تطبيق الكوتشينغ في المنزل

blog-details

الكوتشينغ في المنزل

تركز مهارات الكوتشينغ في استخدام أسلوب الكوتشينغ في العمل، وخاصةً في الأدوار القيادية.

لكن ماذا عن المنزل؟ هل يعمل نفس الأسلوب مع العلاقات الأسرية، بما في ذلك مع الأطفال؟ الجواب هو "نعم".

تدور فكرة الكوتشينغ حول الإيمان بالناس، وخاصةً بأنَّ لديهم القدرة على حل مشكلاتهم الخاصة، ويتعلق الأمر بمساعدة الناس على التعلُّم، بدلاً من إخبارهم بما يجب عليهم فعله، فالكوتش الجيد سيقول "جرب" و"حاول".

يحبُّ الناس عموماً الحصول على حرية تجربة الأمور بأنفسهم بدلاً من إخبارهم بما يجب عليهم فعله.

يتضمن هذا المقال طريقة اعتماد أسلوب الكوتشينغ:

  • مع الأطفال.
  • مع المراهقين والبالغين.
  • مع نفسك.

أسلوب الكوتشينغ مع الأطفال:

يحب الأطفال التجريب بالفطرة، ومنذ اللحظة التي يلتقط فيها الطفل لعبةً ويضعها في فمه، فإنَّه يختبر العالم.

في بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه التجارب خطرة تماماً أو تبدو كذلك، وأحياناً تسبب الفوضى بصورة مزعجة للآباء، وتُعَدُّ التجربة في سن مبكرة طريقة أساسية يتعلَّم بها الأطفال والرضع عن العالم.

إذا تمكنت كوالد من التغلُّب على مخاوفك بشأن الفوضى ومنحت أطفالك حرية تجربة الأشياء، فأنت على الطريق الصحيح لاعتماد أسلوب كوتشينغ التربية.

من الواضح أنَّ بعض الأشياء خطيرة في الأساس؛ فعلى سبيل المثال لا يمكن لأي منا أن يسمح للأطفال الصغار بتجربة اللعب في الطريق أو بالكهرباء دون إشراف، لكن مع الإشراف؛ فإنَّ معظم الأمور ممكنة.

على سبيل المثال هل يرغب أطفالك في معرفة الضرر الذي يمكن أن تحدثه السيارة؟ ضع صندوقاً من الورق المقوى في الخارج، ودعهم يدفعون شاحنات اللعب والسيارات فوقه، ثم اسألهم ما الذي يمكن أن تفعله السيارة الحقيقية بأشياء أخرى.

يمكن استيعاب الدروس المستفادة بهذه الطريقة بسرعة وكفاءة، وأسرع بكثير من مجرد قول: "لا، لا تلعب بهذا الشيء، إنَّه أمر خطير".

الشيء الهام بالنسبة إليك كوالد هو التفكير بطريقة "حسناً، لماذا لا نجرب؟" بدلاً من: "لا، سيكون الأمر شديد الفوضى".

يمكن غسل الملابس وتنظيف الأرضيات بمساعدة أطفالك، وبمجرد مشاركة الأطفال، اسألهم عمَّا يريدون فعله بدلاً من إخبارهم بما يجب عليهم فعله، واقترِح نشاطاً أو اسألهم ما الذي يريدونه، وسيكون دورك بصورة أساسية هو طرح الأسئلة التي ستوجه تفكيرهم، وليس إخبارهم بالإجابات.

تتضمن أسئلة الكوتشينغ الجيدة ما يلي:

  • ماذا يحدث عندما تفعل هذا الأمر؟
  • كيف تشعر عندما تحاول القيام بذلك؟
  • ما الذي سيحدث برأيك إذا فعلتَ هذا الأمر؟ جرِّبه وراقب.

هي ليست مجرد تجارب جسدية أيضاً، فقد يستكشف الأطفال الصغار أيضاً عالم العواطف، حتى لو لم يسِر ذلك دائماً بصورة سلسة، ويمكن أن يساعد أسلوب الكوتشينغ الأطفال على التفكير في شعور الآخرين تجاه أمر فعلوه أو قالوه:

  • كيف كنت ستشعر لو فعل ذلك بك؟
  • كيف تعتقد أنَّه يشعر؟

أسلوب الكوتشينغ مع المراهقين والبالغين:

عندما يكبر الأطفال؛ من الهام جداً منحهم مساحة لارتكاب الأخطاء، وسيتفهَّم الشباب الذين نشؤوا مع أسلوب الكوتشينغ أنَّ الأمور لا تسير دائماً بالطريقة التي يتوقعونها، وسيكتسبون المزيد من المرونة من هذا الأمر، لكن ستبقى هناك بعض الأحداث والأشخاص الذين يمنعونهم عن التقدم.

بصفتك والداً؛ ستحتاج إلى أن تثق بهم لتشجِّعهم على إيجاد حلولهم الخاصة، والتحدُّث إليك مسبقاً إذا رغبوا في ذلك.

في هذه المرحلة يمكن أن تشمل أسئلة الكوتشينغ الرئيسة ما يلي:

  • ما الذي تعتقد أنَّه كان في إمكانك القيام به بطريقة مختلفة؟
  • كيف يمكنك التعامل مع هذا الأمر؟ وما هو تأثير ذلك برأيك؟
  • كيف سيكون شعوره برأيك؟

يمكنك استخدام نفس الأسلوب في طريقة إدارة واجباتهم المدرسية والمراجعة وطلبات التقدم إلى الجامعات أو العمل.

تساعدهم الأسئلة المفتوحة - التي تسأل عن اقتراحهم بكيفية القيام بأمر ما، وما إذا كانوا يعتقدون أنَّ هذا الأسلوب سيكون فعَّالاً - على فهم أنَّك تمتلك الثقة بقدراتهم، ولكنَّك موجود لدعمهم خلال هذه العملية.

ينجح هذا الأسلوب مع البالغين أيضاً، وإذا كنت قلقاً من أنَّ طرح الأسئلة يعني أنَّك لا تؤمن بهم، فحاوِل البدء بشيء مثل:

"أعلَم أنَّه يمكنك القيام بذلك، ولكنَّني سأكون أكثر ارتياحاً للعملية إذا فهمتُ كيف ستفعل ذلك، وتحديداً ما يمكنني فعله لمساعدتك".

سيُظهر هذا الأمر أنَّك تقدم الدعم دون أي إزعاج، لكن يعني أنَّه يمكنك مناقشة المخاوف معهم.

الكوتشينغ الذاتي:

يمكن أن تكون القدرة على اتِّباع أسلوب الكوتشينغ مع نفسك أمراً هاماً لتطورك الشخصي وتساعد على تعزيز ثقتك بنفسك، وربما يكون أهم جزء في الكوتشينغ الذاتي هو منح نفسك خيار الفشل.

من السهل الوقوع في فخ عدم تجربة أمر جديد أو مختلف؛ وذلك لأنَّك تخشى أن تفشل؛ لذا حاوِل أن تكون منفتحاً ومستعداً لتجربة الأمور، والتعامل معها على أنَّها فرص تعليمية إيجابية حتى لو لم تسِر بالطريقة التي توقعتها أو رغبت فيها.

للتأكُّد من قيامك بذلك، قد تجد أنَّه من المفيد تذكُّر هذه النصائح الهامة:

  • كُن فضولياً واستمر في الاستفسار عن المكان الذي تريد الوصول إليه، وما الذي تريد تحقيقه.
  • ضع أهدافاً لنفسك واجعلها محددة وإيجابية.
  • أَنصِت إلى نفسك، وانظُر كيف تتحدث عن المكانة التي وصلت إليها، أو ما الذي تريد تحقيقه، وتحدَّ نفسك.
  • ضع لنفسك بعض التحديات وراقِب ما الذي سيحدث، وتعامَل مع التحديات كفرص للتعلُّم والحصول على التغذية الراجعة.
  • امنَح نفسك الوقت للتأمل.
  • ضَع نفسك مكان الآخرين وانظُر إلى العالم من منظور مختلف، واسأَل نفسك "كيف سيكون شعور الآخرين حيال هذا الأمر؟"
  • اطلُب الدعم من الآخرين وتقبَّله، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب التواصل وطلب المساعدة.
  • حاوِل أن تؤمن بنفسك.
  • تذكَّر أنَّك الشخص المسيطر ولا أحد يتحكم بك، وامنَح نفسك الإذن لتولي مسؤولية حياتك الخاصة.

فكِّر في نفسك كمدير تنفيذي لحياتك:

اسأل نفسك عن مقدار القوة التي منحتها للآخرين "والتي قد تشمل الأطفال والشريك والمدير وغيرهم" مقارنةً بالقوة التي تمتلكها بنفسك.

ضع في حسبانك ما إذا كان هذا هو التوازن الصحيح، أو ما إذا كنتَ تريد استعادة بعض الطاقة.

بصفتك الرئيس التنفيذي؛ أنت تمتلك القدرة على القيام بذلك إذا كنت تريد ذلك.

في الختام:

يُعَدُّ أسلوب الكوتشينغ وسيلة قوية لتحقيق نتائج لنفسك وللآخرين.

إنَّ إيمانك بقدرات مَن حولك وبذاتك هو طريقة إيجابية للغاية لمواجهة العالم، وسينعكس ذلك حقاً على طريقة تعامل الآخرين معك.

إنَّ منح نفسك الفرصة لتجربة الأمور - دون القلق بشأن ما إذا كانت ستنجح؛ وإنَّما فقط فيما إذا كنت ستتعلم منها - سيساعدك على مواجهة العالم بثقة أكبر.

دعنا نساعدك

دعنا نساعدك

حقق أهدافك واحصل على الدعم الذي تحتاجه، تواصل معنا وابدا رحلة التغيير التي تريدها.
تواصل معنا الآن

آخر المدونات

كيف ساعد الكوتشينغ 85% من روَّاد الأعمال الناجحين؟ إليك الطريقة لتحقيق نفس النجاح

هل كنت تعلم أنَّ 85% من روَّاد الأعمال الناجحين قد استعانوا بالكوتشينغ لتحقيق قفزات نوعية في مسار أعمالهم؟ تشير هذه النسبة الكبيرة بوضوح إلى أهمية اقرأ المزيد

الكوتشينغ القيادي: رحلة تطوير القادة وتعظيم نجاح المؤسسات الحديثة

ماذا لو لم يكن مفتاح نجاح المؤسسات الحديثة في الاستراتيجيات المعقَّدة أو التكنولوجيا المتطورة؛ بل في القادة أنفسهم؟ الكوتشينغ القيادي ليس مجرد تدريب أو استشارات اقرأ المزيد

كيفية السيطرة على المتدربين الصعبين من خلال الكوتشينغ

مهما بلغت خبرة المدرب، لا بدّ أن يواجه في قاعة التدريب ذلك النوع من المتدربين الصعبين الذين يشكلون تحدٍّ حقيقياً. فقد يكونون مقاومين، أو غير اقرأ المزيد

اشترك الآن واحصل على آخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت قد مضى.