يعدُّ التشتت الدراسي العدو الخفي للتحصيل الأكاديمي، ربَّما شعرت يوماً بأنَّك تائه بين المهام، وغير قادر على التركيز لفترات طويلة، تتصفح هاتفك دون أن تشعر، أو تبدأ في قراءة درس هام ثمَّ تدرك أنَّك لم تستوعب شيئاً؟ هذا هو التشتت، العدو الصامت الذي يسرق وقتك ويضعف قدرتك على التعلم ويسبب إحباطاً بسبب تراجع إنتاجيتك.

أصبح التركيز اليوم ومع تزايد المشتتات من وسائل التواصل الاجتماعي، والأجهزة الذكية، والضغوطات الدراسية مهارة نادرة، لكنَّها ضرورية للنجاح، فالطلاب الناجحون ليسوا بالضرورة الأذكى؛ بل هم أكثر قدرة على التركيز والالتزام، بالتالي أصبح اللجوء إلى الكوتشينغ التعليمي أمراً أساسياً لمواجهة هذه التحديات.

أثبتَت الدراسات العلمية أنَّ من تأثير الكوتشينغ في تركيز الطلاب هو زيادة معدل الانتباه بنسبة تصل إلى 40%، فهو لا يقتصر على تقديم النصائح فحسب؛ بل يكشف لك أسباب تشتتك ويعزز قدرتك على تطوير استراتيجيات فعَّالة لاستعادة تركيزك، فيتحول ضعف الانتباه إلى قوة دافعة تجاه التميز الأكاديمي وتحقيق أهدافك بثقة.

الكوتشينغ التعليمي: تعريفه وأهدافه

بدأ استخدام الكوتشينغ في السبعينيات والثمانينيات في مجالات، مثل الرياضة والأعمال، ثم انتقل إلى التعليم في التسعينيات لتقديم دعم فردي للطلاب، وتوسَّع استخدامه مع بداية الألفية الثانية ليشمل مدارس وجامعات عالمية، وأصبح جزءاً أساسياً من الخطط التعليمية لزيادة الأداء الأكاديمي وتحسين رفاهية الطلاب. أثبتَت الدراسات العلمية في السنوات الأخيرة فاعلية الكوتشينغ التعليمي في تعزيز نتائج التعلم وتطوير المهارات الذاتية للطلاب، فأظهرت إحدى الدراسات زيادة في تركيز الطلاب بنسبة 40%:

ما هو الكوتشينغ التعليمي؟

عملية توجيهية تدعم الطلاب لتحسين أدائهم الأكاديمي، وتعزيز قدرتهم على التركيز والتعلم، وزيادة ثقتهم بأنفسهم من خلال استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم؛ إذ يساعد الكوتش (المدرب) الطالب على تحديد نقاط قوته وضعفه، وتحديد أهدافه الدراسية الواقعية، وتطوير مهاراته، والتغلب على التحديات التي قد تعوق تقدمه في العمل، مما يجعله أكثر قدرة على تحقيق النجاح الأكاديمي والشخصي.

يعدُّ تأثير الكوتشينغ في تركيز الطلاب واضحاً بخلاف التعليم التقليدي الذي ينقل المعلومات، ويركز الكوتشينغ التعليمي على تنمية القدرات الذاتية للطالب، وتعليمه كيفية التعلم بفعالية، وإدارة وقته بذكاء، وتحفيزه على تحقيق أقصى إمكاناته؛ إذ لا يقدم الحلول الجاهزة؛ بل يمكِّن الطالب من تطوير استراتيجيات خاصة به تساعده على مواجهة التحديات بفعالية.

يتميز الكوتشز التعليميون بمعرفتهم الواسعة في مجالات التعليم والاستشارات، كما أنَّهم مدرَّبون على تقنيات التواصل الفعال وحل المشكلات، وهذا يُمكِّنهم من توفير الدعم العملي للطلاب، سواء كانوا يواجهون صعوبة في مادة معينة أم يسعون للحفاظ على تركيزهم والبقاء في المسار الصحيح أم تحقيق التقدم في دراستهم. من خلال هذه العملية، يصبح الطالب أكثر وعياً بإمكاناته، وأكثر قدرة على تحقيق أهدافه الأكاديمية بثقة واستقلالية.

أهداف الكوتشينغ في البيئة التعليمية

1. تحسين التركيز وتقليل التشتت من خلال تطبيق تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الانتباه.
2. تعزيز مهارات التعلم الذاتي ودعم الطلاب في اتخاذ قرارات دراسية مدروسة وتحديد أساليب المذاكرة الأنسب لهم.
3. رفع مستوى التحصيل الأكاديمي من خلال تحديد نقاط القوة والضعف لديهم، وتطوير خطة مخصصة لتحسين نتائجهم في الاختبارات والمشروعات الدراسية.
4. بناء الثقة بالنفس وتحفيز الدافعية للتعلم من خلال تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية و تعزيز رغبتهم في تحقيق النجاح.
5. تطوير مهارات إدارة الوقت وتعليم الطلاب كيفية تنظيم وقتهم وتحديد أولوياتهم الدراسية.
6. التغلب على القلق والتوتر الدراسي وتوفير استراتيجيات للتعامل مع القلق الناتج عن الامتحانات أو ضغط الدراسة وزيادة راحتهم النفسية.
7. تحسين مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات وتشجيع الطلاب على إيجاد حلول فعَّالة للتحديات الأكاديمية.
8. تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي وتحسين قدرة الطلاب على التعبير عن أفكارهم بثقة والتفاعل بإيجابية مع المعلمين والزملاء.
9. دعم الانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى ومساعدة الطلاب على التكيف مع التغيرات بين المراحل الدراسية المختلفة.
10. غرس عادات دراسية صحية ومستدامة لدى الطلاب، مثل الالتزام بروتين يومي لتجنب الدراسة المكثفة قبل الامتحانات، مما يضمن تحسين أدائهم الأكاديمي على الأمد الطويل.
11. تعزيز الرفاهية النفسية ودعم الطلاب والمعلمين والقادة التعليميين في تحسين صحتهم النفسية والتعامل مع الضغوطات.
12. زيادة الذكاء العاطفي وتحسين القدرة على فهم الذات وإدارة العواطف والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
13. تحسين التواصل داخل المجتمع التعليمي وتعزيز الروابط بين الطلاب، والمعلمين، والقادة التربويين لتحقيق بيئة تعليمية أكثر تفاعلاً.

دراسات علمية حول تأثير الكوتشينغ في تركيز الطلاب

يعدُّ تأثير الكوتشينغ في تركيز الطلاب موضوعاً حيوياً في مجال التعليم، فأظهرت دراسات علمية متعددة دوره في تحسين الانتباه والتركيز وتعزيز الأداء الأكاديمي. تشير الأبحاث إلى أنَّ تطبيق استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم (التدريب الإرشادي)، يزيد تركيز الطلاب بنسبة 40%، وفقاً لـبعض الدراسات، مثل دراسة (Kraft et al. 2018)، التي وجدت أنَّ تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية يحسن البيئة الصفية ويشجع الطلاب على تبنِّي عادات دراسية فعالة، مما ينعكس إيجاباً على قدرتهم على التركيز والاستيعاب. كما بيَّنت دراسة استقصائية شملت 2165 مستفيداً من جلسات الكوتشينغ في 62 دولة أنَّ لهذا النهج فوائد متعددة، منها زيادة الثقة وتقدير الذات بنسبة 80%، وتحسين مهارات الاتصال بنسبة 72%، وتحسين الأداء الوظيفي بنسبة 70%، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية بنسبة 63%. توضح هذه النتائج التأثير الإيجابي للكوتشينغ في مختلف جوانب حياة الأفراد، وفيما يأتي أمثلة عن دراسات علمية حول الكوتشينغ والتركيز:

1. دراسة بعنوان "تأثيرات الكوتشينغ التعليمي في دافع الطلاب الأكاديمي، والدافع الموجه تجاه الأخطاء والضغط الدراسي"

هذه دراسة أجراها الباحث "شينول سيزر" في جامعة أوردو ونُشِرَت في "المجلة التركية للتكنولوجيا التعليمية" (TOJET) في ديسمبر 2016، وهي دراسة تجريبية نُفِّذت باستخدام تصميم مجموعة ضابطة بعد الاختبار.

أجريت الدراسة على 60 طالباً تخرجوا من المدرسة الثانوية في مدينة أوردو التركية في العام الدراسي 2015-2016، وكان الهدف منها تقييم تأثير تطبيقات الكوتشينغ التعليمي في تحفيز الطلاب أكاديمياً، وتقليل الضغط الدراسي، بالإضافة إلى كيفية تعامل الطلاب مع الأخطاء خلال تعلمهم.

قُسِّم الطلاب إلى مجموعتين: مجموعة تجريبية تلقَّت دعماً في الكوتشينغ التعليمي لمدة خمسة أشهر، ومجموعة ضابطة تلقت فقط ندوات عن الدافع الأكاديمي والضغط الدراسي، كما استُخدِمَت أدوات، مثل مقياس الدافع الأكاديمي، ومقياس الدافع الموجَّه تجاه الأخطاء، ومقياس الضغط الدراسي لجمع البيانات.

أظهرت النتائج تأثير الكوتشينغ في تركيز الطلاب الإيجابي خصيصاً في تقليل مستوى الضغط الدراسي في المجموعة التجريبية مقارنةً بالمجموعة الضابطة، كما أظهرت النتائج أنَّ المجموعة التجريبية، سجَّلت تحسناً بنسبة 4.34% في الدافع الأكاديمي و13.7% في تقليل الضغط الدراسي.

2. دراسة عن استخدام الأسئلة القوية في التدريب الأكاديمي

قامت بالدراسة منظمة LifeBound في عام 2018، وأكدت أهمية استخدام "الأسئلة القوية" أحد استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم خلال عملية التدريب الأكاديمي. تُعرَّف "الأسئلة القوية" بأنَّها أسئلة تحفِّز الطلاب على التفكير العميق والتأمل الذاتي، مما يساعدهم على تحديد أهدافهم الأكاديمية والشخصية ووضع خطط لتحقيقها ودعم تقدمهم الأكاديمي.

3. دراسة عن تأثير الكوتشينغ بين الأقران في التعليم العالي

قدَّم Topping وEhly في عام 1998 تعريفاً للكوتشينغ بين الأقران على أنَّه عملية مساعدة بين أفراد ينتمون إلى المجموعة أو الفئة نفسها، فيساعد أحد الأقران الآخرين على حل مشكلاتهم الأكاديمية أو الشخصية من خلال الاستماع، وتقديم التغذية الراجعة، وتلخيص المعلومات، وتقديم الدعم الإيجابي.

4. دراسة عن تأثير الكوتشينغ في الطلاب الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)"

تناولت الدراسة التي قام بها كل من (Parker, Hoffman, Sawilowsky, & Rolands) عام 2013 تحليل تأثير الكوتشينغ في الأداء الأكاديمي للطلاب الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD). تحسن انتباه الطلاب من خلال الكوتشينغ، وأظهرت النتائج أنَّ هذه الجلسات كانت فعالة في تعزيز سلوكات التنظيم الذاتي لديهم، وحسَّن الطلاب مهاراتهم في إدارة الوقت واستخدام استراتيجيات الحديث الذاتي الإيجابي، مما ساعدهم على التركيز على مهامهم الأكاديمية.

ساعد الكوتشينغ الطلاب على تنظيم أولوياتهم بفعالية و حسَّن انتباههم وقدرتهم على ضبط أنفسهم، ومع مرور الوقت، أصبح لديهم قدرة أكبر على متابعة مهامهم الدراسية دون تشتت، وهذا ما رفعَ أداءهم الأكاديمي.

مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم المعتمد على الكوتشينغ

أصبح موضوع تأثير الكوتشينغ في تركيز الطلاب في السنوات الأخيرة محل اهتمام متزايد بين الباحثين والمربِّين، مقارنة بالتعليم التقليدي الذي يعتمد اعتماداً رئيساً على دور المعلم في نقل المعلومات. وقد أظهرت دراسات علمية حول الكوتشينغ والتركيز أنَّ هذه الطريقة تؤدي إلى تحسن ملحوظ في الأداء التعليمي، خصيصاً في مجالات التفكير النقدي والتنظيم الذاتي. تبيَّن وفق دراسة حديثة عن تأثير الكوتشينغ في الطلاب، أنه يزيد تركيز الطلاب بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بأساليب التعليم التقليدية، وتعزز هذه الطريقة قدرة الطلاب على التفكير المستقل وحل المشكلات بفعالية، مما يجعل الكوتشينغ خياراً واعداً في تعزيز التجربة التعليمية وتطوير مهارات الطلاب على الأمد الطويل.

استراتيجيات الكوتشينغ لتعزيز تركيز الطلاب داخل الفصل

تعدُّ استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم من الأدوات الفعَّالة لتعزيز انتباه وتركيز الطلاب في الفصل الدراسي، فيُعَدُّ الانتباه من العوامل الأساسية التي تؤثر في عملية التعلم. تشير دراسة لـ (Posner & Rothbart, 2014) بعنوان (Attention to learning of school subjects) إلى أنَّ تعزيز الانتباه خلال عملية التعلم، يعزز الفهم والاستبقاء الأفضل للمعلومات ويؤدي إلى تحصيل معرفي أعمق، كما أكدت دراسة (Aly & Turk-Browne, 2017) بعنوان (How hippocampal memory shapes, and is shaped by, attention) على العلاقة بين الانتباه والذاكرة، فأوضحت أنَّ الانتباه الموجَّه يحسِّن تخزين واسترجاع المعلومات، مما يؤدي إلى ذاكرة أكثر دقة واستدامة.

يستخدم معلمو الصف بناءً على هذه الدراسات استراتيجيات كوتشينغ تدعم هذه العمليات لزيادة التركيز والنجاح الأكاديمي، ومن أهم الاستراتيجيات:

1. تعزيز الروابط العاطفية مع الطلاب

يبدأ المعلم الحصة بمحادثة خفيفة حول موضوع يحبه الطلاب، مثل الرياضة أو الألعاب، فعندما يشعر الطلاب بالأمان النفسي والدعم من المعلم، يصبحون أكثر استعداداً للتركيز والتفاعل مع الدرس.

2. تنظيم مساحة الدراسة والبيئة

لتطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية، يُخصَّص لكل طالب مكان هادئ بعيد عن المشتتات داخل الفصل الدراسي، فيُنظِّم المعلم المساحة باستخدام الأثاث بصورة تضمن الإضاءة الجيدة والوصول السهل إلى المواد الدراسية. في حال وجود أصوات مزعجة، يمكن استخدام سمَّاعات لإلغاء الضوضاء أو تخصيص فواصل بين الطلاب للحفاظ على بيئة تعليمية مركزة، بالتالي يمكن تنظيم أدوات الدراسة داخل الفصل تنظيماً يسهَِّل الوصول إليها ويقلل من الفوضى.

3. تطبيق مهارات إدارة الوقت

يعد التركيز على إدارة الوقت من تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الانتباه، فيمكن أن يدرِّب المعلم الطلاب على استخدام الأدوات الرقمية، مثل التقويمات الإلكترونية أو تطبيقات تنظيم المهام لتخطيط مواعيد الواجبات والاختبارات. في النشاطات الصفية، تُستخدَم تقنية بومودورو (Pomodoro)، فيعمل الطلاب بشكل مركَّز لمدة 25 دقيقة تليها 5 دقائق من الراحة، مما يعزز الانتباه والتركيز طوال الحصة الدراسية.

4. تحديد أهداف أكاديمية واضحة

يحدد الكوتشينغ التعليمي أهدافاً أكاديمية قصيرة وطويلة الأمد مع تطبيق تقنية SMART، فيمكن تحديد هدف مثل "إنهاء فصل معيَّن في الكتاب المدرسي خلال الأسبوع" أو "إجراء اختبار بعد أسبوعين من اليوم"، ويمكن للطلاب متابعة تقدمهم من خلال تقارير أسبوعية أو استخدام سجلات للتقييم الذاتي داخل الفصل لمراجعة أدائهم.

5. تطوير عادات دراسة فعَّالة

تشجِّع تقنيات الكوتشينغ لتعزيز الانتباه الطلاب على استخدام تقنيات، مثل تدوين الملاحظات الفعَّالة (مثل طريقة كورنيل)، فيقسِّمون الصفحة إلى ثلاثة أجزاء: الملاحظات الرئيسة، والكلمات المفتاحية، والخلاصة. وقد يُكلِّف الكوتشينغ التعليمي الطلاب بمراجعة هذه الملاحظات مع أقرانهم في جلسات جماعية، ما يُعزز الفهم التفاعلي للمادة.

6. تعزيز المهارات التنفيذية

يطبِّق المعلم استراتيجيات لتطوير مهارات التخطيط والتنظيم من خلال وضع خطط أسبوعية لكل طالب تتضمن المهام اليومية والمواعيد النهائية، بالتالي يجب استخدام أدوات، مثل الجداول الزمنية والخرائط الذهنية تنظِّم للطلاب أفكارهم وأعمالهم.

7. إدارة الضغط وزيادة التحفيز

يمكن للكوتش تدريب الطلاب على كيفية التعرف على علامات التوتر والإجهاد، وتزويدهم باستراتيجيات، مثل تمرينات التنفس العميق أو تقنيات الاسترخاء داخل الفصل، كما يمكن توفير بيئة تشجع على الاحتفال بالإنجازات الصغيرة، ويمكن أن يكون للكوتشينغ تأثير كبير في تركيز الطلاب، من خلال توجيههم إلى تحديد أهداف واضحة والعمل على تحقيقها تدريجياً، مما يحسِّن انتباههم ويزيد قدرتهم على التركيز داخل الفصل.

8. استغلال التكنولوجيا لتحسين التعلم

يمكن تحسين انتباه الطلاب من خلال الكوتشينغ بالاعتماد على دمج التكنولوجيا في التعليم، فيوفِّر المعلم منصات إلكترونية، مثل Google Classroom لرفع الواجبات الدراسية وتعقب تقدم الطلاب، فيتشجَّع الطلاب على استخدام هذه الأدوات يومياً من مهاراتهم التنظيمية وتتوفَّر لهم مصادر تعليمية إضافية.

9. الحركة لتعزيز الانتباه

يمكن دمج نشاطات حركية بسيطة داخل الفصل، مثل الوقوف في الإجابة أو المشي إلى اللوح لكتابة الحل، لتعزيز الانتباه؛ إذ تساعد هذه النشاطات الطلاب على التفاعل مع المادة الدراسية بتركيز.

10. تعزيز الاستقلالية وتحمل المسؤولية

تُخصَّص دقيقة صمت بين كل نشاط وآخر، فيراجع الطلاب ما تعلموه بأنفسهم، كما يمكن تشجيع الطلاب على تقييم مدى تركيزهم من خلال جدول متابعة ذاتي، فيسجل الطالب مدى انتباهه خلال كل فترة تعليمية. من خلال هذه الاستراتيجيات، يتعلم الطلاب أن يكونوا مسؤولين عن انتباههم.

دراسة حالة: تطبيق الكوتشينغ في المدرسة وتحسين تركيز الطلاب

تعد استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم من الأدوات الفعالة التي يمكن أن تحسن عملية التعلم داخل الفصول الدراسية، ونلقي الضوء على تجربة تطبيق الكوتشينغ في المدارس، وماذا حقق من فوائد للطلاب.

1. دراسة حالة عن الكوتشينغ وتركيز الطلاب في مدارس Sunrise العامة

تتكون مدارس Sunrise العامة (SPS) بوصفها منطقة تعليمية من 20 مدرسة، ويبلغ عدد طلابها 10,250 طالباً، 96% منهم من ذوي الدخل المنخفض. يواجه الطلاب في SPS تحديات كبيرة في تلبية معايير "Illinois Assessment of Readiness" (IAR)، منهم 42% من الطلاب في اللغة الإنجليزية و46% في الرياضيات لا يلبون المعايير.

قررت SPS تنفيذ تدخل أكاديمي شامل يشمل الكوتشينغ التعليمي في الرياضيات واللغة الإنجليزية من خلال المدارس الـ 20 في المنطقة، ومن نتائج تطبيق استراتيجيات الكوتشينغ:

• تحسين ممارسات المعلمين: لوحِظَت تغييرات إيجابية في ممارسات المعلمين في المدارس التي حقق فيها الكوتشينغ نجاحاً، فحسَّن تطبيق الكوتشينغ التعليمي طرائق التدريس وحقق أهدافاً أكاديمية أفضل.
• تحسين نتائج الطلاب: ظهر تحسن في نتائج الطلاب في المدارس بفضل تطبيق الكوتشينغ في الفصول الدراسية، لاسيما تلك التي كانت تدير الكوتشينغ بفعالية.

2. دراسة حالة عن الكوتشينغ وتركيز الطلاب في مدرسة من المدارس العامة جنوب إيطاليا

طُبِّقَت تقنيات الكوتشينغ في هذه الدراسة التي أجرتها صوفيا ليوني، وهي معلمة لغة إنجليزية ومدربة حياة من إيطاليا في الفصول الدراسية لتحفيز الطلاب وزيادة تركيزهم وانتباهم. طبَّقَت صوفيا تقنيات الكوتشينغ على مَرِّ السنين، معتقدة أنَّ التحفيز لا يأتي فقط من خلال التوقعات؛ بل من خلال تفاعل الطالب مع المعلم الذي يجب أن يكون مستمعاً جيداً ويعزز من احترام الطالب لذاته.

تعدُّ تقنية التصور من أهم الأدوات التي استخدمتها صوفيا، فطلبت من الطلاب تصور أهدافهم ثم كتابتها، وأثبتت هذه التقنية فعاليتها في مساعدة الطلاب على التركيز على ما يريدون تحقيقه، كما أنَّ كتابة الأهداف جعلتها أكثر قابلية للتحقيق مقارنة بالأهداف غير المكتوبة. طبَّقَت صوفيا فكرة "لوحة الرؤية" في بداية العام الدراسي، فأنشأ الطلاب لوحات تحتوي على أهداف مكتوبة وصور لأشياء يريدون تحقيقها، مما عزز من شعورهم بالمسؤولية تجاه أهدافهم.

نصائح للمعلمين: كيفية دمج الكوتشينغ في العملية التعليمية اليومية

أوضح تحليل تأثير الكوتشينغ في الأداء الأكاديمي أهميته في تحسين انتباه الطلاب داخل الفصول الدراسية؛ لذا تعد عملية دمج الكوتشينغ في التعليم اليومي من أبرز الأساليب التي يمكن أن تحسِّن أداء الطلاب وتعزز تجربتهم التعليمية، وخطوة قوية باتجاه بناء مستقبلهم. فيما يأتي بعض النصائح العملية التي تساعد المعلمين على دمج الكوتشينغ في الفصول الدراسية اليومية:

1. استمِع بنشاط

تشجيع الطلاب على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم هو بداية قوية، فاجعل الاستماع هو الأساس في كل تفاعل، واستمِعْ بتفهُّم وأعطِ الطالب فرصة للتعبير دون مقاطعة.

2. استخدم الأسئلة المفتوحة

استخدم أسئلة مفتوحة تشجع الطلاب على التفكير بعمق.

3. حدد الأهداف المشتركة

تعاوَن مع الطلاب لتحديد أهداف تعليمية واضحة وواقعية.

4. اعتمد التغذية الراجعة البنَّاءة

قدم ملاحظات بناءً على التقدم المحرز، بدلاً من التركيز على الأخطاء، واجعل التعليقات مشجِّعة وتدعم رغبة الطالب في التحسين.

5. شجِّع الاستقلالية

شجع الطلاب على تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم، واستخدِمْ استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم لتطوير مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات.

6. اعطِ وقتاً للتفكير

امنح الطلاب وقتاً للتفكير في أسئلتك أو المشكلات التي تقدمها لهم، ويمكن أن يكون هذا الوقت جزءاً من جلسات الكوتشينغ الفردية أو الجماعية.

7. استخدم الموارد المتاحة لزيادة تأثير الكوتشينغ في تركيز الطلاب

مثل: دورات تدريبية للكوتشينغ التي تقدمها مؤسسات، مثل (International Coaching Federation ICF)، و(The Coaches Training Institute CTI)، أو الكتب، مثل The Coaching Habit للكاتب "Michael Bungay Stanier"، الذي يساعد المعلمين على تعلم كيفية طرح أسئلة قوية لتحفيز التفكير وCoaching for Performance للكاتب "by John Whitmore"، الذي يوفر أساليب وتوجيهات لتعزيز أداء الطلاب باستخدام الكوتشينغ.

في الختام

باتَ تأثير الكوتشينغ في تركيز الطلاب من الأمور الواضحة اليوم، وأكدت عليها معظم الأبحاث الجديدة في مجال الكوتشينغ، ومنها تلك التي أثبتَت زيادة تركيز الطلاب بنسبة 40%. جاءت هذه الزيادة نتيجة توجيه الطلاب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لإدارة وقتهم وتركيزهم بصورة أفضل؛ إذ يعزز استخدام استراتيجيات الكوتشينغ في التعليم قدرة الطلاب على التفاعل بإيجابية مع المواد الدراسية. لذلك، يجب أن تُدمَج تقنيات الكوتشينغ وأساليبه في الفصول الدراسية بانتظام لضمان تطوير قدرة الطلاب على التركيز وتحقيق النجاح الأكاديمي.

المصادر

• Educational Coaching: The Definitive Guide
• How coaches can enhance your concentration? Strategies, Neuroscience, and Coaching Insights for Peak Performance
• Understanding the Role of Focus in Effective Learning
• Coaching in Education: A Brief Guide
• The Effects of Educational Coaching on Students' Academic Motivation, Error-Oriented Motivation and Educational Stress
• The Effects Of Academic Success Coaching On First-Year Students
• 10 ACADEMIC COACH TIPS FOR BACK-TO-SCHOOL SUCCESS
• Case Study: Sunrise Instructional Coaching