يساعد كوتشينغ ريادة الأعمال رواد الأعمال على تحقيق الأهداف المهنية وتطوير مهاراتهم وإخراج قدراتهم الكامنة واستغلالها استغلالاً صحيحاً؛ إذ يعد تأثير الكوتشينغ في المشروعات كبيراً؛ لأنَّه يوفر الرؤية الواضحة ويطور خطة العمل ويساعد على التغلب على التحديات المالية والتسويقية والإدارية وتحسين قرارات الاستثمار وتسريع نجاح المشروعات الناشئة، بالتالي يزيد من قيمته وجاذبيته للمستثمرين، وفي مقالنا مجموعة قصص حول أهمية كوتشينغ ريادة الأعمال ودوره، فتابِعْ القراءة.

قصة نجاح رائد الأعمال الأول: من الفكرة إلى أول عميل

تثبت قصص نجاح رواد الأعمال حول العالم أهمية التوجيه والإرشاد وكوتشينغ ريادة الأعمال عموماً، ففي السابق لم تطلق تسمية "كوتشينغ" على الإرشاد؛ بل كان عبارة عن نصائح تعتمد على مبادئ الكوتشينغ.

وبالرغم من ذلك أثبتت قدرتها في نجاح المشروعات الناشئة، مثل قصة نجاح ستاربكس التي بدأت بمتجر صغير يبيع حبوب البن في سوق بايك بلايس في "سياتل" عام 1971، ثم انضم "هوارد شولتز" بوصفه مدير تسويق للمتجر عام 1982.

واكتشف في زيارته لإيطاليا ثقافة المقاهي الإيطالية، فكانت رؤيته أن ينشئ مكاناً ثالثاً غير المنزل والعمل للاستمتاع بالقهوة، فقدَّم مشروب القهوة في المتجر، ولكنَّ مؤسسي ستاربكس لم يوافقوا.

وواجه كافة التحديات؛ لأنَّ ثقته بنفسه كانت عالية وحصل على التوجيه الكافي من الخبراء في مجال التسويق والإدارة، وفتح مقهى خاصاً به باسم "الجورنالي" في 1986، فجمعَ الأموال بعد عام واشترى ستاربكس وبدأ بالتوسع في الولايات المتحدة وتقديم مشروبات، مثل الكابتشينو واللاتيه، ثم تحولت ستاربكس لسلسلة من المقاهي العالمية وأصبحت رمزاً للقهوة عالية الجودة.

ساعده كوتشينغ ريادة الأعمال على صياغة وتطوير نموذج العمل القوي وأعطت ستاربكس الألوية لتجربة العملاء حتى في الأوقات الصعبة، وكانت تلك الاستراتيجية من أهم استراتيجيات نجاح رواد الأعمال وكسب العملاء من أول عميل إلى الآن، فقد قدَّم تجربة مميزة ضمن أجواء مريحة وخدمة ممتازة تلبي حاجة الآخرين، وكانت مرونتها عالية، فاستفادت من الابتكار والتغيرات، مثل تقديم المدفوعات من خلال الهاتف المحمول، فعزز ذلك ولاء العملاء وأصبح للشركة 35711 متجراً في 80 دولة في 2022.

الدروس المستفادة من القصة واستراتيجيات كوتشينغ الأعمال التي يمكن تطبيقها عند إطلاق المشروعات الصغيرة وتحويلها لأهم الشركات ما يأتي:

1. تقديم خدمة فريدة للعملاء لا تشبه الخدمات المنافسة.
2. بناء علامة تجارية مميزة وقوية، بالتالي حصل على تصميم شعار جذاب ومتناسق.
3. التوسع الاستراتيجي للوصول للمناطق المزدحمة، ولضمان وصول المنتج لأكبر عدد من العملاء.
4. الاستمرار بالابتكار كما فعل شولتز بتقديم منتجات أخرى بهدف زيادة مبيعات المشروعات الصغيرة لتتمكن من النمو.

قصة نجاح رائد الأعمال الثاني: التغلب على العقبات المالية

يتضمن كوتشينغ رواد الأعمال عدة مجالات، منها الكوتشينغ المالي وعدد من رواد الأعمال يستعينوا به ليواجهوا التحديات المالية التي تقف بوجههم، ومن الأمثلة عن دور كوتشينغ رواد الأعمال قصة شركة "سيلزفوس".

صرَّح "مارك بينوف" المؤسس والمدير التنفيذي لها أنَّ "توني روبنز" (مدرب ومستشار لعدد من رواد الأعمال والقادة في العالم) كان له دور فعال في نمو الشركة، وطبَّق تقنيات متعددة أهمها:

1. غيَّر توني روبنز العقلية للقادة، فعزز المسؤولية المالية لديهم وعلمهم كيفية السعي لتحقيق الأهداف بأقل التكاليف الممكنة، وذلك من خلال التقليل من التكاليف غير الضرورية.
2. التشجيع على الابتكار واكتشاف طرائق جديدة لتحسين العمل وتقليل تكاليفه.
3. تحديد أهداف مالية ووضع خطط فعالة لتحقيقها، وتقسيم الأهداف الكبيرة لأهداف صغيرة يسهل تحقيقها.
4. تحفيز الموظفين وتطوير مهاراتهم للتقليل من الهدر بسبب الأخطاء.
5. تعزيز التواصل الفعال بين مختلف أقسام الشركة لتجنب الازدواجية بالعمل؛ ولأن التعاون يؤدي دوراً هاماً في تحسن الأداء، بالتالي اختصار الوقت والجهد والتكاليف.

ويعد تأثير توجيه كوتشينغ رواد الأعمال في قرارات الاستثمار كبيراً، سواءً في القصة السابقة أم في دراسات حالة ريادية أخرى، مثل حالة "سام ميكلسن" وهو شخص أمضى 25 عاماً في التوظيف.

ثمَّ بحثَ عن سعادته الحقيقية بالاستعانة بالكوتشينغ، وأراد بدء عمل تجاري والتغلب على ثقته بنفسه المهزوزة، فتغيرت طريقة تفكيره واتخذ الخطوة الأهم في حياته وأنشأ شركة توظيف "TrueWorth Consulting" في مجال التكنولوجيا وحقق مبيعات بقيمة مليون جنيه استرليني خلال عامين، ويمكن اختصار تأثير الكوتشينغ في قرارات الاستثمار كما يأتي:

1. توضيح الرؤية والأهداف وتحديد المخاطر والعوائد.
2. تقييم الفرص الاستثمارية وتجنب القرارات المتسرعة والعاطفية.
3. وضع خطط استراتيجية متكاملة ومتابعة أداء الاستثمارات وتعديل الخطط عند الحاجة.
4. المرونة والتكيف مع تغيرات السوق والحفاظ على التركيز على الأهداف الرئيسة عند اختلاف الظروف.

قصة نجاح رائد الأعمال الثالث: بناء علامة تجارية ناجحة

توضح قصص النجاح كيف يضع كوتشينغ ريادة الأعمال استراتيجيات تسويقية فعالة ويحقق الأرباح الأولى، فمثلاً مشروع "Airbnb" الذي بدأت فكرته في 2007 للمؤسسين "بريان تشيسكي وجو جيبيا" فكانا في ضائقة مالية ولم يدفعا أجار شقتهما فوضعا ثلاثة أسِرَّة هوائية وأعلنوا عن إمكانية تأجيرهم مع وجبة إفطار من خلال موقع إلكتروني بسيط سموه "AirBendBrekFast.Com" تزامناً مع وجود مؤتمر للتصميم في المدينة وكانت الفنادق مزدحمة حينها.

فحققوا أول دخل لهم من المشروع، وشاركوا ليتغلبوا على التحديات في برنامج "Y Combinator" لتسريع نمو الشركات الناشئة، ثمَّ حصلوا على التدريب اللازم وتعلموا كيفية التسويق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لخدماتهم.

وبنوا علامة تجارية قوية بالاستفادة من التسويق بالمحتوى من خلال مدونة خاصة بها وقناة يوتيوب تقدم نصائح وإرشادات، فأصبحت شركتهم خلال فترة قصيرة من أهم الشركات حول العالم التي توفر الملايين من أماكن الإقامة حول العالم.

ويعدُّ تأثير كوتشينغ ريادة الأعمال في تعزيز الثقة بالنفس واتخاذ القرارات الصحيحة كبيراً، فقد سلَّط مؤسسي الشركة الضوء على القيمة الفريدة لهم، بالتالي جذبوا المستثمرين وحصلوا على التمويل اللازم لتوسيع نطاق العمل وتحقيق أرباح مستدامة.

الدروس المستفادة: كيف يمكن تطبيق هذه الاستراتيجيات على مشروعك؟

يؤدي كوتشينغ ريادة الأعمال دوراً محورياً في نجاح المشروعات الناشئة، ويعلِّمك كيفية تحقيق الأرباح الأولى، ولكنَّ عليك الانتباه للنقاط التالية:

خطوات عملية لأي رائد للاستفادة من الكوتشينغ

1. تحديد الأهداف بوضوح.
2. اختيار الكوتش المناسب لمشروعك والذي تشعر بالارتياح معه.
3. الالتزام بخطة الكوتشينغ سواءً بالجلسات أم بتطبيق ما تتعلمه.
4. استخدام أدوات الكوتشينغ لتطوير مهاراتك باستمرار.
5. تقييم النتائج التي حققتها ومتابعة الخطط والتعديل عليها إن لزم الأمر.

نصائح من خبراء الكوتشينغ حول تحقيق النجاح في وقت قصير

1. تحديد أهداف ذكية لتكون الرؤية واضحة أمامك.
2. التركيز على الأولويات وتجنُّب التشتت بالمهام الأقل أهمية.
3. عدم تأجيل الأعمال، فالتقدم البسيط أفضل من تأجيل النجاح المتكامل.
4. لا تخف من ارتكاب الأخطاء أو من الفشل، فكل خطوة فاشلة هي درس وفرصة للنمو والتطور.
5. بناء علاقات قوية مع أشخاص داعمين ومؤثرين ضمن المجال نفسه بحضور المؤتمرات والندوات وورشات العمل.
6. التطوير الذاتي والتعلم المستمر هو مفتاح استدامة النجاح والتكيف مع التغيرات في العالم المحيط، فكن مستعداً دائماً لتطوير ذاتك.
7. المحافظة على التوازن بين الحياة الشخصية والعمل لتحقق النجاح المتكامل.

قائمة بأفضل الكوتشينغ المختصين لمساعدة رواد الأعمال

• توني روبنز: يُطلِق العنان لقوتك الداخلية بالاعتماد على التحدث التحفيزي وتقنيات البرمجة العصبية.
• مارشال جولدسميث: يعمل بوصفه مدرباً ومستشاراً ويتملك أدوات وتقنيات لإحداث التغيير الإيجابي في سلوك القادة ورواد الأعمال لإحداث تغيير إيجابي في منظمة بأكملها.
• سوراب كوشيك: يعزز أسلوبه أداء الأعمال وصفات القيادة لرواد الأعمال.
• جاي ابراهام: يساعدك من خلال نهجه الذي أنقذ شركات من الإفلاس في عدة أشهر؛ بل وضاعف الإيرادات؛ لأنَّه يركز على الابتكار والتميز.
• بريان تريسي: يدرِّب الأفراد لتحقيق تميز ونمو شخصي في الحياة المهنية وتحسين الإنتاجية والمهارات القيادية.
• ديفيد ألين: يحسن الإنتاجية ويعزز التركيز والتنظيم.
• ليزا نيكولز: تُحدِث تغييرات حقيقية ودائمة في حياة العملاء وتعدُّ من أكثر المتحدثين التحفيزيين إقناعاً للعملاء.

في الختام

يؤدي كوتشينغ ريادة الأعمال دوراً هاماً في نجاح المشروعات الناشئة بمختلف أنواعها، وقد ذكرنا في مقالنا مجموعة قصص نجاح لرواد أعمال تمكنوا بفضل التوجيه المحترف من تحقيق أهدافهم المهنية وتحويل أفكارهم لشركات ناجحة ومشهورة على مستوى العالم؛ لذلك استغل الوقت واستثمِرْ في نفسك واستفِدْ من استراتيجيات الكوتشينغ لتحقِّق حلمك وتنجح في مشروعك الخاص.

المصادر

• 5 Creative Entrepreneur Coaches Share Their Coaching Successes
• موقع Airbnb.. من فكرة "ساذجة" لإمبراطورية عالمية بمليارات الدولارات
• Success story of Starbucks
• From Coaching to Company: Success Stories of Three Entrepreneurial Innovators
• 15 Most Successful Coaches in the World