات لتعزيز شعورهم بالإنجاز، مما يحفزهم على العمل بجدية عالية.
- خلق بيئة عمل تحفز الابتكار من خلال تعزيز مهارات التواصل الفعَّال بين أفراد فريق العمل وبين الفريق والإدارة ليُعبِّر كل منهم عن رأيه ووجهات نظره ومشاعره السلبية والإيجابية ولتعزيز التعاون، فيحصل الفرد على استشارة زميله في العمل ويستفيد من خبرات أصحاب الخبرات ضمن المؤسسة، وكذلك لتعزيز شعور الموظفين في تقدم المؤسسة، فذلك الشعور يمنحهم القوة للإبداع دائماً.
أثر الكوتشينغ المهني في تحسين التعاون الجماعي
ذكرنا سابقاً أنَّ التعاون الجماعي ضروري لتحفيز الإبداع والتخطيط الفعَّال، ودور الكوتشينغ المهني هو تعزيزه ضمن فريق العمل من خلال ما يأتي:
- تشجيع الحوار المفتوح بتنظيم جلسات لفريق العمل مع الكوتشينغ المهني يتحدث فيها كل فرد ويناقش بحرية وشفافية فيما يخص أساليب العمل والأهداف، فتتولَّد أفكار إبداعية جماعية.
- تطوير مهارات الاستماع الفعَّال ليفهم الآخرين فهماً صحيحاً ويستفيد من النصائح والملاحظات والإرشادات بأفضل طريقة، وذلك بتعليمهم كيفية فهم لغة الجسد وكيفية استخدامها ليشعر المتحدث بأهمية كلامه، فالتواصل غير اللفظي هام لتعزيز العلاقات بين أفراد فريق العمل، بالتالي تعزيز التعاون بينهم.
- بناء علاقات قائمة على احترام الآخرين من خلال تعليم أفراد الفريق أهمية تقبُّل وجهات النظر المختلفة والاستماع للأفكار الجديدة ومنحها الاهتمام وتقديم الدعم لمن يحتاج، واعتبار التنوع في الفريق فرصة للتطور الفردي وتطور المؤسسات؛ لأنَّه أحد مصادر الإبداع، وكذلك حل النزاعات بين أفراد الفريق من خلال الوصول لحلول مُرضية للجميع وعدم تفضيل فرد على غيره ضمن الفريق وتحويل النزاعات إلى فرصة للتعلم.
- توفير فرص للجميع بالمشاركة في المشروعات الإبداعية في الشركة وتجربة جميع الأفكار لتقدير الإبداع وتعزيزها، فكثير من الاختراعات والإنجازات الهامة حدثت نتيجة جرأة شخص في تجريب فكرة جديدة، وهذا ما يزرعه الكوتشينغ في عقل فِرق العمل لخلق بيئة آمنة للتجريب.
في الختام
يعدُّ تأثير الكوتشينغ في الأداء الوظيفي إيجابياً، فيحقق أهدافهم ويساعد المؤسسات على تحقيق النمو المستدام، وذلك بتعزيز الإبداع والتخطيط الفعَّال؛ لذلك وضحنا في مقالنا دور الكوتشينغ المهني في تحفيز الابتكار والتفكير خارج الصندوق والتخطيط الديناميكي. يضمن التزام الموظفين بالخطط المهنية ويشجعهم على تجربة الأفكار الجديدة ويقدِّم الدعم والتوجيه المهني لهم؛ لذلك استعِنْ بالكوتشينغ لتحقق ما تحلم به على الصعيدَين الشخصي والمهني.
المصادر
- Is Your Business Using Coaching to Fuel Creativity and Adaptability?
- The Strategic Value of Business Coaching in Driving Innovation and Growth
- كوتشينغ الفريق: التقنيات والأدوات والخطوات اللازمة لتطبيقه
- أهمية تطبيق الكوتشينج علي فريق العمل
- The Crucial Role of Coaching and Mentoring in Building Strong Teams and Fostering Continuous Growth
- How professional coaching can boost organisational performance
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.