كيف يرفع الكوتشينغ جودة البرامج الإعلامية؟ دراسة أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث
كوتشينغ الإعلام تطوير الإعلام الحديث البرامج الحوارية
التطورات التكنولوجية كثيرة في يومنا الحالي، ونشر الأخبار والمعلومات والتواصل مع الجمهور بات ممكناً بعددٍ من الطرائق؛ مما يجعل الإعلاميين بحاجة إلى تطوير الأداء الإعلامي ومهارات التعامل مع الإعلام الرقمي، وهذا ما يزيد الحاجة إلى الكوتشينغ الإعلامي ويجعل دوره حيوياً في تطوير الإعلام الحديث من خلال تطوير المذيعين، وتعزيز مصداقية الإعلاميين، وبناء جيل جديد يمتلك كفاءات عالية. لتتعرف أكثر عن أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث، تابع القراءة.
ما هو الكوتشينغ الإعلامي؟ وكيف يؤثر على أداء المذيعين؟
يمكن تعريف الكوتشينغ الإعلامي بأنَّه طريقة من طرائق التدريب، يعمل على تطوير مهارات المذيعين وكل من يمتلك مهمة أو وظيفة تتطلب الظهور الإعلامي، فهو لا يقتصر على تدريب المذيعين فقط، بل يشمل السياسيين والفنانين أيضاً. تكمن أهمية الكوتشينغ في الإعلام الحديث من خلال تأثيره على أداء المذيعين، إذ يساعدهم على تطوير مهاراتهم بطريقة شاملة، منها ما يلي:
1. مهارات التواصل
يُشجع الكوتشينغ الإعلامي الإعلاميين على استخدام أساليب متنوعة من الكلام للوصول إلى الأسلوب المناسب لشخصيته، والمفهوم للجمهور.
2. مهارات الأداء
وتشمل التدريب على الإلقاء والحوار، والتعامل مع الأخطاء، والتغلب على الخوف من الظهور أمام الكاميرا.
3. المهارات الإعلامية
وهي مهارات إعداد البرامج، وإدارة الحوار لرفع جودة البرامج الحوارية.
4. المهارات الشخصية
يعزز الكوتشينغ روح التعاون لدى الإعلاميين مما يساهم في تحسين تفاعلهم مع فريق العمل ومرونتهم في التعامل مع الضيوف.
كيف يساعد الكوتشينغ الإعلامي في تحسين جودة البرامج الحوارية؟
تنتج أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث من دوره في تحسين البرامج الحوارية، وذلك من خلال التركيز على استراتيجيات الحوارات الإعلامية، ومنها:
1. تطوير مهارات أداء المذيعين
يتم تدريب المذيعين على التحكّم بمستوى الصوت وسرعة الكلام؛ ليكون الصوت أكثر جاذبية، بالإضافة لتدريبهم على تحسين مخارج الحروف، وكيفية الظهور أمام الكاميرا والتعامل مع الأحداث المُفاجِئة، مثل نسيان معلومة أو التلعثم أثناء الحديث. تشير الدراسات إلى أنَّ الصوت ولغة الجسد يجذب الجمهور بنسبة 75%.
2. إدارة الحوار
يعتمد تطوير البرامج الحوارية على تطوير مهارة المذيع في التحكم بالحوار؛ ليمنع الضيوف من الخروج عن سياق الموضوع، ويتمكن من استخلاص معلومات هامة منهم عن طريق الأسئلة المفتوحة والمباشرة أو غير المباشرة.
3. التعامل الجيد مع الضيوف
يساعد الكوتشينغ في التعرف على أساليب التعاون المختلفة بحسب طبيعة الضيوف، فبعضهم يكون صعباً ومثيراً للجدل، بينما يكون بعضهم الآخر صامتاً أو غير ودود. لذا، يجب وضع خطة للتعامل تناسب كل ضيف وفقاً لأسلوبه.
4. اختيار محتوى هام
يساعد الكوتشينغ على اختيار موضوعات مناسبة للضيوف، وجذابة للجمهور، ومتناسبة مع طبيعة البرنامج، وفيها أفكار مبتكرة لم يسبق لأحد أن أعدّها.
دور الكوتشينغ في زيادة التفاعل الجماهيري مع البرامج الإعلامية
يؤدي الكوتشينغ دوراً في تحسين التفاعل الجماهيري من خلال تدريب الإعلاميين لاكتساب استراتيجيات التواصل الإعلامي، وهي كما يلي:
1. التواصل الفعّال مع الجمهور
تتعلق أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث بتطوير مهارة المذيع على التواصل مع الجمهور باستخدام لغة حوار جذابة، وموضوعات مثيرة للاهتمام ليتمكن الجمهور من المشاركة والتعبير عن رأيه.
2. الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي
أصبحت ضرورية اليوم من أجل الترويج للبرامج، ودعوة الجمهور للمشاهدة وفهم توقعاته؛ لأنَّ بناء علاقة قوية بين المذيع والجمهور يعزز التفاعل الإعلامي، ويتم ذلك من خلال الرد على تعليقات الجمهور، وإجراء استطلاعات للرأي، والتفاعل مع المنشورات المتعلقة بالبرنامج.
3. تقييم الأداء باستمرار
يساعد الكوتشينغ المذيع على تقييم أدائه بنفسه من خلال إعادة مشاهدة برامجه واكتشاف نقاط الضعف والعمل على تحسينها، وقد أكدت الدراسات على دور الكوتشينغ في تحسين البرامج نسبة المشاهدة نتيجة المتابعة المستمرة للتدريب. وتشير الإحصائيات إلى أنَّ البرامج التي استثمرت في تطوير مقدميها شهدت زيادة في نسبة مشاهدتها 40%.
كيف يمكن لمقدمي البرامج استخدام الكوتشينغ لبناء حضور إعلامي قوي؟
من أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث أنَّه يساعد على بناء هوية المذيع الإعلامية أيضاً، ويمنحه الكاريزما المميزة من خلال الاستراتيجيات التالية:
1. اكتشاف ذاته
ويتم من خلال تحليل نقاط القوة والضعف للمذيع، وتحديد الجوانب المميزة التي تضمن بناء الثقة على الشاشة، ومعرفة القيم والمبادئ التي يؤمن بها لتكون جزءاً من شخصيته الإعلامية.
2. إنشاء صورة إيجابية
وتعتمد على الاهتمام بالمظهر الخارجي ولغة الجسد، وخاصة كيفية الوقوف والجلوس ليشعر الجمهور بأنَّه شخص متزن دائماً.
3. استراتيجيات التأثير الإعلامي
وهي التي تمنحه الكاريزما الخاصة من حيث الثقة بالنفس والتغلب على رهبة الكاميرا، وكيفية التواصل مع الضيوف وفريق العمل، ومهارات تقديم البرامج الجذابة وإعدادها أيضاً.
4. المتابعة
يعمل الكوتشينغ على تحفيز الإعلامي على التدريب المستمر، وتطبيق استراتيجيات التواصل وتمارينه، والتحدث لتطوير مهاراته.
نماذج من الإعلاميين الناجحين على مستوى العالم
من الإعلاميين الذين نجحوا في تطبيق استراتيجيات التأثير الإعلامي وحققوا حضوراً تلفزيونياً باهراً، نذكر "لاري كينغ" الذي كان مذيعاً لبرنامج حواري إذاعي أمريكي، وأصبح "لاري كينغ لايف" من أشهر البرامج في العالم بفضل الكوتشينغ. وكذلك "أوبرا وينفري" التي أكَّدت دور الكوتشينغ في تطوير مهاراتها، مما ساعدها على أن تصبح من أهم الإعلاميات على مستوى العالم.
استراتيجيات الكوتشينغ لإدارة الحوارات الإعلامية بفعالية
تُثبت إدارة الحوارات بنجاح وتحسين الأسئلة الإعلامية أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث، وفيما يلي توضيح لدوره في ذلك:
1. التحكم في لغة الجسد
يعمل الكوتشينغ على تدريب الإعلامي ليتمكن من التحكم في تواصله البصري، وإيماءاته، وطريقة جلوسه، وتحريك يديه، مما يعكس ثقته في معلوماته. كما يساعده ذلك في شعور الضيف بسيطرته على الحوار واستعداده للنقاش بحرية، مما يسهم في تشجيع الضيوف على التعبير عن آرائهم بصدق. وتشير الدراسات إلى أنَّ تأثير الكوتشينغ على التحكم بنبرة الصوت أدى لتحسين الحوارات بنسبة 60%.
2. التحكم بالحوار
يتم من خلال إدارة الوقت بفعالية، وتخصيص وقتٍ كافٍ لكل سؤال، والمحافظة على الموضوع الرئيسي دائماً.
3. التعامل الجيد في المواقف الصعبة
وقد تَحدُث مع الضيف المستفز الذي يقاطع المذيع أو عند تضارب الآراء، فمن الضروري محافظة الإعلامي على الهدوء واحترام الرأي الآخر وتَقبُّل الاختلاف في وجهات النظر.
4. إعداد الأسئلة القوية
يدرب الكوتشينغ الإعلامي على كيفية إعداد أسئلة مثيرة للاهتمام تجعل الضيف يشعر بأهميته ومن ثمَّ يضطر للإجابة عنها.
تأثير التدريب الإعلامي على ثقة المذيع وتفاعله مع الضيوف والجمهور
تساعد ثقة المذيع بنفسه على تحسين الأداء أمام الكاميرا، ويُثبت التدريب أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث بالاعتماد على تعزيز الثقة في النفس من خلال:
1. التركيز على نقاط القوة
يعمل الكوتشينغ على تعزيز نقاط القوة لدى المُقدِّم ليستغلها بالصورة الصحيحة، ويساعده على تحسين نقاط الضعف منعاً لظهورها أمام الجمهور.
2. تطوير المهارات
وهي مهارات التواصل والأداء والتدريب على مهارات الإلقاء وإدارة الحوارات.
3. التعامل مع التحديات
يساعد الكوتشينغ على تعامل المذيع مع الأعطال الطارئة، والمواقف غير المتوقعة على الهواء مباشرة.
4. التغلب على التوتر
يعلّم الكوتشينغ الإعلاميين كيفية القيام بتمارين تنفس تساعد على الاسترخاء لتمنع من سيطرة التوتر عليه أثناء الحوار.
تشير الدراسات إلى أنَّ الكوتشينغ قادر على تحويل المذيع الخجول وعديم الثقة بالنفس إلى واحد من أفضل المحاورين الذين يقدمون محتوى عالي الجودة. على سبيل المثال، "ميغان كيلي" الصحفية ومُقدمة البرامج التي عَمِلَت في قناة إن بي سي نيوز، وفوكس نيوز، استعانت بالكوتشينغ لتطوير مهاراتها، وبمساعدته تمكنت من أن تصبح من أشهر إعلاميات الولايات المتحدة.
دور التدريب الإعلامي في تحسين لغة الجسد وأسلوب الخطاب
تُعد لغة الجسد في الإعلام من أهمِّ استراتيجيات التأثير الإعلامي، وتَثبُت أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث من خلال ما يلي:
1. تحسّن مهارات الإلقاء
وتشمل تَعلُّم كلمات جديدة لتوسيع مفرداته، وتطوير الأسلوب اللغوي المميز، واستخدام أمثلة هامة وأفكار في الحديث لكونها تساعده على منح المصداقية.
2. فهم لغة الجسد
يساعد الكوتشينغ على فهم التأثيرات التي يصدرها الجسد لمعرفة الرسائل التي تصدر منه للجمهور.
3. استخدام حركات مناسبة
يُشجع الكوتشينغ على استخدام الحركات والإيماءات المناسبة للتعبير عن الأفكار.
4. موقف الجسد
يعلّم الكوتشينغ كيفية التّحرُّك بطريقة صحيحة أمام الكاميرا لضمان التناسق والتكامل بين الكلام وحركات الجسد، حيث تشير الإحصائيات إلى أنَّ 70% من انطباعات الجمهور تأتي من الرسائل التي يُوصلها الجسد لهم، ومن التواصل غير اللفظي.
كيف يساعد الكوتشينغ الإعلامي في تحسين تفاعل الجمهور مع المحتوى؟
تؤكد المشاركة الجماهيرية أيضاً على أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث، حيث يعمل من خلال استراتيجيات التفاعل الإعلامي المناسبة، وهي:
1. تحسين التواصل البصري
يتم من خلال تعليم الإعلاميين كيفية توزيع النظر بطريقة متوازنة.
2. الاستماع الفعال
يشجع الكوتشينغ على محادثة الجمهور بطريقة صحيحة، والإنصات لمشاركاتهم قبل البرنامج وأثنائه.
3. استخدام عناصر تفاعلية
لكونها تزيد إشراك الجمهور، مثل المسابقات.
4. اختيار موضوعات جذابة
يشجع الكوتشينغ على متابعة التطورات الحاصلة في العالم من أجل اختيار ما يُهمُّ الجمهور لزيادة مشاركته.
أمثلة لبرامج ناجحة
برنامج "ذا فويس" من البرامج الغنائية المشهورة حول العالم، وقد حقق بفضل الكوتشينغ الإعلامي تطوراً كبيراً، وكذلك برنامج "إكس فاكتور"، و"أرابز غوت تالنت"، وبرنامج "من سيربح المليون؟"، جميعها حققت نجاحاً بفضل تطور مهارات الإلقاء والتعبير، والتفاعل مع المشاركين والجمهور.
في الختام
وضّح مقالنا أهمية الكوتشينغ في تطوير الإعلام الحديث من خلال تعليم الإعلاميين كيفية التحكم بلغة الجسد، والتواصل الفعّال، وتطوير المهارات الإعلامية المختلفة؛ لتحقيق تفاعل جمهوري ونسبة مشاهدة عالية وبناء هوية المذيع الإعلامية، لتكون كالبصمة الخاصة به. تشير الدراسات إلى أنَّ 85% من الإعلاميين كان مفتاح نجاحهم هو التدريب الإعلامي، فاستخدم ذلك المفتاح أيضاً، وحَقّق النجاح والشهرة الإعلامية.
المصادر
- Three Key Reasons You Need Media Coaching for Talk Show Interviews – MarianneSchwabLive
- Unlock Success: Essential Media Coaching for Beginners & Execs
- Who needs media training and what are the benefits | GlobalCom PR Network
- How Media Training Can Elevate You And Your Message
- career-enhancing lessons for journalists | by Lekan Otufodunrin | Medium
دعنا نساعدك
دعنا نساعدك
حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن
آخر المدونات
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اكتب بريدك الالكتروني واضغط على زر اشتراك
اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.